|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || المواد الدراسية || > عقائد

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: على خطاها (آخر رد :ام يوسف)       :: المقاطعة تعاطف أم تكليف (آخر رد :ام يوسف)       :: اختبار فلسفة سادس ج١ الفصل الثاني ١٤٤١ه (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: ناقضة الغزل (آخر رد :ام يوسف)       :: طالب العلم وأمانة التبليغ (آخر رد :ام يوسف)       :: إنه الإنسان (آخر رد :ام يوسف)       :: أهمية تحصيل العلم (آخر رد :ام يوسف)       :: سيدة الوجود ...سر الوجود (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار فلسفة سادس الفصل الأول 1441هج (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: المدرسة القرانية تفسير موضوعي سنة سابعة (آخر رد :ام يوسف)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2018, 04:50 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post لفتات في مناقشة كتاب المرسِل والرسول والرسالة الفصل الدراسي الاول لعام1440هـ


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
الدرس الاول


كتابنا الذي سنتناقش فيه صغير الحجم (عميق المعاني).

كتاب (المرسِل والرسول والرسالة)
للسيد الشهيد محمد باقر الصدر وهو غني عن التعريف بفكره وعلمه.

في مثل هذه الأيام انتهى السيد الشهيد من كتابته لهذه المقدمة وذلك في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام 1397 هجرية.

نفس اليوم الذي ضحّى فيه الإمام الحسين سلام الله عليه بكل ما يملك في سبيل عقيدته، ومن أجل حماية و استمرار خط المرسِل والرسول والرسالة.

هذا الكتاب عبارة عن مقدمة للرسالة العملية للسيد الشهيد المسماة بالفتاوى الواضحة.

الفتاوى الواضحة: عبارة عن المعاملات والأحكام الشرعية التي يطبق فيها المكلف أحكام الله عزوجل التي نزلت على رسوله الكريم صلى الله عليه وآله.

فعندما نقرأ في الرسالة العملية وجوب الصلاة والصيام مثلا

قد يسأل الفرد: لمن نصلي؟
ومن الذي نقل لنا الأمر بالصلاة؟


لذا كان من الأهمية أن تبدأ الرسالة العملية بمقدمة عن القضايا الاعتقادية، تعرفنا على الله ورسوله ..

لأن العقيدة والمعتقدات هي الأساس الذي يُبنى عليها النظام القيمي والخلقي، هي الأساس للمسائل الأخلاقية والأحكام الفقهية.

- العقيدة: هي ما ينعَقِدُ عليه قلب المرء ويجزم به ويتخذه دينا ومَذهبا، بحيث لا يتطرَّق إليه الشكُّ فيه.

وهذا ما كتبه السيد الشهيد في هذه المقدمة، واستدل فيها على: حتمية وجود مرسِل، ووجود رسول يحمل رسالة الحق والهداية للبشرية جمعاء.

وهذا مايسمى بأصول الدين
(والواجب شرعاً في أصول الدين الاقتناع وليس التقليد، لذا لابد من عدم الاكتفاء بالعرض وإنما لابد من الاستدلال)

• واستعان في ذلك بطريقة الاستدلال العلمي الاستقرائي القائم على حساب الاحتمالات.

فالدليل الاستقرائي أقرب إلى الفهم البشري ووجدانه من البراهين الفلسفية والنظريات.

بحيث استثمر السيد نتائج العلوم الحديثة التجريبية لتأكيد وجود الخالق والصانع.

وبيّن أنه لا تنافي بين العلم والدين، بل إنه كلما تقدّم العلم نجده يؤيد الفكر الديني ويكشف عن وجود الله عزوجل.

• وأيضا استخدم السيد الدليل الفلسفي الذي يعتمد على البديهيات التي يؤمن بها العقل وينطلق منها لإثبات الخالق والصانع، بأسلوب سهل وبسيط وواضح يفهمه المخاطب والقارىء.

-قبل أن ندخل في مبحث الكتاب ..

س/ مالمقصود بالدليل العلمي والفلسفي؟
الدليل العلمي:

هو ما يستعمل في مجال العلوم الطبيعية، ويعتمد على المعلومات التي يمكن إثباتها بالحس والتجربة والاستقراء العلمي.

الدليل الفلسفي:
هو الذي يعتمد على المعلومات العقلية، التي لا تحتاج إلى حس وتجربة مثل إيماننا بمبدأ عدم التناقض.

أو قد يكون ضمن الدليل معلومات حسيّة وتجريبية لكن لا يُكتفى بها، بل يعتمد إلى جانبها على معلومات عقلية.


بين قوسين كتاب المرسِل
هو مثال حي وتطبيق مباشر للقواعد المنطقية وطرق الاستدلال التي درسناها مسبقا في علم المنطق.
(راجعوا المنطق طرق الاستدلال المباشرة وغير المباشرة: التناقض - الاستقراء - ... ، أقسام البديهيات: اليقينيات، المحسوسات، ... )

يقول السيد الشهيد في التمهيد أنه يكتب هذه المقدمة (يقصد بها كتاب المرسل والرسول والرسالة) لمن خالطوا الفكر الحديث وتفاعلوا له.

أي أن مستواها يخاطب مستوى الجامعي - أمثالكم - لكنه تجنّب المصطلحات المعقدة ليتمكن القارئ الأقل درجة من فهمها واستيعابها.

كما أشار السيد الشهيد إلى أن الدليل العلمي المستمد من الملاحظة والتجربة يعتبر كافيا على إثبات الصانع المدبر لهذا العالم بما يتصف به العالم من مظاهر الحكمة والتدبير.

كما أنه ذكر دليل آخر فلسفي ..

إن شاء الله في الدرس القادم سنتعرف على علاقة الإنسان بالإيمان بالله عزوجل، والنظريات التي قيلت في تفسير نشأة الدين.


هذا وصلى الله على محمد وآل محمد
والحمد لله رب العالمين
انتهى الدرس،،،
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-11-2018, 06:06 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الدرس الثاني


الإيمان بالله سبحانه وتعالى

هنا في البداية يريد الشهيد أن يبين علاقة الإنسان بالله عزوجل والإيمان به هل هو موجود منذ خلقه أم أنه استحدث بعد ذلك؟

فيجيب: إن إيمان الإنسان بالله وعبادته له كانت من أبرز المظاهر التي لازمت حياة الإنسان على الأرض منذ وجود الحياة البشرية.
(فأول إنسان على الأرض هو آدم عليه السلام وكان نبي من الأنبياء).

فآمن الإنسان بوجود الله عزوجل وارتبط به قبل إقامة أي دليل فلسفي أو غيره على وجود الله.

وإن تعرض هذا الإيمان إلى انحراف في بعض الحالات إلا أنه موجود.

فالآثار المتبقية من العصور القديمة التي سبقت كتابة التاريخ كانت تشير إلى أن الناس كانوا يعتقدون بالدين ويؤمنون بالله ويؤمنون بالمعاد والحياة بعد الموت.
حيث كانوا يدفنون الأشياء التي يحبونها معهم كي يستفيدوا منها بعد الموت.
وأيضا إن تحنيط أجساد الموتى حماية لها من الاندثار؛ ماهو إلا دليل على إيمانهم بالمبدأ والمعاد والإيمان الديني.

وإن اقترنت هذه الأعمال بخرافات كثيرة.

لكن ماهو السبب في نشأة الدين؟

ذُكرت عدة نظريات لتفسير نشأة الدين:

🔹 النظرية الأولى: هي النظرية الماركسية


التي تزعم أن سبب ظهور الدين في حياة الإنسان هو التناقض الطبقي في المجتمع - بين الطبقة الحاكمة الظالمة المستغلة وبين الطبقة المحكومة المظلومة المضطهدة -

• فزعمت الماركسية أن ظهور الدين كان من الطبقة الحاكمة:

قيل: الدين أفيون الشعوب، بحيث تسقيه الطبقة الحاكمة للطبقة المضطهدة كالمخدر حتى تنسى مطالبها ودورها السياسي، وتستسلم إلى واقعها السيء.

فالطبقة الحاكمة تلجأ إلى نشر الدين حتى تخفي استغلالها، لأنها بحاجة إلى جمود وسلبية الطبقة الكادحة، وتستمر في اضطهادها.

وزعمت أيضا أن ظهور الدين نابع من الطبقة المضطهدة نفسها:

بحيث أن الواقع السيء الذي يعيشونه جعلهم يلجأون إلى الدين، ليكون عندهم أمل برفع البؤس والشقاء في العالم الآخر بدخول الجنة كتعويض عن معاناتهم على الأرض.

🔺 لكن السيد الشهيد يرفض هذه النظرية ويقول:

إن الإيمان لم يكن وليد تناقض طبقي، من صنع ظالمين تكريسا لهم لاستغلالهم.
ولا مظلومين تنفيسا لهم.

س/ لماذا؟
لأن هذا الإيمان كان موجود في تاريخ البشرية قبل أن توجد أيّ تناقضات طبقية.

🔹 النظرية الثانية: نظرية الخوف

حيث قالوا: إن الاقبال على الدين والتدين في تاريخ الإنسان ينشأ من الخوف، فالإنسان يرى نفسه ضعيفا إلى حدّ ما في هذه الحياة.

فالخوف هو الأم الأولى للآلهة والدين.

فالانسان يخاف:
• من الكوارث الطبيعية: الصواعق والزلازل وغيرها.
• من الإنسان وما يسببه من دمار وحروب.
• من نفسه وأعماله غير اللائقة وشهواته.

بالتالي هو يلجأ إلى الدين للتخفيف من حدة هذا الخوف.

🔺 لكن هذه النظرية غير صحيحة، فالايمان لم يكن وليد مخاوف وشعور بالرعب.

س/ لماذا؟
لو كان الدين وليد المخاوف لكان أكثر الناس تدينا هم أشدهم خوفا وهلعا،

لكننا نرى الذين حملوا مشعل الدين كالأنبياء والأوصياء والقادة هم أكثر الناس قوة وصلابة، وأكثرهم إقدام لمواجهة مظاهر العنف والإيذاء من أقوامهم إلى يومنا الحاضر.

و أيضا إن العلماء في عصرنا تعرفوا أكثر من غيرهم على الأسباب والعلل للحوادث الطبيعية (بمعنى زوال الخوف من هذه الكوارث) لكنهم مع ذلك مؤمنون بوجود خالق حكيم.

🔹 النظرية الثالثة: نظرية الفطرة.

أي أن الإنسان أدرك الخالق بفطرته ومن ثم تعلق به، من دون الحاجة إلى التعلم.

فمن الخصائص النفسية للإنسان الدافع الفطري لمعرفة الحقائق (ما نسميه حب الاستطلاع) يدفع الإنسان إلى التأمل والتفكير منذ بداية طفولته حتى نهاية عمره.

يبحث في كل المسائل والقضايا وفي الحقائق (ومن ضمنها الدين) من دون الحاجة إلى دليل.

فعندما يرى باقة من الورد الجميل ذات عطر زكي فهو يقر بجمالها ويقول أنها جميلة من دون الحاجة إلى دليل.

وهذا الاندفاع نحو العلم وحب الاستطلاع الفطري يدفع الإنسان إلى معرفة الخالق.

