![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
أنعمُ لحالها..
بقلم: أ . خديجة العكري يدخل أبي المنزل حاملًا حاجاتٍ ابتاعها للأسرة، فيلقي التحية على أمي وهي جالسةً في فناء الدار تنقي الرز من شوائبه، وزوجة أخي وقد فرغت من غسل الملابس ونشرها فجلست بعض الوقت تستريح.. يبارك أبي سعيهما ويقول ملاطفًا : (يا ليتني امريّة، أطبخ الغذا واقعد اشويّة)! فالرجل يُلزم بإعالة أسرته والنفقة عليها وحمايتها، وقد يتطلب منه ذاك جهدًا بدنيًا وعقليًا متواصًلا وجهادًا مضنيًا.. وحين يرجع إلى بيته تتلقاه ملكة البيت وهي بأريحيةٍ وانشراح صدرٍ يحتوي تعبه وينسيه آلامه، فهي كالقلب يضخ مرة ويستريح أخرى، ليتجدد نشاطه ويدوم عطاؤه! . كان أبي كثيرًا ما ينبهنا ويذكرنا بكرامة المرأة في الإسلام وعدم تحميلها ما لا طاقة لها به، وإعطائها من المسؤولية والدور ما ينسجم مع فطرتها وطبيعتها. يرى ابنة أخي الصغيرة وهي تحتضن دميتها وتهوّد عليها لتنام! فيبتسم قائلًا: سبحان من أودع فيها غريزة الأمومة، وهيأها لهذا الدور المستقبلي الذي لا يطيقه الرجل.. وفي درسٍ لا ننساه، ذهبت أختي مرةً لتشتري الخبز -بلا ضرورة- ، فأخذه منها وألقاه للحيوانات! كان أبي يريد أن ينبهنا جميعًا أن ليس هذا من شأنكن كفتيات، وعلى أخوتكن القيام بدورهم ومسؤوليتهم في الأسرة! وحقًا ما قال أمير المؤمنين عليه السلام: (صيانة المرأة أنعم لحالها وأدوم لجمالها).. قد تظن المرأة بأن كرامتها في أن تماثل الرجل في أدواره ومسؤولياته، والحق أن نظام الحياة التكويني والتشريعي قائم على التكامل لا التماثل. فحينما جاءت أسماء بنت يزيد الأنصارية إلى*النبي (صلى الله عليه وآله)*وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي أنت وأمي! إني وافدة النساء إليك، واعلم - نفسي لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات وعيادة المرضى وشهود*الجنائز*والحج*بعد*الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في*سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجًا أو معتمرًا أو مرابطًا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أموالكم فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت*النبي (صلى الله عليه وآله)*إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا! فالتفت*النبي (صلى الله عليه وآله)*إليها ثم قال لها: انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن*لزوجها*وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله. فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارًا. |
![]() |
|
|