|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

الانتقال للخلف   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || المواد الدراسية || > سيرة و تاريخ

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: معايير اختيار شركة نقل عفش بالرياض (آخر رد :اميرة)       :: افضل شركة نقل اثاث بالرياض (آخر رد :اميرة)       :: خبراء الخليج افضل شركة لنقل العفش بالعالم (آخر رد :اميرة)       :: خبراء الخليج لنقل الاثاث حول العالم (آخر رد :اميرة)       :: اختبار فلسفة سنة سادس من 16 إلى 30 (آخر رد :بثينه عبد الحميد)       :: رقم شركة تسربات المياه بالمملكة (آخر رد :اميرة)       :: مهام شركة نقل لاثاث بالرياض (آخر رد :اميرة)       :: ارخص شركة ترميم بالرياض (آخر رد :اميرة)       :: خدمات شركة نقل اثاث بالمملكة (آخر رد :اميرة)       :: كيفية اختيار شركة كشف تسربات المياة بالدمام (آخر رد :اميرة)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-2024, 12:09 AM   #1

ام علي
Junior Member

العضوٌﯦﮬﮧ » 84
 التسِجيلٌ » Feb 2014
مشَارَڪاتْي » 16
افتراضي مقال تحليلي/الامام الحسن(ع) وريث البيت النبوي/الطالبة فاطمة الخنيزي

الامام الحسن(ع) وريث البيت النبوي.
مقدم الى حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية
تقديم الطالبة: فاطمة الخنيزي
سنة سابعة(فصل الانصار)
الفصل الدراسي الأول ١٤٤٥ هجري
إشراف الاستاذة: ام علي بوحليقة

اعداد الطالبة: فاطمة الخنيزي بأشراف الأستاذة: ام علي بوحليقة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد صلى الله عليه واله وسلم واله الطاهرين.
نستعرض لمحات في تنشئة الامام الحسن المجتبى عليه السلام التاريخ المشرق للائمة الاطهار عليهم السلام من اجمل الوان الحديث وان السيرة العطرة بالأريج من اعذب اليسير وان كلماتهم اجمل واحلى الكلمات ، حيث كلامهم نور وامرهم رشد ووصيتهم التقوى وفعلهم الخير وعادتهم الاحسان فهم القادة العظام وابواب علم النبوة وخزان كنوز الوحي وحاملي اسرار التنزيل فهم الاسلام الاصيل والعالم يجب ان ينظر الى القيم والفكر والعقيدة الاسلامية من نافذة البيت المقدس المطهر وهذه البيوت مقدسة رفعها الله وعظم شأنها وقد قال تعالى )) في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال (( سورة النور(26)
في هذه البيوت وفي ليلة النصف من رمضان المبارك السنة الثالثة للهجرة، أشرقت المدينة المنورة بمولد الإمام الحسن عليه السلام.. ففي اليوم المبارك أعلن البيت النبوي في المدينة المنورة نبأ ميلاد السبط الاول وزفت البشرى إلی المصطفى محمد(ص)، فهب الی بيت الزهراء(ع) ليحمل لها تهانيه ويقضي لها بمسرَاته. وما ان وصل الرسول الاكرم(ص) الى بيت الزهراء(ع) حتی تنزَل الوحي الالهي علی الرسول(ص) يبلَغه بأن الله تعالى قد سمى الوليد المبارك (حسنا.
ان الامام المجتبى أحد الأئمة، والأنوار الإلهية التي تجلت في العترة الهادية عليهم الآلاف التحية والثناء، نحاول ان نقتبس من نوره قبسات كي نسير أثر مسيرته ونهتدي بهداة.
فهو الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب المجتبى، ثاني أئمة اهل البيت عليهم السلام بعد ابيه الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام، وسيد شباب أهل الجنة بأجماع المحدثين، واحد اثنين انحصرت بهما ذرية رسول الله (ص)، وأحد الاربعة الذين باهى بهم رسول الله (ص) نصارى نجران، ومن المطهَرين الذين أذهب الله عنهم الرجس ومن القربى الذين أمر الله سبحانه بمودتهم، وأحد الثقلين الذين من تمسك بهما نجا ومن تخلَف عنهما ضلَ وغوی.
هذا الامام العظيم المظلوم عاش في كنف النبي المصطفى (ص) وورث صفاته الخَلقية والخُلقية، وجميع الإمكانيات الروحية وكان أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم( خلقا وخُلقا ومنطقا وسؤدداً وهدياً.
