|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || المواد الدراسية || > عقائد

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: على خطاها (آخر رد :ام يوسف)       :: المقاطعة تعاطف أم تكليف (آخر رد :ام يوسف)       :: اختبار فلسفة سادس ج١ الفصل الثاني ١٤٤١ه (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: ناقضة الغزل (آخر رد :ام يوسف)       :: طالب العلم وأمانة التبليغ (آخر رد :ام يوسف)       :: إنه الإنسان (آخر رد :ام يوسف)       :: أهمية تحصيل العلم (آخر رد :ام يوسف)       :: سيدة الوجود ...سر الوجود (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار فلسفة سادس الفصل الأول 1441هج (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: المدرسة القرانية تفسير موضوعي سنة سابعة (آخر رد :ام يوسف)      


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2019, 06:29 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post لفتات في مناقشة كتاب المرسِل والرسول والرسالة الفصل الدراسي الثاني لعام1440هـ


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس الأول:.


في الفصل الدراسي الأول أخذنا الجزء الأول من الكتاب وهو المرسل
وتم إثبات وجود الصانع الحكيم بالدليلين العلمي والفلسفي وبعدها تعرفنا على صفات الله عزوجل ومنها (العدل).

إن شاء الله سنكمل في هذا الفصل جزئية الرسول والرسالة.

وفيه أيضا نثبت نبوة الرسول صلى الله عليه و آله بالدليل العلمي الاستقرائي، لكن قبل ذلك بدأ السيد الشهيد هذا الجزء بتمهيد عن ظاهرة النبوة.
يبين فيها الشهيد أن الهدف من خلق المخلوقات في الكون بما فيها الإنسان هو وصوله إلى كماله النهائي.

فكل شيء موجود له قانونه الخاص الذي يوصله إلى أقصى درجة من التطور والارتفاع ضمن شروط معينة يسير وفقها.

مثلاً:

البذرة الحية تكون فيها حياة نباتية تنمو طولا وعرضا ويكون لها فروع وأوراق وأزهار وثمار.

توضيح المثال:
كروم العنب يعطي في البداية الحصرم ثم يتبدل إلى عنب حلو، فهي في حالة نمو وتكامل لو توقفت لقلنا إنها شجرة ميتة.
بعد الحياة النباتية تأتي الحياة الحيوانية، تكون أرقى منها تكامل من ناحية الحس والحركة.
وهي أيضا لها قانونها الذي يوصلها إلى هدفها وكمالها ..
وكل شيء في الكون يشمله القانون والتنظيم الرباني.

لاحظوا عبارة:

(كل شيء ..)
يعني هذه قاعدة كلية وصلوا لها بعد تتبع الجزئيات وهذا ما نطلق عليه عملية الاستقراء العلمي.

إذن الاستقراء:
يكون بتتبع الجزيئات للوصول إلى القاعدة الكلية العامة.
من أكبر شيء إلى أصغر شيء.

مثّل لها السيد الشهيد:
كل شيء من الشمس إلى البروتون من الكواكب السيارة في مدار الشمس إلى الإلكترونات السيارة في مدار البروتون.
هنا السيد استخدم أسلوب بلاغي
إن شاء الله تأخذونه في البلاغة وهو (الطي والنشر).

ذكر شيئين بعدها يذكر ما يخص الشيئين
-الشمس تدور حولها الكواكب السيارة.
-البروتون تدور حولها الالكترونات.
وهذا السير بهدف وصولوها إلى هدفها وإلى كمالها المرسوم لها وفق القانون الرباني.
لكن هناك فرق بين كمال ما في الكون ، وبين كمال الإنسان الذي يعتبر الكمال الأعلى في الوجود.

الإنسان أكمل الكائنات الحية ويكمن كماله في عقله وروحه ونفسه، لا بأعضائه وتركيبه الجسماني.
فهو يملك فكر وإدراك ومشاعر وإحساس ويحمل طموح وتطلعات تكون مفقودة من غيره من الكائنات.

كما أن كل ما في هذا الكون مسخر له وخاضع لإرادته وتصرفه،
كما يقول تعالى: (خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا). سورة البقرة آية٢٩.

لذا فإن الإنسان يتميز عن غيره من المخلوقات، ويكون تحقيق أهدافه وكماله وفق إرادته واختياره.

فتكون أهم ظاهرة في الكون هي:
ظاهرة الاختيار لدى الإنسان.

الإنسان يختلف عن الحيوان فهو باختياره يبحث عن الجديد وباختياره يجرب الأشياء ويكتشف الأسرار والقوانين.
فبناء شخصية الإنسان ليست ناتجة عن عمليه قسرية وإجبارية وإنما ناتجة عن إرادة واختيار.

