![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
قراءة في مقالة: صورة الجهاد الاسلامي بين مكة والمدينة للشهيد السيد محمد باقر الصدر وهي مقالة نشرت في رسالة الجمعية الخيرية الإسلامية, رمضان_ شوال/ 1388ه بإسم (كاتب إسلامي كبير ) نشرت فيما بعد مع مجموعة مقالات ومحاضرات ووثائق للشهيد السيد محمد باقر الصدر في كتاب ( ومضات ) من اعداد المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر . مما لاشك فيه من وجود اختلاف بين العهد المكي والمدني في السيرة النبوية, فإن فترة المدينة المنوّرة بصفة عامة لها سمات عامة تميزها عن فترة مكّة المكرّمة، ونستطيع أن نقول: إن فترة مكّة فترةُ بناءٍ للفرد المسلم الصالح المؤمن بربه وبرسوله الكريم المعتقد في البعث والحساب ويوم القيامة، وفي دخول الجنة أو النار، كانت فترة بناء للأواصر القوية بين الجماعة المسلمة الصغيرة جدًّا، كانت فترة تجنب للاستئصال قدر المستطاع. أما فترة المدينة المنوّرة فكانت فترة بناء للأمة الإسلاميّة بكل ما تعنيه الكلمة. إن الفترتين كانتا على مستوى واحد من الأهمية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هناك أمة إسلامية قويّة بدون تربية مكّة، لن تُفهم فترة المدينة مطلقًا دون الرجوع إلى فترة مكّة. يتناول الشهيد في مقالته ( صورة الجهاد الإسلامي بين مكة والمدينة ) العهد المكي والمدني ويقارن بينهما . واعجبني بداية طرحه للمقال حيث أثار بعض القضايا المرتبطة بالموضوع على شكل تساؤلات تحتاج إلى تدبر و تفكر لصياغة الردود المعقولة لها ( ماهي خصائص العهد المكي ؟ ) ( فهل تغيرت أسس حياة المسلمين في المدينة ؟!) استعرض الشهيد ( مظاهر الحياة الاسلامية في مكة والمدينة ) فحينما يتناول الأذى البدني يقول: ( إن العهد المكي إذا كان يتصف بتحمل الصحابة الأذى في أبدانهم, ويحفظ لنا كيف كان بلال يسحب على الرمضاء وكيف أوذي عمار وقتلت سمية وكيف أوذي النبي, فإن طبيعة هذا الأذى ظلت موجودة) وفي البذل المالي يقول الشهيد: ( وإذا كان العهد المكي يتصف بالصبر على التضحية المالية وخروج الصحابة عن أموالهم مهاجرين الى ربهم ) فإن البذل السخي استمر في المدينة وذلك ببذل النفوس والاستشهاد في سبيل الله وكذلك ببذل نفقات الغزو ) ويستمر الشهيد في استعراض باقي المظاهر من التربية وتذكرة الأخرة وروح الجماعة والدولة . ويخرج بنتيجة مفادها ان (قواعد الحياة الإسلامية واحدة : فالقواعد الأساسية التي قامت عليها الحياة الأسلامية في مكة من الأيمان بالله واليوم الأخر والعمل الصالح, ومظاهر هذه القواعد من العبادة وقيام الليل وتحمل الأذى البدني والبذل المالي والمحن النفسية ... كل هذا ظل قويا في المدينة ) ( وزادت عليهم أعباء تنظيم الحياة في المدينة والجهاد في سبيل الله ) فإذا و ضعنا ذلك في الاعتبار ، أدركنا طبيعة كل عهد على حدة ، وفي الوقت ذاته ، الصلة الوثيقة بينهما ، و مدى التكامل بينهما ، بل إن الأمر لا يعدو في آخر المطاف كونها مراحل ، تحيل كل مرحلة من مراحل مسيرتها ، إلى المرحلة التي تليها ، في تسلسل متناغم و ترابط محكم . ذكر الشهيد في نهاية المقال سبب ذكره لهذه الحقائق ( لما لها من اهمية كبيرة في تاريخ ديننا, فقد يسبق إلى الذهن أن تكوين الأفراد له دورة محدودة في تاريخ الجماعة ثم يأتي عهد تنفيذ لايهتم فيه كثيرا بالتكوين ) اختتم الشهيد مقالته موضحا اهم سمات الأسلام : ( فالأسلام أهم سماته التكوين الذي لاينقطع, التكوين الذي يضبط النفس والصف ويعرضهما دائما على كتاب الله, التكوين الذي يفصل بين عمر الفرد وعمر الاسلام ) اعجبتني كثيرا نهاية المقال ( اسلوب العمل ) حيث يمكننا الاستفادة من العهدين المكي و المدني في حياتنا الراهنة, بأن تكون حياتنا دائما في مرحلة تكوين وتكامل . فاطمة الجشي
|
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مقال, الجهاد, الشهيد, الصدر, قراءة |
|
|