|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || المواد الدراسية || > سيرة و تاريخ

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: على خطاها (آخر رد :ام يوسف)       :: المقاطعة تعاطف أم تكليف (آخر رد :ام يوسف)       :: اختبار فلسفة سادس ج١ الفصل الثاني ١٤٤١ه (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: ناقضة الغزل (آخر رد :ام يوسف)       :: طالب العلم وأمانة التبليغ (آخر رد :ام يوسف)       :: إنه الإنسان (آخر رد :ام يوسف)       :: أهمية تحصيل العلم (آخر رد :ام يوسف)       :: سيدة الوجود ...سر الوجود (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار فلسفة سادس الفصل الأول 1441هج (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: المدرسة القرانية تفسير موضوعي سنة سابعة (آخر رد :ام يوسف)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-24-2023, 10:23 PM
ام علي ام علي غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 16
افتراضي سيدة نساء العالمين قامت او قعدت-مقال تحليلي للطالبة كفاية الاسود -سنة سابعة ١٤٤٤ هجري

مقال تحليلي
مقدم الى : حوزة بنت الهدى للدراسات الاسلامية
سيدة نساء العالمين قامت او قعدت
تقديم الطالبة : كفاية الاسود
بإشراف الاستاذة : ام علي بوحليقة
سنة سابعة / ١٤٤٤ هجري

بسم الله الرحمن الرحيم
إن محورية التكليف عند السيدة الزهراء عليها السلام كما هي عند سائر الأئمة المعصومين، قائمة على تحقيق الوظيفة الإلهية للإنسان بنموذجه الكامل، بالانطلاق من التشخيص الصادر عن وعي وبصيرة. وبالرغم من قصر عمر الزهراء إلا إنها رسمت الخط الفاطمي المحمدي الأصيل لحركة المرأة في خضم التحولات الكبيرة التي عاصرتها في الأمة.

جاء جبرائيل ليلة الرابع والعشرون من شهر رمضان وأبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الله تعالى السلام وأخبره بتجمع الروحانيين والكروبيين تحت شجرة طوبى، والخاطب جبرائيل والولي الله تبارك وتعالى، وبدأت حجية سيدة نساء العالمين كزوجة وأم في السنة الأولى أو الثانية من الهجرة على أقوال مختلفة في التاريخ، وتأسس بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) كأروع نموذج قائم على تعاليم السماء، من ألفه إلى يائه، وعلمت خريجة مدرسة الوحي بأن تكليفها يحتم عليها البقاء في بيتها، كيف لا وهي التي استبشرت بقسمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بينها وبين كفؤها أمير المؤمنين (عليهما السلام)
عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: (تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الخدمة، فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب، وقضى على علي بما خلفه، قال: فقالت فاطمة: فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله (صلى الله عليه وآله) تحمل رقاب الرجال) (١).



(إن للأم موقعها التأسيسي في النسيج الاجتماعي والبنى التحتية لنظامه) (٢)
وهذا الزواج العلوي الفاطمي الميمون أعطاهما من الأولاد ما لم يعطى أحد من العالمين فكل واحد من هذا النسل المبارك قادر على نجاة الورى،
(فربيبة الوحي والنبوة تعرف جيدا مناهج التربية الإسلامية، والتي تجلت في تربيتها لمثل الحسن الذي عدته لقياده المسلمين وتجرع الغصص في أحرج اللحظات من تاريخ الرسالة. والزهراء (عليها السلام) قد ربت مثل الحسين الذي اختار التضحية بنفسه وجميع أهله وأعز أصحابه في سبيل الله ليروي بدمه شجرة الإسلام الباسقة. وربت مثل زينب وأم كلثوم وعلمتهن الفداء والصمود أمام الظالمين لتتضح خطورة المؤامرة على الدين وعلى أمة المرسلين) (٣). فقد أعدت للإسلام قادة وسادة وذادة عن حمى الدين.

عاشت أسرة النبوة أيام الجوع والتعب والمعاناة وكانوا كما هم يقدمون حاجه المسكين والأسير واليتيم، لا فارق عندهم بين تلك الأيام وبين أيام ملك فدك التي يروى أن دخلها أربعة وعشرون ألف دينار سنويًا، ولكن الزهراء (عليها السلام) كانت تأخذ منه ما يسد حاجتهم، ولم تعمر به الدور ولم تبني القصور ولم تلبس الحرير والديباج، ولم تقتني النفائس بل كانت تنفق كل ذلك على الفقراء والمساكين وفي سبيل الدعوة الى الله ونشر الإسلام.

وقفت الزهراء (عليها السلام) ثابتة المعايير مع تغيير الظروف التي عاشتها، (بدأت بنت النبي المكذب المطرود، وفي أوسط حياتها كانت بنت الزعيم المنتصر الفاتح القائد) (٤) وفي آخر حياتها قامت للمطالبة بحق الإسلام وحق الولاية.

(ويوم خرجت محتجة على أبي بكر إذ منعها فدكًا نحلتها التي نحلها إياها أبوها النبي، لفت خمارها واشتملت بجلبابها وأقبلت مع لمًا من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها الأرض ستراً لعفافها واتماماً لحجابها المقدس، والتزام بأوامر الله تعالى وقيم الإسلام ومبادئ الدين الحنيف، تمشي وسط مجموعه من النساء حتى لا ينظر لها شخص ولا تعرف لها هيئة ولا يبصر لها رسم بتمام الهيبة والوقار والسكينة، وحينما دخلت مسجد رسول الله (صل الله عليه وآله) فنيطت دونها ملاءة رعاية للستر والحجاب وصيانة للعفة والوقار) (٥).

فهل أختلف حجاب الزهراء (عليها السلام) حينما كانت تؤدي تكليفها الإلهي خارج الأسرة؟ أم خرجت بثوابت محكمة لتكمل دورها في البناء الاجتماعي؟ لتمتد تربيتها القويمة لكل من له أذن واعية.

(خرج من الناحية الشريفة عن الإمام المهدي عليه السلام أنه قال “وفي ابنة رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) لي أسوة حسنة..." فأي مقام يظهر لنا من خلال هذا التوقيع الشريف والذي بين فيه الإمام (عليه السلام) أن له أسوة حسنة بفاطمة أي اتخذها قدوة له.) (٦)
وما أحوجنا اليوم كنساء للثبات على نهج سيدة نساء العالمين في وسط المتغيرات والتجاذبات التي تتخذ من المرأة حربة للتحدي، وما أحوجنا لإعداد أنفسنا بالعلم والمعرفة والإيمان والنية الصادقة، لنوفق لتشخيص تكليفنا الإلهي وأدائه على أكمل وجه، فمهما أظلمت علينا الفتن يبقى نور فاطمة يزهر الطريق إلى جنات النعيم. ومهما كانت وجهة تكليفنا فالخط الفاطمي الأصيل هو السبيل للنجاة من الضياع ما بين المهم والأهم.


المصادر:
١- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٨١
٢- كتاب مختارات ثقافية - هيئة إحياء الولاية- ص٩٣.
٣- موقع قادتنا كيف نعرفهم- مقال (تربية فاطمة عليها السلام لأولادها).
٤- كتاب مختارات ثقافية - هيئة إحياء الولاية.
٥- الاسرار الفاطمية- الشيخ محمد فاضل المسعودي-ص ٤٧٠.
٦- كتاب مختارات ثقافية - هيئة إحياء الولاية - ص٣٢٢.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.