![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
الوالد العلامة .. الشيخ البريء
✒️ بقلم|| هدى الشيخ عبدالمحسن النمر في ذكرى تأبين والداها ١٤٤٦هـ عنوان ألهمتنيهِ إحدى قريباتي عندما قالت في أحد أيام العزاء "لا أستطيع النظر إلى صورته .. أشعر أنّه بريء جداً " فاتخذتُ البراءة عنواناً لمقالي بعد أن أحجمتُ طويلاً عن الكتابة عنه خوفاً من أن يقال إني بالغتُ فيما أقول ،بينما أرى أنّي مابَلغتُ شيئاً في وصفه ! إلا إنني بعد ذلك رأيت أن أكتب ما أمكن شهادةً وعرفاناً وردّاً لقليل من فضله . ذكّرني كلام قريبتي هذا بشعوري تجاهه في حياته وهو بيننا حين كنتُ أنظر إليه وينكسر قلبي له كما ينكسر عند النظر إلى طفل صغير شديد البراءة والنقاء ! هكذا كان سماحته لا يحمل في قلبه إلا ما هو طاهر من حسن النويا والمحبة الصادقة حتى مع من لا يتفق معه .براءةٌ لكنها مشفوعة بالحكمة وبعد النظر والبصيرة. أمّاما يعكس ذلك من سلوك ظاهر كان يتمثّلُ حسن المعاملة وشدة الحلم و قوة الصبر التي تزيد من تعلقك به وترفع من مكانته في قلبك . ومما كان يميزهُ أنه كان ينطق بما يتجلى في داخله ،ويعكس كلامه ما انطبع في مرايا روحه ، فلم أسمعه يوماً يوجّه بتوجيه إلا وقد كان سبقك إليها، ولا يعظ بموعظة إلاو كان متعظاً بها، ولم يشرح يوماًنظرية في التربية أو الإدارة -مثلا -إلا وكنتُ رأيت تطبيقها منه قبل ذلك. كان الشيخ واحداً في كل أحواله، لا تغلبه تكاليف الحياة، ولا تغالبه الصعوبات ، ولا تضعف منه النائبات. فترى ذلك الشيخ الذي على المنبر هو نفسه من يعاشر بيته وعياله ، نفسه من تسافر معه ، نفسه الذي تراه يعارك الحياة، نفسه من قد اختلفت معه يوماً ما . الوالد العلّامة.. الشيخ البريء كان كما الجوهرة التي مهما قلّبتها من جهه لن ترى إلا انعكاس حقيقة واحدة بريئة من العيوب صافية صفاء الماء . |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|