![]() |
|
|||||||
« آخـــر الــمــواضــيــع »
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
|
مقال تحليلي: لو لم يصالح الإمام الحسن (ع)
مقدم إلى حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية تقديم الطالبة : بهية العباد سنة سابعة (فصل الانصار) الفصل الدراسي الأول 1445هجرية إشراف : الإستاذة ام علي بوحليقة . لو لم يصالح الإمام اللهم صل ِعلى محمد وآل محمد إذا كانت هناك أحداث ظاهرية فلا شك أنها تحمل باطن يُدار بالحكمة والعناية الإلهية يجري فيها مالا نُدرك ولا نعلم، وفي صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية عدة خفايا وحكم تحيطها عدة تساؤلات وشبهات ممن جهلوا والتبس عليهم الأمر فتجرأوا واعترضوا.. –اللهم أجرنا من ذلك - لم أشعر بالاحتياج إلى سرد السيرة فالمصادر التي جمعتها كثيرة ولا أحتاج إلى كتاب معلوماتي يُحدِّث العقل ويعمل فيه ما يعمل، وإنما اخترت حديثًا عاطفيًا يُناغي الروح ويؤجج فيها حب الإمام الحسن عليه السلام ويرسخه ويحوّله عشق إلهي ينطلق بأمثالي إلى اللامحدودية وليتنا ندرك ذلك، ففي صلح الإمام لمعاوية صلح لنا ...وباعث لتقوية جوهرة الإيمان في قلوبنا ليحافظ عليها وعلى عامل الجذب الذي يُثقل ميزان أعمالنا يوم القيامة قال تعالى: (فلا نُقيم لهم يوم القيامة وزنًا) الكهف( 105) فالقلب إن لم ينجذب لثقل واقعي فلا وزن له هناك ، فالزاد الواقعي في عالم الآخرة هو معرفة أهل البيت ومحبتهم وموالاتهم . فكرة الشبهة حول الصلح: لقد جاء في علل الشرائع ( ج1 ص211 ) أنه عندما سُئل الإمام الحسن عليه السلام لمَ داهنت معاوية وصالحته ، وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضال باغٍ ؟ كان رده عليه السلام : إن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسًا ألا ترى الخضرعليه السلام لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى عليه السلام فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي، هكذا أنا سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت لما تُرك من شيعتنا على وجه الأرض أحدًا إلا قُتل ) وبنظرة خجولة ترجو القرب المحمدي نحلل المشهد: 1- إذا ما كانت هناك شبهة حول أيّ من أفعال الإمام فهي شبهة تحيط بصاحبها ولذلك أضعها هنا فقط لعرضها كحادثة تُربينا وتُحسِّن نظرتنا للمشهد من بعض الزوايا فقط لعلنا نتعلم منها درسًا حول الحكمة الإلهية..ٍ 2- حينما يردّ الإمام بذكر حكمة فعل الخضر مع النبي موسى عليه السلام يتوجه تفكيرنا إلى الخط الرسالي لفعل الإمام فلم يكن خلقه وفعله وحكمته إلا فعل الأنبياء والأولياء وحكمتهم ونهجهم ولقد أقرّ ذلك النبي و أكّد على مؤهلات الإمام الحسن حينما قال (ص) له : (أشبهت خَلقي و خُلقي )مناقب آل أبي طالب،ابن شهر آشوب ج4 ص 21 يعني أنت جدير أن تكون مكاني وتحمل أعباء النبوة لأنها تحتاج إلى أخلاق ومؤهلات محمدية. 3- إن حادثة الصلح حادثة تاريخية استدعتها أحوال المسلمين وظرفهم الراهن ذاك الوقت وبنظرة الإمام الثاقبة وحكمته الإلهية أقرها في وقتها. 4- إن دور الإمام الحسن دورًا ممتدًا إلى يوم القيامة وبذلك هو ممهدًا لدولة الظهور فالخط الحسني خطًا مواجهًا لكل معاوية في كل العصور فشروط المُعاهدة كشفت زيف معاوية وخداعه فلا يمكن أن يكشف معاوية ومن خلفه أحد إلا الإمام الحسن عليه السلام. 5- حينما نقرأ أسباب الصُلح نجد قلّة المسلمين الصادقين حول الإمام الذين لا يمتلكون القدرة على الحرب ، فبرجاء كسب القوة في مدة الصُلح تم الصلح ، وهذا هدف حكيم خفي على القلوب الغافلة حيث أنه لابد من تهيئة الناس روحيًا للأعمال اللاحقة لتحقيق الأهداف سواءً استدعى الأمر الجهاد أو الصُلح فكلاهما يتوافق مع المنطق حسب الظروف والأوضاع التي يراها الإمام مناسبة ، فكان لابد و من الضروري أن يجلس الإمام جانبا إلى مدة حتى تتضح ماهية الأمويين المخفية عن أعين الناس ، وحينما اتضح للناس فيما بعد ما أراده الإمام وزالت عن أعينهم غشاوة الخداع والفساد والضلال الأموي بدأوا يطالبون الإمام بالجهاد وحينما لم يستجب لهم طالبوا الإمام الحسين عليه السلام بالتدخل الذي بدوره كان مسَلِّمًا وموافقًا ومتبعًا لما يقوم به الامام الحسن عليه السلام. إذًا:. ماذا لو لم يقبل الإمام الصلح ؟ 1- لقُتل الإمام الحسن سلام الله عليه وفي قتله وهو في مركز الخلافة غلبة لمعاوية وهزيمة لمقام الخلافة. 2- أو قامت المواجهة العسكرية وطالت الحرب وقُتل الكثير من المسلمين من دون نتيجة مرجوة. وفي الختام : لكي يسير المجتمع سيرًا إلهيًا إسلاميًا لابد من التمسك بهدي الأئمة والاعتراف بحكمة أدوارهم والتسليم لرأيهم كما سلّم الإمام الحسين عليه السلام الثائر الشهيد لدور الإمام الحسن عليه السلام المتجرع للتُّهم الصابر الممهد لأدوار الأئمة الهداة ليتشرب المسلمون الطاعة و التبعية والإيمان الحق والمحبة المنجية ، قال الله عز وجل" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" آل عمران (31) ورث الإمام الحسن زعامة النبي وقيادته وخطّ بحبه طريقًا هانئًا للقيادة والزعامة الواقعية للقلوب والنفوس، والآية تدلنا على هذا الفن الرباني الذي فتح الطريق الطبيعي للقلوب والمشاعر لكي تتعلق بالإمام الحسن عليه السلام فتشملنا الرحمة الإلهية. وهنا نستنشق إشراقة بنسيم الإمام المهدي المنتظر سلام الله عليه لعلها تكون لنا سهمًا في دولته الكريمة حيث أنه لم يكن صلح الإمام الحسن عليه السلام لمعاوية لأنه لا صلح بين البغي و الاستقامة ، وإنما صالحنا نحن لتشرق نفوسنا وتستقيم أرواحنا لعلنا نعرج لمدارج الكمال ونحيا صالحين ممهدين لا نخذل إمام زماننا ولا نتخلف عنه . وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المصادر القرآن الكريم سيرة أهل البيت للشهيد مطهري مطبوعات رابطة أهل البيت الإسلامية العالمية إنسان بعمر 250 عام للسيد القائد السبط الأكبر والدور الأخضر للعالمة الفاضلة أم عباس النمر الأئمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للشهيد مطهري |
![]() |
|
|