![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
☄✨☄✨☄✨☄
✨ سلسلة .. 🕋 أمير الحاج 🕋 🔘 الحلقة الثالثة 🔘 ✤──◐( فيض الحياة )◐──✤ بسم الله الرحمن الرحيم .. أتم الصلاة والسلام على النبي المصطفى الصادق البار الأمين حبيب رب العالمين أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الميامين واللعن الدائم على أعدائهم وظالميهم إلى قيام يوم الدين . . ( السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ في اَرْضِه ِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ في خَلْقِه ِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنينَ ، ... اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ .. ) نكمل الحديث في هذه الحلقة عن مراتب الحياة ، وقد بلغنا إلى المرتبة الرابعة . ☄✨☄✨☄✨☄
ولكن قبل أن نعرج إلى هذه المرتبة علينا أن نستعيد مسألة أشرنا إليها بالإجمال لأنها تحتاج إلى التدبر أكثر في معناها. وهي أن الحديث عن مراتب الحياة يحتاج إلى وجود عنصر مشترك يترقى درجة بعد درجة ، ونريد أن نميز هذا العنصر ؛ ونميز الحياة عن الأمور التي تختلط بها . ☄ ارتباط الحياة بالإمام ( عج ) : الحياة هي منشأ العلم والإحساس والإدراك والانفعال والعاطفة والإرادة ، وهي بهذا المعنى أصل كل الفضائل التي تدور حولها الكمالات . فالحياة كالشجرة التي غصونها الفضائل الوجودية ، وسوف نشير إلى مرتبة لم نبدأ بالحديث عنها وهي المرتبة السابعة من مراتب الحياة ، فكل موجود له نصيب من الحياة التي هي عين الخير والفضيلة . والفضائل امتداد للحياة والكمالات ؛ ففي جانبها العلمي والمعرفي والنفسي والسلوكي والأخلاقي هي من شعب الحياة ، وكلما حافظنا على أصالتها وترقينا في مراتبها كلما تشعبت هذه الفضائل وتمددت وأثمرت غصونها ؛ قال تعالى : ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾سورة الأعراف : (32) نتخيل أحيانا أن أمورا اختلطت وشابتها الشوائب ودخلت في عنصر الحياة ، وهي في الحقيقة ليست من الحياة ، بل هي أمور متطفلة تزيف معنى الحياة ، فحقيقة كمالات الحياة تصل إلى مرحلة النمو الكامل الخالص الذي ليس به شائبة في يوم القيامة . لابد أن نتوقف على أمور تلوث معنى الحياة وتدعونا إلى الاضطراب الفكري في تحديد ماهيتها ، والمقصود من ذلك مثلا أننا نجد بعض الموجودات تكون مصدراً للشر والتعدي وسفك الدماء ،و ذلك مثل المتغطرسون الذين يسلبون الآخرين خيراتهم ، ألا يمتلكون العلم من جهة والقدرة والتأثير والعاطفة من جهة أخرى ؟! أليس هذا شكل من أشكال الحياة !!؟ أليست هذه حياة ضارة ؟؟ ألا يوجد عندنا جانب ضار من الحياة ؟؟!! أليست النار موجودة وهي شكل من أشكال الحياة ؟!! أليست الدنيا موجودة ورغم ذلك ورد ذمها والتحذير منها وهي نوع من أنواع الحياة ولكنها حياة مذمومة غير سليمة ؟!! أليست هذه درجة من درجات الحياة ؟!! .. هذه الأمور تحتاج إلى توقف وتبصر ، ونشير إلى ما يمكن دفعه من توهمات على نحو الاختصار . أما مانراه من تعدي المتعدين وجور الجائرين وأن هذه الحياة هي نوع ضار ، فالحقيقة إن هذا الأمر هو بسبب اختلاط الحياة بما يعاكسها ويضادها ، وهناك عدة ملاحظات سنشير إليها في هذه المسألة : 🔹الملحوظة الأولى : الانحراف عن الحياة ليس حياة الحياة هي القدرة ، هذا الظالم المتجبر إذا نظرنا إلى ما عنده من قدرة وإمكانيات ذهنية فهي في الأساس خير وليست شر ، ولكن هناك انحراف في استثمار هذا الخير الذي لديه ، ولو استمرت هذه الحياة في أصالتها لكانت حياته مصدراٌ للعطاء ، لأن تمام القدرة التي لديه هو أن تكون فاعلة في رفع درجات الحياة لنفسه ولغيره ، ولكن حينما يستثمر ما لديه من القدرة التي هي من جنس الحياة في كبح ما لدى الآخرين من قدرة وحياة ورغبات ، فهذا انحراف للحياة وليس حياة !! .. و حينما تسطو بعض أشكال الحياة لتكون قاطعة ومحاربة ومضادة لحياة أخرى فالنتائج سوف تكون عكسية عليها ، وهذا نوع من أنواع الانحراف و الإنقلاب على الحياة . 🔹الملحوظة الثانية : ما هي النار ؟ لو سألنا ما هي النار ؟؟ الإنسان الظالم يتمنى أن يموت من شدة ما يعانيه في النار ، فالنار حالة مرة ومؤلمة من الحياة ، والموت خير منها . القرآن يشير إلى أن حقيقة ما يعيشه الإنسان الكافر يوم القيامة هي تدمير لحياته بحيث يقمع وجوده بنفسه ، النار هي حالة يمكننا وصفها بأنها لا هي حياة ولا هي موت : ﴿ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ﴾ لو أن الإنسان في نار جهنم كان يمتلك الحياة والبصيرة الحقيقية لما كان هناك نار حتى لو وجدت بالمعنى المادي ، فلو كان عارفاً بالله لنجا من تلك النار . مشكلة أهل النار أنهم قمعوا الحياة داخلهم فعاشوها بكبت أنفسهم ، وعاشوا حالة من حالات تسلط حسرتهم وآلامهم عليهم ، ومشكلة نار جهنم أن منبعها داخل الإنسان وباطنه : ﴿ وَمَا أَدْرَاك مَا الْحُطَمَة نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَة ِ﴾ سورة الهمزة : (5-7) . 🔹الملحوظة الثالثة : ذم الحياة الدنيا ورد ذم الحياة الدنيا ، فالقرآن والروايات أعطت الحياة الدنيا جانباً من الأهمية في الدعوة إلى عدم إهلاك النفس فيها وعدم إضاعة الوجود الإنساني في الارتباط بالحياة ارتباطا خاطئاً ﴿ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ.. ﴾سورة الحديد : (20) ..حب الحياة الدنيا والاندماج فيها وإعطائها أكبر من قيمتها الفعلية هو مصدر كل شر ، وغرز وجود الإنسان ودفنه في الحياة الدنيا هو أصل كل المهالك التي تواجه الإنسان .. فلماذا القرآن والروايات ذمت الحياة الدنيا ؟؟ تابع🖓 التعديل الأخير تم بواسطة الادارة ; 08-02-2016 الساعة 05:07 AM |
#2
|
|||
|
|||
![]() تتمة الحلقة الثالثة. .
هناك عدة أسباب سنشير إليها : 🔹 السبب الأول : إن هذه الحياة الدنيا هي أضعف مراتب الحياة ، وحينما ينفق الإنسان قدرته وطاقته ووجوده في الحياة الدنيا فإنه يشكل لنفسه حجاباً أمام المراتب الأخرى التي هي أرفع درجة منها . فحينما يتشبث الإنسان بهذه الصغائر والمكاسب المحدودة ويجعلها غايته وأمله ومدار وجوده ، سيتوقف عن حركته ومسيرته إلى الكمالات والحياة الأفضل والأتم . والمشكلة أن الإنسان إذا أراد الوقوف عند درجة الحياة الدنيا ( وهي أدنى درجات الحياة ) فإنه يحرم نفسه من الإرتقاء إلى درجاتها الأخرى . 🔹 السبب الثاني : أن الحياة الدنيا هي المركز الحياتي الذي يختلط به الصالح من الحياة مع منغصاتها وشوائبها إلى درجة يصعب فيها تحصيل كمالاتها ويصعب تخليص ما في الحياة الدنيا عن غيرها من الشوائب ، كالذهب الذي امتزج بغيره امتزاجاً يصعب التخلص منه وفصله عنه وذلك إذا اختلط بشيء غير مرغوب أو ضار ومميت . والنتيجة ؛ أن هذا الاختلاط في هذه الحياة الدنيا وعدم القدرة على فصل محاسنها ( التي هي الحياة ) عن غيرها من الشوائب ( التي هي مما يضاد الحياة ) ، هو السبب الذي يجعل من الحياة عنصرا مذموما في الشريعة المقدسة . (( دخل رجل على الإمام الصادق ( ع ) وكان -الإمام - يلبس لبسا جميلا لينا نظيفا ، فقال الرجل : ( يا بن رسول الله إن جدك كان لا يلبس إلا ملابس الصوف والملابس الخشنة وأنت تلبس الملابس الناعمة ) - فهذا الرجل ظن أن الأمير (ع) في لبسه للملابس الخشنة البسيطة يريد تنفير الناس عن معنى الحياة - فأراد الإمام الصادق (ع) أن يعلمه فقال له : ( إن أحق الناس بالحياة أكملهم وهم أهل الفضائل فيها )) ولكن مشكلة هذه الحياة أنها اختلطت بالشوائب وما هو خلاف معنى الحياة ، فاقتضى الأمر أن السبيل للرقي للدرجات العليا من الحياة أن يبتعد الإنسان عن هذا الخليط والمزيج المكون من الماء الطاهر النقي مع ما مزج به من سوائل كدرة ، والحل هو ما قام به الأمير (ع) من الزهد فيها و الاستمتاع بها بقدر لا تختلط به مع المكاسب المحرمة والسيئة ، والآية : ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ سورة الأعراف : (32) تركز هذا المعنى ، وبعد توضيح هذه الأمور التي تسبب تصوراً غير سليم نخلص إلى أن حقيقة الحياة وأصلها يعد عنصراً من الكمال ومنشأ لجميع الفضائل . ☄ منبع الحياة : نحن عندما نقرأ الزيارة التي وردت في تعريف الإمام بأنه هو ( عين الحياة ) فأننا يجب أن ندرك أن هذه الزيارة تشير إلى أن هذه المدارج من الكمالات ، والترقي في درجات الكمال من المراتب التي ذكرناها والتي سوف نشير إليها ونتحدث عنها في صعودها وتساميها وبلوغها أعلى الدرجات ، وهي مرتبطة ارتباطا جذريا بعطاء الإمام ورضاه (عج) . الله جل وعلا هو منبع الحياة ، وهو الحي الذي استمد الوجود حياته منه ، وقد اقتضت إرادة الله عز وجل أن يكون استمداد هذه الحياة من أوليائه ، وعنهم تصدر هذه الحياة وتمتد ، وبيدهم المدد والعطاء . وحتى لا يبقى هذا البحث في مستوى التنظير الفكري نقرأ هاتين الروايتين ، ونستفيد أن للإمام (ع) علقة بامتدادات الحياة ، فالروايتين تتحدثان حول موضوع واحد وهو درجة الارتباط بين إمام كل زمان وبين الحياة في زمانه ، ولأن الروايات تتحدث عن المؤمنين اتضح لنا أن الإنسان غير المؤمن قد كبح جماح تحركه في الحياة لدرجة أنه أصبح في حالة من الجمود والركود ، أما الإنسان الذي لا زال حياً وينطلق في مدارج الحياة ويتعالى في الطريق للحياة فهو الإنسان الذي آمن بالله ، فإذا جاء في الرواية عن علاقة الإمام (ع) بالمؤمن فلا تظنوا أنه ليس له علاقة بالحياة !! .. بل له علاقة بالحياة بحسب امتدادها . فالحياة تمتد في أوساط معينة ، أما الآخرين فقد حرموا أنفسهم من هذا الطريق . الرواية الأولى (( عن رميلة - هو أحد أصحاب الأمير (ع) - يقول : وعكت وعكاً شديداً فوجدت من نفسي خفة في يوم جمعة فقلت : لا أعرف شيئا أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء أصلي خلف أمير المؤمنين ، ففعلت .. ثم جئت إلى المسجد فلما صعد أمير المؤمنين المنبر عاد عليّ ذلك الوعك ، فلما انصرف الأمير عليه السلام ودخل القصر الذي كان يجلس فيه و دخلت معه فقال لي (ع) : يا رميلة .. رأيتك وأنت متشبك بعضك في بعض ، فقلت نعم ، فقصصت عليه القصة التي كنت فيها والتي حملتني على الرغبة في الصلاة حوله فقال (ع) : يا رميلة .. ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا لمرضه ولا يحزن إلا حزنا لحزنه ولا يدعوا إلا أمنا لدعائه ولا يسكت إلا دعونا له ، فقلت له : يا أمير المؤمنين هذا لمن معك في القصر ؟ - أي إذا كنت معك في القصر فقط ؟ - أرأيت من كان في أطراف الأرض ؟ .. فقال (ع) : يا رميلة .. ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الأرض ولا غربها )) ¤بصائر الدرجات : ص72 .. الرواية الأخرى ، (( قال أبي ربيع الشامي صاحب الإمام الصادق (ع) : بلغني عن عمر ابن الحمق ، فقال الصادق (ع) : اعرضه علي ، قلت : دخل على أمير المؤمنين (ع) فرأى صفرة في وجهه فذكر وجعا به فقال له (ع) : إن لنفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم ونمرض لمرضكم وندعوا لكم وتدعون فنؤمن ، قال عمر ابن الحمق : قد عرفت ما قلت لكن كيف ندعوا فتؤمن ؟ فقال (ع) : إن سواء علينا البادي - أي البعيد - والحاضر .. فقال الإمام الصادق عليه السلام : صدق عمر )) ..¤بحار الانوار مجلد : 26. هاتان الروايتان تدلان على إن إمام كل زمان يرتبط بأهل الحياة في زمانه ، فالإمام إمام كل زمان يعيش نبض الحياة عند غيره ، فإذا ضعفت تلك الحياة يستشعرها ويدركها ..( إن لنفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم ونمرض لمرضكم ).. وهذه الحالة أعلى من مجرد العلم والشفقة ، لأن الإمام عليه السلام يعيشها ويستشعرها . 💥 الخلاصة : 🔸الحياة الأصيلة هي الدافع للترقي في مراتب الحياة . 🔸القدرة والحياة وجهان لعملة واحدة وكلما كانت الحياة أصيلة كانت القدرة فاعلة في رفع درجات الترقي للحياة . 🔸الحياة الدنيا أدون مراتب الحياة والتعلق بها يعيق الترقي . 🔸فيض الحياة هو الإمام (ع) ونحن نحتاج إلى فيضه للترقي وتحصيل الكمالات . وصلى الله على نبينا محمد وآله الميامين وسلم تسليما .. ✨ ☄✨☄✨☄✨☄ التعديل الأخير تم بواسطة الادارة ; 08-02-2016 الساعة 05:10 AM سبب آخر: تعديل في النص |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|