شب في كنف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وتغذى من معين رسالته وأخلاقه وسماحته وورث عنه(ص) هديه وأدبه وهيبته وسؤدده، مما اهله للإمامة التي كانت تنتظره بعد أبيه عليه السلام، وقد صرَح بها جدَه في أكثر من مناسبة حينما قال: (الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا، اللهم إني احبَهما فاحبَ من يحبَهما) كما وتربى تحت ظلال الوصي علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي رعاية الزهراء عليها السلام، ليأخذ من نبع الرسالة كلّ معانيها، ومن ظلال الولاية كلّ قِيَمِها ومن رعاية العصمة كلّ فضائلها ومكارمها.
لقد اجتمع في هذا الامام العظيم شرف النبوة والإمامة، بالإضافة إلى شرف الحسب والنسب, ووجد المسلمون فيه ما وجدوه في جدَه وأبيه حتى كان يذكرهم بهما، فأحبوه وعظَموه، وكان مرجعهم الأوحد بعد أبيه، فيما كان يعترضهم من مشاكل الحياة وما كان يستصعبهم من اُمور الدين، لاسيما بعد ان دخلت الأمة الإسلامية حياة حافلة بالأحداث المريرة التي لم يعوفوا لها نظيرا من قبل.
وكان الإمام الزكي المجتبى في جميع مواقفه ومراحل حياته، مثالا كريما للخَلق الإسلامي النبوي الرفيع في تحمل الأذى والمكروه في ذات الله والتحلي بالصبر الجميل والحلم الكبير، حتى اعترف له ألد أعدائه -مروان بن الحكم -بان حلمه يوازي الجبال. كما اشتهر بالشجاعة والسماحة والكرم والجود والسخاء بنحو تميَز عن سائر الكرماء والاسخياء.
وشاهد عليه السلام كل المحن، من فقده لمعلمه الأول جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأمه الزهراء ثم تجرع النكبات التي حلت بابيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب والظلم الذي تعرض له، وهو لايزال يافعا.
الإمام المجتبى(ع) كأبيه المرتضي وجدّه المصطفي قائد مبدئي تتلخّص مهمّاته القيادية في كلمة موجزة ذات معنيً واسع وأبعاد شتي هي : الهداية بأمر اللّه تعالي » انطلاقا من قوله تعالي : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ).
وفي فضائله ومناقبه، عن الصادق عليه السلام: حدّثني أبي، عن أبيه عليه السلام: "أنّ الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ، حجّ ماشياً، وربّما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصِراط بكى، وإذا ذكر العَرْض على الله، تعالى ذكره، شَهِق شَهْقة يُغشى عليه منها. وكان إذا قام في صلاته، ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وكان إذا ذكر الجنّة والنّار، اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله تعالى الجنّة، وتعوّذ به من النّار.
وقد واجه الإمام الحسن المجتبى في حياته الكثير من المعاناة والألم والمحن، وتحمل من صنوف الأذى النفسي والعنف المعنوي الشيء الكثير، حتى من بعض أصحابه الذين لاقوه بالنقد الشديد لإبرامه الصلح مع معاوية مع علمهم باضطراره لذلك...وهذه هي المحنة الأولى والأصعب على الإمام والمحنة الأخرى التي واجهها الإمام الحسن كانت مع أعدائه: إذ قام الأمويون بحملة لتشويه شخصية الإمام الحسن
حيث شنوا عليه حملة دعائية لتشويه شخصيته، ولفقوا عليه اتهامات كاذبة وبثوا ضده شائعات متنوعة ووضع أحاديث مزورة تعطي انطباعاً غير لائق عن شخصيته وسيرته ومقامه وفضله.
وقال آية الله الخامنئي :أعتقد بان الامام الحسن المجتبى عليه السلام هو أشجع شخصية في التاريخ الاسلامي، لقد ضحى الامام الحسن(ع) بنفسه وإسمه بين اصحابه فداء للمصلحة الاسلامية وقبل بالصلح".
