|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || الأقسام الثقافية || > السائحون

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الخطة الدراسية لعام 1447هـ / 2025م (آخر رد :Sukaynah)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الرابع عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الثالث عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الثاني عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الحادي عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس العاشر) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الوالد العلامة .. الشيخ البريء / بقلم هدى الشيخ عبدالمحسن النمر في ذكرى تأبين والداها (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: كلمة السيد أمير العلي في تأبين سماحة العلامة الشيخ والمربي الفاضل عبدالمحسن الطاهر ال (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: مقال تحليلي/زواج الإمام الجواد من ام الفضل للطالبة وضحى الخميس (آخر رد :ام علي)       :: على خطاها (آخر رد :ام يوسف)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-13-2025, 04:28 PM
abeer abuhuliqa abeer abuhuliqa غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 126
افتراضي الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الرابع عشر )

الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الرابع عشر )


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، حبيب الله ونجيبه وخيرته من خلقه، أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الهداة الميامين، واللعن الدائم الأبدي على أعدائهم وظالميهم إلى قيام يوم الدين.


بسم الله الرحمن الرحيم
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنِ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"(غافر: 60).
صدق الله العلي العظيم


يعلمنا الدعاء كيف نتهيّأ لهذا الشهر، فالإفاضات والكرامات الإلهية تستدعي منّا أن نهيئ هذه القلوب والمشاعر والأرواح لتكون مؤهلة لاستقبال هذا العطاء وهذه الكرامات والرحمات.


نتوقف عند بعض مقاطع الدعاء الوارد عن الإمام زين العابدين عليه السلام حتى نؤسس لمنهج إعداد الروح لتقبّل هذا الشهر، يقول الإمام زين العابدين عليه السلام في بعض مقاطع الدعاء الذي نقله أبو حمزة الثمالي:


"يا غفار، بنورك اهتدينا، وبفضلك استغنينا، وبنعمتك أصبحنا وأمسينا، ذنوبنا بين يديك نستغفرك اللهم منها ونتوب إليك، تتحبب إلينا بالنعم، ونتبغض إليك بالذنوب، خيرك إلينا نازل، وشرنا إليك صاعد، ولم يزل، ولا يزال، ملك كريم يأتيك عنا بعمل قبيح، فلا يمنعك ذلك من أن تحوطنا بنعمك، وتتفضل علينا بآلائك، فسبحانك! ما أحلمك وأعظمك وأكرمك، مبدئًا ومعيدًا، تقدّست أسماؤك، وجلّ ثناؤك، وكرُم صنائعك وفعالك، أنت إلهي أوسعُ فضلًا، وأعظمُ حلمًا، من أن تُقايِسني بفعلي وخطيئتي فالعفو، العفو، العفو، سيدي، سيدي، سيدي!"


لا طاقة لنا باستعراض كل جوانب العطاء الواردة في هذا المقطع من الدعاء لكن من المناسب التوقف عند بعض جزئيات هذه المطالب.


المطلب الأول: إن خير ما نقدم ونتهيّأ به لدخول هذا الشهر هو تنقية ما علق في وجودنا وأرواحنا وقلوبنا من الموانع التي تشكل حواجز عن تنزّل الرحمة ونيل الإفاضات، ما هي هذه الشوائب؟


النوع الأول من هذه الشوائب والكدورات والموانع: هي الشوائب العملية السلوكية. علينا أن نفتّش تصرفاتنا، وأن نتصفّح عاداتنا العملية وطريقة حياتنا وأخطائنا وسيرتنا مع أهلنا، مع مراعاة أداء العبادات بالصورة الصحيحة.


هل تَعَلَّمنا الأحكام الشرعية المرتبطة بحياتنا؟ كيف نؤدي صلاتنا وصيامنا بالصورة الصحيحة؟ معرفة الحقوق التي علينا، الحقوق التي لله، الحقوق لعباده - أزواجنا وزوجاتنا، بيوتنا، أهالينا - هل تصرفاتنا وسلوكياتنا سليمة وصحيحة طبق الأحكام الشرعية؟ أم أن عندنا تجاوزات نتعدى تارة هناك نقصر في حق الآخرين تارة هنا. هذه السلوكيات يجب أن نتصفحها، ونفتح لحظات محاسبة لأنفسنا (ليس منا من لم يحاسب نفسه) نحاسب أنفسنا في اليوم والليلة أو في الأسبوع أو في الشهر أو على الأقل ونحن مقدمون على شهر رمضان. نتذكر إذا تجنّينا على أحد بتصرف أو آذيناه ببعض السلوكيات. هل نحن نتعامل بلطف ومودة فيما بيننا؟ هذا هو النحو الأول من الشوائب.


أمّا النحو الثاني من الشوائب: هي الرذائل الخلقية، والنواقص المعنوية التي نمت في قلوبنا وأصبحت جزءا من كياننا.
الشوائب من النحو الأول هي شوائب عملية سلوكية، ومن النحو الثاني هي رذائل قلبية، وهذه أضعاف أضعاف الجهد الذي نحتاجه لتنقيتها وتطهيرها.


