|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || الأقسام الثقافية || > السائحون

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: على خطاها (آخر رد :ام يوسف)       :: المقاطعة تعاطف أم تكليف (آخر رد :ام يوسف)       :: اختبار فلسفة سادس ج١ الفصل الثاني ١٤٤١ه (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: ناقضة الغزل (آخر رد :ام يوسف)       :: طالب العلم وأمانة التبليغ (آخر رد :ام يوسف)       :: إنه الإنسان (آخر رد :ام يوسف)       :: أهمية تحصيل العلم (آخر رد :ام يوسف)       :: سيدة الوجود ...سر الوجود (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار فلسفة سادس الفصل الأول 1441هج (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: المدرسة القرانية تفسير موضوعي سنة سابعة (آخر رد :ام يوسف)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-20-2017, 05:14 PM
abeer abuhuliqa abeer abuhuliqa غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 119
افتراضي هل سنفقد بريق العمر ؟؟!!

هل سنفقد بريق العمر؟؟..


بقلم : عبير أبوحليقة
20/5/2014



لماذا بدأت الأشياء تفقد متعتها.. طعمها، رائحتها ، بريقها ، وحتى ألوانها ؟!!
سؤال لن نشعر بأهميته حتى نمر بالتجربة ؟!! ..

أصبح السائد في مجتمعاتنا أن يخجل الإنسان من ظهور علامات التقدم في عمره ويسعى جاهدا لإخفائها وترقيعها بكل الوسائل، حتى استغل الإعلام نقطة الضعف هذه وأصبح كل همه الترويج لوسائل التجميل التي تعيد للإنسان شبابه وبالتالي القدرة على إشباع رغباته الحسية واستعادة جاذبيته التي يعتقد أنه بدأ يفقدها مع تقدمه بالعمر ، متناسيا أن لكل مرحلة من مراحل العمر جاذبيتها الطبيعية واحتياجاتها التي تتناسب مع هذه المرحلة ..
فهل صحيح أن الإنسان كلما كبُر يفقد بالتدريج قوى الحواس الخمس لديه فيصبح لا يشعر بمتعة الإحساس بالأشياء من حوله؟؟ وأنها من علامات الشيخوخة ومن ثَّم الخاتمة ؟؟..
أم أنها بالعكس ، قد تكون من علامات التكامل والنضوج ، وليست نهاية المطاف، بل بداية لحياة جديدة ملؤها الحيوية. وليس فقده بالشعور لتلك المتع الحسية التي كان يبحث عنها في مرحلة من عمره وعدم الإلتفات لها إلا لأنها أصبحت دون مستوى إشباع نضوجه المعنوي لا الحسي؟؟
ربما يحتاج الإنسان أن ينتفض من تلك الغفلة ، ويقف وقفة جادة وحاسمة عند هذه المحطة من عمره ليراجع حساباته القديمة ويبدأ حياته بحسابات جديدة بعد أن يجيب عن تساؤلات : ماذا قدمت لحياتي ؟؟ وهل أحمل تذاكر السفر التي ستوصلني إلى بر الأمان.. أم أنني أسافر عكس الزمن فلن أصل إلا إلى نتيجة الندم والحسرة على ما فوَّته من باقي عمري؟!! ..هنا فقط سيمكنه استيعاب مرحلة جديدة من النضوج ارتقى بها من الحسيات إلى المعنويات ، بدلا من البكاء على أطلال الشباب الذي لن يعود أبدا.
فالإنسان في مرحلة متقدمة من عمره يفقد متعة الإحساس بكل ما يبرق ويلمع من حوله، حيث لم تعُد الأشياء تبهره كما في مرحلة طفولته وشبابه، وتصبح كل حواسه ومشاعره موجهة لحنين الماضي و رائحة وطعم وصوت من فقدهم من الأحباب وكأن الزمن قد توقف بحواسه الخمس عندهم.