فالثورة التي فجّرها الإسلام العظيم هي ثورة ثقافية قبل أن تكون ثورة اجتماعية أو اقتصادية ، فلا غرو أن تجد الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام( يفرّغون أنفسهم لتربية الأمّة وتثقيفها على مفاهيم الرسالة وقيمها، وهم يرون أنّ مهمّتهم الاُولي هي التربية والتثقيف انطلاقا من النصّ القرآني الصريح في بيان أهداف الرسالة والرسول الذي يري الإمام نفسه استمرارا له وقيّما على ما أثمرته جهود الرسول (ص) من رسالة» و «اُ مّة» و «دولة، قال تعالي مفصِّلاً لأهداف الرسالة ومهمّات الرسول : (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ.( ولئن غضّ الإمام المجتبى الطرف عن الخلافة لأسباب دينية ومبدئية؛ فهو لم يترك الساحة ومواريث الرسول (ص) تنهب بأيدي الجاهلييّن، بل نجده قد تصدّي لتربية القاعدة التي علي أساسها تقوم الدولة وعليها تطبّق أحكام الشريعة. وقد خلّف الإمام المجتبى تراثا فكريا وعلميا ثرّا من خلال ما قدّمه من نصوص للأمّة الإسلامية على شكل خطب أو وصايا أو احتجاجات أو رسائل أو أحاديث وصلتنا في فروع المعرفة المختلفة، ممّا يكشف عن تنوّع اهتمامات الإمام الحسن وسعة علمه وإحاطته بمتطلّبات المرحلة التي كانت تعيشها الأمّة المسلمة في عصره المحفوف بالفتن والدواهي التي قلّ فيها من كان يعي طبيعة المرحلة ومتطلباتها إلاّ أن يكون محفوفا برعاية اللّه وتسديده. ونستعرض صورا من اهتمامات الإمام العلمية، ونلتقط شيئا من المفاهيم
والقيم المُثلى التي ظهرت على لسانه وعبّر عنها ببليغ بيانه، أو تجلّت في تربيته لتلامذته وأصحابه.
في رحاب العلم والعقل.
أ ـ قال (عليه السلام) في الحثّ علي طلب العلم وكيفية طلبه واُسلوب تنميته) تعلّموا العلم، فإنّكم صغار في القوم، وكبارهم غدا، ومن لم يحفظ منكم فليكتب)
(حُسن السؤال نصف العلم علّم الناس، وتعلَّم عِلمَ غيرك، فتكون قد أتقنت علمك وعلمتَ ما لمَ تَعلم). أوصيكم بتقوى اللّه وإدامة التفكّر، فإنّ التفكّر أبو كلّ خيرٍ واُمّه.
في رحاب القرآن الكريم
أ ـ قال (عليه السلام) في بيان حقيقة القرآن ورسالته وأهدافه وفضله وكيفية الارتواء من معينه الثرّ ـ إنّ هذا القرآن فيه مصابيح النور، وشفاء الصدور، فليُجلِ جالٍ بضوئه وليُلجم الصفة قلبَه؛ فإنّ التفكير حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور . ما بقي من هذه الدنيا بقية غير هذا القرآن فاتّخذوه إماما، وإنّ أحقّ الناس بالقرآن من عمل به وإن لم يحفظه، وأبعدهم عنه مَن لم يعمل به وإن كان يقرؤه. واعلموا علما يقينا أنّكم لن تعرفوا التقي حتى تعرفوا صفة الهدى، ولن تمسكوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نبذه، ولن تتلوا الكتاب حقّ تلاوته حتى تعرفوا الذي حرّفه، فإذا عرفتم ذلك؛ عرفتم البدع والتكلّف ورأيتم الفرية على اللّه ورأيتم كيف يهوي من يهوي، ولا يجهلنّكم الذين لا يعلمون، والتمسوا ذلك عند أهله فإنّهم خاصّة نور يستضاء بهم وأئمة يقتدي بهم، بهم عيش العلم وموت الجهل.
كتاب اللّه فيه تفصيل كلّ شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعوَّل عليه في كلّ شيء، لا يخطئنا تأويله، بل نتيقنّ حقائقه، فأطيعونا فطاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللّه والرسول واُولي الأمر مقرونة.
إنّ المتتبّع لخُطب الإمام ومواعظه يلمس فيها الاستدلال والاستشهاد الدقيق بآيات الذكر الحكيم، ممّا يقيدنا مدى إحاطته صلوات اللّه عليه بمقاصد القرآن وأسراره وبواطن آياته.
المنهج الروحي الأخلاقي التربوي للأمام الحسن بن علي
هو المنهج الذي يوحي بالقاعدة العامة، وهي أن على المؤمنين أن يهتموا بأمور بعضهم للبعض، وأن ينفتحوا على مشاكلهم وقضاياهم، حتى يمكن للوحدة الإسلامية التحرك في عملية تكامل وتعاون واهتمام مشترك، وعلينا أن نتذكر قول النبي(ص) الذي يؤكّد اهتمام الإنسان المسلم بأمور المسلمين في الجانب الإيجابي وإلا خرج عن الإسلام بمعناه العميق: "من أصبح لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم".