فعندما يكون للإنسان حب استطلاع لمعرفة الحقائق ويدرس عشرات السنين ليتعرف على دورة حياة النبات، والنمل، والطيور ، والأسماك والبحر الذي تعيش فيه ... إلخ

ألا يدفعه ذلك لمعرفة مصدر هذا البحر ومصدر هذا النظام ؟

كل هذا يجذبه إلى معرفة الخالق الصانع الحكيم.

🔸 هنا السيد الشهيد يدعم هذه النظرية ويقول:

إن الايمان يعبر عن نزعة أصيلة في الإنسان إلى التعلق بخالقه، ووجدان راسخ يدرك بفطرته علاقة الإنسان بربه وكونه.

🔸 كان الإيمان فطري ووجداني، ثم بعد ذلك وُجدت المفاهيم الفلسفية:
الكل والجزء،
الوجوب والإمكان والإستحالة،
التقدم والتأخر،
الوجود والعدم،
العلة والمعلول ... إلخ

واستعملت هذه المفاهيم في دعم الإيمان بالله عزوجل بالاستدلال والبراهين.

لكن أدرك المفكرون أن هذه المفاهيم والمصطلحات الفلسفية لا تكفي بمفردها للتعرف على الطبيعة وقوانينها، والتعرف على أسرار الكون.

لذلك لابد من أداة أخرى لهذه المعرفة ألا وهي التجربة.

فجعلوا الحس والملاحظة العلمية هما المنطلق والأساس لاكتشاف قوانين الطبيعة، يُقال: من فقد حسا فقد علما.

فالاتجاه الحسي والتجريبي مفيد في تطوير الخبرة البشرية بالكون وتوسيعها.

فالإنسان يكتشف ما يحيط به من أسرار الكون ونظامه الشامل عن طريق الحس والتجربة بالإضافة إلى العقل والتفكير.

فالعلماء استخدموا الحس والتجارب في البحث عن قضايا الطبيعة ولم يكتفوا بالجلوس والتفكير.

📍ذُكر في الكتاب نماذج لعلماء بعضهم اكتفى بالتفكير والبعض الآخر مارس الملاحظة والتجربة:

◇ أرسطو: عالم يوناني اعتبر المعلم الأول في علم المنطق، وهو أيضا عالم في الفلسفة، والطبيعة في الفيزياء والأحياء، وعلم الأخلاق والسياسة وغيرهم.

أرسطو جلس يفكر في نوع العلاقة بين حركة الأجسام وفي القوة المحركة لها.

فقسم العالم إلى قسمين:
عالم ما تحت القمر، و عالم ما فوق القمر.*

وقال: إن الحركة في عالم ما تحت القمر -و هو العالم الذي نوجد فيه على الأرض - تكون *قسرية و مستقيمة*، أي أنّها لا تحدث إلا بفعل فاعل، وأن الأصل في هذا العالم هو السكون و ليس الحركة، و لهذا فكل حركة فيه تنتهي إلى السكون.

وأن كل جسم طبيعي له خاصية ذاتية تحركه إلى مكانه الطبيعي.

فعلى رأيه:

عندما نرمي الحجر في السماء فإنه يعود للأرض، ليس بفعل الجاذبيّة و إنّما لأن الحجر من تراب فيعود للتراب، وبعد عودته يسكن بسبب زوال القوة المحركة.

أما الحركة في عالم ما فوق القمر*- تكون عكس الحركة في عالم الأرض - فهي حركة دائمة و غير قسريّة، وهي حركة دائريّة، و لهذا فالكواكب تدور.

أرسطو اكتفى بالجلوس والتفكير
لمعرفة أسرار الكون، و هذا ما توصل له أرسطو من خلال تفكيره.

◇ لكن غاليليو لم يكتف بالجلوس والتفكير بل قام بإجراء التجارب وتسجيل الملاحظات عليها.

غاليليو: هو عالم فلك ورياضيات وفيلسوف*وفيزيائي أيضا، وهو الذي حاكمته الكنيسة لأنه قال أفكار تناقض معتقداتهم بالرغم أنها هي الصحيحة.

قام غاليليو بإثبات خطأ نظرية* أرسطو*حول الحركة، وذلك عن طريق الملاحظة والتجربة عن طريق التكنولوجيا الجديدة للتلسكوب.*

استنتج: أن الجسم إذا تعرض لقوة تحركة فلن يكف عن الحركة حتى إذا انتهت تلك القوة إلى ان يتعرض لقوة توقفه.

⬅ فنجد هنا أن استخدام الحس والتجربة خدم العلم وأعطى نتائج أدق في الكشف عن قوانين الطبيعة والظواهر الكونية.

وهذا الإتجاه الحسي والتجريبي في الكشف عن قوانين الطبيعة يمر بمرحلتين:

🔹 مرحلة الحس والتجربة وتجميع المعطيات.

🔹 مرحلة العقل: أي الاستنتاج والخروج بقاعدة أو قانون.

السيد الشهيد يؤكد على أهمية الحس والتجربة، لكن في نفس الوقت يبين عدم الاستغناء والاكتفاء بهما عن العقل.

لا نكتفي بالحس عن العقل، ولا نكتفي بالعقل عن الحس.

فكل قانون من قوانين الطبيعة يُكتشف عن طريق الملاحظات التي تُجمع في مرحلة الحس والتجربة ثم الموازنة والتنسيق بينها للخروج بنتيجة نهائية عن طريق العقل.

وذكر مثال: قانون الجاذبية لنيوتن

وكيف جمع ملاحظاته عن طريق الحس أولا:
من ملاحظة حركة الأجسام الساقطة على الأرض، وملاحظة دوران القمر حول الأرض، والكواكب حول الشمس.

والاستعانة بنظريات العلماء الآخرين:
مثل نظرية التعجيل (التسارع) لغاليليو سواء على الأسطح العمودية أو المائلة.
وقوانين كبلر.

⬅ بعدها نسّق بينها ووضع قانون الجاذبية.

🔺 قانون نيوتن ينص على أنه:
توجد قوة تجاذب بين أي جسمين في الكون تتناسب طرديًا مع حاصل ضرب كتلتيهما، وتتناسب عكسيًا مع مربع المسافة بين مركزيهما.

(هناك تجاذب بين الأرض والقمر، تجاذب بين الشمس وكواكب المجموعة الشمسية لذلك هي تسير بدقة متناهية)

⬅ فهذه الدقة في الملاحظات الطبيعية والدقة الحاصلة في حركة الكواكب والمسافة بينها وهذا التناسق في النظام، ماهي إلا دلائل تشير إلى وجود صانع حكيم ومحيط بهذا الكون.

كما نلاحظ الدقة على جهاز بسيط كالجوال وكيف ربطت أجزائه بكل دقة وعناية فلو أصاب جزء منها خلل لتعطل الجوال وتوقف، فهذا دليل على عبقرية صانع الجوال وذكائه.

فكيف بهذا الكون؟!

لكن علماء الطبيعة لم يكونوا معنيين بتجلية وتوضيح ودعم هذه القضية *وهي قضية وجود الصانع الحكيم.*

باعتبارهم علماء طبيعة
وأن هذه القضية هي مسألة فلسفية
كما هو السائد عندهم.

بل ونشأت نزعات فلسفية ومنطقية متطرفة تحاول أن تفلسف الإتجاه الحسي.

بحيث أعلنت أن الوسيلة الوحيدة للمعرفة هو الحس فقط.

فكل شيء غير محسوس، ولا يمكن إجراء التجارب عليه فلا يمكن إثباته.

من هنا استخدم الإتجاه الحسي والتجريبي لضرب فكرة الإيمان بالله عزوجل

س/ كيف؟
بما أن الوسيلة الوحيدة للمعرفة - على رأيهم - هي الحس، وبما أن الله عزوجل ليس كائن محسوس ولا يمكن رؤيته والإحساس بوجوده.

⬅ .•. فلا يمكن إثبات وجوده.

هذه النتيجة لم تكن من العلماء التجريبين، وإنما من أصحاب النزعة الفلسفية التي فسرت الإتجاه الحسي تفسيرا فلسفيا ومنطقيا خاطئا.


نتوقف إلى هنا وبإذن الله تعالى نتعرف في الحصة القادمة على التناقضات التي وقعت فيها النزعات المتطرفة.


والحمد لله رب العالمين.
انتهى الدرس،،،
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-20-2018, 05:37 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدرس الثالث


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الدرس الثالث



ذكرنا في الحصة السابقة بأنه نشأت نزعات فلسفية ومنطقية حاولت أن تفلسف الإتجاه الحسي

وأعلنت أن الوسيلة الوحيدة للمعرفة هو الحس فقط.

⬅ وبهذا ضربت فكرة الإيمان بالله عزوجل.

لكن هذه النزعات في تفسيرها الإتجاه الحسي وقعت في تناقض.
في الناحيتين:
- الناحية الفلسفية.
- الناحية المنطقية.

فمن الناحية الفلسفية:
اضطرت إلى إنكار الواقع الموضوعي، أي إنكار الكون الذي نعيش فيه جملة وتفصيلا.

فهم يقولون: أن الحس هو مصدر المعرفة، ولا نملك إلا الحس.

لكن الحس عندما يعرّفنا على الأشياء يكون ذلك كما نحسها ونراها، لا كما هي في الواقع.

مثلا: لما نسأل عن هذا اللون o ماهو؟
هو اللون الأخضر.

لكن المصاب بعمى الألوان لا يرى اللون الأخضر، وبما أن حواسه لا تدرك هذا اللون فهو غير موجود بالنسبة له.

ولا سبيل لإثبات وجوده لأنه غير محسوس بالنسبة له.

وهذا معناه إن إحساسنا يعرفنا على الأشياء كما نحسها نحن وليس كما هي في الواقع دائما.

أحيانا الحاسة سليمة تشخص الحقيقة لكن لغفلتها عن بعض الأشياء تنكر وجودها.

مثلا: بعض المقاطع تطلب من الشخص عدّ الكرات التي تسقط في الصندوق مثلا.

وفي أثناء انشغاله بعدّ الكرات يمشي خلف الصندوق رجل متنكر بزي حيوان مفترس - هو غير منتبه - ولما يُسأل عنه ينكر وجوده لأن تركيزه مع الكرات فقط.


ومن ناحية أخرى ما ذهب إليه جورج باركلي في مثاليته:
بحيث لا يعترف بوجود حقيقةٍ خارجيّة، ويعتبر أنّ كافة الموجودات الماديّة لا وجود لها على أرض الواقع، بل هي موجودة في التصورات الذهنيّة البشريّة.
وله عبارة مشهورة:
(الموجود هو: المُدرِك أو المُدرَك).
• ماهو الشي المُدرِك؟
النفس هي التي تُدرِك الأشياء.
• وما هي الأشياء المُدرَكة؟
يقصد بها تصوراتنا الذهنية والمعاني _وجود الشيء في الذهن_.

فجورج باركلي لم يؤمن بوجود شيء سوى الأنا المدرِكة والصورة المدْرَكة.

على رأيه:
عندما ترى شيئا مثل القمر
فإنك فقط تؤكد هذا الإحساس
(وهو تأكيدك لرؤية القمر)
لكن هل هو موجود خارجا بالفعل؟
فإنك لا تستطيع إثباته.

