![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي، العام: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين. الحلقة الثانية (ج): س/ ما هي الحاجات و كيف تُلبى وتُشبع؟. قد كتبنا فيما سبق، أن لجنبتي الشخصية الإنسانية بأبعادها الكثيرة، حاجات، وهذه الحاجات يجب أن تلبى وتُشبع قدر الإمكان، كي يصبح الإنسان إنسانا. س/ ولكن كيف تلبى، وكيف تُشبع، وكيف يصبح الإنسان إنسانا؟. " بداية ... سوف نبتعد عن المصطلحات المنطقية والفلسفية والنفسية قدر الإمكان، كي يتضح للكل استيعاب الموضوع كما يطرح". يولد الإنسان وهو يمتلك الإنسانية كقوة كامنة فيه، ومع التربية والتعليم والتأديب والمعرفة، التي يحوطها و يرعاها الدين كمنظومة كاملة - ( فقه أكبر" عقائد" - فقه أصغر" الأحكام الفرعية كالصلاة والصوم وغيرها" - أخلاق ومعارف) - ويربيها، عندئذ فقط، و شيئا فشئيا تربو هذه الجوانب لشخصيته و يصبح إنسانا بالفعل. وإن هو أبعد الدين عن تربية وبناء شخصيته فإنه لن يصبح إنسانا كما ينبغي له، بل يتحول إلى كائن آخر؛ وإن هو أبعد الدين عن بعض جوانب شخصيته، فإنه يصبح إنسانا مريضا وغير سوي السلوك في جوانب شخصيته، أو ربما في كلها. وهذه الحاجات ضرورية جدا لتلكم الجوانب والأبعاد، فلابد أن تلبى و تُشبع حسب حاجة كل بعد من أبعاد الشخصية، ويجب أن يُعطى كل بُعد من أبعاد الشخصية حقّه من الحاجة حسب طاقته وحسب متطلباته بالتساوي مع باقي الجوانب والأبعاد، وأن لا يطغى جانب على جانب، أي لا نهتم بجانب على حساب جانب آخر، أي لا نهتم بالجسد على البعد العقلي، ولا بالجسدي على سائر الأبعاد الأخرى، بل كما تلبى حاجات الجسد وتُشبع، كذلك وبنفس المعيار أيضا تلبى حاجات البعد النفسي والاجتماعي واللغوي والروحي و.. و.. الخ. و إشباع هذه الجوانب والأبعاد، ليست متروكة لهوانا، أي أننا نعطي ونلبي حاجة البُعد متى ما نريد ونهمله وقت ما نريد، هذا خطأ؛ بل إن جاء وقت تلبية أي جانب وأي بعد من أبعاد الشخصية و لم يجد من يهتم به وتلبى له حاجته ونُشبعها، فسوف يقوم هو بإشباع وملء حاجاته بنفسه، سواء صحيحة أو غير صحيحة، حلال أو حرام. لذلك من الخطأ أن نترك هذه الأبعاد تلبي حاجاتها بنفسها، دون تربية وعلم ومعرفة ودين صحيح؛ أي من الخطأ أن لا نلتفت إلى أبعاد شخصيتنا ونعطيها كل ما تحتاج إليه من متطلبات وحاجات في الوقت المناسب. فإننا إذا احتجنا إلى الأكل كحاجة جسدية، ولم نأكل ولم نجد شيئا وأصابنا الجوع الشديد، فسوف نلجأ إلى أي شيء ونأكله، سواء مفيد أو ضار حلال أو حرام، كي لا نموت؛ لذلك الشارع المقدس أجاز أكل المِيتَة إن أشرف الإنسان على الموت ولم يجد إلا هي. كذلك باقي الجوانب، إن أهملناها فسوف تؤول نفس المآل. كمن يريد الزواج ولا يجد الزواج، فإما أن يلبي حاجته ويشبعها بالحرام أو تلبى وتشبع بالعقد النفسية، ولا ثالث لها. لذلك وضع ديننا الحنيف حلولا لمن لا يجد ما يلبي حاجته للزواج أو غيرها من الحاجات التي تعتور شخصيته وهي حاجة ملحّة ولكنه لا يجد. و ذلك في المستحبات وغيرها من الأخلاقيات التي نصّ عليها ديننا الحنيف. ونكرر، أن هذه الحاجات لا تشبع بأي طريقة وأسلوب كان، ومن أي أحد، بل هناك خطة إلهية رسمها الشارع المقدس وأيدها العلم الصحيح لإشباع وتلبية الرغبات والحاجات الإنسانية، كي يصبح الإنسان كما أراد الله وليس كما أراد الشيطان أو النفس الأمارة. فالأمراض الجسدية، النفسية، الاجتماعية، العقلية و الروحية؛ هي نتيجة طبيعية لعدم تلبية وإشباع الحاجات، أو أنها نتيجة إشباع الحاجات بطريقة غير صحيحة وغير شرعية وغير سوية وسليمة؛ سواء على مستوى الإنسان الموجود بالفعل أو الذي يأتي إلى عالم الدنيا وهو غير سوي في جانب من هذه الجوانب، ويكون السبب في ذلك عدم تلبية حاجات الوالدين وإشباعها. ملاحظة: ( ذكرت كلمة " جدا " في العبارة العاشرة، وهذه الكلمة فيها نوعُ مبالغةٍ، والمبالغة معيـبة في البحث العلمي، ولكني ذكرتها وأنا أقصدها وأحتاجها لتوضيح أهمية هذه الحاجات لهذه الأبعاد وخطورتها). يتبع في الحلقات التالية. أخوكم د. حسين البطيان |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي، العام الحلقة(و) | هدى المهدي | متابعات | 0 | 12-09-2013 07:29 PM |
علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي، العام الحلقة (د) | هدى المهدي | متابعات | 0 | 12-08-2013 06:02 PM |
علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي، العام الحلقة(ب) | هدى المهدي | متابعات | 0 | 12-06-2013 11:25 AM |
علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي، العام: | هدى المهدي | متابعات | 0 | 12-04-2013 06:03 PM |
علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي | مريم المهدي | متابعات | 0 | 11-29-2013 04:28 PM |