![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ┈━•❍ الحوزة العلمية❍•━┈
۞ومسؤوليتها الحضارية۞ 📂 مجموعة مقالات قيّمة بمناسبة مرور الذكرى ال (٣٨) لاستشهاد المفكر الكبير العلامة السيد ※ محمد باقر الصدر ※ 📑 مقال (٣) ⤵ مشروع التجديد الحضاري عند الشهيد الصدر ✍ بقلم الطالبة : ثريا إبراهيم المريضيف https://drive.google.com/open?id=1S6...0sqPlWpT-PwG0_ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ━┈ °▪•📖•▪° ┈━ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 🔸اللجنة الإعلامية لحوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية🔸 |
#2
|
|||
|
|||
![]() حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية تقدم لكم مقالات بمناسبة مرور الذكرى ال (38) لشهادة المفكر الكبير السيد محمد باقر الصدر\ تحت عنوان الحوزة العلمية ومسؤولبتها الحضارية الشهيد الصدر انموذجا ( 1439ه – 2018م ) مقال(3) مقال (٣) ⤵ مشروع التجديد الحضاري عند الشهيد الصدر بقلم : ثريا إبراهيم المريضيف المستوى التعليمي : بكالوريوس علوم (علم الحيوان) طالبة في حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ( المستوى السادس ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين خصال عظيمة اجتمعت في السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) جعلته في مصاف الخالدين ورفعته إلى مدارج الأبطال التاريخيين ،وحفظت ذكره عاطراً في العالمين. العمق الفكري والغزارة العلمية والتحدي الرسالي والتضحية الجبارة والعواطف النبيلة التي تجسدت في الشهيد الصدر سلوكاً رساليّاً جعلت منه إسلاما يمشي على الأرض وصاحب مشروع إلهي إسلامي حضاري تغييري، ومناراً من منارات الهدي الإلهي، كان الشهيد الصدر واعياً بمشاكل عصره مستوعباً بما يهدد الإسلام الأصيل على مستوى الفكر من تشويه وانحراف، وعلى مستوى الواقع من إبعاد الأمة عن ثوابت ومبادئ دينها الحنيف، وكان يرى إن النهضة وبناء الحضارة لن يتحقق بدون الإرادة والإحساس العالي بالمسؤولية الرساليّة. كان السيد الشهيد مهتماً بمسألة نهضة المسلمين وإقحام الإسلام في دائرة الصراع الحضاري ليعطي العالم خياراً آخر مقابل الخيارات التي تتصدر الساحة العالمية، والتي كانت تروج بعقم الفكر الإسلامي في معالجة مشاكل الأمة الاقتصادية من فقر واستغلال وغيرها، لذلك لم يقف الشهيد حائراً وهو العالم الرباني العارف بزمانه، بل نزل إلى الساحة بقدراته الكبيرة ليقاتل في أكثر من ميدان وليتحمل المسؤولية الشرعية تجاه دينه وأمته التي أُريد لها الضياع، وعمل جاهداً لانتشال المجتمع من الركود والتخلف، باحثاً عن مواقع حضارية متقدمة للإسلام الحركي الأصيل في عمق الواقع الإنساني بما كان يمتلكه من رؤية مستقبلية. ولم يكن مشروعه دينياً فحسب بل مشروعا واسعا وكبيراً يشمل كل مفردات الحياة ومتماشياً مع روح العصر ملبياً كل متطلبات المجتمع. إن الأسلوب الذي أنتهجه الشهيد الصدر، اتسم بقدر كبير من الفاعلية، سواء من حيث الربط بين مفردات الحياة المتعددة أو من حيث ملامستها ومحاكاتها للواقع. وهذا ما اتصف جليّاً في إنجازاته الفكرية المختلفة في كتبه : "فلسفتنا" و"اقتصادنا" والبنك اللاربوي في الإسلام" و"الأسس المنطقية للاستقراء"...... وغيرها. مع الحفاظ على الجانب الموضوعي في البحث من أجل