- هنا شبهه السيد الشهيد بالأحول الذي يرى أشياء لا وجود لها (يرى الشيء الواحد شيئين) وهو يؤكد رؤيته لتلك الأشياء.
لكنه لا يؤكد وجود هذه الأشياء في الواقع الخارجي.

وبعض علمائهم مال إلى الشك بوجود واقع خارج حدود الذهن البشري،
فلم يحكموا بثبوته ولا بنفيه
ومنهم:
دافيدهيوم*/ و جون لوك.
شككوا في الوضع فلا أنكروا ولا أثبتوا.

ومنهم ذهب إلى إنكار الواقع الخارجي بكلّ تفاصيله منكرين حتى أنفسهم،
ومن هؤلاء"غورغياس"، الذي أنكر حتى وجود نفسه.

⬅ لكنها -أي هذه النزعة الفلسفية- في النهاية قضت على الحس نفسه كوسيلة للمعرفة، وجعلته هو الحد النهائي للمعرفة.

وأصبحت المعرفة الحسية مجرد ظواهر وتصورات لا وجود لها خارج ذهننا بصورة مستقلة.


راجعوا المنطق:

الوجود الحقيقي والاعتباري للشيء
(الوجود الخارجي والذهني واللفظي والكتبي)
+
درس التصور والتصديق

فوجود الشيء ليس فقط ذهني
هذا من الناحية الفلسفية.

أما من الناحية المنطقية:
اتجهت النزعة الحسية في أحدث تيار من تياراتها الى الوضعية القائلة:
كل جملة لا يمكن التأكد من صدق مدلولها أو كذبه بالحس والتجربة فهي كلام فارغ من المعنى.

في المنطق تعريف القضية:
هي المركب التام الخبري (أو الجملة الخبرية التامة) التي يمكن أن نصفه بالصدق أو الكذب.

لكن هنا في هذه الوضعية شرطوا شرط أساسي إذا اختل اختلت القضية وأصبحت كلام فارغ.

وهذا الشرط هو:
هو أن يكون التأكد من صدق الجملة أو كذبها (بالحس والتجربة)

فإذا كانت الجملة ممكن وصفها بالصدق أو الكذب عن طريق الحس والتجربة وكانت:
تطابق الواقع الخارجي ⬅ فهي صادقة.
أما إذا لم تطابق الواقع الخارجي ⬅ فهي كاذبة.

فإذا قيل مثلا:
(إن المطر ينزل من السماء في الشتاء)
فإننا نستطيع التأكد من هذه الجملة عن طريق الحس (برؤية المطر)
⬅ فهذه الجملة على رأيهم لها معنى.
وبما أنها تطابق الواقع ⬅ صادقة.

لكن لو قلنا:
(إن الملائكة تنزل من السماء في ليلة القدر)
فإننا لا نستطيع التأكد من هذه الجملة عن طريق الحس (فنحن لا نرى الملائكة ولا نستطيع سماعها أو لمسها أو تذوقها أو شمها)
⬅ فهذه الجملة على رأيهم ليس لها معنى، هي كلام فارغ من المعنى.

مثلها لو قلت:
(إن لقبكطس موجودة في الصندوق)

س/ هل نستطيع أن نحدد بأن هذه الجملة صادقة أو كاذبة؟
بما أن (لقبكطس) كلمة لا معنى لها
فلا أستطيع إثبات صدقها من كذبها.

فهم اعتبروا الملائكة بهذا المعنى
لأنهم لا يستطيعون التأكد منها عن طريق الحس والتجربة.

وكذلك لو قلنا:
(الله موجود)
لا نستطيع إثباتها بالحس والتجربة
فهي كلام فارغ من المعنى على حسب هذه الوضعية.

لكن هذه الوضعية المنطقية وقعت في تناقض من ناحيتين:
1⃣ (تناقض مع نفسها).
هي تقول:
كل جملة لا يمكن التأكد من صدق مدلولها أو كذبه بالحس والتجربة فهي كلام فارغ من المعنى.
⬅ وهذا القول نفسه لا يمكن التأكد والتعرف عليه بواسطة الحس والتجربة.
⬅ بالتالي هو كلام فارغ من المعنى.

2⃣ (تناقض مع التعميم)
في قولها (كل جملة لا ....) فيها تعميم
(أي قانون عام كلي - *كل*)
والحصول على التعميم يتجاوز نطاق وحدود الحس والتجربة
⬅ بالتالي وقعت في تناقض بسبب التعميم.

الحس والتجربة تقع فقط على الجزئيات المحدودة

فتقول إن :
الحديدة الأولى تتمدد بالحرارة.
الحديدة الثانية تتمدد بالحرارة.
الحديدة المائة تتمدد بالحرارة.
الحديدة المليون تتمدد بالحرارة.

هذا نطاق الحس والتجربة.

الحس والتجربة لا يعطي تعميم
(إن كل حديدة تتمدد بالحرارة).
الذي يعطي هذا التعميم هو العقل.
بعد التعرف على الروابط بين الأشياء والعلاقات بينها.

⬅ بالتالي هذه النزعة المنطقية
وقعت في تناقض مع نفسها
وتناقض مع التعميم.

س/ نتسائل ماهو موقف العلم من هذه النزعات؟
لم يكترث العلم في تطوره بهذه النزعات.
بل استمر في اكتشافه لأسرار الكون والطبيعة مبتدئا بالحس والتجربة لكن لم يقف عند هذا الحد بل تجاوز إلى المرحلة العقلية والاستنتاج.

معنى هذا أن هذه النزعات الفلسفية والمنطقية تضاءلت حتى بالنسبة للمذاهب الفلسفية المادية.

س/ ماذا نقصد بالفلسفة المادية؟
المادية: نظرة فلسفية ترى أن الشيء الوحيد الذي يمكن القول بوجوده هو المادة
وتقول: أن المادة أولية أما العقل ثانوي.

- والمادية لها اتجاهين:
1/ مادية ميكانيكية.
2/ مادية جدلية (ديالكتيكية).

الميكانيكية ترى ضرورة وجود سبب خارجي لأية حادثة، ولكل حركة حادثة، هذا السبب يكون خارج الذات ⬅ تؤمن بالمادة الأول التي بسببها تحرك الكون،
لكن الديالكتيكية ترجع السبب إلى داخل الذات (فهي تقول بالتناقض الداخلي).

هنا يقول السيد الشهيد بأن الفلسفة المادية الجدلية رفضت هذه النزعات الفلسفية، وتجاوزت نطاق الحس والتجربة إلى المرحلة الثانية: المرحلة العقلية مرحلة الاستنتاج.

فالجدلية أصبحت غيبية من وجهة نظر النزعات الحسية المتطرفة، لأنها تجاوزت حدود الحس والتجربة، وخرجت بتفسير شامل للكون ضمن إطار ديالكتيتي.

فالفلسفة المادية الجدلية من هذه الناحية (تجاوز الحس والتجربة) تتفق مع الفلسفة الإلهية.

فهما تؤمنان بأن المعرفة تمر بمرحلتين:
1- مرحلة لتجميع معطيات الحس والتجربة.
2- مرحلة تفسيرها نظرياً وعقلياً.

لكنهما تختلفان في نوع التفسير الذي يتسنتجه العقل:
المادية:
تفترض تفسير ينفي وجود صانع حكيم.
الإلهية: ترى وجود الصانع الحكيم هو السبيل المقنع.

بعدها سيعرض السيد الشهيد نوعين من الاستدلال
إن شاء الله نأخذهم في الحصة القادمة.

والحمد لله رب العالمين
انتهى الدرس،،،

التعديل الأخير تم بواسطة كوثر حسين ; 11-05-2018 الساعة 03:55 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-20-2018, 06:03 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدزس الرابع



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الدرس الرابع


توقفنا الحصة الماضية عند
نوعي الاستدلال اللذين سيذكرهما السيد الشهيد على وجود الصانع الحكيم وهما:
1- الدليل العلمي (الاستقرائي).
2- الدليل الفلسفي.

في البداية نوضح أن الدليل ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
-1 الدليل الرياضي:

وهو المستخدم في الرياضيات، ويحضى بثقة الجميع ويعتمد على مبدأ عدم التناقض.

2- الدليل العلمي:
وهو المستخدم في العلوم الطبيعية، ويعتمد على المعلومات المستنتجة من الحس والتجربة والاستقراء العلمي.
ويستخدم فيه أيضا الدليل الرياضي.

3- الدليل الفلسفي:
وهو الذي يعتمد على المعلومات العقلية، التي لا تحتاج إلى حس وتجربة، وأيضا يستخدم مبادئ الدليل الرياضي (مثل مبدأ عدم التناقض).
لكن قد يكون ضمن الدليل معلومات حسيّة واستقرائية لكن لا يُكتفى بها، بل يعتمد إلى جانبها على معلومات عقلية.

وإن كل دليل له منهج.

المنهج:
هو الطريقة أو الخطوات المستخدمة في تنظيم الأفكار والمعلومات للوصول إلى النتيجة المطلوبة.

- فمنهج الدليل العقلي:

هو طريقة دراسة الأفكار والمبادئ العقلية للوصول إلى المطلوب.

- وذكرنا الطريقة في المنطق من خلال الخطوات الخمس المتمثلة في (حركة العقل):
1- وجود مجهول.
2- تحديد نوعه.
3- حركة العقل الذاهبة.
4- حركة العقل الدائرية.
5- حركة العقل الراجعة.

وكذلك للدليل التجريبي الاستقرائي منهج وخطوات: سنأخذه في الدرس التالي بإذن الله تعالى.

(خطوات المنهج التجريبي مذكورة في كتب العلوم من المرحلة الابتدائية - الطريقة العلمية).

توجد مناهج عامة تشمل كل علم،
وتوجد مناهج خاصة تخص كل علم بعينه.

ذكرت في هامش الكتاب بعض الأمثلة على المنهج المستخدم في الأدلة بطريقة سهلة بسيطة منها:

قد يُستدل على أن الشمس أكبر من القمر، لأن العلماء يقولون ذلك.
⬅ المنهج هنا هو إتخاذ قرارات العلماء دليلا على الحقيقة.

قد يُستدل على أن فلان سيموت بسرعة وذلك بسبب رؤية الحلم.
⬅ المنهج إتخاذ الأحلام دليلا على الحقيقة.

لكن كلما كان المنهج أكثر ثقة ⬅ كان الدليل أقوى في الاثبات.
فكل استدلال مرتبط بصحة المنهج الذي يعتمد عليه.

نرجع لأنماط الاستدلال التي ذكرها السيد الشهيد والتي يتمثل في كل منها المرحلتين:
1- مرحلة الحس والتجربة وتجميع المعطيات.
2- مرحلة التنسيق والتنظيم بينها ومن ثم الاستنتاج العقلي.


الدليل العلمي لإثبات الصانع الحكيم

يعتمد على منهج الدليل الاستقرائي وحساب الاحتمالات.

حساب الاحتمالات حساب دقيق يُدرس في الجامعات كمادة مستقلة (نظرية الاحتمال) فيها معادلات رياضية وبراهين ليست سهلة.

لكن استطاع السيد توضيحها في هذا الكتاب بأسلوب يستطيع الإنسان العادي السوي فهمها عن طريق طرح الأمثلة اليومية والعلمية.

ففي البداية
حدد المنهج المتبع في الاستدلال ووضح خطواته.
ثم قام بتقييم المنهج ومدى الوثوق به.