وهنا يبدأ بالقلق ، وقد يعتبرها من علامات اليأس من الحياة فيدخل في مرحلة من الإكتئاب ، ويزيد من هذه الحالة الترويج الإعلامي المغلوط بكل مفاهيمه وتوجهاته المادية البحتة لفهم معنى المتعة والسعادة .
فيبدأ الانسان بالبحث عن بديل لهذه المتع التي فقدها ، والطامة الكبرى لو احتوته هذه الوسائل الإعلامية المغلوطة وحققت فيه أهدافها المادية المنحرفة ، ودمرت ما تبقى لهذا الإنسان من عمر سيفنيه أيضا بالمتع الحسية المتاحة ، لكنه سيكتشف بعد ذلك أن هذه المتع المزيفة ستزول أيضا ليبحث عن غيرها لاهثا لا إلى نهاية حتى يفنى العمر دون أن يكتشف ما هو احتياجه الحقيقي !! ..
هنا يقف الإنسان عند أزمة منتصف العمر الحرجة .. حيث يشعر بأهمية التساؤل المطروح.. لماذا بدأت الأشياء تفقد متعتها وبريقها ؟؟! .. و لماذا رغم كل المغريات المتاحة بشتى ألوانها و مباهجها إلا أنها لم تعد تبهجني وتغريني ؟؟! .. لماذا هذا الشعور الدائم بالفقر والجوع الداخلي رغم الإشباع الخارجي ؟؟!!

حقيقة إذا أراد الإنسان أن يجتاز هذا المنعطف الحرج من عمره بسلام و مواصلة السير في حياته دون مشاكل نفسية، فعليه أن يختار متعة لن تزول أبدا مهما تقدم به العمر ..
وسيكتشف الإنسان بعد صولات وجولات من البحث أن المتعة الحقيقية التي يبحث عنها ما هي إلا متعة الإحساس بالقرب الإلهي ، وبأنه لم يعد بعيدا عن هذا القرب كما كان يعتقد ، بل سيجد الله جلَّ وعلا قريباً منه، وستتوجه كل حواسه إليه فيراه ويسمعه ويشمّ أريج قربه بقلبه وبكل جوارحه، ويستمتع بلذة مناجاته على لسانه كطعم العسل .
فكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
" ما رأيت شيئا إلا و رأيت الله قبله وفيه وبعده" .

إنَّ نعمة الابتلاءات التي يمر بها الإنسان لن يستطيع أن يشعر بلذتها المعنوية الحقيقية حتى يستكمل نضوجه العقلي والفكري والمعنوي واكتساب التجارب بعد الاختبار والتمحيص ، ولن ينال كل هذا إلا بمقابل ثمن من عمره المتقدم.

فعليك أيها الإنسان أن لاتخجل من تقدمك العمري وعلامات السنين التي تركها الدهر على ملامحك، بل عليك أن تفخر بما اكتسبته من تجارب الحياة وقدرة على حسن تقدير الأمور ونضوج فكري افتقرت إليه في مرحلة طفولتك وشبابك، هذه الصفات التي تمكّنك من متعة القرب الحقيقي للخالق أكثر، وفهم علل الأمور بعمق أكبر فتنال التقدير والاحترام ، فيزداد بريق عمرك ليصبح أكثر نصوعا ونورانية ، وما منبع هذا البريق والنورانية إلا من قلبك النابض بحب الله سبحانه وتعالى. فلا تغفل عن هذه النعم وتجعل من نفسك فريسة في فخ صيادي القلوب الضعيفة و ترويج ما يسمونه بسن اليأس ، وضرورة لبس قناع التصابي المفتعل والممجوج لنيل الحب والتقدير من الآخرين ، بينما تكون في الحقيقة قد نلت الاشمئزاز وعدم الاحترام منهم.
فلا يصيبنَّك الغرور وتحذو حذو إبليس في التكبر والجحود ونكران جميل صنع الخالق فيك ، فتنسى أيها الإنسان أنه قد أتى عليك حين من الدهر لم تكن شيئا مذكورا، وبفضل منه جلَّ جلاله أصبحت الآن شيء يُذكر .
نسأل الله حسن العاقبة ..
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-21-2017, 05:19 AM
فاطمة الجشي فاطمة الجشي غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجبيل
المشاركات: 47
افتراضي

مقال جميل ورائع .
سلمت أناملك المبدعة .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-18-2018, 08:38 PM
بهية العباد بهية العباد غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
المشاركات: 3
افتراضي

اللهم ارزقنا علما وفهما ورضا بعدلك وقضائك ,اللهم أدمها علينا نعمة واحفظها من الزوال
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.