|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || الأقسام الثقافية || > السائحون

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: فلسفة سابع (العلة والمعلول) ف١ لعام (1442ه-2020م) السنة الدراسية: سنة سابعة/ ال (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: نموذج اختبار منطق سنة ثانية (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج احتبار فقه سنة ثانية (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار بداية المعرفة (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار سنة ثانية منطق (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار سنة ثانية (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار بداية المعرفة (آخر رد :ام يوسف)       :: اختبار فلسفة سنة سابع " العلة والمعلول" الفصل الأول 1446 (آخر رد :بثينه عبد الحميد)       :: اختبار مناهج التفكير 1446 (آخر رد :بثينه عبد الحميد)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-26-2024, 04:06 PM
الادارة الادارة غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 117
افتراضي الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس السابع )

الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام
سماحة الشيخ عبد المحسن النمر
الدرس السابع


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين نجيب الله وصفيه وخيرته من خلقه محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على ظالميهم إلى يوم الدين.

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم كتابه الكريم: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين} غافر: 60
ذكرنا في الدروس السابقة أن من أهم مزايا مدرسة الدعاء والعطاء الذي تضمّنته أدعية أهل البيت عليهم الصلاة والسلام هي النظم الصحيح لذات الإنسانية ووضع رغباتها و أهدافها ضمن منهجية واضحة و ترتيب يقود الإنسان إلى بلوغ أعلى درجاته، كما ذكرنا أن هذه الأهداف والغايات ليست على حد سواء وأن تمام ومسيرة الإنسان تقتضي أن تكون أهدافة العليا والسامية هي في مركز القيادة والقيمة العليا في حركة الإنسان، نشير الآن إلى أن الأدعية ليست فقط تجعل أهداف الإنسان ذات نظم وغايات، بل أن وضع هذه النظم يقتضي أن تكون جميع رغباته تصب في مصلحة ودعم الحقيقة والغاية السامية للإنسان، وفرق بين أن تكون بعض رغباته قد أهملت وتم إغفالها وبين أن نقول أن كل رغباته حيّة فاعلة تسير نحو كمالها وعبر اندماجها نحو غاية أسمى.

وبصورة أوضح فإن بلوغ الرغبة القائدة مرحلتها السامية مقتضاه أن تسير كل الرغبات وأن تحيى و تبقى وأن تصل إلى كمالاتها ضمن نسق تتكاتف فيه، فتصبح الأهداف في دعم وتقوية سائر أهدافه بل أن الغاية الأسمى والرغبة الأكمل في ذات الإنسان تحتاج إلى أن تبقى سائر الرغبات قوية و فاعلة ولكن ضمن إكمال مسيرة الرغبات الأتم و الأسمى، وإذا أردنا أن نبلور هذه الرغبة السامية التي هي القائد لحركة الإنسان وكيف أحيت مدرسة الدعاء عند أهل البيت عليهم الصلاة والسلام بدرجة جليّة وواضحة، وعملت على تدعيمها في انطلاق حركتها.

أين هذه الرغبة التي كل الرغبات الأخرى يجب أن تسير وتنطلق معها؟

لنقرأ هذا الدعاء الوارد على لسان أهل البيت عليهم الصلاة والسلام حتى نستطيع أن نحدد طبيعة هذه الرغبة، وكيف نصل بها إلى الغاية الأسمى "اللهم أصبح ظلمي مستجيرا بعفوك وأصبحت ذنوبي مستجيرة بمغفرتك وأصبح خوفي مستجيرا بأمانك وأصبح فقري مستجيرا بغناك وأصبح ذلي مستجيرا بعزّك وأصبح ضعفي مستجيرا بقوتك وأصبح وجهي الفاني مستجيرا بوجهك الباقي "

هذا الدعاء يستحب قراءته كل يوم بهذه الصيغة في الصباح: (اللهم أصبح ظلمي مستجيرا بعفوك)، وفي المساء: (اللهم أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك)، هذا الدعاء ينطلق من واقعنا أي أصبحت في هذا اليوم بمكونات وجودي وهي ظلمي وذنوبي وخوفي وفقري وذلّي وضعفي، فأبدأ في صبيحة كل يوم وأنطلق بالإقرار بهذه الحقائق الموجودة داخل نفسي.

أشد حجب الحركة والانطلاق هو التكبّر بإن يرى الإنسان أنه يمتلك شيئا وأن لديه مقام و أعوان ووسائل يستمد منها ترتيب أموره وتوفير حاجاته.

وهذا الدعاء يبدأ بإعلان هذه الحقيقة أنا في هذا الوجود وهذا العالم لست إلا ظلما وذنوبا وخوفا وفقرا وذلّا وضعفا، فإذا سلّم الإنسان بهذه الحقيقة وصدق مع نفسه بأنه ما هو إلا هذه المكونات هو الضعيف الذليل الفاني الخائف المذنب الظالم ولم يتنكر لهذه الحقيقة، فلندخل في تفصيل هذه المطالب لنرى في أي وصف يصح أن نطلق على أنفسنا.