أمام كلِّ هذه العداوة والكراهية والحرب الإعلامية والسياسية والثقافية، التي يثيرها المستكبرون والكافرون بين المؤمنين، انطلاقاً من عصبيةٍ هنا وعصبيةٍ هناك، وحزبيةٍ هنا وحزبيةٍ هناك، من أجل تمزيق وحدتهم وتأكيد الفصل فيما بينهم، علينا ـ إذا كان مستقبلنا الإسلامي موضع اهتمام بالنسبة لنا ـ أن نتعلّم كيف نحب بعضنا بعضاً، بدلاً من أن نتعلّم كيف نحقد على بعضنا البعض، لأن معنى أن تحبّ الله أن تحب كل من يحبّ الله، وأن تنفتح على كل الذين تلتقي معهم في الإيمان بالإسلام والإيمان بالله.
من بين مناهج التربية الأخلاقية الاجتماعية الإسلامية للأمام الحسن(ع) في توثيق علاقة المؤمن بالمؤمن، فرداً كان أو جماعةً، أن يدعو الإنسان المؤمن لأخيه المؤمن بظهر الغيب، بحيث عندما يعيش الإنسان الحالة الروحية الابتهالية بين يدي الله، ويتفرغ لعبادة الله، وينفصل عما حوله من العالم المادي، يتذكّر المشاكل المتنوّعة التي يعاني منها أخوانه المؤمنون، والآلام التي تحدث لهم والتعقيدات التي تحيط بحياتهم، فيهتم لذلك وهو بين يدي الله تعالى، ويدعو الله سبحانه أن يحل مشكلة هذا ويقضي حاجة ذاك، ويخفف آلام هذا ويزيل الضغوط عن ذاك، بحيث يُشهد الله على أنه يعيش الاهتمام بأخيه المؤمن، انطلاقاً من إحساسه بالرابطة الأخوية من خلال الإيمان، تماماً كما يحس بنفسه وبأخيه في النسب.
إن هذا المنهج التربوي يحقِّق في الإنسان المؤمن الروح التي تنفتح على الآخرين، فلا تعيش الأنانية الذاتية، وبذلك ينفتح أمام الإنسان المؤمن عالم كبير من الاهتمام والتفكير بشؤون إخوانه وقضاياهم ومشاكلهم، بحيث يشعر بأنه لا ينفصل عن ذلك حتى في أوقات الدعاء لله، فيطلب من الله لهم ما يطلبه لنفسه، وفي ذلك السموّ الروحي كل السمو، والأصالة الأخلاقية كل الأصالة.
وقد درجت الثقافة الدُعائية على ذلك كله، حيث إننا نجد دائماً الأدعية القرآنية والنبوية وأدعية الأئمة من أهل البيت (ع) و منهم الامام الحسن بن علي (ع) ، تتضمن الكثير من الدعاء للمؤمنين والمؤمنات، ونجد مثلاً أن الأنبياء يدعون للمؤمنين: (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) ونقرأ في الدعاء المعروف في شهر رمضان الذي يُقرأ عادة بعد كل صلاة: "اللهم أدخل على أهل القبور السرور، اللهم اغن كل فقير، اللهم اشبع كل جائع، اللهم اكسُ كل عريان، اللهم اقض دين كل مدين، اللهم فرّج عن كل مكروب، اللهم ردّ كل غريب، اللهم فك كل أسير، اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين، اللهم اشفِ كل مريض، اللهم سد فقرنا بغناك، اللهم غيّر سوء حالنا بحسن حالك".
