|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || الأقسام الثقافية || > السائحون

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: فلسفة سابع (العلة والمعلول) ف١ لعام (1442ه-2020م) السنة الدراسية: سنة سابعة/ ال (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: نموذج اختبار منطق سنة ثانية (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج احتبار فقه سنة ثانية (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار بداية المعرفة (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار سنة ثانية منطق (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار سنة ثانية (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار بداية المعرفة (آخر رد :ام يوسف)       :: اختبار فلسفة سنة سابع " العلة والمعلول" الفصل الأول 1446 (آخر رد :بثينه عبد الحميد)       :: اختبار مناهج التفكير 1446 (آخر رد :بثينه عبد الحميد)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-26-2024, 04:47 PM
الادارة الادارة غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 117
افتراضي الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس التاسع )

الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام
سماحة الشيخ عبد المحسن النمر
الدرس التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدعُونِی أَستَجِب لَكُم إِنَّ ٱلَّذِینَ یَستَكبِرُونَ عَن عِبَادَتِی سَیَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ} سُورَةُ غَافِرٍ: ٦٠.
عظم الله لكم الأجر بمناسبة ذكرى استشهاد سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها حيث يوافق اليوم -رواية- الخامس والتسعين على رحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولعن الله ظالميها ومن غصبها حقها وحشرنا الله وإياكم من الناجين بشفاعتها.

مرّ الحديث -في الدروس السابقة- على أن الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام هي نقل الإنسان من شأنه وحاله وكينونيته إلى القرب من الله عز وجل والوقوف تحت ظلِ الكمال المطلق لله عز وجل، والإنسان بذاته هو جملة من النقائص يتحرك من ظلمه إلى عفو الله، ومن ذنوبه إلى مغفرة الله، ومن خوفه إلى أمن الله ومن فقره إلى غنى الله، ومن ذلّه إلى عز الله، ومن ضعفه إلى قوة الله، ومن وجهه الفاني إلى القدرة المطلقة الدائمة لله عزوجل.

إن درسنا لهذا اليوم عن السير بتعاليم مدرسة الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام حسب المنهج الذي رسمته لنا هذه المدرسة لكيفية المسير والطريق.

ففي الدرس الماضي ذكرنا أن الجملة الأخيرة من الدعاء الذي أشرنا إليه (واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا) أمري هو ما أشار إليه الدعاء من ضعف وظلم وذنوب وفقر وذل، فهل رسمت لنا مدرسة الدعاء منهجا للخروج منه؟ وقد استوعبنا ولو بمقدار الهدف من المسير؟ وما هي أهدافنا الأساسية؟

من المناسب الإشارة إلى المنهجية في السير كيف نتجه؟ ومن أين لنا أن ننطلق إلى الهدف الأعلى والأسمى والذي كل الأهداف الأخرى كما اتضح وكل رغباتنا الأخرى تحقق لغير هذا الهدف. حينما نضع أهدافنا في النسق الصحيح حينما نحدد تركيبة ذاتنا في مسيرتنا بنحو صحيح هنالك نقول قد بدأنا وعرفنا غايتنا وهدفنا بقي أن نبحث في المسلك والمنهج والخطوات. مدرسة الدعاء في عند أهل البيت عليهم السلام تشرح لنا هذا المنهج.

نقرأ الدعاء المروي عنهم كما ينقل ذلك الشيخ المفيد في دعاء طويل نأخذ منه جملة من المقطع والذي يعطينا ألف باء المسير ليس فقط أن نفترض أن عرفنا الهدف وإنما خطوات السير أيضا، هذا الدعاء ورد استحباب قرائته بعد زيارة الإمام الرضا عليه السلام بأن الإنسان حينما تصفو نيته ويقف بين يدي الإمام الرضا ويقرّ للإمام الرضا بإتمامه به، وتصبح مكونات نفسه جاهزة لأن تأخذ جرعة تأخذ التعاليم المناسبة لهذه النفس التي صفت لزيارة المعصوم عليه السلام.

