|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-17-2017, 09:11 PM | #1 | |||
مشرف
|
عرض ملخص الفائزة بالمركز الاول في مسابقة (💥ومضة شهيد💥)
حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية 🖊اسم المتسابقة : ندى إبراهيم الأحمدالتلخيص الفائز بالمركز الأول في مسابقة 💥ومضة شهيد💥 بمناسبة ذكرى الشهيد الصدر ال(37) (1438هـ -2017م) ــــــــــــــــــ •✵• ـــــــــــــــــــ 🗞الشهيد .. والتجديد في قراءة التاريخ 🗞 🖊السيرة الذاتية : - من منطقة الأحساء وتقيم حاليا في المدينة المنورة . - المستوى الأكاديمي/ بكالوريوس رياضيات من كلية التربية. - مؤسِّسة نادي القراءة اليومي. - من هواياتها / كتابة السرديات التعبيرية والنثر من خواطر ومقالات وقصص وبعض الشعر وعمل البحوث . لها مشاركات ثقافية عديدة منها : - مشاركات بحثية علمية مع دار الرحمن لعلوم القرآن بالأحساء. - شاركت في مسابقة القصة القصيرة في البيت الثقافي العربي بالهند حيث فازت بالمركز الاول . - صدر لها مؤخرا كتاب ( صدى الندى )عبارة عن نصوص أدبية في السردية التعبيرية. 📝 ملخص كتاب : فدك في التاريخ للشهيد السيد محمد باقر الصدر (156 صفحة) 💠 مقدمة الكاتبة : ولد المؤلف الشهيد الصدر(قدس سره) في مدينة الكاظمية في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353هـ، وكان والده السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة ومن علماء الإسلام البارزين ،وبعد وفاته تربى السيد محمد الصدر في كنف والدته وأخيه الأكبر، وبدت عليه منذ صباه علامات النبوغ والذكاء. تعلم القراءة والكتابة وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لنبوغه المبكر، لذلك درس أكثر كتب السطوح دون أستاذ! وأنهى دراسته الأًصولية والفقهية عند آية الله السيد الخوئي(رحمه الله) وبدأ بإلقاء دروسه ولم يتجاوز عمره خمسة وعشرون، من مؤلفاته: دروس في علم الأًول ثلاثة أجزاء، فلسفتنا، اقتصادنا وموجز أحكام الحج. تم اعتقاله في 19 جمادى الأول سنة 1400هـ وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال استشهد بنحو فجيع مع أخته العلوية (بنت الهدى). كلنا نعلم أن الزهراء عليها السلام خطبت خطبتها الفدكية المعروفة مطالبة بحقها في فدك، فهل كان فعلا هذا هو السبب الحقيقي وراء خطبتها؟ وهل كانت فدك نحلة لها من أبيها رسول الله(ص) أم إرثا؟ وهل استحقت هذا الإرث؟ ومالدليل ومالرد عليه؟ ثم لماذا هذا التوسع في الحديث عن فدك وما قيمتها المادية والمعنوية؟ وما تاريخها المضطرب؟ كل هذا وغيره سيتضح لك جليا أيها القارئ العزيز حينما تشرع بقراءة هذه الأوراق التي لا ترقى أن تكون ملخصا حقيقيا، إنما جهد يسير لم يتسع المقام بذكر أكثر مما ورد، وإلا فالكتاب للشهيد الصدر – كما كتبه- يتسم بالفلسفة والعمق الذي يصعب معه التبسيط والاختصار في سطور قليلة، لكن هنا بعض مما أمكنني قطفه، آملة أن يثمر الفائدة وأجني الأجر، والله الموفق. |
|||
04-17-2017, 10:39 PM | #2 | |||
مشرف
|
الفصل الاول / على مسرح الثورة
💠 الفصل الأول/ على مسرح الثورة
