|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || المناسبات || > مناسبات

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: على خطاها (آخر رد :ام يوسف)       :: المقاطعة تعاطف أم تكليف (آخر رد :ام يوسف)       :: اختبار فلسفة سادس ج١ الفصل الثاني ١٤٤١ه (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: ناقضة الغزل (آخر رد :ام يوسف)       :: طالب العلم وأمانة التبليغ (آخر رد :ام يوسف)       :: إنه الإنسان (آخر رد :ام يوسف)       :: أهمية تحصيل العلم (آخر رد :ام يوسف)       :: سيدة الوجود ...سر الوجود (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار فلسفة سادس الفصل الأول 1441هج (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: المدرسة القرانية تفسير موضوعي سنة سابعة (آخر رد :ام يوسف)      


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-30-2017, 01:35 PM
فاطمة محمد فاطمة محمد غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 34
افتراضي الذكر والحياة الطيبة ( سلسلة دروس لسماحة الشيخ : عبد المحسن النمر )

بسم الله الرحمن الرحيم
الذكر والحياة الطيبة
لسماحة الشيخ عبد المحسن النمر (أبو جعفر)

سلسلة دروس ألقيت في الدمام بتاريخ 5/ رجب/1419
تبتدأ بالذكر وأنواعه لتنتهي بالمستمع ..القارئ للحياة الطيبة
بأسلوب سهل وعميق وبرهاني

الدرس الأول: انواع الذكر وطبقاته

بداية و نظرًا لأن بعض مقدمات البحث تعتمد على وضوح الهدف والغاية التي يريدها الإنسان - وهو كمال نفسه - فإننا نذكر بعض النقاط والتوضيحات بصورة مختصرة وتذكيرية:
عدم التعارض بين العلم و العمل الصالح :

قال تعالى : ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) المجادلة:11 ، ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) الانعام:132، ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) فاطر:10
من هذه الآيات نعلم أن العلم و العمل الصالح هما الصفتان التي يبلغ بهما الإنسان أعلى الدرجات والمنازل كما في الآية الأولى : ( يرفع ...) والآية الثانية ( ولكل درجات ....) فالعمل والعلم كلاهما رسم وتوضيح لبلوغ أعلى درجات الكمال .
وفي الآية الثالثة ( إليه .... ) نتعرف على العلاقة المتفاعلة المتحركة بين العلم والعمل، فالكلم الطيب هوالاعتقاد الصحيح السليم وهو توحيد الله وما يترتب عليه من معارف والمقصود بالعلم هنا - فلا يقصد بالعلم العلوم العملية التي يحتاجها الإنسان في حياته ومعيشته ولا العلوم التي يتوسل بها إلى العمل الصالح ( الفقه مثلًا ) فهذه العلوم رغم أهميتها وسمو شأنها إلا أنها ليست المقصودة – العلم المقصود هو توحيد الله والمعارف التي تنطوي تحت توحيد الله سبحانه وتعالى، ولتوضيح علاقة العمل في رفع العلم الصحيح إلى الله ( العمل الصالح يرفعه ) ورد في بعض التفاسير أن الضمير في (يرفعه) يعود إلى العمل الصالح، فالعمل الصالح هو الذي يُثبت العلم في حقيقة النفس الإنسانية وبالتالي هو الذي يجعل العلم الربّاني مرفوعًا إلى الله، وإلا معرفة توحيد الله وجلاله ما لم تكن راسخة في نفس الإنسان لا تكون ذا قيمة .
إذًا الخلاصة أن العبادة التي هي ارتباط بالله عز وجل تتكئ على العمل الصالح وتنطلق إلى العلم الكامل، فلا قيمة للعمل مالم يكن رافعًا وموطئًا للعلم .
وهذه النقطة تدفع بعض التوهم من وجود التعارض بين العمل الصالح - عمل خيري اجتماعي أو مسؤوليات عملية تجاه الأهل والعائلة والمجتمع - وبين السعي لنيل درجات العلم، فليس هناك تعارض حتى نقدّم أحد هذين الأمرين على الآخر،

فلا العلم له قيمة و اعتبار إلا ما كان راسخًا بالعمل ومحركًا له، والعمل الصالح قيمته بما يحتويه من العلم، فعمل الإنسان مهما بلغت درجته من الصلاح الظاهري والنفع الاجتماعي أو الأسري أو المادي لو كان خاليًا من توحيد الله لكان هذا الفعل هباءً منثورًا .
وهنا ينتفي ما يتصور من التعارض بين التعلم من جهة والعمل الصالح من جهة أخرى .