الدعاء وارد بعد زيارة الإمام الرضا لكنه درس لحياة الإنسان، ومنهجًا لمسيرة الإنسان، يقول الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام في مقطع من الدعاء: (يا من لا يعلم الغيب إلا هو، ويا من لا يصرف السوء إلا هو، ويا من لا يدبّر الأمر إلا هو، ويا من لا يغفر الذنب إلا هو، ويا من لا يخلق الخلق إلا هو، ويا من لا ينزل الغيث إلا هو صل على محمد وآل محمد واغفر لي ياخير الغافرين، ربي إنّي استغفرك استغفار حياء، واستغفرك استغفار رجاء، واستغفرك استغفار إنابة، واستغفرك استغفار رغبة، واستغفرك استغفار رهبة، واستغفرك استغفار طاعة، واستغفرك استغفار إيمان، واستغفر استغفار إقرار، واستغفرك استغفار إخلاص، واستغفرك استغفار تقوى، واستغفرك استغفار توكل، واستغفرك استغفار ذلّة، واستغفرك استغفار عامل لك هارب منك عائد إليك وصلّ على محمد وآل محمد وتبّ عليّ وعلى والديّ يا ارحم الراحمين).

شهدنا من الدعاء ونتعرف على كيفية الحركة والمسير الى الله عز وجل، نحن في الغالب حينما نسأل الله المغفرة نقع كثيرا في محدودية ادراكنا ويخطر في بالنا أننا اذنبنا ذنبًا ونسأل الله أن يرفع آثار ذلك الذنب، النار والحساب والعذاب الأخروي.

نشعر بهَول ما نقدم عليه من الخطأ، فنسأل الله عزوجل أن يرفع عنا الحساب والشدائد والآلام التي جنينا على أنفسنا للوصول إليها، لكن المقطع من الدعاء يعلمنا أن الاستغفار ليس هو حالة فقط لطلب ستر الذنب ودفع آثاره الأخروية، اللهم إنّي استغفرك استغفار من عدة جهات الاستغفار هو طلب محو وستر وتجاوز عما أوقعنا أنفسنا فيه، وفي هذا الدعاء يبين لنا الحيثيات التي نتجت من أعمالنا وأخطائنا، وأن لكل خطأ أو خلل أو نقص أقدمنا عليه نتائجه آثار أوسع دائرة من أن نتخيل فقط سلاسل العذاب في يوم القيامة والحساب في الآخرة، ولهذا ينطلق هذا الاستغفار من حواس النفس التي تلوثت بانحرافنا عن المسير، الذنب هو ليس مخالفة حكم شرعي وردت الشريعة بحرمته فنفعله أو بوجوبه فنتخلف عنه، إذا حصرنا معنى الذنوب بهذه الحدود أنها أمر واجب من صلاة أو صيام أو حق شرعي أو تجنٍّ على أشخاص أو غيبة مارسناها أو حرام مارسناه أو واجب تركناه فقط في مقدار الأحكام الشرعية الظاهرية وهذا حق ولكن الذنوب أوسع دائرة من ذلك بل إن المحرمات الظاهرية هي شكل ونوع من أنواع الذنوب والعقاب الأخروي والذي غالبًا يخطر ببالنا ونتصور أن الذنب عمل يستوجبُ عقاباً وحسابا في الآخرة، ولهذا كثيرًا ما نقع في خطأ بأن عندنا مجال إلى الآخرة قبل أن نموت ولو بساعات أو بأيام نستغفر من ذلك الذنب، وننسى أننا قد زرعنا في أنفسنا بتلك الممارسة المنحرفة عن إرادة الله عزوجل بذرة سيئةً، آثارها تسكن الأرواح، آثارها تلوث النفوس.