من الملاحظ أن هذا الدعاء يعلّم المسلمين بأن عليهم بعد أن ينتهوا من الصلاة أن يفكّروا حتى بأهل القبور كيف يسرّهم الله بمغفرته وبرضوانه، ويفكروا وهم في أجواء الصوم والصلاة، بالجياع والعراة والغارمين الذين تضغط عليهم الديون، ويفكروا بالمرضى والمكروبين المتألمين والأسرى الذين يأسرهم الظالمون، كما يفكرون في كل واقع المسلمين الذي يعيش الفساد من خلال عوامل خارجية وداخلية، وبذلك يوحي هذا المنهج الإسلامي الأخلاقي في الدعاء، أن الجانب الروحي في مسؤولية الإنسان المؤمن العبادية لا ينفصل عن الجانب الاجتماعي، فأنت لا يمكن أن تكون حيادياً أمام كل المآسي والآلام والأوضاع الصعبة التي يعيشها المسلمون لتكتفي بالصلاة والصيام، لأن قيمة صلاتك هي أن تعظم مسؤوليتك في ما كلفك الله من المسؤوليات التي لا تقف عند ذاتك، ولكنها تتحرك إلى كل الناس الذين تستطيع إعانتهم.وإذا كنا ندعو الله للمؤمنين والمؤمنات في ظهر الغيب، فإنك لا بد أن تتحسّس بطريقة شعورية أو لا شعورية كيف يمكن لك أن تساهم في حل مشاكلهم بما تسطيعه من وسائل تملكها، وبذلك تشارك العبادات ـ ولا سيما الدعاء ـ في ربط الإنسان المسلم بالمسلم، كما تعمّق ذلك في حركة العلاقات بين الناس.
إنّ دور الاِمام عليه السلام في المجتمع هو نفس دور الاَنبياء والرسل عليهم السلام ، يتمثل في بناء وصياغة الاِنسان النموذج؛ لاَنّ النبي أو الاِمام هو شاهد منتخب من قبل عالم الغيب ، ويتحمل في عالم الشهادة
مسؤولية تأسيس أُمّة صالحة من الداخل، بعد أن يغرس في أعماقها كل المعاني والمُثُل والقيم الفاضلة ، ثم قيادتها وفق الاَوامر الاِلهية ، للوصول إلى المجتمع التوحيدي المتكامل .
ومن خلال استقراء منهج الاَنبياء والرسل في قيادة البشرية وهدايتها عبر سلسلتهم الطويلة الممتدة منذ بدء الخليقة المتمثلة بالإنسان الاَول ، والذي كان نبياً أيضاً ، وحتى الرسالة الخاتمة المتمثلة بأشرف الاَنبياء والرسل صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو خاتمهم ، نجد أنّ هذا المنهج يعتبر الاِنسان محور حركته . . .
الاِنسان لا كعقل مجرد ، بل الاِنسان صاحب العقل والروح والاَحاسيس والمشاعر . . الاِنسان صاحب القلب والعواطف . .
وعليه فمشروع الاَنبياء عليهم السلام وأوصيائهم ـ وخاتمتهم الاَئمة الاثني عشر عليهم السلام ـ في صياغة الاِنسان وتربيته وصنعه ، يتم من خلال التعامل مع تلك المقومات الاِنسانية التي ذكرنا بشكل عاطفي وعملي ، وليس كالفلاسفة الذين يتعاملون ويتجاذبون مع العقول المجردة .
وقال آية الله الخامنئي ان النّبي الخاتم(ص) وصف الامام الحسن بأنّه تجسيدٌ للمحاسن. وهو أمرٌ بالغ الأهميّة والعظمة أن يطلق الرّسول الأكرم اسم "حسن" على هذا الطفل المبارك".
وان الامام الحسن المجتبى يشكل مرصداً للإسلام والحفاظ على القرآن وهداية لأجيال المستقبل.
من جوامع مواعظه عليه السلام/
١- يا ابن آدم: "عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله تكن غنيّاً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً. إنه كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم: لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمّك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فانّ المؤمن يتزود والكافر يتمتّع.
٢- المبادرة إلى العمل: "اتقوا الله عباد الله، وجدّوا في الطلب وتجاه الهرب، وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات، وهادم اللذات، فانّ الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا يؤمن فجيعها، ولا تتوقّى مساويها، غرور حائل، وسناد مائل، فاتعظوا عباد الله بالعبر، واعتبروا بأثر. وازدجروا بالنعيم. وانتفعوا بالمواعظ، فكفى بالله معصتماً ونصيراً، وكفى بالكتاب حجيجاً وخصيماً، وكفى بالجنّةِ ثواباً، وكفى بالنار عقاباً ووبالاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر /
كتاب سيرة الامام الحسن عليه السلام.
كتاب الامام الحسن المجتبى وحرب الشائعات _ سماحة الشيخ عبدالله اليوسف.
سيرة وكلام الامام المجتبى – عبدالكريم التبريزي.
مؤسسة آل البيت للميرزا حسين.
بعض العبارات من خطب الامام الخامنئي .
ام علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. تعريب كوبليهات