الكمال هدف لجميع الناس:

إن الكمال وبلوغ أعلى الدرجات - القائم على العلم الراسخ الذي ثبته العمل الصالح - غاية غير قابلة للتخصيص بين إنسان وآخر، وإنما هذه غاية الإنسان بما هو إنسان ككيان ووجود رباني أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسجود له، هذا الإنسان الذي يستطيع أن يبلغ درجات أعلى من الملائكة ليس مختصًا أو منقسمًا إلى شعب وأنواع، لا ينقسم إلى أسود أو أبيض ، أو رجل أو امرأة ، أو عربي أو عجمي ، أو أهل أمة دون أمة أخرى .
فلا يصح أن نقول أن الرجل مثلًا دوره وكماله هو في العلم التام وبلوغ مراتب التعلم الصحيحة والسامية ودور المرأة يقتصر على أداء وظائف محددة ومعينة .فهذه الغاية لا فرق بين الناس جميعًا .

السير نحو الكمال هو تدرج من الغفلة إلى الذكر:

علمنا أن غاية الإنسان هي كمال الاعتقاد بالله والارتباط به، والذي يرسخه ويثبته العمل الصالح، لكن من أين يبدأ السير لبلوغ هذه الغاية وإلى أين ينتهي ؟
هذا العمل منطلقه من الغفلة ومنتهاه إلى الذكر قال تعالى : (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) سورة العنكبوت:45.
الذكر والغفلة متقابلان لا يجتمعان في مورد ولا يفترقان أيضًا، فهما إما أن يكونا نقيضين أو يتقابلان تقابل الملكة والعدم، خلاصة ما نريد قوله أنه في الكائن الذي يقبل السير والتدرج والبلوغ إلى مراتب الكمال في كل شأن من شؤونه إما أن يكون ذاكرًا أو غافلًا.
بل جميع الموجودات التي لها خاصية التدرج والسعي إلى الله إما أن تكون ذاكرة أو غافلة، وسيرنا وسلوكنا إلى الله وإلى الكمال هو في تحركنا من الغفلة إلى الذكر، قال تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقره:257 فكل ظلمة منطلقها غفلة، والغفلة عن الله لها آثار ومراتب، وكل مرتبة من مراتب الغفلة لها حُجُبها وظلماتها وبالتالي جهنمها ونارها، النار التي تطلع على الأفئدة ( إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9)) الهمزة:8-9 هذه النار سرها وحقيقتها الغفلة عن الله .
لكننا هنا نريد أن نشير إلى أقسام الذكر وهذا التقسيم يوجهنا نحو منطلقنا في هذا البحث ..

أنواع الذكر
للذكر أربعة أنواع و كل نوع طبقةً بحد ذاتها وهي :

الذكر اللفظي:
اللفظ بحد ذاته لا يكون ذكرا وإنما المعنى الذي يستنزله اللفظ هو الذكر، اللفظ الذي يفتح لنا باب استحضار صورة ومعنى جمالي أو جلالي لله يكون ذكرا .

و إن كان كرم الله سبحانه وتعالى وشفاعة أولياءه قد تنال من استجاب لله حتى باللفظ إلا أن حقيقة الذكر لا تستقر لمجرد اللفظ، كما في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام : ( من قال: الحمد لله كما هو أهله، شغل كُتّاب السماء، قيل:وكيف يشغل كُتاب السماء ؟ قال عليه السلام، يقولون: اللهم إنا لا نعلم الغيب، قال عليه السلام، فيقول: اكتبوها كما قالها عبدي وعلي ثوابها) مستدرك الوسائل ، ثواب الأعمال وعقابها
نلاحظ إن الملائكة لا تستطيع أن تكتب ( الحمد لله كما هوأهله ) فهل الملائكة لا تستطيع كتابة اللفظ ؟
لأن الذكر ليس مجرد استحضار اللفظ بل الذكر اللفظي هو استحضار الصورة والمعنى الجلالي والجمالي لله سبحانه وتعالى . والذكر اللفظي إما أن يكون باللفظ دون القلب، أو باللفظ مع نزوله للقلب، أو يكون منطلقًا من القلب إلى اللفظ وهذا هو الذكر اللفظي.