بما أن هذا المنهج نستخدمه في حياتنا اليومية وفي التجارب العلمية.

فنحن نثق به تمام الثقة
فيفترض أن نثق به أيضا تمام الثقة في إثبات الصانع الحكيم.

ذكرت في الكتاب بعض الأمثلة على حياتنا اليومية منها:
استلام رسالة بالبريد والتعرف على أنها من أخي (من القرائن الموجودة) وسنتكلم عنها بالتفصيل في الدروس القادمة.

الطبيب الذي ينجح في علاج حالات مرضية كثيرة، نثق به وبمهارته.

لذا نجد الأغلب في يومنا الحاضر قبل أن يذهب للمستشفى يسأل:

من هو أفضل طبيب مثلا لعلاج الأسنان في المستشفى الفلاني؟ (فهو يستقرئ من حواليه)
فإذا أجاب الأول: بأن الطبيب ( ب) هو ممتاز
وقال الثاني أيضا: بأن الطبيب ( ب) ممتاز
وأيدهم ثالث ورابع و .. و ..
هنا يذهب السائل للطبيب وكله ثقة به.
لأن زادت لديه احتمالية شفائه من مرضه.

أو مثلا هو يذهب إلى الطبيب
في المرة الأولى ويلاحظ تحسن حالته بعد تشخيصه ووصفه للعلاج،
وكذلك في المرة الثانية والثالثة و ..

هنا بعدها يذهب إلى نفس الطبيب وهو مطمئن.

أيضا بنفس الطريقة استخدام إبرة البنسلين وتحسس الجسم منها.

هي قائمة على الاستقراء
(الاستقراء: هو تتبع الجزئيات المتشابهة للوصول إلى حكم او قاعدة كلية).

وأغلب مواقف حياتنا اليومية تقام على الاستقراء منها:

- اختيار مثلاً خطوط الطيران للسفر.
- وحملات الحج والعمرة وزيارة الأربعين.
- اختيار المدارس.
- اختيار أنواع السيارات والأجهزة الذكية.
- عندما نسجل أحد أبنائنا في المدرسة نسأل عن أفضل معلم من ناحية جذبه للطلاب و تعامله معهم.
- في الطبخ المنزلي.
- التوصل إلى طريقة لحفظ الأطعمة قديما قبل وصول أجهزة التبريد.
- التوصل إلى الطب الشعبي في حالات مرضية معينة كاستخدام المرّة والزيوت
.... وغيرها

وأمثلة كثيرة .. من حياتنا اليومية قائمة على الاستقراء.

ذكر أيضا في الكتاب أمثلة عن العالم الطبيعي:
ملاحظة خصائص المجموعة الشمسية وعلاقتها بالشمس ( وسيتكلم عنها بالتفصيل لاحقا)

الاستدلال على وجود كوكب نبتون (الكوكب الأزرق) عن طريق تتبع مسار حركة الكواكب، قبل أن يُكتشف نبتون بالحس.

نبتون هو الكوكب الأخير في المجموعة الشمسية
كواكب المجموعة الشمسية هي:
عطارد - الزهرة - الأرض - المريخ
المشتري - زحل - اورانوس - نبتون.

(بلوتو: كانوا سابقا يعتبروه من ضمن المجموعة الشمسية لكن بعد ذلك ألغوا هذا الرأي وقال بعضهم أنه قمر من الأقمار).

فكيف استدل العلماء على وجود نبتون بالدليل الاستقرائي قبل أن يُكتشف بالحس؟
⬅ عن طريق تتبع مسارات الكواكب.
فكل كوكب له مسار واحد خاص به يعتمد على قربه من الشمس وقوة جذب الشمس له.

الاستدلال على وجود الالكترون قبل التوصل إلى المجهر الذري.
(وهو مثال في الكيمياء)

الذرة عبارة عن:
نواة في المركز تحتوي على
بروتون موجب الشحنة (+)
ونيترون متعادل الشحنة
وحول النواة تدور الإلكترونات سالبة الشحنة (-) في مسارات تسمى السحابة الإلكترونية

تجري التفاعلات الكيميائية بين العناصر غير المستقرة عن طريق فقد أو اكتساب الكترون أو أكثر حسب الموجود في المدار الأخير.

وبعد عملية الفقد أو الاكتساب يحصل العنصر على الاستقرار، وهكذا يحدث الاتحاد والانحلال بين العناصر فتحدث التفاعلات الكيميائية.

وهذه الأمثلة تستعمل منهج الدليل الاستقرائي المعتمد على حساب الاحتمالات.

ذكر السيد الشهيد ثلاثة أمثلة من الحياة اليومية، وثلاثة أمثلة من العالم الطبيعي.

هذا يبين أن الإنسان يثق بهذه الطريقة
(طريقة الاستقراء والاحتمالات)
لذلك سيستخدم الشهيد نفس الطريقة لإثبات الصانع الحكيم.

بعد أن يحدد خطوات المنهج وتقييمه على مثال من الحياة اليومية ومثال من الطبيعة.

نتوقف إلى هنا
والحمد لله رب العالمين

انتهى الدرس،،،

التعديل الأخير تم بواسطة كوثر حسين ; 11-05-2018 الساعة 03:59 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-05-2018, 04:32 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدرس الخامس



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الدرس الخامس

ذكر في الدرس الماضي ثلاثة أمثلة من الحياة اليومية وثلاثة أمثلة من العالم الطبيعي تتبع منهج الدليل الاستقرائي العلمي.

حيث أن السيد الشهيد حدّد خطوات منهج الدليل الاستقرائي القائم على حساب الاحتمالات، ثم قام بتقييم هذه الخطوات من خلال الأمثلة سواء في مجال الحياة اليومية، أو في مجال الطبيعة، ثم طبقها في الاستدلال على الصانع الحكيم.

خطوات منهج الدليل الاستقرائي:

١- ملاحظة ظواهر عديدة بالحس والتجربة.
٢- إيجاد فرضية تكون صالحة لوجود جميع تلك الظواهر الموجودة.
٣- إذا افترضنا عدم صحة الفرضية فإن نسبة احتمال وجود كل هذه الظواهر المتعددة تكون ضئيلة جدا.
٤- لكن نتوصل إلى أن الفرضية صادقة
بسبب وجود تلك الظواهر كلها.
٥- درجة إثبات تلك الظواهر للفرضية تتناسب عكسيا مع نسبة الاحتمال (على افتراض كذب الفرضية)، فإذا كانت النسبة أقل كانت درجة الإثبات أكبر.

هنا السيد الشهيد وضّح هذه الخطوات بالاعتماد على التقييم الفطري لقيمة الاحتمال دون الدخول في تفاصيل مقعدة.

طبّق الخطوات على مثال من الحياة اليومية وهو:
(استلام رسالة البريد من أخي)
كالتالي:
1- الخطوة الأولى:

ملاحظة الظواهر المتعددة.
س/ ماذا سنلاحظ في رسالة البريد؟
أنها:

• تحمل اسم يتطابق تماما مع اسم أخي مثلا.
• تحمل طابع البريد من البلد التي هو يسكن فيها.
• محتوى الرسالة يتكلم عن موضوع خاص.
• طريقة الكتابة وتنسيق الورقة كما اعتادها أخي.
• أسلوب التعبير وبلاغته وفصاحته، أو وجود بعض الاخطاء الإملائية التي دائما كان يخطئ في كتابتها.
س/ بعدها نتساءل من أين هذه الرسالة؟
هل أرسلها أخي؟ أم شخص آخر يحمل نفس الاسم؟


فتأتي :
2- الخطوة الثانية:

نفرض الفرضية التي تتناسب مع وجود هذه الظواهر وتوفر الملاحظات وهذه الفرضية هينقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةأن هذه الرسالة من أخي)
لكن إذا افترضنا العكس (أنها ليست من أخي) تكون هذه

3- الخطوة الثالثة:
إذا افترضنا عدم صحة الفرضية السابقة
أي إنها ليست من أخي بل من شخص آخر.. فهل ممكن أن تتواجد كل هذه الظواهر في الشخص الآخر؟
نكون بحاجة لمجموعة كبيرة من الافتراضات
هل الشخص الآخر
يحمل نفس اسم أخي
ونفس البلد الذي يعيش فيه
ونفس الموضوع الخاص الذي سيتكلم عنه
و نفس الخطأ الإملائي
و نفس أسلوب التعبير
و ... بقية الظواهر.
فإن احتمال وجود شخص آخر غير أخي
يجمع هذه الظواهر يكون ضئيل جدا.
وكلما زادت الظواهر تضاءلت أكثر فرصة احتمال وجود شخص آخر.

نوضح نسبة الاحتمال كالتالي:

◇ لو كان المثال فقط يحمل ظاهرة واحدة فقط وهي: &
فإن الشخص الآخر (غير أخي) إما:
١- أن تتوفر لديه هذه الظاهرة: &
٢- وإما أن لا تتوفر لديه هذه الظاهرة:✖

⬅ فتكون نسبة احتمال تواجد جميع الظواهر هي:
واحد من اثنين: أي النصف (١ \ ٢).

◇ وإذا كان المثال يحمل ظاهرتين فقط:&$
فإن الشخص الآخر (غير أخي) إما:
١- أن تتوفر لديه الظاهرتين معا: $&
٢- أو تتوفر الظاهرة: $
٣- أو تتوفر الظاهرة: &
٤-وإما أن لا تتوفر لديه أي ظاهرة:✖

⬅ فتكون نسبة احتمال تواجد كل الظواهر:
واحد من أربعة: أي الربع (١ \ ٤).
تكون النسبة أقل من السابق، الربع أقل من النصف.



◇ وإذا كان المثال يحمل ثلاثة ظواهر:
&$#
فإن الشخص الآخر (غير أخي) إما:
١- أن تتوفر لديه: #$&
٢- أو تتوفر :$&
٣- أو تتوفر: $#
٤- أو تتوفر: &#
٥- أو تتوفر: $
٦- أو تتوفر: &
٧- أو تتوفر: #
٨- وإما أن لا تتوفر لديه أي ظاهرة:✖
⬅ فتكون نسبة احتمال تواجد كل الظواهر هي:
واحد من ثمانية: أي الثمن (١ \ ٨).
النسبة أقل من الربع.


وهكذا كلما زادت عدد الظواهر قلت النسبة.


◇ فإذا كانت الظواهر أربعة
تكون نسبة الاحتمال = واحد من ١٦ (١\ ١٦)

◇ وإذا كانت الظواهر خمسة
تكون نسبة الاحتمال = واحد من ٣٢ (١\ ٣٢).

هنا السيد الشهيد وضّح هذه الخطوات بالاعتماد على التقييم الفطري لقيمة الاحتمال دون الدخول في تفاصيل مقعدة.

بيّن أنه كلما زادت عدد الظواهر تقل نسبة احتمال وجود الظواهر جميعها إلى احتمال عدمها أو عدم واحد منها على الأقل.

نكمل الخطوات:
الظواهر في رسالة البريد متعددة أكثر من ثلاثة.

4- الخطوة الرابعة:
إذا كان افتراض الرسالة بأنها ليست من أخي فإن تواجد كل هذه الظواهر في الرسالة من شخص غير أخي أمر غير محتمل إلا بدرجة ضئيلة جدا.

