علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي، العام الحلقة(ب)

[هدى المهدي]

علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي، العام:
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
عظم الله أجورنا و أجوركم أيها المؤمنون.
الحلقة الثانية (ب):
س/ لماذا أصاب أنا ومن هو على شاكلتي، بالغرور العلمي، عندما نحصل على فتات علم من هذه الدنيا الزائلة؟، أو معرفة بسيطة ساذجة من العلوم الحوزوية غير مكتملة كمنظومة دينية كاملة؟، أو شهادة عالية من إحدى الجامعات؟ أو مرتبة علمية لا تغني ولا تسمن من جوع المعرفة الحقيقية بالله ورسوله وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين؟.
الجواب: إن هناك أسبابا كثيرة، تكاد لا تحصر وتحصى في هذه الأسطر القليلة؛ ولكن سوف نتحدث عن أبرزها وأوضحها إن شاء الله، والتي لها الأثر المباشر في جعل الشخص المختص والمتعلّم يغترّ بعلمه وتخصصه.
أولا: عدم اكتمال أو تناسق وانسجام في بناء وتريبة جوانب وأبعاد شخصية الشخص المغرور علميا، كيف؟، نقول وبالله التوفيق: بداية، إن أي جسم مادي يمتلك ثلاثة أبعاد أو ما تسمى بـِ (3d)، يعني الطول والعرض والارتفاع، وهذه الأطوال الثلاثة، عادة ما تكون متناسقة مع بعضها كي تعطي الجسم المادي شكلا مميزا عن غيره من الأشكال والأجسام والأحجام.
والإنسان، إضافة إلى امتلاكه لهذه الأبعاد الثلاثة الفيزيائية كجسم، توجد هناك أبعاد أخرى لشخصيته، وهي كثيرة، وهذه الأبعاد الكثيرة، تحدد الشخصية الإنسانية المميزة لكل شخص؛ وبالتالي، تعطين الآخرين نظرة عامّة عنه، إن كان هو إنسان مكتمل الشخصية أو لا، أو لديه خلل في جانب من جوانب شخصيته أو لا، أو لديه مشكلة ومرض معين في جانب من شخصيته أو لا، أو أنه غير سوي في مجمل شخصيته أو لا.
وهذه الجوانب والأبعاد للشخصية الإنساينة، كثيرة كما أسلفنا، ولكنها تنحصر تحت جنبتين، هما، الجنبة المادية والجنبة الروحية، أي البعدين المادي الدنيوي والبعد الأخروي، ولنقل بلسان أوضح وأجلى، هناك أبعاد لها علاقة بعالم الدنيا، وأبعاد أخرى لها علاقة بعوالم ما بعد الدنيا.
والجدير ذكره، أن هذه الأبعاد سواء الدنيوية أو الأخروية، لا بد أن تعمل معا كي تصب في صالح بناء الشخصية في العالمين، الدينا وما بعدها، أي لا بد وأثناء بناء وتربية هذه الأبعاد لدى الشخص، يجب أن يعتبر ويهتم ببنائها في عالم الدنيا وأيضا عوالم ما بعد الدنيا، كما أمرنا بذلك أئمتنا صلوات الله عليهم: ( ليس منّا من ترك دنياه لآخرته أو ترك آخرته لدنياه)، يعني الإنسان المسلم المؤمن الشيعي السوي هو من بنى شخصيته كي تكون سوية في كل العوالم " عالم الأرحام، عالم الدنيا، عالم البرزخ، عالم القيامة وعالم الجنة"، و لا ننسى أن نقول، أن من يتولى تربية وبناء الشخصية في عالم الأجنة هما الوالدان، وليس هو.
وهناك كلام يتعلق بعالم ما قبل عالم الأرحام، لا نستطيع الحديث عنه، لضيق المقام وعدم إمكانية الحديث لأسباب كثيرة.
ومن تلكم الجوانب والأبعاد التي تتعلق بالجنبة المادية والروحية، هي: البعد الجسدي، العقلي، النفسي، الاجتماعي، الروحي، اللغوي وغيرها من الأبعاد الكثيرة والتي غالبا ما تندرج تحت هذه الأبعاد المذكورة.
ولهذه الأبعاد حاجات ومتطلبات، لا بد من تلبيتها حسب الشرع المقدس والعلم الصحيح المتفق والدين، كي يصبح الإنسان سويا صالحا، وإلا سوف يقع في المشكال التي ستعتور بعدا أو أكثر من أبعاد شخصيته، إن هو أهمل تلبية حاجة أو حاجات بعض الأبعاد، وبالتالي سيصاب بالخلل في شخصيته، ويصبح من الصعب ليه العيش هانئ البال، بل ربما يتحول إلى مخلوق آخر إن هو أهمل مجمل بناء شخصيته، وسوف نضرب لذلك أمثالا كثيرة كي تتضح الفكرة.
يتبع في الحلقات التالية.
أخوكم د. حسين البطيان.