![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
التائبون في مدرسة الحسين عليه السلام ((مدرسة عاشوراء))
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾. بيت الله : من أحكام الإسلام الحنيف أنّه يحرِّم تنجيس المسجد، وإذا تنجّس فيجب تطهيره فوراً.. لماذا شرَّع الله تعالى هذا الحكم؟ والجواب: لأنّه بيت الله عز وجلّ. لكن عند مراجعة الروايات نجدها تتحدّث عن بيتٍ لله هو أولى من المسجد بل أولى من الأرض، إنّه بيت الله الحقيقيّ الذي أخبرنا الله تعالى عنه في الحديث القدسيّ القائل: "لا تسَعُني أرضي ولا سمائي، ولكن يسعُني قلبُ عبديَ المؤمن". وورد أنّ الله تعالى أوحى إلى نبيّه داود عليه السلام:"فرِّغ لي بيتاً أسكن فيه، فقال: يا رب، إنك تجلّ عن المسكن، فأوحى إليه فرِّغ لي قلبك" . فقلب المؤمن هو بيت الله الحقيقيّ، فإذا كان المسجد يحرُم تنجيسه لأنّه بيت الله الاعتباريّ، فمن بابٍ أولى يحرُم تنجيس قلب المؤمن لأنّه بيت الله الحقيقي، وإذا كان المسجد يجب تطهيره فوراً عند تنجُّسه، فمن باب أولى يجب تطهير قلب المؤمن فوراً لأنّه بيت الله الحقيقي. والمسجد يتنجّس بالميتة والدم ونحوهما.. والقلب يتنجّس بالذنوب، فقد ورد أنّ قلب الإنسان حينما يولد يكون كالصفحة البيضاء، كلّما أذنب ذنباً طُبع في تلك الصفحة البيضاء نُقطةٌ سوداء، والويل لمن امتلأ قلبه سواداً.. والمسجد يُطهَّر بالماء.. لكن بماذ نُطهِّر قلوبنا؟ يجيب أمير المؤمنين علي عليه السلام عن هذا السؤال بقوله: "التوبة تُطهِّر القلوب وتُغسِّل الذنوب". مَن التائب وإلى مَن يتوب؟ إنّ ما يدفع الإنسان نحو التوبة إلى الله هو التفاته إلى نفسه.. من هو؟ إنّه العبد المملوك، وإلى من يتوب؟، إلى الله المالك لكلّ شيء.. وعن هذه الإلتفاتة الإنسانيّة تحدث الإمام الحسين عليه السلام مع ذلك الرجل الذي كان يحاول أن يتوب إلى الله، لكنّ هواه يغلبه فيرجعه إلى الذنوب. إلتفت هذا الرجل إلى مرضه فذهب يُفتش عن طبيب لروحه فكان المقصد هو طبيب أهل البيت الإمام الحسين عليه السلام. تائب في مدرسة الحسين عليه السلام ونصُّ الرواية أنَّ رجلاً تكرّرت منه المعاصي، وكلّما حاول التوبة غلبته نفسه، إلتفت إلى مرض حلَّ في روحه، فجاء إلى طبيب الروح الإمام الحسين عليه السلام قال له: يا ابن رسول الله، إنّي مسرف على نفسي، فاعرض عليَّ ما يكون لها زاجراً أو مستنقذاً... قال الحسين عليه السلام:"إنْ قبلت مني خمس خصال فقدرت عليها، لم تَضُرَّك المعصية..". قال الرجل: جاء الفرج. قال الحسين عليه السلام:"إذا أردت أن تعصي الله عزَّ وجلّ فلا تأكل رزقه". قال الرجل: كيف؟ إذاً من أين آكل، وكل ما في الأرض رزقه؟ قال الحسين عليه السلام:"أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه"؟ قال الرجل: لا بأس هاتِ الثانية فربّما كانت فرجاً ومخرجاً. قال الحسين عليه السلام:"إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً في بلاده". قال الرجل: يا سبحان الله! هذه أعظم من تلك، فأين أسكن، وله المشرق والمغرب وما بينهما؟ قال الحسين عليه السلام:"يا هذا، أيليق بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيَه"؟ قال الرجل: "لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، هاتِ الثالثة، فربّما كانت أهون الثلاث". قال الحسين عليه السلام:"إذا أردت أن تعصيَه فانظر موضعاً لا يراك فيه، وهناك افعل ما شئت". قال الرجل: ماذا تقول؟! ولا تخفى على الله خافية. قال الحسين عليه السلام:"أتأكل رزقه وتسكن بلاده ثم تعصيه، وهو بمرأى منك ومسمع"؟! قال الرجل: هاتِ الرابعة، وإلى الله المشتكى. قال الحسين عليه السلام:"إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له أخّرني حتى أتوب". قال الرجل: لا يقبل منّي ذلك. قال الحسين عليه السلام:"أكرهه على القبول". قال الرجل: كيف ولا أملك لنفسي معه شيء؟ قال عليه السلام:"إذا كنت لا تقدر أن تدفعه عنك، فتُب قبل فوات الأوان". قال الرجل: على أيّ حال بقيت الخامسة فهاتِها. قال الحسين عليه السلام:"إذا جاء الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى الجحيم فلا تذهب معهم". فقال الرجل: حسبي حسبي، أستغفر الله وأتوب إليه، ولن يراني بعد اليوم في ما يكره. عرف هذا الرجل من هو، وإلى من يتوب، فتاب إلى الله تعالى. معنى التوبة ونحن - الآن - في ليلة العاشر من المحرَّم، ليلة التوبة إلى الله تعالى، فَحريٌّ بنا أن نعرف معنى التوبة لنتوب إلى الله كما تاب بعض أصحاب الإمام الحسين بن علي عليه السلام. وعن معنى التوبة يُحدّثنا الإمام علي عليه السلام بقوله: "التوبة ندم بالقلب، واستغفار باللّسان، وترك الجوارح، وإضمارٌ أن لا يعود". فلكي يتوب الإنسان إلى الله لا بد أن يُحقّق أربعة أركان: الأوّل: أن يشعر بالندم فيخشع قلبه لله. الثاني: أن يُحرِّك لسانه ليتفاعل مع قلبه بحركة الاستغفار فيقول: (أستغفر الله ربّي وأتوب إليه). الثالث: أن يترك الحرام الذي ملأ قلبه بالسواد. الرابع: أن يعزم بينه وبين ربّه أنّه لن يعود إلى الآثام والمعاصي، لن يُسوِّدَ القلب الذي طهَّرته التوبة إلى الله، بل سيحافظ على نقائه وطهارته.. هل يقبل الله تعالى توبة عبده؟ ويُخطىء الإنسان مع الرَّبِّ الجليل، ويعود إليه تائباً، تُرى على يُسامحه؟ إنّ الجواب يستوقف الإنسان أمام عظمة الله، فالله تعالى لا يقول للتائب: إنّي قد سامحتك فحسب، بل يقول له: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾. البقية تاتي
__________________
صبغة الله |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الزهراء عليها السلام وديعة الله - آية الله جوادي آملي | ام عبد الله السعيد | مناسبات | 1 | 04-11-2014 07:44 PM |
سيبقى صوت الحسين خالداً بقلم: السيد الشهيد محمد باقر الصدر | Elham ALsaeed | متابعات | 1 | 12-06-2013 08:29 AM |
عظمة عاشوراء | فاطمة الجشي | متابعات | 2 | 11-22-2013 09:21 PM |
التائبون في مدرسة الحسين عليه السلام 2 | Elham ALsaeed | مناسبات | 1 | 11-14-2013 11:10 AM |