منتدى الأسرة16-المقال4-هل أدرك؟

[بثينه عبد الحميد]

*هل أُدرِك؟*
الأستاذة: زهراء لطف الله

تتكون نواة الأسرة من الزوجين، فكلٍّ منهما ركن أساس لقيام أسرة بنحو لو فُقد أحدهما لما كانت هناك أسرة أصلاً، فموقع المرأة في الأسرة ليس مهماً فحسب بل ركن أساس، و هذا الأمر أشد وضوحاً من الشمس في رابعة النهار، لكن ما يستوقف الناظر:
هل يُدرِك الرجل هذه الحقيقة؟
و هل تُدرِك المرأة هذه الحقيقة؟- و الخطاب في هذه المقالة موجّه للمرأة بشكل أخص-
و هل تدرك المرأة قيمة موقعها في الأسرة؟!
و بإزاء هذا السؤال المهم- إن أردنا الظفر بجواب له- لزمنا أن نستحث النساء على الحديث و البوح بأريحية عن أنفسهن ومشاعرهن تجاه إحساسهن بقيمة وموقعية وجودهن في الأسرة على أن يطال السؤال نساءً في حالات متعددة؛ كحديثات الزواج ومن مضى على زواجهن سنيّ عديدة.

وإن سُمح لكاتبة هذه الأسطر أن تُعرب عمّا تلمّسته في المجتمع، فنحن نعاني من وجود ضعف في إدراك المرأة لقيمة موقعها في الأسرة، وهذا مُتوقع؛ فانهماكنا في أعمالنا الروتينية وانشغال فكرنا على الدوام بالتخطيط، ومباشرة مسؤولياتنا، فإنا نغفل معه عن التفكّر في قيمة أصل هذا العمل، فننشغل بالعمل عن التدبّر في جوهر و أصل العمل نفسه.
من المهم أن تدرك المرأة نفسها أهمية وجودها وموقعيتها في الأسرة، قبل أن تطالب المجتمع أو الزوج باحترامها و تقديرها. إذ أن إدراك المرأة لقيمة موقعها في الأسرة، سواء موقعها كزوجة أو كأم أو كابنة يلقي بظلال مهمة على المرأة ذاتها، فهذا الإدراك عامل أساس في شعورها بالرضا والقبول بهذا الدور ووظائفه، فيغدو حينها تبديل حفاظ طفل- أعزكم الله- عملاً يغمرها بالسعادة.

كما أنه محفزٌ للمرأة للاهتمام بهذا الدور فيدفعها للسعي لتحسين أدائها والارتقاء فيه على الدوام، من قبيل: الحرص على ممارسة فنون حسن التبعل، و التربية الحكيمة للأبناء.

مضافاً لذلك فإن هذا الإدراك نبعٌ مستمرٌ يغذيها بالصبر عند مواجهة صعوبات الحياة التي تعترضها، فإدراكها أن جهاد حسن التبعّل يحملها على منح زوجها حقه الشرعي وإن كان هو مقصّراً في بعض حقوقها (نعم، عليها أن تسعى بصورة سليمة وحكيمة لحمله على إنصافها ومنحها حقوقها الشرعية)
وإدراك المرأة لقيمة موقعها في الأسرة اللبنة المعرفية الأولى لنجاحها في مسير حياتها التكاملي، و للنهوض بأسرة قويمة تنعم بالاستقرار والطمأنينة.