مثال:
الأعضاء الفسيولوجية تحقق الهدف المنشود منها .. فالرئة والقلب والمعدة الأعصاب وغيرها كلها تعمل عملا هادفا لكن هذا الهدف ليس من اختيارها وإنما هو هدف الصانع الحكيم.
فهي تؤدي العمل المرسوم لها وفق القانون الطبيعي المعين.

أيضاً:
الرياح والعواصف والأمطار هي مسيرة في عملها لتكون في هذه المنطقة أو في تلك المنطقة دون غيرها وفق ما هو مرسوم لها.

إذا تذكروا قصة الإمام الرضا عليه السلام في الاستسقاء لقومه:
عندما تجمعت الغيوم وأراد الناس الانصراف عنها خوفا من البلل.. أخبرهم الإمام إنها لأهل بلد آخر وهكذا إلى عشر غيمات تقريبا وهو يقول هذه الغيمة لبلد كذا وكذا وبعدها قال هذه الغيمة لكم فاشكروا الله.


فقطرة المطر مأمورة أن تسقط على هذه النقطة من الأرض دون غيرها
وهي تسير لتحقيق هذا الهدف (وهذا قانون رباني صارم).

لكن الإنسان يعمل من أجل تحقيق هدف يعيش في داخل نفسه لذلك حتى يكون الإنسان هادفا لابد أن يكون حرا في التصرف ويكون مختارا.

وأهدافه لا تكون عشوائية وإنما تكون لحاجته ومصلحته والتي تحددها بيئته وظروفه التي تحيط به وهو ليس مجبر عليها.

لكن توجد مصالح كثيرة للإنسان وهو يندفع ويؤدي المصالح التي تثيره ويدرك أنها مصالح له بالذات، مع وجود مصالح بعيدة المدى لا يدركها مباشرة ولا يتحرك من أجلها بل قد يراها تناقض مصالحه.

توضيح:
يمكن نشبهها بأطفال اليوم يعتبرون سعادتهم ومصلحتهم بجلوسهم أمام التكنولوجيا المتطورة ..
وإن ما يفعله الوالدين من منعهم منها ما هو إلا ضد هذه المصلحة.

فالمصالح على قسمين:
١- مصالح على الخط القصير والقريب تعود بالنفع على الفرد.
٢- مصالح على الخط الطويل والبعيد تعود بالنفع على الجماعة.

قد تتعارض مصالح الفرد الشخصية الآنية مع مصالح الجماعة، كأن يريد أن يستولي على أموال الآخرين لقدرته وسيطرته وقوته ..
وهذا الشيء يخل بالمصلحة العامة للجماعة.
والإنسان كائن اجتماعي فلا يستطيع أن يستقل بأمور معاشه وحياته دون أفراد مجتمعه، فهو بحاجة إلى جماعته في كل شؤونه الحياتية والثقافية والفكرية.

-فالرغيف الذي يأكله ناتج من جهود متعددة بداية من المزارع الفلاح .. إلى الخباز.
-والثوب الذي يلبسه ناتج من زارع القطن إلى حابك الخيط إلى المعمل المتكامل للخياطة وما فيه من آلات وأجهزة من صنع غيرهم
وهكذا.

وقد تنشأ من هذه العلاقات الاجتماعية بعض المشاكل نتيجة لأهواء الإنسان وشهواته وحب السيطرة والاستعلاء وتحدث بين أفراد الناس التنازع والتضارب.

نتيجة حب المصلحة الذاتية لذلك لابد من حل لهذا التناقض وهذا التعارض.
لكن معارف الإنسان الناتجة عن الحس والتجربة والعقل لا تكفي للتعرف على طريق الكمال في المجالات الفردية والاجتماعية، لذلك لابد من طريق آخر غير الحس والعقل.
وهو طريق الأنبياء.

النبوة: هو القانون الذي يقوم بتحويل مصالح الجماعة إلى مصالح للفرد على المدى البعيد.

وذلك بإثارته إلى ما بعد الموت من المحاسبة والجزاء العادل بين الناس.
أي أن هناك لحل التناقض أمرين (نظرية وتطبيق عملي):
١- النظرية: هي المعاد يوم القيامة
٢- التطبيق العملي أو الممارسة التربوية: هي النبوة وقيادتها الربانية.

النبوة: قيادة ربانية.
لأنها تعتمد على الغيب ،(خارج نطاق الحس والعقل).
وهذا ما نراه في الأحكام التي وردتنا عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

- أحكام العبادات تخص الفرد.
- أحكام المعاملات تخص معاملة الفرد مع الجماعة.

وهي تشكل الشرط الأساسي لتنمية ظاهرة الاختيار وتطويرها في خدمة المصالح الحقيقية.
↔️ كل هذا في سبيل تكامل الإنسان النهائي.


انتهى الدرس...

التعديل الأخير تم بواسطة كوثر حسين ; 02-14-2019 الساعة 10:34 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.