تلك هي الحوراء الصديقة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ريحانة النبوة، ومثال العصمة، وهالة النور المشعة، وبقية الرسول بين المسلمين - في طريقها إلى المسجد - وقد خسر ت أمرين مهمين: الأول/ أبوة في أزهى الابوات في تاريخ الأنسان، وأفيضها حنانا، وأكثرها إشفاقا، وأوفرها بركة. وهذه كارثة من شأنها أن تذيق المصاب بها مرارة الموت وهكذا كانت الزهراء حينما لحق أبوها بالرفيق الأعلى، وطارت روحه الفرد إلى جنان ربها راضية مرضية. الثاني/ خسارة المجد الذي سجلته السماء لبيت النبوة على طول التاريخ. وأعني بهذا المجد العظيم سيادة الامة وزعامتها الكبرى، فقد كان من تشريعات السماء أن يسوس آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم امته وشيعته، لأنهم مشتقاته ومصغراته، وإذا بالتقدير المعاكس يصرف مراكز الزعامة عن أهلها. وهو لا يقل تأثيرا في نفسها الطهور، وإيقادا لحزنها، وإذ كاء لأساها عن الفاجعة الاولى كثيرا. ☄ مستمسكات الثورة: ارتفعت الزهراء بأجنحة من خيالها المطهر إلى آفاق حياتها الماضية ودنيا أبيها العظيم التي استحالت حين لحق سيد البشر بربه إلى ذكرى في نفس الحوراء متألقة بالنور وتعد مستمسكات حقيقية لثورتها على الحكم الجائر ومنها: أولا: عدم اإتمان الوحي لأبي بكر في تبليغ آية للمشركين وانتخاب للمهمة أمير المؤمنين علي(ع). ثانيا: استخلاف الرسول للإمام علي(ع) على المدينة عند ذهابه للحرب وقوله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) ، وهارون موسى كان شريكا له في الحكم، وإماما لامته، ومعدا لخلافته، فلابد أن يكون هارون محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليا للمسلمين وخليفته فيهم من بعده. ولما وصلت إلى هذه النقطة من أفكارها المتدفقة صرخت : إن هذا هو الانقلاب الذي أنذر تعالى في كتابه إذ قال: (وما محمد إلا رسول رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) وقررت الذهاب إلى أبي بكر لتقول له: (لقد جئت شيئا فريا، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة ، ولانبه المسلمين إلى عواقب فعلتهم والمستقبل القاتم الذي بنوه بأيديهم وأقول: (لقد لقحت فنظرة ريثما تحلب، ثم احتلبوها طلاع القعب دما عبيطا، وهناك يخسر المبطلون، ويعرف التالون، غب ما أسس الأولون). ثم اندفعت إلى ميدان العمل وفي نفسها مبادئ محمد صلى الله عليه وآله وسلم وروح خديجة، وبطولة علي، وإشفاق عظيم على هذه الامة من مستقبل مظلم ☄ طريق الثورة: لم يكن الطريق الذي اجتازته الثائرة طويلا، لأن البيت الذي انبعث منه شرر الثورة ولهيبها هو بيت علي عليه السلام، بالطبع الذي كان يصطلح عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيت النبوة ، وهو جار المسجد لا يفصل بينهما سوى جدار واحد، فلعلها دخلته من الباب المتصل به، والمؤدي إليه من دارها مباشرة وتدلنا الرواية على أمرين: الأول/ أن الزهراء كانت تصحب معها نسوة من قومها وحفدتها ، ومرد هذه الصحبة وذلك الاختيار للباب العام إلى أمر واحد، وهو تنبيه الناس، وكسب التفاتهم باجتيازها في الطريق مع تلك النسوة ليجتمعوا في المسجد، ويتهافتوا حيث ينتهي بها السير. الثاني/ أن الزهراء لم تكن لتخرم في مشيتها مشية أبيها وليس هذا ببعيد فإنها (صلوات الله عليها) قد اعتادت أن تقلد أبيها وتحاكيه في سائر أفعالها وأقوالها، ويحتمل أن يكون لهذه المشابهة المتقنة وجه آخر بأن كانت الحوراء قد عمدت في موقفها يو مذاك إلى تقليد أبيها في مشيه عن التفات وقصد فأحكمت التمثيل، وأجادت المحاكاة، وأرادت بهذا أن تستولي على المشاعر وإحساس الناس، وعواطف الجمهور بهذا التقليد الباهر الذي يدفع بأفكارهم إلى سفر قصير، وتجول لذيذ في الماضي القريب حيث عهد النبوة المقدس، والأيام الضواحك التي قضوها تحت ظلال نبيهم الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فيكون في إرهاف هذه الأحساسات وصقلها صقلا عاطفيا ما يمهد للزهراء الشروع في مقصودها، ويوطئ القلوب لتقبل دعوتها الصارخة، واستجابة استنقاذها الحزين، ونجاح محاولتها اليائسة أو شبه اليائسة. |
|||
04-17-2017, 10:50 PM | #3 | |||
مشرف
|