⬅️ لكن من المرجح بدرجة كبيرة أن تكون الرسالة من أخي بسبب تواجد هذه الظواهر فعلا.

5- الخطوة الخامسة:
الربط بين الخطوتين الثالثة والرابعة
⬅ يوجد بينهما تناسب عكسي

إذا كانت نسبة الاحتمال في الخطوة الثالثة أقل كانت درجة الترجيح في الخطوة الرابعة أكبر.
وإذا كانت نسبة الاحتمال ضئيلة جدا كانت درجة الترجيح كبيرة جدا قد تصل إلى درجة اليقين.

- في وجود ظاهرتين:
نسبة الاحتمال = (١\ ٤)
أما درجة الترجيح = (٣ \ ٤).

- في وجود ثلاثة ظواهر :
نسبة الاحتمال = (١\ ٨)
أما درجة الترجيح = (٧ \ ٨).

- في وجود خمس ظواهر :
نسبة الاحتمال = (١\ ٣٢)
أما درجة الترجيح = (٣١ \ ٣٢).

- لو كانت نسبة الاحتمال = (١\١٠٠٠٠٠٠)
تكون درجة الترجيح = (٩٩٩٩٩٩\ ١٠٠٠٠٠٠)
⬅الترجيح يكون أكبر وأقوى إقناعا.

◇ هذا مثال من الحياة اليومية.

المثال الآخر:
للمنهج من طرق علماء الطبيعة في الاستدلال على النظريات العلمية منها: نظرية نشوء الكواكب السيّارة، حيث تنص على:
إن الكواكب السيّارة، أصلها من الشمس، وانفصلت عنها كقطع ملتهبة قبل ملايين السنين لسبب ما.
العلماء يتفقون في أصل النظرية (وهي انفصال الكواكب عن الشمس)، لكن يختلفون في سبب هذا الانفصال.
سيكون الاستدلال على أصل النظرية المتفق عليها بنفس الخطوات
(ويُترك سبب الانفصال).

- نطبق الخطوات الخمسة:
1- الخطوة الأولى:

ملاحظة الظواهر المتعددة بواسطة الحس والتجربة.
منها:
١- حركة الأرض حول الشمس منسجمة مع حركة الشمس حول نفسها كل منها من غرب لشرق (عكس عقارب الساعة).
٢- دوران الأرض حول نفسها متوافق مع دوران الشمس حول نفسها أي من غرب لشرق.
٣- الأرض تدور حول الشمس في مدار يوازي خط الاستواء للشمس بحيث تكون الشمس كقطب والأرض نقطة واقعة على الرحى.
٤- نفس العناصر التي تتألف منها الارض موجودة في الشمس تقريباً (كالغازات: الهيدروجين والاكسجين والهليوم والنيتروجين..).
٥- هناك توافقاً بين نسب العناصر من ناحية الكم مثال الهيدروجين سائد في كلتاهما.
٦- هناك انسجام بين سرعة دوران الأرض حول الشمس وحول نفسها وبين سرعة دوران الشمس حول نفسها.
٧- انسجام بين عمري الأرض والشمس.
٨- باطن الأرض ساخن وهذا يثبت أن الأرض في بداية نشوئها كانت حارة جدا.

هذه المذكورة فقط و توجد ظواهر غيرها.

2- الخطوة الثانية:
نفرض فرضية تتناسب مع هذه الظواهر
بعد التساؤل:
لماذا الأرض تدور حول الشمس؟
وكيف صارت حركتها نفس حركة الشمس ؟
وكيف تشابهت العناصر والمواد المتكونة في كل منهما؟
ولماذا تتناسب حرارتها مع حرارة الشمس؟

وجد العلماء أن الفرضية الصالحة لهذه الظواهر هي:
(إن الأرض كانت جزء من الشمس وانفصلت عنها لسبب ما).

تخيلوا جسم يدور حول نفسه بسرعة هائلة جدا وفي نفس الوقت انفصلت منه قطعة صغيرة،
فإن هذه القطعة تستمر في الدوران من جهتين تدور حول نفسها وحول الجسم المنفصلة عنه بنفس اتجاه الدوران،
وفي نفس الوقت القطعة الصغيرة تحمل خصائص الجسم الأصلي سواء في مكوناتها، عمرها، سرعتها، حرارتها.
وهذه نفس الطريقة لتفسير دوران الأرض حول الشمس.

3- الخطوة الثالثة
إذا فرضنا أن الفرضية السابقة (وهي انفصال الأرض عن الشمس) غير صحيحة.
س/ كيف تكون نسبة الاحتمال لوجود هذه الظواهر جميعها من فرض آخر؟
أو أنه إذا كانت الأرض غير منفصلة عن هذه الشمس، فإن تواجد كل هذه الظواهر المتعددة بينها وبين الشمس يكون ضئيل جدا وأمر غير محتمل.
ويحتاج إلى افتراض مجموعة من الصدف والتي يكون احتمال وجودها جميعا معا ضئيل جدا.

نتوصل إلى
4- الخطوة الرابعة:

بما أن هذه الظواهر موجودة فعلا فإن فرضية انفصال الأرض عن الشمس تكون مرجحة.

5- الخطوة الخامسة:
الربط بين ترجيح الفرضية ونسبة الاحتمال الآخر
⬅ كلما كانت نسبة الاحتمال ضئيلة جدا في الخطوة الثالثة كان الترجيح أكبر وأشد.
بالتالي تم الاستدلال على نظرية انفصال الأرض عن الشمس.

(راجعوا الافتراضات والصدف التي ذكرها السيد الشهيد في الكتاب في الخطوة الثالثة، لاكتشاف ضآلة الاحتمال
وترجيح نظرية الانفصال عن الشمس).


إن شاء الله في الحصة القادمة
نبين كيف نطبق خطوات المنهج الاستقرائي لإثبات الصانع الحكيم

انتهى الدرس....

التعديل الأخير تم بواسطة كوثر حسين ; 11-05-2018 الساعة 04:36 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-05-2018, 06:15 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدرس السادس



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الدرس السادس


انتهينا من تطبيق خطوات منهج الدليل الاستقرائي على مثال من الحياة اليومية ومثال من العلوم الطبيعية واليوم إن شاء الله سنتتبع خطوات منهج الدليل الاستقرائي لإثبات الصانع الحكيم.

س/ بداية ماهي خطوات منهج الدليل الاستقرائي؟
١- ملاحظة ظواهر عديدة بالحس والتجربة.
٢- إيجاد فرضية تكون صالحة لوجود جميع تلك الظواهر الموجودة.
٣- نفرض عدم صحة الفرضية السابقة، لكن على افتراض عدم صحة الفرضية فإن نسبة احتمال وجود كل هذه الظواهر المتعددة تكون ضئيلة جدا.
٤- نتوصل إلى أن الفرضية صادقة بسبب وجود تلك الظواهر كلها.
٥- التناسب العكسي بين درجة ترجيح وإثبات تلك الظواهر للفرضية مع نسبة الاحتمال (على افتراض كذب الفرضية).

نبدأ بالخطوة الأولى
1- الخطوة الأولى:
ملاحظة الظواهر المتعددة بواسطة الحس
نلاحظ حجم هائل من الظواهر التي تلبي حاجات الإنسان ككائن حي وتضمن له الاستمرار في الحياة على هذه الأرض.
منها:
١- درجة حرارة الأرض هي نفس الدرجة الضرورية لحاجة الإنسان لا أقل ولا أكثر.
وذلك بسبب ثبات المسافة بين الأرض والشمس، فلو كانت المسافة أكثر لما وجدت الحرارة المناسبة للحياة.
لاحظوا المناطق المتجمدة تكون مظاهر الحياة فيها أقل من حيث نمو النباتات وتواجد الحيوانات فلو قلت الحرارة أكثر لانعدمت الحياة فيها.
ولو كانت المسافة بين الشمس والأرض أقل لزادت الحرارة إلى درجة لا يحتمل الحياة معها.
في مناطقنا لو زادت الحرارة في الصيف أكثر مما هي عليه لجفت المياه وانعدم وجود النباتات والكائنات الحية من شدة الحرارة، و لأصبحت الحياة مستحيلة.
٢- تواجد عنصر الأكسجين على الأرض بالشكل المناسب.
الأكسجين موجود منه بصورة مركبة وبصورة غازية فالنسبة الموجودة من الغاز لو كانت أقل أو أكثر لما تمكنت الحياة من الاستمرار.
فالكائن الحي مثل الإنسان والحيوان يستخدم الأكسجين في عملية التنفس وينقله إلى الخلايا عن طريق الدم ليكمل عملياته الحيوية داخل الجسم وبعدها يكوّن ثاني أكسيد الكربون ويتخلص منه
ثم يأتي دور النبات ليأخذ ثاني أكسيد الكربون ويخرج الأكسجين .. وهكذا تكون دورة التبادل بين النبات وبين الحيوان والإنسان لحفظ حالة التوازن لغاز الأكسجين.
لو كانت نسبة غاز الأكسجين أقل لما أمكن الإنسان والحيوان من التنفس وتكملة دوراته الحيوية في الجسم ولما أمكن بعدها من إنتاج ثاني أكسيد الكربون و لن تكون عملية التبادل بينه وبين النبات وستنعدم الحياة.
ولو كانت نسبة الأكسجين أعلى لسببت حرائق في الأرض.
عادة عند حدوث حريق صغير مثلا نقوم بتغطيته بقماش أو ما شابهه بهذه الحركة نعمل على منع الأكسجين فتنطفئ النار لكن لو بقي الأكسجين لاستمرت النار ولو زاد لزادت.
٣- وكذلك كمية الهواء على الكرة الأرضية لو زادت لتسببت في زيادة ضغط الهواء على الإنسان ولو قلت لتدمرت الأرض باقتحام الشهب والنيازك عليها.
٤- نلاحظ غاز النتروجين باعتباره غاز ثقيل يقوم بتخفيفه الاكسجين للاستفادة منه مع الانسجام بين الكميتين الطليقتين في الهواء.
٥- وحركة المد والجزر للقمر، فبعد القمر عن الأرض بمسافة محددة فلو قرب أكثر لتضاعف المد وأزاح الجبال من مواضعها.
٦- دوران الأرض حول نفسها وتكون الليل والنهار، وحدوث الفصول الأربعة بدوران الأرض حول الشمس، وتنوع الحياة على سطح الأرض حياة البراري والبحار.
وغيرها من المظاهر التي نحس بها على وجه الأرض من الغازات ومركبات ونوع التربة وسماكة قشرة الأرض.
وهناك بعض الظواهر التي لا نلتمسها بالحواس لكن ندرك آثارها بالحواس.
٧- فالمشاعر والغرائز تعتبر غيبية (لا تدرك بالحواس) لكن السلوك والأثر الناتج عنها يكون حسي.

