الحلقة الأولى (ب)

[مريم المهدي]

علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي العام:
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
عظم الله أجورنا و أجوركم أيها المؤمنون.
الحلقة الأولى (ب):
س/ يا ترى ما هي أسباب هذا المرض والسلوك غير السوي هذا؟ وما هي النتائج المترتبة على هذا السلوك؟ وما هو العلاج؟.
أجدني مضطرا هنا إلى مقدمة ضرورية قبل الإجابة عن هذه التساؤلات، كي لا يكون عند القارئ الكريم خلط بين الشخصية السوية وغيرها.
من المعروف والمتسالم عيله علميا أنه لا توجد على وجه الأرض شخصيتان متماثلتان و متطابقتان بين الناس تمام التماثل والتطابق في كل الصفات، حتى في الولدين التوأم اللذان أتيا من بيوضة واحدة، وإن كانا متشابهين في الشكل وخطوط الوجه؛00 وأيضا حتى لو دققنا في هذين التوأم وبالذات في وجهيهما، سوف نجد ثمة اختلافات شبه واضحة.
ما نريد قوله، أن الشخصيات وبسبب اختلافها، تختلف تصرفاتها وسلوكياتها أيضا، لذلك، بعض السلوكيات نراها خطأ أو سلوكيات مرضية في شخص ما، بينما نراها في شخص آخر سلوكيات سوية، وذلك بسبب الوراثة والتنشئة الأسرية والاجتماعية، فعليه نقول: من الصعب تشخيص حالة فرد معين بعينه ونقول عنه بمجرد صدور السلوك هذا أو ذاك منه، أنه مريض. لذلك يجب عدم التسرع في الحكم علي الناس.
الآن نأتي إلى الحالة التي نحن بصددها،00 إن الجواب عن التساؤل الأول وهو أسباب هذا المرض والسلوك غير السوي، نقول وبالله التوفيق:
أولا: الوراثة ( وراثة بعض الجينات من الوالدِين – أرجو الانتباه، وضعت كسرة تحت الدال، وذلك بسبب أنني قصدتُ بذلك، كل من وَلَدَ هذا الشخص من جهة الأب ومن جهة الأم، لأننا نأخذ صفاتنا من كل الآباء والأجداد، ولكن نأخذها أكثر وأوسع وأشمل من الأقرب لنا منهم كالأم والأب والأجداد القريبة- وهذه الجينات ربما تكون غير سوية أو سوية ولكن حادّة بطبعها ولها توجيه، ولكننا لا نستطيع توجيهها فتصبح وبالا على صاحبها. مثل الجينات المسؤولة عن القيادة عند البعض، فبسبب عدم توجيهها، تصبح تمردا وتجبرا عند شخص ما، كهذه الشخصية غير السوية).ولست أقصد أن هذا الشخص قيادي بالضرورة .
ثانيا: التنشئة الأسرية أو الاجتماعية الخطأ أو الاثنان معا؛ في البيت والمدرسة والمجتمع، وحتى في المسجد والحسينية، أو المؤسسات ذات العلاقة، والتي تربي لدى الشخص عدم الجديّة وعدم الاهتمام بذاته وبنفسه، ولا تعطيه اعتبارات تعلّمه وتفهّمه أنه معتبر وصاحب شخصية مميزة في الجانب الفلاني، بحيث تطمئن نفسه وتهدأ ويعرف أنه عنصرا له اعتباره في المحيط الصغير كالبيت أو المحيط الأكبر كالمجتمع بكل مؤسساته. إذا لم يحدث ذلك فسوف ينعكس سلبا على سلوكه فيصبح سلوكا غير سويا أو مريضا كما أسلفنا.
ثالثا: إذا ظُلم هذا الشخص" يعني هو المظلوم"000، ربما لا يأخذ حقه ممّن ظلمه لسبب ما أو لا يستطيع أخذه، فبتالي، تختفي هذه التجربة المريرة في حياته وهي الظلامة في اللاشعور، فتتحول إلى هذا السلوك غير السوي.
رابعا: عدم تلبية الحاجات الضرورية لشخصيته أو بعضها، المادية وغيرها، فتتحول أيضا في اللاشعور إلى رغبة ملحة لديه كي يلبيها، فيسلك سلوكيات غير سوية، ومن ضمنها هذا السلوك.
خامسا: وهناك أمور أخرى تختلف من شخصية إلى أخرى بسبب وكما أسلفنا الوراثة والتنشئة، نتركها كي لا يحدث لبسا وخلطا لدى البعض.
س/وما هي النتائج المترتبة عن هذا السلوك؟:
بالنسبة له، فإنه يتحول إلى شخصية غير طبيعية وغير ناضجة وغير متزنة انفعاليا، وبتالي يتصرف بسلوكيات غير سوية ، من ضمنها هذا السلوك.
أمّا بالنسبة إلى المشاكل التي يسببها في المجتمع، فنتركها للحقة (ج).
أخوكم د. حسين البطيان