![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الدرس الاول علم البيان انتهينا بحمد الله عز وجل من مباحث علم المعاني ونشرع اليوم بإذن الله تعالى في مباحث علم البيان. س/ لماذا يقدم علم المعاني على علم البيان في الدراسة ؟ علم المعاني بالنسبة لعلم البيان بمثابة الفصاحة بالنسبة إلى البلاغة وكما قلنا فيما سبق ان البلاغة قد اخذ فيها الفصاحة فالكلام البليغ لابد ان تكون كلماته فصيحة في المقام الاول فإذا كانت هذه الكلمات الفصيحة تم مراعاة مقتضى الحال فيها كانت بليغة. إذن : الفصاحة دخيلة في البلاغة وليست البلاغة دخيلة في الفصاحة. كذلك علم المعاني دخيل في علم البيان وليس علم البيان دخيل في علم المعاني. إذن: - علم المعاني: يعلمنا كيفية مراعاة مقتضى الحال من الإيجاز، الإطناب، والمساواة فهو يعلمنا الاحوال وكيفية مراعاة مقتضى الحال. - علم البيان: يعلمنا كيفية اداء المعنى الواحد بطرق مختلفة واساليب متعددة. لكن قبل ان اتعلم كيفية اداء المعنى بأساليب متعددة لابد ان اعرف الاسلوب الذي يراعي مقتضى الحال. وبالتالي قبل ان اتعلم كيفية بيان المعنى الواحد بأساليب متعددة لابد ان اعرف الاسلوب الامثل لأداء هذا المعنى. لذلك يدرس علم المعاني أولاً لأنه يعلمنا كيفية مراعاة مقتضى الحال ثم بعد ذلك يأتي دور علم البيان ويعلمنا أسلوب لبيان كل مقتضى حال. نعرف علم البيان: - لغةً: الكشف والايضاح والظهور. - الاصطلاح: أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق يختلف بعضها عن بعض. (في وضوح الدلالة العقلية في نفس المعنى فالمعنى الواحد يستطاع أداؤه بأساليب مختلفة في وضوح الدلالة عليه). الدلالة العقلية: إما دلالة التضمنية وهي الدلالة على جزء المعنى. أو دلالة التزامية وهي دلالة خارجة عن هذا المعنى. وبعبارة آخرى: يوجد لدينا معنى واحد من الممكن أن نؤديه بعدة أساليب. إذن: ما هو العلم الذي يفيد في هذا المقام هو (علم البيان). نأخذ مثال يوضح لنا الدلالة في فضل العلم: قول الشاعر: العلم ينهض بالخسيس إلى العلى والجهل يقعد بالفتى المنسوب أيضاً في نفس المعنى قول أمير المؤمنين عليه السلام : - العلم نهر والحكمة بحر. - والعلماء حول النهر يطوفون. - والحكماء وسط البحر يغوصون. - والعارفون في سفن النجاة يسيرون. فنجد هنا ان هذه التراكيب أوضح من بعض كما تراه يضع أمام عينيك مشهداً حسياً يقرب إلى فهمك ما يريد الكلام عنه من فضل (العلم) وسر القوة هنا انه صور بعض المعاني العقلية كالعلم في قوالب حسية كالبحر والنهر والسفينة. إذن: علم البيان هو العلم الذي يزود المتكلم بعدة أساليب لتصوير المعنى. - وموضوع هذا العلم⬅ الالفاظ العربية من حيث التشبيه والمجاز والكناية. - وواضعه ⬅أبو عبيدة الذي دون مسائل في هذا العلم في كتابه المسمى (مجاز القرآن) ومازال ينمو شيئاً فشيئاً، حتى وصل إلى ⬅الإمام عبد القاهر فأحكم أساسه وشيد بناءه ورتب قواعده، وتبعه ⬅الجاحظ، ابن المعتز، وقدامة، أبو هلال العسكري. - ثمرة الوقوف على أسرار كلام العرب (منثورة ومنظومة) ومعرفة ما فيه من تفاوت في فنون الفصاحة وتباين في درجات البلاغة التي يصل بها إلى مرتبة إعجاز (القرآن الكريم) الذي حار الجن والإنس في محاكاته وعجزوا عن الإتيان بمثله. - أركان علم البيان: 1- التشبيه. 2- الكناية. 