الذكر الفعلي:
الطبقة الثانية هو الذكر الفعلي قال تعالى ( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ غڑ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا غڑ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ:13 فالشكر الذي أمر الله به آل داود - بما أنعم الله به عليهم - ليس باللفظ وإنما الآية تقول (اعملوا آل داود) فكيف يعمل الإنسان الشكر ؟
وفي الآية عن موسى عليه السلام : ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)) طه
ما هو التناسب بين ( ربي اجعل لي وزيرًا من أهلي ..أشدد به أزري ... أشركه في أمري )
وبين ( كي نسبحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا ) ؟
هذه الآية القرآنية تفتح لنا بابا من النظر والتأمل في هذا المعنى، فالذكر أحيانا يتجلى من القلب إلى اللسان كما في آخر وأعلى مرحلة من مراحل الذكر اللفظي، وأحيانًا يمكن للقلب أن ينطلق ذاكرا لله على شكل عمل من الأعمال ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) طه:14الصلاة ليست فقط ألفاظًا وإنما في الصلاة ركوع وسجود وكل منهما قد يكون ذكرا ، والإنفاق وصرف المال في الجهة التي أمر الله بها قد يكون ذكرًا وشكرًا كما أمر الله آل داود (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) سبأ 13.
ذكر الله من القلب يتجلى أحيانا بصورة عمل وحركة، فيقوم الإنسان تسبيحا، ويجلس خشوعا، ويعطي شكرا، ويمد يده خضوعا، ويخرج دموعه خشية ورهبة، بل كل حركة وكل سكون من الإنسان قد يكون تجليا لصورة إلهيه فيكون ذكرا وإلا فهو غفلة .
فأقوالنا وأفعالنا بين حالين غفلة وذكر، كل كلمة نقولها إما أن تكون ذكرا أو تكون غفلة، وكل فعل نفعله إما أن يكون ذكرا أوغفلة، وليس هناك فعل إلا وينطبق عليه أحد هذين الوصفين الذكر أو الغفلة، يأكل الإنسان غفلةً ويأكل ذكرا، ويشرب غفلةً ويشرب ذكرا، ويقوم غفلةً ويقوم ذكرا، ويكتسب المال غفلةً ويكتسب ذكرا، وينفق كذلك غفلة وذكرا وهكذا.

الذكر الحالي:
كما علّمنا الإمام علي عليه السلام ذلك في دعاء كميل : (يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَاَعْظَمِ صِفاتِكَ وَاَسْمائِكَ اَنْ تَجْعَلَ اَوْقاتي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَاَعْمالى عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتّى تَكُونَ اَعْمالي وَاَوْرادى كُلُّها وِرْداً واحِداً وَحالى فى خِدْمَتِكَ سَرْمَداً)

الذكر اللفظي
إذا ترسخ في الإنسان ورافقته المعرفة والإدراك الصحيح وشرائط أخرى - نتعرض لها بعد ذلك إن شاء الله - يترقى الإنسان إلى الذكر الفعلي بمعنى أن تكون أفعاله ذكرا لله، وإذا استقرت ورسخت أفعاله في ذكر الله قد تتحول حال الإنسان إلى ذاكر لله دون فرق بين فعل وفعل آخر، بل بلا فرق في وجود فعل أو عدمه فحال الإنسان يكون على الدوام ذاكرا لله .

الذكر الذاتي:
وهو الذكر الأخير الذي سنأخذه منطلقًا للتعرف على أهل الحق محمد وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام .


والحمد لله رب العالمين
البقية تأتي

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة محمد ; 05-31-2017 الساعة 01:39 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.