تعلقاتنا الروحية وتشبُثنا بالنقائص وغفلتنا عن الحق جل وعلا، وعن آخرتنا وعن لقاء الله عز وجل، حينما تغيب هذه المشاعر والإدراكات عن نفوسنا فإن بذور الشيطنة والشياطين تجد أرضا صالحة تنمو وتعيش فيها، و تطهيرها يحتاج منّا إلى مراقبة أشد ومراجعة أنفسنا بصورة أدق، و حينما نسمع أدعية أهل البيت عليهم السلام و أولياء الله عزّ وجل في محاسبتهم لأنفسهم، واعتبارهم كل لحظة تشتّ فيها أنفسهم خطأ وذنب يستغفرون الله منه، ويطلبون من الله العفو عنه، لذلك نعرف قيمة هذه المعالجات التي يعلمنا إياها أهل البيت عليهم السلام في أدعيتهم.


ونحن حينما نقرأ هذا المقطع من الدعاء نعرف كيف يكون العلاج، يعلِّمنا الإمام زين العابدين عليه السلام كيف نتناول الدواء الذي يزيل هذه النقائص.


(يا غفّار بنورك اهتدينا) يا غفّار، أول كلمة في هذا المقطع هو التوجّه إلى مغفرة الله عز وجل، نحن نخاطب الله عز وجل: يا رحيم يا معطي يا كريم، و لكل اسم من أسماء الله عز وجل التي نستهل بها الدعاء سريان في مقاطع الدعاء، (يا غفّار) تبقى هي الكلمة السارية في كل جزئية من جزئيات الدعاء، (يا غفار) ثم تبدأ جزئيات الدعاء الأخرى (بنورك اهتدينا) ما علاقة (بنورك اهتدينا) بـ (يا غفّار)؟


(يا غفّار) تبدو توجها إلى طلب المغفرة ثم تأتينا مقاطع تقول: (بنورك اهتدينا، وبحبّك استغنينا، وبنعمتك أصبحنا وأمسينا) مقاطع ذكر لآلاء الله عز وجل.


دعاؤه يا رب نحن نتوجّه إليك بغفاريّتك، ألست يا رب الذي هديتنا ولم نكن مهتدين، تفضّلت علينا ولم نكن مستحقين، وأنعمت علينا ونحن محتاجون إلى نعمك. العنصر التحفيزي في هذه الكلمات قوي كأنك تقول لشخص: ألم يسبق أن أعطيتني، كأنك تخاطب الله عز وجل باستذكار هذه العطايا والنعم السابقة: لم أكن مهتديا فهديتني، ولم أكن مستغنيا فبفضلك أغنيتني، وكنت فقيرا محتاجا في كل يوم اصبحت وامسيت بنعمتك، أتبخل عليّ بالمغفرة؟


أنت توليتني، أنت صنعت بي صنائع الخير بكل أشكالها فلا تبخل عليّ بالمغفرة، يا رب، يارب أنا المقرّ (ذنوبنا بين يديك نستغفرك اللهم منها ونتوب إليك) كنت يا رب أقابل نعمك بالغفلة وعدم الالتفات، بل مِن استعمِل هذه النعم جعلتها يا رب سبيلا لظهور حبّك لي (تتحبب إلينا بالنعم) وأنا غافل في هواي في رغباتي، لا استشعر هذا التودد منك، بل أعارضك بالذنوب، هذه النعم لستُ فقط أغفل عنها، بل ردّ فعلي على نعمك هو إعراض وغفلة أغرق في هواي وفي ذنوبي.


نحن نستقبل هذا الشهر الشريف فيحتاج أن نعيد النظر، قال تعالى: "یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ"(سورة البقرة: ١٨٣)، الطهارة والصفاء وتصفية الروح هي غاية هذا الشهر، فحين نتهيأ لتحقيقها علينا أن نقضي هذه الأيام المتبقية قبل دخول شهر رمضان في البحث في صفحات نفوسنا عن أشكال النقائص والشوائب، ولنطرحها بين يديّ الله عز وجل، نقرّ بها ونعترف بتقصيرنا، لكي نتلقَّى هذه الإفاضات الإلهية ونحن في حال الخضوع بين يدي الله والخشوع بطلب إزالة هذه الشوائب، بقي أيام قليلة بيننا وبين شهر رمضان ولكنها مناسبة، ولو صدقنا لكانت جديرة بأن نطهر بها هذه الهفوات والأخطاء والذنوب والمعاصي، كنا غافلين عنك يا رب (العفو العفو العفو، العفو سيدي).


نسأل الله عز وجل أن يمنّ علينا بصدق النية لطلب المغفرة والتوبة، والتخلص من ذنوبنا وأعمالنا الفاسدة. نسأل الله عز وجل بكرمه وجوده أن يمنّ علينا بمغفرته ورحمته، لكي نكون أهلا لتلقي إفاضات خيراته في هذا الشهر الشريف. نسأله أن يعجّل بظهور مولانا صاحب العصر والزمان المصلح الحقيقي للبشرية والإنسانية، والمصلح الحقيقي لهذه النفوس. وأن يفرج عنّا وعن إخواننا المؤمنين كل شدة وبلاء، وأن يجعل مسيرنا على نهج وطبق أمره واستجابة لأوامره، والنجاة مع أوليائه بشفاعتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf الدرس الرابع عشر.pdf‏ (348.1 كيلوبايت, المشاهدات 0)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.