|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || الأقسام الثقافية || > السائحون

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الخطة الدراسية لعام 1447هـ / 2025م (آخر رد :Sukaynah)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الرابع عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الثالث عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الثاني عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الحادي عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس العاشر) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الوالد العلامة .. الشيخ البريء / بقلم هدى الشيخ عبدالمحسن النمر في ذكرى تأبين والداها (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: كلمة السيد أمير العلي في تأبين سماحة العلامة الشيخ والمربي الفاضل عبدالمحسن الطاهر ال (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: مقال تحليلي/زواج الإمام الجواد من ام الفضل للطالبة وضحى الخميس (آخر رد :ام علي)       :: على خطاها (آخر رد :ام يوسف)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-13-2025, 04:22 PM
abeer abuhuliqa abeer abuhuliqa غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 126
افتراضي الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الثاني عشر )

الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الثاني عشر )


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة وأشرف التسليم على النبي المصطفى الصادق البار الأمين، حبيب الله ونجيبه وصفيه وخيرته من خلقه أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم الأبدي على أعدائهم وظالميهم إلى قيام يوم الدين.


بسم الله الرحمن الرحيم
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنِ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"(غافر: 60).
صدق الله العلي العظيم


اتضح لنا من الدروس الماضية أن هناك إضاءة نورانية على أن مدرسة أهل البيت عليهم السلام في الدعاء تحدد وتوضح للإنسان أهدافه الحقيقية ووسائل وصوله وبلوغه لهذه الأهداف، وتنظم رغباته بوضعها في الإطار الصحيح والسليم وطرق المنهج إلى بلوغ هذه الرغبات.


وقد حان الوقت للحديث عن أسماء وخصائص هذه الرغبات، والهدف الأسمى الذي يحقق للإنسان كمال رغباته وبلوغه لأهدافه. يحب الله عز وجل منطلق الحركة والمسيرة في سبيل بلوغ هذه الأهداف. وربما نستطيع أن نرتب طبيعة الغريزة الإنسانية ومراتب أشكال ودرجات السعادة في الإنسان، حسب ما يترقى به الإنسان في آماله وفي معرفته واتّساع مطالبه على ثلاث مراتب:


المرتبة الأولى: هي ما يستشعر به الإنسان منذ طفولته ومنذ بداية تحسسه لهذا العالم، حيث يريد توفير رغباته القريبة الحسية المادية، مثل الغذاء والصحة والسلامة. وتترقى هذه الرغبات باتساع دائرة سعة حياة الإنسان ومعاملاته، وسعة دائرته الحياتية، فقد تكون في البداية محدودة بمأكله والجوانب القريبة جدا من رغباته المادية البدائية، ثم تترقى في هذه الجوانب إلى حب الجاه والمكانة، لكن كل هذه الرغبات تحدد بإطار توفير أسباب سعادته المادية حيث تنطلق منها وتتسع باتساعها إلى أن يصل إلى درجات واسعة من هذا الجانب، هذه المرتبة الأولى الصحة والسعادة والأمن في هذا العالم والوجود. ويستشعر الإنسان أن هناك أمد لوجوده وامتداد حياته، ويريد أن يقضي هذه الحياة بما تتسع له أسباب الحياة بامتداد عمره، وقد نجد هذا الأمر متوفرا في مدرسة الدعاء لأهل البيت عليهم السلام، في الأدعية التي توجه الإنسان إلى مصدر هذه العطاءات الإلهية التي توفر السعادة في هذه الحياة من الدعاء في كشف الشدائد، ودفع البلاءات، ورفع الأمراض، وطلب الرزق والغنى.


نجد أن السبيل إليها كلها قد حددته مدرسة أهل البيت، لكيفية الحصول على أرقى درجات السعادة الدنيوية، حتى الإنسان العادي الذي حدود نظرته إلى هذه الحياة بسيطة يجد في أدعية أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ما يشفي غليله ويروي حاجته إلى سؤال هذه الحاجات من المعطي جل وعلا من أشكال الرزق وإصلاح أهله وبيته وعائلته والغنى.


لكنها تقع ضمن منظومة حركة لا تقف رغبات الإنسان ولا تقف مدرسة الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام في وضع هذه الرغبات ضمن هذا الحد، بل هي تضمها وتسعى بالإنسان وتفتح أذهانه لبلوغ مرتبة أسمى وأعلى، لرغباته الدائمية الأخروية التي لا تفنى ولا تنتهي بانتهاء هذا العالم. وحينما تنقل مدرسة أهل البيت الدعائية الإنسان من مرتبته الأولى إلى الثانية فإنها لا تلغي الأولى بل تجعلها فقرة من فقرات المرتبة الثانية.