(اللهم أصبح ظلمي) الظلم هو الميل إلى وضع الأشياء في موضعها الخاطئ، حينما نريد أن نقيم شيئا أو نؤدي عملا فإن أهواءنا وأطماعنا ومشاعرنا وأحاسيسنا لا تمتلك القدرة على تحديد حقيقة الأشياء واتخاذ الموقف الصحيح في سلوكها، أهواؤنا تسير بنا إلى جهة رغباتنا فنستسلم لهذه الرغبات ولا نستطيع أن نقاومها، وفي كثير من الحالات لا نستطيع أن نبصر أين نضع أقدامنا ولا نملك القدرة على معرفة الحقيقة وكيف نسلكها، ولو كنّا نعلم الحقيقة كما علمها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وكما علمها علي وفاطمة والأئمة المعصومين عليهم السلام، لكانت نفسياتنا في حالة أخرى وأهواؤنا في جهة أخرى، فلا نستطيع أن نشخص الحقيقة ومن جهة أخرى حتى لو أدركنا جزءا من حقيقة الأمور فإن أهواءنا تكون حاجزا أمام ان نسير على الطريق المستقيم، ولا مفرّ لنا ولا مخرج من هذه الحيرة إلا اللجوء إلى الكرم والعفو المطلق لكي لا يحاسبنا الحق تبارك وتعالى على هذه الزلات و الضعف في الإدراك و المعرفة، نحن نستجير ونلجأ ونلوذ بعفوك يا رب اللهم اجعل هذه القلوب واعية وهذه الأنفس خاضعة للسير على النهج القويم، فإن أصعب حفرة يقع فيها الإنسان حينما يعتقد أنه لا يحتاج إلى شيء فيقول أدركت وعملت الصحيح و بذلت، وصليت الصبح وسأصلي الظهر وربما صليت صلاة الليل و قرأت القرآن الكريم ألست على شيء من العدل؟
هذا الدعاء يعلمنا بأنه أنت أيها العبد لست إلا ظلما و ذنوبا وخوفا و فقرا وذلّا وضعفا، وعليك أن تقرّ وتعترف بذلك وتسلم بأنك محتاج إلى من يرفع عنك غشاوة التكبر، وبحاجة إلى أن يسامحك الله ويعفو عن هذا الخلل الذي أوقعت نفسك فيه لكي تنطلق من ظلمات ظلمك إلى أنوار عدل الله عز و جل، (أصبح ظلمي مستجيرا بعفوك) الذي آمل ان يؤمنني من ماذا؟ من ظلمي لكي أكون من أهل العدل والعدالة.

(أصبحت ذنوبي مستجيرة بمغفرتك) تلك الذنوب هي تراكمات أخطائي وأعمالي غير الصحيحة، والظلم هو حالي اللهم أصبح ظلمي أي حالي غير المتزنة وغير القادرة على المعرفة، وذنوبي هي الآثار التي تراكمت نتيجة عدم عملي بتمام الحق، إما لعدم إدراكي أو لإصراري على مخالفة ما أدركته من الحقائق، وضعفي أن أسير على ما أدركته ينشأ من ذلك آثار من السواد هي الذنوب التي تراكمت من أنفسنا حول قلوبنا ووعينا من الشوائب والظلمات التي تعيق رؤيتنا للأشياء على حقيقتها، (وأصبحت ذنوبي مستجيرة بمغفرتك) بمعنى ليس لدي ما أرفع به هذه الذنوب ويزيل عني آثار تلك الأعمال، ومستجيرة بمعنى لا أجد مفرا أستجير به من آثار أعمالي إلا مغفرتك، (وأصبح خوفي) من عدم القدرة على الدفاع عن نفسي وأنا أرى المخاطر التي تحيط بي وأعرف بأنني لست قادرا على دفع الأخطار التي تحدق بي ولسنا آمنين ونحن نعيش حالة خوف مستقرة وثابته في نفوسنا، نخشى من كل شيء ولا نستطيع أن نأمن على أنفسنا ولا على أهلنا ولا على صحتنا ولا حتى على سمعنا وبصرنا، كل هذه الأمور معرضة للخطر في أي لحظة، فلا طاقة لي على مواجهة الأخطار، فإن لم أقر بهذا النقص والضعف فأنا إذن في ضلال مبين، فأنا أعيش حالة من الغرّة كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام، فأنا أعلم علم اليقين بأن صحتي وسلامتي وأموالي مهددة وليس في مقدوري المحافظة عليها.

فأطلب من أخواتي وبناتي العزيزات التفكّر في هذه المعاني هل أنا قادر على المحافظة على ما لدي؟ بالتأكيد والقطع لا وألف لا، وهذه اللّا ثابتة وظاهرة وقوية، كيف وأنا أرى ما يجري في هذا الوجود فهل ادّعي أنني أنا استثناء مما يحصل على الناس، فالناس يمرضون ويضعفون ويبتلون، فأنا قطعا على طريقهم سائر، وقطعا أموالي إلى فناء، وصحّتي إلى مرض، وقدرتي إلى ضعف وتلاشي، فمن أين لي الأمن؟

(وأصبح خوفي مستجيرا لائذا بأمانك) إن كان عندي درجة من الإطمئنان بإنني سأحتفظ بشيء من الكمال و القدرات و السلامة فهو لا يتم إلا بأن يحوطني أمانك وتشملني حمايتك لي.

نكتفي اليوم بهذا القدر من الدعاء وأطلب من بنياتي وأخواتي العزيزات قراءة هذا الدعاء وتدبّر معانيه، وأن يحاسبن أنفسهن ويستطلعن حقائق وجودهن من خلال فقرات هذا الدعاء لبلوغ أرفع درجات التعرف على حقائق هذه النفس وإلى من تلجأ.
ونسأل الله العلي القدير أن يمنّ على هذه النفوس الضعيفة المذنبة الخائفة وأن يفتح لنا أبواب السير الصحيح والمسلك القويم بشفاعة محمد و آله الأطهار والنجاة من كل ما حلّ ويحلّ بنا وأن يفرج عن إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf الدرس السابع.pdf‏ (322.9 كيلوبايت, المشاهدات 0)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.