الفصل الثاني / فدك بمعناها الحقيقي والرمزي
💠الفصل الثاني/ فدك بمعناها الحقيقي والرمزي
☄موقع فدك : فدك: قرية في الحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة، وهي أرض يهودية في مطلع تاريخها المأثور وكان يسكنها طائفة من اليهود، ولم يزالوا على ذلك حتى السنة السابعة حيث قذف الله بالرعب في قلوب أهليها فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على النصف من فدك وروي أنه صالحهم عليها كلها. ☄تاريخ فدك الإسلامي: - كانت فدك ملكا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنها مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. - ثم قدمها لابنته الزهراء، وبقيت عندها حتى توفي أبوها صلى الله عليه وآله وسلم. - فانتزعها الخليفة الأول رضى عنه الله - على حد تعبير صاحب الصواعق المحرقة وأصبحت من مصادر المالية العامة وموارد ثروة الدولة يو مذاك. - حتى تولى عمر الخلافة فدفع فدكا إلى ورثة (4) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبقيت فدك عند آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم. - تولى الخلافة عثمان بن عفان فأقطعها مروان بن الحكم على ما قيل . - أمير المؤمنين عليا انتزعها من مروان بن الحكم. - ولما ولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة ،أقطع مروان بن الحكم ثلث فدك، وعمر بن عثمان ثلثها، ويزيد ابنه ثلثها الاخر. حتى خلصت كلها لمروان بن الحكيم أيام ملكه - ثم صفت لعمربن عبد العزيز بن مروان، فلما تولى هذا الأمر رد فد ك على ولد فاطمة عليها السلام. - ثم انتزعها يزيد بن عبد الملك من أولاد فاطمة فصارت في أيدي بني مروان حتى انقرضت دولتهم. - (في فترة العباسيين فلما قام أبو العباس السفاح بالأمر وتقلد الخلافة ردها على عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب - ثم قبضها أبو جعفر المنصور في خلافته من بني الحسن - وردها المهدي بن المنصور على الفاطميين - ثم قبضها موسى بن المهدي من أيديهم - ولم تزل في أيدي العباسيين حتى تولى المأمون الخلافة فردها على الفاطميين سنة (210 ه) - ولما بويع المتوكل على الله انتزعها من الفاطميين وأقطعها عبد الله بن عمر البا زيار وكان فيها إحدى عشرة نخلة غرسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده الكريمة شبهة/ في مسألة فدك أن عليا اتبع في فدك سيرة أبي بكر ولم يمنعها عن المسلمين، فلو كان يعلم بصواب الزهراء وصحة دعواها ما انتهج ذلك المنهج!! الجواب/ أولا: التاريخ لم يصرح بشئ من ذلك، بل صرح بأن أمير المؤمنين كان يرى فدك لأهل البيت. ثانيا: من الممكن أنه كان يخص ورثة الزهراء وهم أولادها وزوجها بحاصلات فدك، وليس في هذا التخصيص ما يوجب إشاعة الخبر، لأن المال كان عنده وأهله الشرعيون هو وأولاده. ثالثا: يحتمل أنه كان ينفق غلاتها في مصالح المسلمين برضى منه ومن أولاده عليهم الصلاة والسلام ، بل لعلهم أو قفوها وجعلوها من الصدقات العامة. ☄القيمة المعنوية لفدك : تدلنا عليها قصيدة دعبل الخزاعي التي أنشأها حينما رد المأمون فدك ومطلعها: أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشم فدكا. ☄القيمة المادية لفدك : يدلنا عليها عدة أمور: (الأول) ما سيأتي من أن عمر منع أبا بكر من ترك فدك للزهراء لضعف المالية العامة مع احتياجها إلى التقوية لما يتهدد الموقف من حروب الردة وثروات العصاة. (الثاني) قول الخليفة لفاطمة في محاورة له معها حول فدك: (إن هذا المال لم يكن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما كان مالا من أموال المسلمين يحمل النبي به الرجال وينفقه في سبيل الله) (الثالث) ما سبق من تقسيم معاوية فدك أثلاثا ، وإعطائه لكل من يزيد ومروان وعمرو بن عثمان ثلثا (الرابع) التعبير عنها بقرية كما في معجم البلدان ، وتقدير بعض نخليها بنخيل الكوفة في القرن السادس الهجري. |