(ربي إنّي استغفرك استغفار حياء) الحياء حالة وجدانية حالّة في الإنسان ليست أمر ننتظر أن يقع، إذا كنا نظن بأننا إذا أذنبنا اليوم لا أثر لعملنا إلا حينما يوضع الميزان ويوضع الحساب ويسجل علينا هذا الذنب، ونتخيل أنه قبل ذلك اليوم بيننا وبينه فرصة طويلة ممتدة إلى أن نكبر ونشيب ثم نموت وإلى أن تقوم القيامة فنبعده عن آذهاننا. الدعاء يعلمنا (ربي إنّي استغفرك استغفار حياء) أحياناً أنا أشعر بالحياء الآن، بأنّي زرعت بذرة الجُرء عليك، بذرة قلّة الأدب عليك، وهذه البذرة تنهش في روحي ومشاعري فأسألك يا الله أن تستر هذه البذرة وترفع آثارها (واستغفرك استغفار رجاء) وأنا الآن راجي أنا بذنوبي وضعت أمام عيني أمام بصري الحقيقي سترًا اتطلع إلى رجائك، (واستغفرك استغار إنابة) أذنبتُ وترتب الأثر على ذنبي فاحتاج إلى أن انحرف عن الذنب وأعود إلى صراط محبتك وقربك والرغبة إليك.

لقد حددت طريقي، قرأنا الدعاء الذي يقول: (إن ضعفي مستجيرًا بقوتك، وذنوبي مستجيرةً بمغفرتك، وذلّي مستجير بعزّك) حينما حددت الهدف أشعر الآن بعملي غير الصحيح وغير السليم بانحرافي عن المسيرة الحقّة، إنني تهت وانحرفت عن هذا الطريق والآن أريد أن أتوب، أريد أن أنيب إليك (واستغفرك استغفار انابة، واستغفرك استغفار رغبة، واستغفرك استغفار رهبة) أنا راغب في عفوك في سترك، وراهب من البقاء في حال الخطأ والزلل والبعد عنك (واستغفرك استغفار طاعة، واستغفرك استغفار إيمان، واستغفرك استغفار إقرار، واستغفرك استغفار إخلاص، واستغفرك استغفار تقوى، واستغفرك استغفار توكل) كل هذه النقائص وكل هذه الانحرافات التي أوقعت بها نفسي من كل هذه الحيثيات والجهات، من جهة إيماني بخست حقه، من جهة توكلي عليك نفسيتي رابعا كياني واطلب منك يا رب أن ترفع هذه النتائج، إن شعرت يومًا من الأيام بأن توكلك ضعيف، بأن إيمانك ضعيف، وأن ادراكك لنتائج عملك واهية فاعلم بأن ذنبًا ما قد ارتكبته، خلل ما وقع في نفسك، جرما ما قد مارستهُ وأنت اليوم وأنت الآن تسأل الله أن يرفع آثار هذه الأخطاء والذنوب (واستغفرك استغفار ذلّة) أنا بهذا الذنب أوقعت نفسي في حالة من الصغار والألم والشعور بعدم العزّة وفقدان العزة، (واستغفرك استغفار عامل لك هارب منك إليك) خائف من هذه الذنوب هارب من آثارها، هارب منك من عقابك، من هذه الآثار التي نتجت في داخلي بفعلي وأبعدت نفسي عنك، هارب منك إليك فصلّ على محمد وآل محمد وتُب عليَ يا ارحم الراحمين.

تجدون هذا الدعاء في مفاتيح الجنان بعد ذكر زيارة الإمام الرضا عليه السلام، هذا الدعاء ليس خاصًا بل يجب أن يكون حيًا في قلوبنا في كل أحوالنا، الدعاء ليس فقط نقرأه حال القراءة بل الدعاء منهج عمل نستشعر به في كل وقت وكل حين، حين ذاك نتعرف على معنى أدعية أهل البيت عليهم السلام ونصبح من السائرين إن شاء الله تعالى على نهجِ مسلكهم وطريقهم، نسأل الله تعالى عزوجل بحق محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين أن يعجّل في ظهور مولانا صاحب العصر والزمان ويفرج عن المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها.

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf الدرس التاسع.pdf‏ (326.6 كيلوبايت, المشاهدات 1)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.