عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 09-04-2016, 04:58 PM
الادارة الادارة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 117
افتراضي 🕋أمير الحاج 🕋 .. الحلقة السادسة والأخيرة

☄🍀☄🍀☄🍀☄🍀☄🍀☄🍀
سلسلة ..

🕋 أمير الحاج🕋


🔘الحلقة السادسة🔘



✤─◐( وأشرقت الأرض بنور ربها )◐─✤


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
( السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ في أرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ في خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ، .... اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ... )


وصلنا إلى الحلقة السادسة والأخيرة .. حيث كان‏ حديثنا في الحلقات السابقة عن أن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هو (عين الحياة) و مصدر ومنبع كل الكمالات التي تمثلها الحياة ، كالعلم والإدراك والمعرفة الكاملة اليقينية والرغبات الأتم والأكمل، وبلوغ الإنسان كامل أمانيه ورغباته. كما أشرنا إلى أن الحياة بهذا المعنى لها مراتب متعددة، وأسمى هذه المراتب هي مرتبة الحياة في زمن ظهوره (عج)، بل لعل هذه المرتبة في الحقيقة إن صح تصور المعنى هي حالة وسطية بين الحياة ما قبل الآخرة وحياة الآخرة، وهذه المرحلة هي أسمى درجات الحياة في الدنيا، وبفضل بركاته ونوره يمكن للبشرية والإنسانية أن تتعرف على هذه المرتبة من الحياة .
وحتى تتضح لنا صورة هذه المرتبة من الحياة الوسطية نحتاج أن نتعرف على المواصفات القرآنية للحياة في عالم الآخرة. نحن عرفنا حياة الدنيا و ملذاتها ورغباتها وطبيعتها وأشكالها، وحتى نستطيع أن نفهم حياة الآخرة نحتاج أن نعيش مع القرآن الكريم، فهو الكتاب الذي وصف لنا عالمي الدنيا والآخرة، وبين أن الحياة بين هاتين المرحلتين هي حياة ظهوره عجل الله فرجه الشريف، وهي الدرجة السابعة من درجات الحياة .. وهنا يتضح لنا أن الآخرة هي كمال الحياة .


☄ المرتبة السابعة من الحياة :

{انَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}سورة العنكبوت(64)..
الحيوان بمعنى الحياة بأكمل الدرجات التي يتصورها الإنسان، بل التي لم يتصورها ولم يدركها ذهنه، لكننا من خلال هذا الدرس سنحاول المرور ولو بشكل عابر حول تصور الأحداث وتسلسلها في زمان ظهوره (عج) .
ونلفت الذهن إلى أنه عندما نتحدث عما يجري من أحداث في زمان ظهوره وتطور نهضته فإننا لا نستتبع أمر تاريخي مستقبلي، أو نرمي النتائج على ظهر التقديرات والبحوث الإحتمالية .. فليست الغاية من هذا البحث هو التحقيق التاريخي في صحة رواية أو حديث، أو التدقيق العلمي لما سيجري من أحداث في زمن ظهوره، فهذا شأن آخر للذين يريدون التدقيق في تفاصيل أحداث خروجه .. وإنما المقصود مجرد سرد لتسلسل يُحتمل ويرجح أن ظهوره ونهضته سوف تمر بهذه الأحداث.. ومن خلال هذه الأحداث نعبر عبور المحب المتطلع لحديث محبوبه، والذي يقبل على من يحب بقلبه، ويلهج بذكره، ويريد أن يتصل بكل ما له علاقة أو صلة بمحبوبه، وأن يتحدث عن الأصحاب والأزمنة و الأحداث المتصلة به ليستأنس بذكره الشريف (عج) .
ولهذا من المهم الإلتفات إلى أننا لسنا في مورد تأكيد صحة أي حدث من الأحداث التي نذكرها، ولكن نرجو أن يكون لدينا تصورًا عن الأحداث الجارية في زمانه. ولا أقل من الهيكلية العامة لحركة ظهوره، مثلا .. من أين سيخرج ؟؟ ومن هم أنصاره ؟؟ ما الأحداث التي ستدور و كيف ستتدرج في زمانه ؟! ..

هذه الأمور نشير إليها في عدة خطوات :

☄أولا : أحداث وأبعاد الظهور :
من الممكن على نحو الإحتمال القوي أن الأمور قد تجري بهذه الكيفية، على ما يظهر أو يحتمل أن أول علامة مقارنة لزمن ظهوره (عج) هو النداء الذي يظهر في شهر رمضان، و لنقرأ رواية لأمير المؤمنين (سلام الله عليه) تشكل صحيفةً ومنطلقًا عامًا .