|||
04-17-2017, 10:57 PM | #4 | |||
مشرف
|
الفصل الثالث / تاريخ الثورة
💠الفصل الثالث/ تاريخ الثورة
ارتبط تاريخ الثورة بيوم السقيفة والتي لم تكن وليدة لحظتها! ونعلم أن أبو بكر وعمر كانا من موجهي الحركة العامة آنذاك فتاريخهم تاريخ ذلك العصر، وإذا سلمنا أن الإسلام في أيام الخليفتين كان مهيمنا، والفتوحات متصلة والحياة متدفقة بمعاني الخير ولكن هل يمكن أن نقبل أن التفسير الوحيد لهذا وجود الصديق أو الفاروق على كرسي الحكم ؟ الجواب/ يتلخص في أمرين: الأول: أن الحاكمين كانوا في ظرف دقيق لا يتسع للتغيير والتبديل في اسس السياسة لأنهم تحت مراقبة النظر الأسلامي العام الذي كان مخلصا كل الأخلاص لمبادئه، وجاعلا لنفسه حق الأشراف على الحكم والحاكمين. الثاني: ولأنهم يتعرضون لو فعلوا شيئا من ذلك لمعارضة خطرة من الحزب الذي ما يزال يؤمن بأن الحكم الأسلامي لا بد أن يكون مطبوعا بطابع محمدي خالص، وأن الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يطبعه بهذا الطابع المقدس هو علي - وارث رسول الله ووصيه وولي المؤمنين من بعده . ☄بواعث الثورة: إننا ندرك بوضوح، ونحن نلاحظ الظرف التاريخي الذي حف بالحركة الفاطمية، أن البيت الهاشمي المفجوع بعميده الأكبر قد توفرت له كل بواعث الثورة على الأوضاع القائمة، والانبعاث نحو وتغييرها وإنشائها إنشاء جديدا، وأن الزهراء قد اجتمعت لها كل إمكانيات الثورة ومؤهلات المعارضة التي قرر المعارضو ن أن تكون منازعة سلمية مهما كلف الأمر. وإننا نحس أيضا إذا درسنا الواقع التاريخي لمشكلة فدك ومنازعاتها بأنها مطبوعة بطابع تلك الثورة، ونتبين بجلاء أن هذه المنازعات كانت في واقعها ودوافعها ثورة على السياسة العليا وألوانها التي بدت للزهراء بعيدة عما تألفه من ضروب الحكم، ولم تكن حقا منازعة في شئ من شؤون السياسة المالية، والمناهج الاقتصادية التي سارت عليها خلافة الشورى. وإذا أردنا أن نمسك بخيوط الثورة الفاطمية من اصولها، فعلينا أن ننظر نظره شاملة عميقة لنتبين حادثتين متقاربتين في تاريخ الأسلام: أحدهما: الثورة الفاطمية على الخليفة الأول التي كادت أن تزعزع كيانه السياسي، وترمي بخلافته بين مهملات التاريخ. والاخرى: موقف ينعكس فيه الأمر فتقف عائشة ام المؤمنين بنت الخليفة الموتور في وجه علي زوج الصديقة الثائرة على أبيها. وقد شاء القدر لكلتا الثائرتين أن تفشلا مع فارق بينهما وهو أن الزهراء فشلت بعد أن جعلت الخليفة يبكي ويقول: أقيلوني بيعتي، والسيدة عائشة فشلت فصارت تتمنى أنها لم تخرج إلى حرب ولم تشق عصا طاعة. كانت فدك معنى رمزيا يرمز إلى المعنى العظيم ولا يعني تلك الأرض الحجازية المسلوبة، وهذه الرمزية التي اكتسبتها فدك في التي ارتفعت بالمنازعة من مخاصمة عادية منكمشة في افقها، محدودة في دائرها إلى ثورة واسعة النطاق رحيبة الأفق. ادرس ما شئت من المستندات التاريخية الثابتة للمسألة، فهل ترى نزاعا ماديا، أو ترى اختلافا حول فدك بمعناها المحدود وواقعها الضيق؟؟ كلا ! بل هي الثورة على اسس الحكم، والصرخة التي أرادت فاطمة أن تقتلع بها الحجر الأساسي الذي بني عليه التاريخ بعد يوم السقيفة. ويكفينا لأثبات ذلك أن نلقي نظرة على الخطبة التي خطبتها الزهراء في المسجد أمام الخليفة وبين يدي الجم المحتشد من المهاجرين والأنصار، فإنها دارت أكثر ما دارت حول امتداح علي والثناء على مواقفه الخالدة في الأسلام وتسجيل حق أهل البيت الذين وصفتهم بأنهم الوسيلة إلى الله في خلقه وخاصته وحجته في غيبه، وورثة أنبيائه في الخلافة والحكم. وإلفات المسلمين إلى حظهم العاثر واختيارهم المرتجل وانقلابهم على أعقابهم، وورودهم غير شربهم، وإسنادهم الأمر إلى غير أهله، والفتنة التي سقطوا فيها، والدواعي التي دعتهم إلى ترك الكتاب ومخالفته فيما يحكم به في موضوع الخلافة والأمامة. فالمسألة إذن ليست مسألة ميراث ونحلة إلا بالمقدار الذي يتصل بموضوع السياسة العليا، وليست مطالبة بعقار أو دار، بل هي في نظر الزهراء (مسألة إسلام وكفر، ومسألة إيمان ونفاق، ومسألة نص وشورى) دليل آخر على هدف الزهراء وقصدها: لم يؤثر عن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهن خاصمن أبا بكر في شئ من ميراثهن، أكن أزهد من الزهراء في متاع الدنيا، وأقرب إلى ذوق أبيها في الحياة ؟ أو أنهن اشتغلن بمصيبة رسول الله ولم تشتغل بها بضعته، أو أن الظروف السياسية هي التي فرقت بينهن فأقامت من الزهراء معارضة شديدة، ومنازعة خطرة دون نسوة النبي اللاتي لم تزعجهن أوضاع الحكم. وأكبر الظن أن الصديقة كانت تجد في شيعة قرينها، وصفوة أصحابه الذين لم يكونوا يشكون في صدقها من يعطف شهادته على شهادة علي وتكتمل بذلك البينة عند الخليفة. أفلا يفيدنا هذا أن الهدف الأعلى لفاطمة الذي كانوا يعرفونه جيدا ليس هو إثبات النحلة أو الميراث، بل القضاء على نتائج السقيفة ؟ وهو لا يحصل بإقامة البينة في موضوع فدك، بل بأن تقدم البينة لدى الناس جميعا على أنهم ضلوا سواء السبيل سؤال/ ما دام أن الثورة كانت سياسية وعلى الحكم المنقلب فلماذا لم يتجه للمعارضة الإمام علي(ع) وتوجهت إليها الزهراء(ع)؟ الجواب/ قد توفرت في المقابلة الفاطمية ناحيتان لا تتهيئان للأمام فيما لو وقف موقف قرينته: (إحداهما) إن الزهراء أقدر منه بظروف فجيعتها الخاصة ومكانتها من أبيها، على استثارة العواطف، وإيصال المسلمين بسلك من كهرباء الروح بأبيها العظيم صلوات الله عليه وأيامه الغراء وتجنيد مشاعرهم لقضايا أهل البيت(ع). (والاخرى) إنها مهما تتخذ لمنازعتها من أشكال فلن تكتسب لون الحرب المسلحة التي تتطلب زعيما يهيمن عليها ما دامت امرأة وما دام هارون النبوة في بيته محتفظا بالهدنة التي أعلنها حتى تجتمع الناس عليه ومراقبا للموقف ليتدخل فيه متى شاء، متزعما للثورة إذا بلغت حدها الأعلى أو مهدثا للفتنة إذا لم يتهيأ له الظرف الذي يريده. فالحوراء بمقاومتها إما أن تحقق انتقاضا إجماعيا على الخليفة وإما أن لا تخرج عن دائرة الجدال والنزاع ولا تجر إلى فتنة وانشقاق. وتتلخص المعارضة الفاطمية في عدة مظاهر: (الأول) إرسالها لرسول ينازع أبا بكر في مسائل الميراث ويطالب بحقوقها وهذه هي الخطوة الاولى التي انتهجتها الزهراء (ع) تمهيدا لمباشرتها للعمل بنفسها. (الثاني) مواجهتها بنفسها له في اجتماع خاص وقد أرادت بتلك المقابلة أن تشتد في طلب حقوقها من الخمس وفدك وغير هما لتعرف مدى استعداد الخليفة للمقاومة. (الثالث) خطبتها في المسجد بعد عشرة أيام من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في شرح النهج لابن أبي الحديد. (الرابع) حديثها مع أبي بكر وعمر حينما زاراها بقصد الاعتذار منها وإعلانها غضبها عليهما وأنهما أغضبا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك . (الخامس) خطابها الذي ألقته على نساء المهاجرين والأنصار حين اجتماعهن عندها. (السادس) وصيتها بأن لا يحضر تجهيزها ودفنها أحد من خصومها وكانت هذه الوصية الأعلان الأخير من الزهراء عن نقمتها على الخلافة القائمة. |
|||
04-17-2017, 11:00 PM | #5 | |||
مشرف
|