مثل :
- الشعور بالجوع والألم والخوف نسجم مع الحفاظ على الحياة.
فعندما يشعر الإنسان بالخوف من شيء ما فهو يهرب منه ويندفع أيضا لسد حاجته من الطعام عند الشعور بالجوع ويحاول التخلص والوقاية من الألم كل هذا حفاظا على حياته.
٨- وإن تركيب جسم الإنسان الفسيولوجي بهذه الطريقة المترابطة والمتناسقة بين
الجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز الدوري الدموي والجهاز التنفسي والجهاز العظمي والجهاز الإخراجي وغيرها يتناسب مع حاجة الإنسان.
٩- وطريقة رؤية العين للأشياء (الإبصار)
وكيف استفاد منها الإنسان لصنع الكاميرا لكن شتان بين دقة كل منهما.
١٠- وعملية تلقيح الأزهار عن طريق الانجذاب لجمالها وعطرها.
١١- التوافق في ظاهرة التزويج وطبيعة الجسم الفسيولوجي.
كلها مظاهر لاستمرار الحياة وتسهيلها.
هذه هي تعداد للظواهر.

2- الخطوة الثانية:

إيجاد فرضية تناسب هذه الظواهر كلها
إن هذه الدقة وهذا التناسب بين هذه الظواهر وغيرها يفسرها تفسير واحد فقط وهو: وجود صانع حكيم ومدبر لها.

3- الخطوة الثالثة:
نفرض عدم صحة هذه الفرضية أي افتراض عدم وجود الصانع لها فإذا لم يوجد معناه نفترض وجود مجموعة هائلة من الصدف والافتراضات.
نفترض بأن الجسم مثلا تكَوّن من تفاعلات داخلية أو صدفة.
هنا نتساءل ما درجة وجود كل الأجهزة داخل الجسم العظمي والتنفسي و.. و وهذا الترابط بينها؟
لو كان كل جهاز وُجد لوحده لكان مستقلا عن غيره ولم يوجد ترابط بين الجهاز الهضمي والإخراجي مثلا ولا بين الجهاز العظمي والجهاز التنفسي بوجود القفص الصدري لحماية الرئتين مثلا.
وكان كل شيء في الحياة يؤدي دوره دون النظر لارتباطه بالأجزاء الأخرى.
كيف كان هذا الترابط بين هذه الظواهر التي تعد بالملايين والملايين على وجه الأرض.
لو وجدت صدفة لما كان بينها ارتباط كما نشاهده.
فإن افتراض عدم وجود الصانع يؤدي لعدد هائل من الاحتمالات المفترضة التي يكون من المستحيل اجتماعها.

4- الخطوة الرابعة:
تقوى عملية ترجيح الفرضية التي ذكرناها لتفسير وجود كل هذه الظواهر وهي فرضية وجود الصانع الحكيم
بسبب هذا التناسق بين الظواهر.
فهو صانع حكيم عالم بظواهر الأمور وبواطنها وما يصلحها ويفسدها.

5- الخطوة الخامسة:
نربط بين ترجيح وجود الصانع الحكيم وبين ضآلة احتمال عدم وجود الصانع الحكيم.
فكلما زادت عدد الصدف التي لابد من افتراضها تقل نسبة الاحتمال إلى درجة المستحيل.
(كما وضحناها في الدرس الماضي)
⬅ وبالتالي تزداد درجة الترجيح.


وهنا عدد الظواهر كبير جدا أكثر من أي عدد في احتمال مشابه
إلى درجة تكون نتيجة الترجيح يقينية.

السيد الشهيد في استدلاله لم يتطرق إلى الأدلة النقلية القرآن والسنة وإنما أثبت وجود الصانع بطريقة الاستقراء العلمي الذي يؤيده الجميع.

لكن بعد إثباته لوجود الصانع الحكيم ذكر بعض الآيات التي تدل على آيات الاتساق والتدبير في هذا الكون.

(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)

(فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُور ٍثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) الملك، آية ٥

(إِنَّ فى خَلقِ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضِ وَاختِلٰفِ الَّيلِ وَالنَّهارِ وَالفُلكِ الَّتى تَجرى فِى البَحرِ بِما يَنفَعُ النّاسَ وَما أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِن ماءٍ فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وَبَثَّ فيها مِن كُلِّ دابَّةٍ وَتَصريفِ الرِّيٰحِ وَالسَّحابِ المُسَخَّرِ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ لَءايٰتٍ لِقَومٍ يَعقِلونَ (164) ) سورة البقرة



نتوقف إلى هنا
والحمد لله رب العالمين





انتهى الدرس....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-09-2018, 10:26 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدرس السابع



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الدرس السابع


نستدل اليوم على وجود الصانع الحكيم بواسطة الدليل الفلسفي بعدما انتهينا من إثبات ذلك بواسطة الدليل العلمي الاستقرائي.

ذكرنا في الدرس الأول أن الإنسان آمن بالله بالفطرة قبل وجود المصطلحات والمفاهيم الفلسفية لكن هذه المفاهيم دعمت الإيمان بالله عزوجل بالاستدلال والبراهين.

وقبل البدء بالاستدلال الفلسفي
ذكر أقسام الدليل - ونحن ذكرناها في الدروس السابقة .. لكن نذكرها مجددا لاسترجاع المعلومات -.

الدليل ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- الدليل الرياضي.
2- الدليل العلمي الاستقرائي.
3- الدليل الفلسفي.

1-الدليل الرياضي:
وهو الذي يستعمل في مجال الرياضيات البحتة والمنطق الصوري، ويعتمد على مبدأ أساسي وهو عدم التناقض، وهو يحضى بثقة الجميع.

الرياضيات البحتة والمنطق الصوري:
هي التي تعتمد علي صورة القياس والاستدلال من الأشکال الأربعة التي درسناها في المنطق ، وليس علي مادة القياس من القضايا.*

وهو يعتمد على مبدأ عدم التناقض .. ماهو التناقض؟
هو اختلاف بين قضيتين يقتضي أن تكون إحداهما صادقة والأخرى كاذبة.
وذلك بعد تحقق شروط التناقض وهي الاتحاد في الوحدات الثمانية
والاختلاف في الكم والكيف.

◇ فلا يمكن أن يكون الشخص موجود في النجف وغير موجود في النجف بأن يكون موجود في المدينة مثلا في نفس الوقت.

◇ لا يمكن أن يكون الشخص عالم بإمام زمانه عج وغير عالم به في نفس الوقت.

◇ إذا كان الشيء هو (أ)
لا يمكن أن يكون هو (غير أ) أو (لا أ) في نفس الوقت.

هذا المبدأ (عدم التناقض) وما يتفرع عنه - كما في ملحقات التناقض في المنطق- يعتبر أساس الدليل الرياضي.

وهو محل ثقة من الجميع ولا يختلف عليه أحد بالرغم من عدم اعتماده على الحس والتجربة.


2- الدليل العلمي:
وهو المستخدم في مجال العلوم الطبيعية، ويعتمد على المعلومات المستنتجة من الحس والتجربة والاستقراء العلمي إضافة إلى
الدليل الرياضي.
وهو الذي أخذنا طريقته في الدروس السابقة

3- الدليل الفلسفي:
وهو الذي يعتمد لإثبات الواقع الموضوعي على معلومات عقلية (لا تحتاج إلى حس وتجربة) بالإضافة إلى مبادئ الدليل الرياضي.
وممكن أن يُستخدم ضمن الدليل الفلسفي معلومات حسيّة واستقرائية لكن لا يُكتفى بها بصورة مستقلة، بل يعتمد إلى جانبها على معلومات عقلية.

الدليل الفلسفي يثبت الواقع الموضوعي للعالم الخارجي بالعقل ..

على عكس النزعات الفلسفية المتطرفة التي أنكرت الواقع الموضوعي وأنكرت الكون جملة وتفصيلا.

كما ذكرنا ذلك فالبعض فقط يعتقد بوجود الأنا المدركة والتصورات الذهنية، والبعض شكك وأنكر حتى وجود نفسه.

يوجد فرق بين الدليلين:
الدليل العلمي (الاستقرائي)
والدليل الفلسفي (العقلي)
ماهو؟
الدليل العلمي: يعتمد على الحس والتجربة.
والدليل الفلسفي: يعتمد على المعلومات العقلية.

كلاهما يستخدم مبادئ الدليل الرياضي، ويستخدم الحس والتجربة
لكن الدليل الفلسفي يعتمد على معلومات عقلية أيضا.

هنا يرد سؤال:
هل من الممكن الاعتماد على المعلومات العقلية بدون الحاجة إلى الحس والتجربة والاستقراء؟
نعم يمكن ذلك ..
مثله كمبدأ عدم التناقض فهو يقوم على أساس عقلي وليس على شواهد وتجارب.

ذُكر في المنطق أن البديهيات هي أصول اليقينيات وهي ستة أنواع:
• الأوليات.
• المشاهدات.
• التجريبيات.
• المتواترات.
• الحدسيات.
• الفطريات.

وهي كلها قضايا يصدق العقل بها
- منها يرجع فيها للحس والتجربة
كالمشاهدات والتجريبات.
- ومنها يصدق بها لذاتها كالأولويات
- أو بواسطة كالفطريات.
فليست كل القضايا البديهية التي يدركها العقل تحتاج إلى الحس والتجربة.

أمثلة عليها لا تحتاج إلى حس وتجربة:
- الكل أعظم من جزئه.
- الأربعة نصف الثمانية.
1 + 1 = 2.

.•. أي أنه يمكن الاعتماد على المعلومات العقلية.

أما إذا تم رفض الدليل الفلسفي لمجرد أنه يعتمد على معلومات عقلية لا ترتبط بالحس والتجربة.
فهذا يعني رفض الدليل الرياضي لأنه أيضا يعتمد على مبدأ عدم التناقض وهو لا يرتبط بالتجربة.

بهذا رد الشهيد على التساؤل المطروح وعليه فإنه يمكننا أن نثق بالمعلومات العقلية التي يعتمد عليها الدليل الفلسفي.

هذه المقدمة من السيد الشهيد ليبين قوة وكفاءة الدليل الفلسفي وأنه موضع ثقة للاستدلال به،

وبعد ذلك يستدل به على الصانع الحكيم.

إثبات وجود الصانع الحكيم بالدليل الفلسفي
هذا الدليل الفلسفي يعتمد في استدلاله على قضايا ثلاث:

1- كل حادثة لها سبب.
2- الأدنى لا يكون سببا لما هو أعلى منه درجة.
3- اختلاف درجات الوجود في هذا الكون وتنوع أشكاله كيفيا.

1- كل حادثة لها سبب:
(أي كل معلول له علة) هذه قضية يدركها الإنسان بشعوره الفطري.

فلو وضعت هدية عند رأس طفل وهو نائم فعندما يجلس يسأل عن من وضعها له
(فيرفض عقله مقولة أنها وُجِدت صدفة)

وكذلك عندما يُطرق الباب
فهذا يدل على وجود الطارق (ولم يطرق الباب نفسه بنفسه)
وأيضا الاستقراء العلمي يؤكد ذلك.


2- الأدنى لا يكون سببا لما هو أعلى منه درجة:
الوجود:
كلي مشكك ينطبق على مصاديقه بالتفاوت (أي درجاته مختلفة)
بعض الأشياء يكون وجودها أكمل من البعض الآخر .
ومن غير الممكن أن تكون الدرجة الأقل كمالا هي سبب في وجود الدرجة الأعلى.

والأمثلة التي ذكرها السيد توضح هذا المعنى بشكل سهل ومبسط.

○ لا يمكن أن يتعلم الإنسان اللغة الإنجليزية بشكل كامل وصحيح من شخص يجهل هذه اللغة أو عنده معرفة محدودة فقط.