في رواية عَنِ الأصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ : (( أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (ع) فَوَجَدْتُهُ مُتَفَكِّراً يَنْكُتُ فِي الأرضِ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ..
مَا لِي أَرَاكَ مُتَفَكِّراً تَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ
أَرَغِبْتَ فِيهَا؟! فَقَالَ (ع) : لَا وَاللَّهِ مَا رَغِبْتُ فِيهَا وَ لاَ فِي الدُّنْيَا يَوْماً قَطُّ وَ لَكِنِّي فَكَّرْتُ فِي مَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي الْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي هُوَ الْمَهْدِيُّ، يَمْلَؤُهَا عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً ، تَكُونُ لَهُ غَيْبَةٌ وَ حَيْرَةٌ يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ وَ يَهْتَدِي فِيهَا آخَرُونَ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ..وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ؟ فقال نَعَمْ كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ وَ أَنَّى لَكَ بالعلم بِهَذَا الْأمْرِ يَا أَصْبَغُ, أُولَئِكَ خِيَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ أَبْرَارِ هَذِهِ الْعِتْرَةِ ، قُلْتُ : وَمَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ؟ فقَالَ (ع) : ثُمَّ يَفْعَلُ اللَّه مَا يَشَاءُ فَإِنَّ لَهُ بَدَاءَاتٍ وَ إِرَادَاتٍ وَ غَايَاتٍ وَ نِهَايَاتِ)) الإختصاص ص : 209.

💡 شرح الرواية:
¤(ينكت في الأرض):

أي يضرب بعصاة ضربًا خفيفًا على الأرض .
¤(فقلت : يا أمير المؤمنين أرغبت فيها؟؟ ):
الأصبغ بن نباته من أصحاب الإمام وممن يعرف حقيقة زهده وكمال أخلاقه ولكن كأنما يريد أن يلطف الحديث مع الأمير ع.
¤(فقلت : يا أمير المؤمنين إن هذا لكائن ؟!! فقال عليه السلام : نعم، كما أنه مخلوق) :
أي كما أن الله سبحانه وتعالى يوجد هذه الحقائق بقدرته،فإن هذه الأمور كائنة.
¤(أنّى لك بهذا العلم يا أصبغ !! ):
أي هذا النحو من العلم و المعرفة كيف لك أن تتعرف عليه ، فهذه النهضة يقوم بها فقط أبرار عترة المصطفى صلى الله عليه وآله وعلى رأسهم صاحب العصر والزمان (عج) مع الصالحين من هذه الأمة.
¤( فقلت : ماذا يمكن أن يكون بعد ذلك؟! ) :
هذه النقطة التي نريد أن نتوقف عندها .. ماذا بعد خروجه (عج) ؟؟ .. أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن مهّد للأصبغ الجواب في قوله ومن أين لك بهذا العلم ! يبين له بما معناه أن هذه الأمور يصعب عليك إدراك معانيها، فهي ليست حدثًا أخبرك به لتعرف أنه أمر سيحدث ، مثل أن الإمام (عج) سيخرج في سنة كذا ومن المكان الفلاني .. الخ ، و لو كان أمرًا يمكنك أن تتصوره وتتعلمه وتحفظ معانيه يا أصبغ لأخبرتك، لكن أنّى لك هذا النحو من العلم وهو لا يتيسر أن يدركه أو يتعلمه الإنسان العادي .

ولعل هذه الرواية توضح أن أحداث ما بعد خروجه ( عج) ليست على النمط الطبيعي الذي يمكن شرحه بحيث يتعلمه أو يدرك معانيه الأصبغ وغيره من الناس العاديين .كان أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام يشيرون في بعض الروايات وذلك في أماكن وأزمنة متعددة إلى أحداث ظهوره (عج)، ولكنها كانت إشارات أشبه ما تكون لرموز من أن تكون أحداثًا . فليست الأحداث الظاهرية كالزمان والمكان والإحصائيات هي الغاية بعينها ، إنما هناك أمور أبعد من ذلك تصعب على النفوس الطبيعية استيعابها، ونحن نعلم أننا لسنا بأبعد غورًا من الأصبغ بن نباته، فلن نستوعب حركة الإمام (عج) مهما بحثنا في الكتب والأحاديث والأسانيد، لأن إدراك معاني حركة ظهوره ليس متيسرًا من أصله ولا يمكننا استيعابه . وهذا الأمر يجب أن نأخذه بعين الإعتبار بهذا المرور السريع على الأحداث المرتبطة بزمان ظهوره الشريف، و لا يجب أن نعطي الحدث بعدًا ماديًا من حيث الظرف والزمان والمكان، مما يشتت الهدف في التركيز عن إدراك ما وراء هذا الحدث.

تابع⤵

التعديل الأخير تم بواسطة الادارة ; 09-05-2016 الساعة 01:44 AM
رد مع اقتباس