![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
🔆🔅العقيدة بين السائد
والمأمول🔅🔆 ..لسماحة الشيخ عبدالله الطاهر النمر 🔹🔸الدرس الاول 🔅بسم الله الرحمن الرحيم🔅 للشريعة الإسلامية قدرة على معالجة الشأن الإنساني في كثير من آفاقه ، لكن نحتاج بناء منظومة معرفية لتكون قاعدة وأرضية لبناء الفكرة المقصودة على أساس قويم ومحكم . بداية نقول إنه من الجلي أن الإنسانية اليوم تعيش حالة من الإرباك في مبانيها المعرفية ككل . فهي اليوم محل إمتحان و تساؤل في كثير من مناحيها . و يمكننا أن نلاحظ أنَّ هناك ثلاث خصائص عامة تطغى على المعرفة الإنسانية بشكل عام في كل المجالات و الدوائر الإنسانية . ✴الخصوصية الأولى الظاهرة في الثقافات السائدة أنها ثقافات مؤطرة وموروثة . أغلب الأفكار والأطروحات والمباني يطغى عليها جانب التأطير ، كل أمة تأنس بما عندها من موروث فكري . قل مانجد من يخرج عن هذا الإطار و يتحرر عن هذه القيود المروثة. ونحن لا ندعو للإنفلاتات الاعتباطية و التمرد ، بل ندعو للتحرر الواعي . مع الأسف أن هذه الخصوصية لا تختص بأهل الباطل ، حتى في دائرة أهل الحق أيضاً يلتزمون بما عندهم من قيم ومفاهيم موروثة . يقول الله تعالى في واقع إنساني يغطي مساحة كبيرة من الواقع البشري (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )🔹 البقرة 170 حتى لو كان آباؤهم لا يعقلون و لم يصلوا لمباني واضحة أو يأخذوا بمنهج هداية ورشاد ،مع ذلك الأمم اللاحقة تتبع مسيرة الأمم السالفة من آباؤهم وهذا له أسباب منها : 🔸 الأول : هذه حاله ذهنية سائدة ، أي إنها حالة قصور بشري كثيرا ما ينخدع الذهن البشري بما هو سائد ، وكما يقول بعض الحكماء " أقوى برهان عند عموم الناس هو التكرار الخارجي " سيادة أمر وانتشاره شيء يؤخذ على إنه دليل و برهان بغض النظر عن حجيتة. 🔸الثاني : الإستئناس الروحي . أغلب الناس يميلون إلى الإنقياد لما عند الآباء والمتسيدين من الناس ، فيلتزمون بأقوال آباؤهم وأسيادهم اكراما لهؤلاء وتعصبا للنفس . 🔅 إذن السبب الأول نوع من القصور ، السبب الثاني حقيقة تقصير . ولعل هناك أمورا اخرى ايضا تساهم في تأطير المنظومة الفكرية لدى كثير من عموم الناس. هذه فكره عامة في كثير من الثقافات و المعارف انها معارف تأطيرية موروثة . ✴الخصوصية الثانية التي تتسم بها الكثير من الثقافات السائدة هي أنها هشة . بالإضافة إلى أنها موروثة ، هي تؤخذ أخذا اعتباطياً ، و بنحو من الإجمال والالتقاطية وعدم البناء العلمي . بل إنه في الحقيقة كثير مما هو سائد عند الناس لا يحكي عن علم بمقدار ما يحكي عن تقليد وانقياد أو كما يعبر القران الكريم حالة من الظن والتخريص يقول الله تعالى( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) 🔹الانعام 116 و هذا هو المزاج السائد لدى الناس ✴الخصوصية الثالثة هو إن هذه المعارف و المباني المعرفية بالإضافة لكونها تأطيرية وموروثة وهشة لا تقوم على أسس فهي ليس لها هدفيَّة إلا بمقدار ماتبرر للناس واقعهم المعاش . فقط هي صبغة عامة تحقق الرضا النفسي لدى كثير من الناس ، لا يهمهم اكثر من ذلك . حتى من يتفق أن يوجدوا في بيئة صالحة ومحقة ، يلتزمون بهذا الإطار و هذا الموروث ويأخذونه تعبدا وانقيادا لما كان عليه آبائهم ، ولكنهم لا يهدفون من هذا الاتباع لأنه حق و فضيلة ، بل بمقدار ما انه يحقق لهم الرضا و السكون النفسي . ومن هنا نحن في الحقيقة بأمس الحاجة -بغض النظر عما في أيدينا من مفاهيم وقيم وعقائد هل هي مصيبة أو مبطلة - إلى أن نخضعها لميزان الحق والفضيلة لتكون أنفسنا أكثر تمسكاً و صدقاً في الاعتقاد. إن هذا الالتزام التأطيري بالموروث والانقياد له يكون هشاً لايُحدث للنفس صبغة واضحة ، ولا يُعطي للروح القيمة الانسانية. هذه المفاهيم و العقائد و القيم تكون مجرد صبغة ظاهرية ، معلومات مدرسية لا تغور في أعماق القلب ، وكما تعبر الروايات أنه " من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول ". فمن يدخل في الدين عن عقيدة ووعي وصدق فإنه تزول الجبال قبل ان يزول ، ويكون متمسكا بهذه العقيدة لإنها تحكي عن إيمانه وذاته وفطرته . 🔅نرجو من الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للإهتداء والوصول لطريق الحق والرشاد وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين. 💠 الحلقة الأولى 💠 : http://youtu.be/lwmwSmJuCt4 🔸اللجنة الإعلامية لحوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية🔸 |
|
|