○ لا يمكن للفقير أن يمول مشروع ضخم بماله المحدود.

○ لا يمكن أن ينبثق من النور الضئيل أو من درجة الحرارة الدانية نور أو حرارة عالية.

لاحظوا:
الحرارة / والنور / والمعرفة أو العلم
كلها كليات مشككة لها درجات مختلفة
وكل درجة أعلى منها تمثل زيادة نوعية وكيفية على الدرجة الأدنى منها.

وهذه الزيادة النوعية لا يمكن أن يمنحها من لا يملكها

ففي الرياضيات مثلا
من لا يعرف الجمع والطرح
لا يستطيع أن يُعلم الضرب والقسمة لأن فيها تطور مختلف عن السابق.

3- اختلاف درجات الوجود في هذا الكون وتنوع أشكاله كيفيا:
قلنا أن الوجود درجات
- فالأكسجين الذي يعتبر جزء من الماء (h2o) هو شكل من أشكال الوجود.

- و البروتوبلازم الذي يعتبر الأساس الحيوي*للكائن الحي (نطفة الحياة)
هو شكل من أشكال الوجود أيضا لكنه أرفع وأعلى من الأكسجين.

- والاميبيا كائن حي وحيد الخلية*تعيش داخل جسم الإنسان بشكل طفيلي
تمثل شكل أرفع من الوجود للمادة.

- وهكذا يتدرج الوجود في التطور
فنجد أن الإنسان يعتبر الشكل الأعلى من أشكال الوجود في هذا الكون.

فهل هذا الاختلاف في مراتب الوجود بسبب اختلاف عدد الجزيئات والعناصر فقط؟
الاختلاف بينهم ليس من ناحية الكم فقط
وإنما من ناحية النوع والكيف أيضا.


س/ هل الاختلاف بين الإنسان والتراب في عدد الجزيئات؟
بحيث لو جمعت نفس العدد من الجزيئات
أصبح لهم نفس درجة الوجود.

طبعا لا ..

هناك اختلاف نوعي بينهما
نوع التراب يختلف عن الإنسان.
الحياة التي يمتلكها الإنسان تعتبر درجة أعلى وأكمل من الوجود المادي للتراب.

والإنسان أدرك ذلك بفطرته:
-فالكائن وحيد الخلية أكمل وجودا من عديم الحياة
-والكائن متعدد الخلايا أكمل من وحيد الخلية.
- والنبات أكمل منه إلى أن تصل أعلى درجة من الكمال في الإنسان.

أي أن وجود الحياة هي درجة أعلى من الوجود للمادة، وهذه الدرجة (وجود الحياة) ليست حدية (ليست محدودة ومتساوية) بل هي درجات أيضا.

سؤال: من أين جاءت هذه الزيادة النوعية وهذا التطور؟

الفكر المادي له نظرية في تفسير الكون وتطوره وهي (النظرية الميكانيكية).

وهي أن كل أشكال المادة الموجودة وتطورها هو ناتج عن الحركة والانتقال وعملية الجذب والطرد فيما بينها وفق القوانين الطبيعية العامة.

فالعالم الخارجي عبارة جسيمات صغيرة (ذرات) تتأثر بحركة البروتونات والالكترونات التي تجعلها تتحرك وتنتقل من مكان لآخر

ثم تحصل عملية التجاذب فتتجمع أجزاء أو تحصل عملية طرد فتتفرق
وعليه تتنوع أشكال المادة دون تغير نوعي.

فالمادية الميكانيكية فسرت أشكال المادة المختلفة (سواء الغازية أو السائلة أو الصلبة) أنها ناتجة عن تجمع تلك الجسيمات وتوزعها.
فحصرت التطور والحركة بهذه العملية للجسيمات.
فهي كالعجينة تتشكل بأشكال مختلفة دون أن يحدث لها نمو نوعي ولا رقي.

وهذا بسبب ما أحرزه علم الميكانيكا في اكتشاف قوانين الحركة الميكانيكية للأجسام وحركة الكواكب في الفضاء.

لكن مع استمرار البحث العلمي وتطور العلم أثبت بطلان هذه النظرية.

ويتبين خطأ تفسير المادية الميكانيكية:

1- من ناحية عجزها عن تفسير كل الحركات تفسيرا ميكانيكيا.

2- من ناحية قصورها عن استيعاب كل أشكال المادة ضمن الحركة الميكانيكية للأجسام.

فإن هذا التنوع للمادة (غاز - سائل - صلب) لا يعود إلى مجرد الحركة والانتقال من مكان لآخر وتجميع للجسيمات تجميع عددي.

نجد في الكون مادة لا حياة فيها، ونجد حياة وأفكار وأحاسيس .. وهي لا تنتج من تركيب وتجميع للجزئيات

فكيف ظهرت الحياة من مادة لا حياة فيها؟ ومن أين جاءت هذه الزيادة؟

فلو نتتبع القضايا الثلاثة التي يعتمد عليها الدليل الفلسفي يكون كالتالي:

1- كل حادثة لها سبب
أن هناك زيادة نوعية وتكامل في وجود المادة فلابد له من سبب
وذلك حسب القضية الأولى: كل حادثة لها سبب

س/ ماهي هذه العلة؟
توجد إجابتان:

1- أنها جاءت من المادة نفسها.
فالمادة التي لا حياة فيها ولا أحاسيس ولا فكر تطورت وانتجت الحياة والأحاسيس والفكر.

أي أن الموجود الأدنى كان سبب لوجود الأعلى منه درجة وهذا يناقض القضية الأدنى لا يكون سببا لما هو أعلى منه درجة.

2- الجواب الثاني:

أن هذه الزيادة النوعية الجديدة جاءت من مصدر يتمتع بها ويمتلكها بدرجة أعلى منها وهو الصانع الحكيم.
هو الله رب العالمين
الرب من التربية و الرعاية و التنمية.
فنمو المادة ماهو إلا تربية وتنمية من رب العالمين بحكمته وتدبيره
فلم تنتقل النطفة وتتحول إلى علقة
ثم إلى مضغة
ثم ..
ثم ..
(ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ)
بأن أفاض عليه الحياة بعد أن كان لا حياة فيه إلا بتدبير من رب العالمين.
وهذا ما ينسجم مع القضايا الثلاث المتقدمة

فالجواب الثاني
هو التفسير المعقول لعملية النمو والتكامل في أشكال الوجود في هذا الكون.
وهكذا أثبت السيد الشهيد وجود الصانع الحكيم بواسطة الدليل الفلسفي

بعدها ذكر السيد الشهيد بعض الآيات التي تدعو الإنسان السليم في فطرته بالتأمل والتفكر بهذا الكون وما به من مخلوقات.

نتوقف إلى هنا

والحمد لله رب العالمين

انتهى الدرس ...

التعديل الأخير تم بواسطة كوثر حسين ; 11-27-2018 الساعة 06:48 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-27-2018, 06:37 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدرس الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس الثامن:.


الدرس الماضي ذكرنا القضايا الثلاثة التي يعتمد عليها الدليل الفلسفي وهي:
١- كل حادثة لها سبب.
٢- الأدنى لا يكون سبباً لما هو أعلى منه درجة.
٣- اختلاف درجات الوجود في هذا الكون وتنوع أشكاله كيفياً.

ومنها تعرفنا على التفسير المعقول لعملية النمو والتكامل في أشكال الوجود، وهو أن سبب الزيادة النوعية في الوجود من (الحياة والفكر والإحساس) ناتج من مصدر يتمتع بها كلها ومن ثم يفيضها على الوجود وهو الله رب العالمين.

أما المادية الميكانيكية كان لها تفسير آخر، فهي تقول أن تنوع أشكال المادة ناتج عن تركيب وتجميع وتوزيع عددي للأجسام والجسيمات لا أكثر بسبب الحركة والانتقال من مكان إلى مكان آخر.

فهي لا تؤمن بالتطور النوعي والكيفي وإنما فقط مجرد حركة وتجميع عددي.
بينما المادية الحديثة (الجدلية - الديالكتيكية) في درسنا اليوم
تؤمن بالتطور النوعي والكيفي.

لكن تقول بأن مصدر التطور هو المادة.
فهي تؤمن بأن المادة هي مصدر العطاء وهي التي تمون عملية التطور الكيفي على أساس أن كل أشكال التطور موجودة في المادة من البداية.

فسرتها بهذا التفسير حتى لا تناقض القضية الثاني: (الأدنى لا يكون سببا لما هو أعلى منه).

فهي تعتبر أن الشيء يحتوي على نقيضه في داخله وهما في حالة صراع مستمر ، و من خلال هذا الصراع ينمو النقيض الداخلي، و ينتصر فيحدث تحول وتطور في المادة.

وفقا لقانون الطبيعة العام التناقض الذي تؤمن به.
مثلاً:
فالدجاجة موجودة في البيضة من البداية في وقت واحد
ويكون صراع بينهما فكلما زاد الصراع ينمو النقيض أكثر إلى أن تنفجر البيضة ويخرج (فرخ الدجاجة) من داخلها.
وهكذا تتطور وتتنوع أشكال المادة على حسب رأيها.

لكن ماذا تقصد المادية الجدلية من قولها: بأن الشيء يحتوي على نقيضه؟
هناك ثلاثة فرضيات:
1- أن البيضة والفرخ نقيضان بحيث أن البيضة تصنع الفرخ وتضيف له الحياة.
⬅ هذا يعني أن الميت يوجد الحي.

وهذا يتعارض مع القضية الثانية التي تقول: (الأدنى لا يكون سببا للأعلى).

2- البيضة والفرخ نقيضان وهما موجودان معا في نفس الوقت لكن الفرخ كامن مختفي فيها فتقوم البيضة بإبرازه.
نقدر نشبهه ببعض الملابس التي تلبس من الجهتين جهة لونها أسود ومن الخلف المقلوب لونها برتقالي مثلا
فاللونين موجودين معا لكن واحد منها ظاهر والآخر خفي وعند قلبه يبرز اللون الآخر.

ففي هذه الحالة:
لا يوجد أي عملية نمو أو تكامل فكلاهما موجود من البداية.

كالشخص الذي يخرج أمواله من جيبه بعد أن كانت مخفيه فهو بهذه الحركة لم يزدد ثراء.
فليس هناك أي تطور أو تكامل.
مع ملاحظة أن الشيء يتطور ويتكامل بشرط وجود القابلية والاستعداد لديه للتكامل.

فالبيضة هي مشروع دجاجة أي عندها القابلية والاستعداد لتكون دجاجة عند توفر الشروط والظروف المعينة (مثلا البيضة صالحة غير فاسدة - حضانة الدجاجة الأم للبيضة وغيرها).
لكن الحجر لا يمكن أن يصبح دجاجة مهما كان، لأن ليس له القابلية والامكان والاستعداد لذلك هذا من ناحية.

ومن ناحية آخرى:
إذا كان تطور المادة ناتج عن تناقضاتها الداخلية وكل شكل له تناقضات خاصة به، فالبيضة لها تناقضات وتنتج دجاجة.

والماء له تناقضات داخلية ينتج غاز (بعد التبخر مثلا).
س/ فكيف نفسر تنوع أشكال المادة؟
فنفسر تنوع هذه الأشكال على أساس تنوع تلك التناقضات الداخلية.