المرتبة الثانية: تنطلق سعة في روح الإنسان، في قيمته ومقامه وآخرته، في السعادة التي لا حصر لها ولا حدود، التي لو جمعنا رغباته في مرتبته الأولى بكل أصنافها وأشكالها، وقارناها بالمرتبة الثانية مرتبة الحقيقة والبقاء والآخرة لم تكن إلا نقطة في بحر كمالاته ورغباته الأخروية.


لكن حديثنا اليوم ليس عن المرتبة الأولى وكيف تحققها مدرسة الدعاء عند أهل البيت، بل ولا حتى عن المرتبة الثانية من سعادة الآخرة التي لا تحد ولا تنتهي، من الخلود في الآخرة، الثمار والأنهار والسعادة التي تفوق حد التصور والإمكان والمعرفة والإحاطة بها في هذا العالم "فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ" (سُورَةُ السَّجۡدَةِ: ١٧).


حديثنا اليوم عن شيء يشمل كل هذه الأمور، وتصغر أمامه كل الجمالات والسعادات في عالم الدنيا والآخرة. لعلنا نضرب مثالا تقريبيًا لتوضيح هذا الأمر، وليس المقصود منه الانطباق وإنما لفتح الذهن على هذا المعنى.


المثال: لنفترض أن هناك رجلاً يمتلك محلًا يتعيش منه، وكان في منطقتهم رجل في منتهى الغنى والقدرة والسلطة. كان هذا الرجل يحن على الفقير ويعامله معاملة خاصة، فيزوره في كل فترة ويهبه كل مرة أشكالاً وأنواعًا من العطايا والهدايا والهبات. كان هذا الرجل المحتاج يتلهف وينتظر هذه الزيارة ليحصل على الخير وينال الهبات والعطايا، وكان كل نظره لها دون أن يتوجه إلى الغني ويتعرف عليه. وفي أحد الأيام، قرر أن يلتفت إلى ذلك الرجل ليرى من هو ويشكره، وعندما نظر إلى وجهه، أدرك في ملامحه عظمته وجماله وهيبته وعزته وجلاله، وأصبح همه الوحيد هو النظر إلى ذلك الجمال، وتلك العظمة والعطف والحنان، وحينها غفل عن تلك الهبات التي كان ينتظرها، وأصبح شغفه الوحيد ليس أشكال العطايا والهبات وإنما يتطلع الى نظرة من ذلك العظيم.


لعل هذا المعنى والتقدير هو ما نجده في أدعية أهل البيت عليهم الصلاة هو أن نتطلع إلى المعطي لا إلى العطية فقط. ألم يحن الوقت لنا كي نفكر كيف يرانا المعطي ولما كل هذا العطاء؟ أي محبة يحملها اتجاهنا ذلك المعطي؟ أي كرامة يريدها بنا ذلك الواهب؟ أي جلال تغرق فيه مشاعر العارفين؟ في أدعية أهل البيت عليهم الصلاة نجد المرتبة الأولى من الأماني والرغبات ولكنها تذوب في المرتبة الثانية منها، ولو حان منا رغبة صادقة إلى الواهب لا إلى الهبة، وإلى المعطي لا إلى العطية، لأغفلت قلوبنا الهبات والعطايا وأصبحت معلقة بحب ذلك المعطي وحب ذلك الواهب.


يقول الإمام زين العابدين عليه السلام في بعض مناجاته: "يا من أنوار قدسه لأبصار محبيه رائقة، وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقة، يا منى قلوب المشتاقين، ويا غاية آمال المحبين، أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يوصلني إلى قربك، وأن تجعلك أحب إلي مما سواك، وأن تجعل حبي إياك قائداً إلى رضوانك، وشوقي إليك ذائدا عن عصيانك، وأمنن بالنظر إليك عليّ، وانظر بعين الود والعطف إليّ، ولا تصرف عني وجهك يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين".


هذا هو الحب الأسمى، هذه هي الرغبة الأعلى في أن تكون محبوبا عند الحبيب الأعلى جلّ جلاله. أن ترى عينيك القلبيتين البصيرتين الحقيقيتين هذا الحب والعطف والود - لكل ما حولك من أشياء - ترى فيها حب الله وعطفه وكرامته، وإكرامه وجذبه لك إلى ساحته.


نسأل الله عز وجل أن يفتح بصائرنا على معرفته، وعلى التعلق برحمته وجماله وجلاله، ونسأل الله بجاه محمد وآله أن يصلي عليهم وأن ينير هذه القلوب بمحبتهم التي تقودنا إلى محبة الله عزوجل والسير على منهجهم الذي يوصلنا الى درجات الكرامة الإلهية.


وأن يمن على عباده المؤمنين بالمغفرة والرحمة والفرج، وأن يعجل لمولانا صاحب العصر والزمان، ليبسط أنوار حب الله عزوجل في هذا الوجود، ويأخذ بقلوب أهل الصلاح لكمال سعادتهم دنيا وآخره، والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf الدرس الثاني عشر.pdf‏ (344.8 كيلوبايت, المشاهدات 0)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.