3- الاستعارة. التشبيه تمهيد: للتشبيه روعة وجمال وموقع حسن في البلاغة وذلك لإخراجه الخفي إلى الجلي، وإدنائه البعيد والغريب، يزيد المعاني رفعة ووضوحاً ويكسبها جمالاً وفضلا فهو فن واسع النطاق متشعب الاطراف دقيق المجرى.. ومن أساليب البيان: إذا أردت إثبات صفة لموصوف مع التوضيح أو وجه من المبالغة، عمدت إلى شيء آخر تكون هذه الصفة واضحة فيه وعقدت بين الاثنين مماثلة وتجعلها وسيلة لتوضيح الصفة أو المبالغة في إثباتها⬅ لهذا كان التشبيه أول طريقة تدل عليه الطبيعة لبيان المعنى. -تعريف التشبيه: لغةً: لغة التمثيل قال هذا شبه هذا ومثيله. اصطلاحاً: عقد مماثلة بين أمرين أو أكثر قصد اشتراكهما في صفة أو أكثر بأداة لغرض يقصد المتكلم للعلم. نحو: علي كالأسد في الشجاعة -أركان التشبيه: - لدينا ركنان أساسيان (طرفا التشبيه): 1- المشبه: هو الأمر الذي يراد الحاقه بغيره. (علي) 2- المشبه به: هو الأمر الذي يلحق به المشبه. (الأسد) - لدينا ركنان غير أساسيان (قد يحذفان ولا يؤتى بهما): 3- وجه الشبه: هو الوصف المشترك بين الطرفين ويكون في المشبه به أقوى منه في المشبه وقد يذكر وجه الشبه في الكلام وقد يحذف. (الشجاعة) 4- أداة التشبيه: هي اللفظ الذي يدل على التشبيه ويربط المشبه بالمشبه به وقد تذكر الأداة في التشبيه وقد تحذف. (الكاف) المبحث الأول: في تقسيم طرفي التشبيه إلى حسِّي وعقلي يكون طرفا التشبيه المشبه والمشبه به: 1- حسيان: كل مدركان بإحدى الحواس الخمس الظاهرة نحو: أنت كالشمس في الضياء. مشبه: أنت. مشبه به: الشمس حسي. وجه الشبه: الضياء حسي. الاداء: الكاف. 2- عقليان: كل ما ليس بحسي ويدرك بالعقل. نحو: العلم كالحياة. مشبه: العلم عقلي. مشبه به: الحياة عقلي. الاداء: الكاف. 3- المشبه حسي والمشبه به عقلي. نحو: طبيب السوء كالموت. مشبه: طبيب السوء حسي. مشبه به: الموت عقلي. الاداء: الكاف. 4- المشبه عقلي والمشبه به حسي. نحو: العلم كالنور مشبه: العلم عقلي. مشبه به: النور حسي. الاداء: الكاف. إذن: العقلي: هو ما عدا الحسي فيشمل المحقق ذهناً: كالرأي والخلق والحظ والأمل والعلم والذكاء والشجاعة. ايضاً: يشمل الوهمي: وهو مال وجود له ولا لأجزائه كلها أو بعضها في الخارج ولو وجد لكان مدركا بإحدى الحواس كالسراب. ايضاً: يشمل الوجداني: وهو ما يدرك بالعقل الباطن كالألم والفرح والحزن. المبحث الثاني في تقسيم طرفي التشبيه باعتبار الإفراد والتركيب يكون طرفا التشبيه المشبه والمشبه به: 1- المفردان: أ- مفردان مطلقان: نحو: ضوءه كالشمس وخده كالورد. جميعها مفردات مطلقة غير مقيدة فلم نحدد هل هو الخد الأيمن أو الايسر. ب- مفردان مقيدان: نحو: الساعي بغير طائل كالراقم على الماء. ج- مفردان مقيدان: نحو: ثغره كاللؤلؤ المنظوم. المشبه به هو المقيد. قيد هنا اللؤلؤ بالمنظوم 2-المركبان: أ- مركبان تركيباً: (يختل المعنى بالكامل) لم يمكن إفراد أجزائهما بحيث يكون المركب هيئة حاصلة من شيئين أو من أشياء تلاصقت حتى اعتبرها المتكلم شيئاً واحداً وإذا انتزع الوجه من بعضها دون بعض اختل قصد المتكلم من التشبيه. نحو: قول الشاعر كأن سهيلاً و النجوم وراءه صفوف صلاة قام فيها إمامها شبه سهيل بإمام الجماعة والنجوم المأمومين لكن: لو قيل كأن سهيلاً إمام وكأن النجوم صفوف صلاة لذهبت فائدة التشبيه. ب- مركبان تركيباً: (المعنى المقصود ينتفي) إذا أفردت أجزاؤه زال المقصود من هيئة (المشبه به). نحو: كأن أجرام النجوم لوامعها درر نثرت على بساط أزرق إذ لو قيل كأن النجوم درر وكأن السماء بساط أزرق كان التشبيه مقبولاً لكنه قد زال منه المقصود بهيئة المشبه به. 3- إما مفرد بمركب. نحو: أغر أبلـــج تأتم الهــداة بـه كـــــأنه علـــم في رأسـه نار 4- إما مركب بمفرد. نحو: الماء المالح كالسم. توضيح: 1-متى ما ركب أحد الطرفين لا يكاد يكون الآخر مفرداً مطلقاً بل يكون مركباً أو مفرداً مقيداً. 2- متى كان هناك تقيد أو تركيب كان الوجه مركباً ضرورة انتزاعه من المركب أو من القيد المقيد. انتهى الدرس... التعديل الأخير تم بواسطة كوثر حسين ; 02-11-2019 الساعة 08:21 PM |
|
|