لكن المادة الأولى التي منها تكوّن الكون كيف تناقضت وانتجت الكم الهائل من أشكال المادة المختلفة؟!
كيف تحولت وتطورت وأصبحت مرة تنتج بيضة ومرة دجاجة ومرة حجر؟
والعلم الحديث يقول بأن المحتوى الداخلي للمادة واحد.
حتى تتنوع الأشكال لابد من تغاير في المحتوى وبعدها تختلف تناقضاتها الداخلية.
ويمكن يتضح أكثر من مثال البيض ( بيضة الدجاج والطير).
فالشكل الناتج عن التناقضات الداخلية في بيض الدجاج يختلف عن الناتج في بيض الحمام يختلف عن بيض البط.

س/ فكيف اختلفت أشكالها على أساس هذا التناقض الداخلي، مع أن المحتوى الداخلي فيهم واحد؟
وإذا كانت الدجاجة ناتجة عن تناقضات داخلية، فلماذا لم تطور الدجاجة نفسها من خلال هذه التناقضات الداخلية عبر آلاف السنين لتجعل نفسها تطير مثلا.
⬅ هنا يتبين عدم صحة الفرض الثاني.

3- البيضة نفسها تحتوي على متناقضين كل منهما مستقل عن الآخر (النطفة / و سائر محتويات البيضة)، يكون بينهما صراع ومعركة داخل البيضة ومن خلال هذا الصراع يقوى أحدهما وينتصر، وهي النطفة فتتحول البيضة إلى دجاجة.

هنا يطرح تساؤل: لماذا يسمى هذا الصراع والتفاعل بين النطفة ومحتويات البيضة تناقض؟
هي تفاعلات فيما بينها وأيضا توجد تفاعلات بين غيرها من مظاهر الطبيعة، فبدل أن يقال: أنها تندمج أو تتوحد، قيل: صراع فهي مجرد تسمية.
أيضا البذرة والتراب والهواء بينها تفاعل وهم اعتبروه صراع وتناقض.
لكن هذا الصراع يؤدي إلى نتيجة أكبر من الطرفين المتصارعين، فهو ينتج عملية نمو وتطور يزيد على مجموعهما العددي (أي فيه تطور نوعي وكيفي)

س/ فمن أين جاءت هذه الزيادة؟ هل هي من الطرفين المتصارعين؟
لا، هذا غير ممكن لأنه يناقض القضية الثانية.
س/ هل يمكن أن يكون الصراع عامل للنمو والتنمية؟
لا يمكن، على العكس نجد أن الصراع يكون فيه حالة من المقاومة التي تنقص من طاقة الطرف الآخر على التحرك وتضعفه، شبهه بالصراع والمقاومة بين السباح والأمواج المضادة له إلى درجه تعيقه عن التحرك.

وأيضا الصراع بين الماء والنار فالماء يمنع النار من التمدد والانتشار والزيادة.

ولو افترضنا أن الصراع عامل نمو وتطور، فإذا كان الصراع والتناقض الداخلي للماء بعد أن ينتج عنه غاز هو تنمية وتطور،
فهل عودة الغاز وتحوله إلى ماء مجددا بعد صراعه وتناقضه الداخلي يعتبر تطور ونمو أيضا؟
(من خلال عملية التبخير والتكثيف)
فأي منهما نمو وتطور الغاز أو الماء؟

أيضا توجد حالات في الطبيعة تكون نتيجة التصارع بينهما هي الدمار، وليس التحول والتطور لشيء آخر أكمل.
مثل: عملية الفناء الذري.

هذه التساؤلات يكشف منها خطأ الفرضية الثالثة.

الخلاصة:

من برهان الفلسفة أن تطور المادة ونموها مرهون بما يفيضه عليها البارئ جل وعلا.
فحركة المادة بدون إمداد خارجي لا يمكن أن يحدث تنمية حقيقية وتطور إلى شكل ودرجة أعلى.
فحتى تنمو المادة وترتفع درجتها إلى درجة الحياة والإحساس والفكر لابد من رب يتمتع بهذه الخصائص ويمنحها لها.

س/ لكن ما دور المادة في عمليات النمو؟
دورها دور القابلية والاستعداد دور التهيئة والصلاحية والإمكان.


مثال:
الخياط الماهر على براعته لا يستطيع خياطة الثوب من الحجر
ليس نقصا في الخياط وإنما النقص من الحجر.
الحجر ليس له القابلية والاستعداد للخياطة.

هكذا انتهينا من إثبات الصانع الحكيم بالدليل الفلسفي بعدما أثبتناه بالدليل العلمي.



انتهى الدرس...
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-27-2018, 06:41 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدرس التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس التاسع:.


بعدما أثبتنا وجود الصانع الحكيم بالدليلين العلمي والفلسفي وأنه تعالى خالق كل ما في هذا الكون والمفيض عليه.. وهو سبحانه الذي يتولى تربية وتدبير أمور الكون بحكمته.

نتوقف للتعرف على صفاته جلّ وعلا من خلال إبداعه وصنعه كما نتعرف على علم الكاتب من خلال ما يطرحه من علوم وأفكار ونُقيّم النجار والحداد بجودة ما ينتجون من أدوات.
ونتعرف على صفات الأم والأب من خلال تربيتهم وتعاملهم مع الأبناء.
وكذلك عندما نرى المنجزات العلمية الهائلة في عصرنا من طائرات وصواريخ وسفن فضائية والعالم الرقمي .. وغيرها
نستدل على عبقرية وذكاء صانعيها ومواهبهم ومدى معرفتهم وتفكيرهم وكيف أنهم صنعوا واخترعوا كل جهاز فيها لغاية معينة مع وجود نظام ضابط لحركاتها جميعا.

⬅ كذلك نتعرف على صفات الله عزوجل من خلال ما تشير إليه بدائع صنعه من دلالات.
فهذا الكون بكل ما يحتويه من كائنات حية وغير حية محكوم بدقة عالية لأنظمة وقوانين تضبط سيره.
من أصغر ذرة لا ترى بالمجاهر إلى أكبر مجرة سماوية.
مما يثير فينا الدهشة لما فيها من روعة ودقة وانسجام ونظام.
لم توجد عبث وإنما لغاية وهدف ناتج عن علم وحكمة.
فتنظيم وإبداع جسم الإنسان وأجهزته وأعضائه وضعت بتصميم وتخطيط عن علم وإرادة

فالعين وضعت للإبصار وليس عبث ودون إرادة.
والأذن وُضعت لسماع الأمواج الصوتية.
والفم وسيلة لإيصال الغذاء ومن ثم ينمو.
واللسان وسيلة التفاهم والمخاطبة.
فكلها وُجدت عن تخطيط وهدف وعلم.

فهذه الدقة وهذا النظام يثبت لله عزوجل صفة العلم والحكمة والقدرة والإرادة المطلقة اللامتناهية
⬅ والتي تدلل على صفة الحياة الكاملة بمعناها الواسع الحقيقي لله عزوجل.

كما أن هذا الترابط والاتساق في الكون و مسيرته بانتظام ودقة وإحكام تعاقب الليل والنهار الفصول الأربعة.
ودورة حياة الكائن الحي، ودورة الماء والمطر.
تبين وتشير إلى وحدة النظام في الكون ووحدة القوانين.

⬅والتي نستدل منها على وحدانية الخالق سبحانه وعدم وجود الشريك فلو وُجد شريك لاختل النظام (لذهب كل إله بما خلق)

وقد سئل الإمام الصادق عليه السلام: ما الدليل على أن الله واحد؟
فقال: (اتصال التدبير وتمام الصنع).


وبما أن الله تعالى يتصف بالقدرة والإرادة والحكمة فالله سبحانه وتعالى أي أنه قادر على كل شيء.
لكنه عزوجل يفعل فقط ما يريد والذي يكون فيه غاية وهدف وليس لغو وعبث.
فلعلمه اللامتناهي فهو يختار للشيء و للشخص ما ينفعه ويتناسب مع رعايته وتنميته.

فهو سبحانه لم يجعل لكل المخلوقات أجنحة ولم يخلق المخلوقات بصورة متساوية.
بأن يجعل للإنسان قرون مثلا مثل الغزال وإنما يخلق المخلوقات بالصورة التي توصله إلى هدفه وكماله.

وهذا ما يطلق عليه العدل:
وهو وضع الشيء في مكانه المناسب، العدل هو إعطاء كل شيء ما يستحقه.

ونحن ندرك بالعقل والفطرة أن العدل خير وأن الظلم شر، وننجذب فطريا إلى العادل وننفر ونبتعد من الظالم.

ويختار الإنسان العدل على الظلم إلا إذا انحرف عن ذلك بسبب مصلحة شخصية ناتجة عن الحاجة والفقر أو الخوف والضعف أو الجهل أو العجز
⬅ فعندها يتجه نحو الظلم.

لكن
الله عزوجل هو العالم اللامتناهي ويملك القوة والقدرة والسيطرة المطلقة وهو الغني عن الآخرين
⬅ فيستحيل أن يظلم أحداً.

وإن صفة العدل تتفرع منها القيم السلوكية فعندما يعدل الإنسان فهو يتصف بالصدق والوفاء والأمانة وغيرها.
وبالتالي يبتعد عن الصفات المقابلة لها كالكذب والخيانة والغدر والمكر.

وإن من يتصف بالعدل والأمانة جدير بالإحسان والمثوبة.
وعلى عكسه من يتصف بالظلم والخيانة جدير بالعقوبة.

وبما أن الله عزوجل عادل وقادر على الجزاء، فمن الطبيعي أنه يجازي المحسن على إحسانه ويعاقب المسيء على إساءته وظلمه، بحكم قدرته الهائلة وسيطرته الشاملة على الكون.

لكننا نرى بعض المحسنين في هذه الدنيا لم يحصلوا على جزاهم وتضحيتهم بالقدر المناسب، وأيضا الظالمين لم ينالوا العقاب الملائم لهم.
مثلا الحكام الظالمين كصدام مثلا وما فعل بالمؤمنين فهو يستحق أن يُقتل بعدد من قتلهم وأن يجازى على ظلمه بعدد ما أوقع من الظلم على الآخرين، لكنه لم ينل ما يستحق من العقاب.

والسيد الشهيد لم يرجع له حقه من هذا الظالم، وأيضا لم يكافأ على ما قدمه للفكر البشري من فكر نابض بالحياة خدم به الإسلام والمسلمين.
فلابد من يوم آخر يأخذ كل ذي حق حقه سواء خير أم شر وذلك هو عدل الله عزوجل.

⬅ أي أن عدل الله عزوجل يثبت وجود يوم للجزاء .. يجازي المحسن على إحسانه وينتصف للمظلوم من ظالمه.
ويوم القيامة تتجسد فيه كل القيم المطلقة للسلوك الناتجة من عدل الله سبحانه.

لهذا السبب أفرد العدل وجُعل تابع لأصول الدين، من دون بقية الصفات فكلها ناتجة وراجعة إلى العدل.

بهذا انتهينا من درس صفات الله عزوجل


انتهى الدرس...
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-27-2018, 06:42 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
افتراضي

انتهينا من الجزء المقرر للفصل الدراسي الأول
والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا
كما ينبغي له جلاله....

نهدي الفاتحة المباركة مع الصلوات
لروح الشهيد السعيد
ونسألكم الدعاء.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.