الفصل الرابع / قبسات من الكلام الفاطمي
💠الفصل الرابع/ قبسات من الكلام الفاطمي
دوت الزهراء بكلمتها الخالدة: "زعمتم خوف الفتنة (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين)". نعم انها الفتنة ثم هي ام الفتن بلا ريب. ما أروعك يا بضعة النبي حين تكشفين القناع عن الحقيقة المرة وتتنبئين لامة أبيك بالمستقبل الرهيب الذي تلتمع في افقه سحب حمراء ! (الفتنة الكبرى) كانت العمليات السياسية يومئذ فتنة وكانت ام الفتن لأنها خروج على الحكومة الأسلامية الشرععية القائمة في شخص علي هارون النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأولى من المسلمين بأنفسهم. وفي المقابل خليق بنا أن نسأل عما عناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالفتن التي جاء ذكرها في مناجاته لقبور البقيع في اخريات أيمه إذ يقول: "ليهنئكم ما أصبحتم فيه قد أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم" ولعلك تقول: إنها فتن المرتدين، وهذا تفسير يقبل على فرض واحد وهو: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتخوف على موتى البقيع من الارتداد، فأما إذا لم يكن يخشى عليهم من ذلك كما - هو في الواقع - لأنهم على الأكثر من المسلمين الصالحين، وفيهم الشهداء فلماذا يهنئهم على عدم حضور تلك الأيام ؟ ولا يستقيم في منطق صحيح أن يريد بهذه الفتن المشاغبات الاموية التي قام بها عثمان ومعاوية بعد عقود ثلاثة من ذلك التاريخ تقريبا. وإذن فتلك الفتن التي عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا بد أن تكون فتنا حادثة بعده مباشرة، ولا بد أيضا أن تكون أكثر اتصالا بموتى البقيع لو قدرت لهم الحياة من فتن الردة والمتنبئين. وهي إذن عين الفتنة التي عنتها الزهراء بقولها: ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين. |
|||
04-17-2017, 11:04 PM | #6 | |||
مشرف
|
الفصل الخامس/ محكمة الكتاب
💠الفصل الخامس/ محكمة الكتاب
موقف الخليفة الأول من تركة النبي(ص) أن أبا بكر بكى لما كلمته فاطمة ثم قال: يا بنت رسول الله، والله ما ورث أبوك دينارا ولا درهما، وإنه قال: إن الأنبياء لا يورثون. وما ورد في الخطبة من قوله: (إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنا معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا أرضا ولا عقارا ولا دار ا لكنما نورث الأيمان والحكمة والعلم والسنة). هنا يلزم أن نعرف معنى التوريث لنفهم الجملة النافية له كما يلزم. معنى التوريث جعل شئ ميراثا، فالمورث من يكون سببا لانتقال المال من الميت إلى قريبه وهذا الانتقال يتوقف على أمرين: (أحدهما) وجود التركة. (والاخر) القانون الذي يجعل للوارث حصة من مال الميت. ويحصل الأول بسبب نفس ا لميت، والثاني بسبب المشرع الذي وضع قانون الوراثة سواء أكان فردا أسندت إليه الناس الصلاحيات التشريعية أو هيئة تقوم على ذلك، أو نبيا يشرع بوحي من السماء، فكل من الميت والمشرع له نصيب من إيجاد التوارث، ولكن المورث الحقيقي الذي يستحق التعبير عنه بهذا اللفظ بحق هو الميت الذي أوجد مادة الأرث، لأنه هو الذي هيا للأرث شرطه الأخير بما خلفه من ثروة. فالمفهوم من جملة: أن الأنبياء يورثون، أنهم يحصلون على الأموال ويجعلونها تركة من بعدهم، وإذا نفي التوريث عنهم، كان مدلول هذا النفي أنهم لا يهيؤون للأرث شرطه الأخير، ولا يسعون وراء الأموال ليتركوها بعد وفاتهم لورثتهم. وإذن فليس معنى: أن الأنبياء لا يورثون، عدم التوريث التشريعي، ونفي الحكم بالأرث. هذا وصلى الله على محمد وآله الطاهرين |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|