الوصول لنتائج صحيحة. بدأ الشهيد الصدر(قدس سره) مشروعه الفكري في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة مع صدور كتابه "فلسفتنا" الذي اعتبره نقطة انطلاق لتفكير متسلسل ، يحاول دراسة الإسلام من القاعدة إلى القمة، وذلك بناء على خلفية يقررها بقوله: (إن دراستنا لكل مبدأ تبدأ بدراسة ما يقوم عليه من عقيدة عامة في الحياة والكون وطريقة فهمهما ، فمفاهيم كل مبدأ عن الحياة والكون تشكل البنية الأساسية لكيان ذلك المبدأ والميزان الأول لامتحان المبادئ هو اختبار قواعدها الفكرية الأساسية التي يتوقف على أحكامها وصحتها أحكام البنيات الفوقية ونجاحها). ولأجل هذا خصص السيد الصدر كتاب "فلسفتنا" ليكون الحلقة الأولى لدراسة البنية التحتية القاعدية ومن ثم قام بدراسة البنيات الفوقية في مؤلفاته الأخرى في "اقتصادنا" وغيره. وعند النظر في هذا المشروع الفكري يمكن القول إن السيد الصدر أراد منه أن يتحرك في اتجاهين؛ اتجاه ناظر إلى الخارج وهو نقد المذاهب الاجتماعية القائمة والمؤثرة في العالم وهي الرأسمالية والاشتراكية والماركسية، واتجاه ناظر إلى الداخل وهو تحديث مناهج الدراسات في الحوزات والمعاهد والجامعات الدينية، من أجل مواكبة تطورات العصر، وحتى تُخرّج علماء ومفكرين ومجتهدين وفقهاء يكونوا في مستوى قيادة الأمة فكرياً وثقافياً وسياسياً. أيضاً حاول السيد الصدر من خلال مؤلفاته بناء الإنسان المسلم صاحب العقل البرهاني المنفتح والواعي بقضايا العصر، والذي ينهض بدوره ومسؤوليته في نهضة الأمة وتقدمها، ويكون قادراً على مواجهة التحديات والإشكاليات الفكرية والثقافية، ومدافعا عن الإسلام والثقافة الإسلامية بعقلية برهانية ومنطقية. أما دوره في المجال الاقتصادي فقد أبدع الشهيد الصدر في تأليف كتاب "اقتصادنا" و"البنك اللاربوي في الإسلام"، حيث أشار إليه الدكتور "محمد المبارك" بقوله ![]() ومن شهادات الدكتور" الملاط" حول كتاب "اقتصادنا"، قوله ![]() وفي مجال المنطق كان دوره مبدعاً أيضاً، في تأليف كتاب" الأسس المنطقية للاستقراء" الذي كان له قيمة كبيرة وأهمية أمام المنطق الكلاسيكي القديم الذي يُنسب إلى أرسطو مؤسسه الأول والذي سيطر لقرون طويلة على حضارات مختلفة بما في ذلك الحضارة الإسلامية. ويعد هذا الكتاب في نظر الكثيرين من أكثر مؤلفات السيد الصدر التي تبرز عبقريته العلمية في إعادة بناء نظرية المعرفة على أساس اجتهادي خاص للتوصل إلى أفكار وابتكارات جديدة. وبالرغم من استحواذ العلوم الحديثة على اهتمامات السيد الصدر لكنها لم تصرفه عن اهتماماته التخصصية والأصلية وهي العلوم الأساسية في الحوزات العلمية وبصورة خاصة علمي الفقه وأصول الفقه، ولم يشك أحد بقدرته الاجتهادية والاستنباطية في هذين العلمين، ومن شدة عناية السيد الصدر بهما، فقد شملهما بتجديداته وتطويراته. ففي مجال الفقه حاول السيد الصدر تطوير "الفتاوى الواضحة" لتكون سهلة البيان، ومنهجية جديدة في تقسيم الأحكام الشرعية. وفي مجال أصول الفقه أدرك السيد الصدر الحاجة إلى كتابة مدخل تاريخي يشرح فيه تطور حركة الاجتهاد في ساحة المسلمين الشيعة، وذلك في كتابه "المعالم الجديدة في الاصول" وفي كتابه "دروس في علم الاصول " حاول السيد إعادة صياغة اصول الفقه بطريقة منهجية حديثة، تساعد على دراسته من خلال منهج متعاقب المراحل، وبطريقة متصاعدة ومتكاملة، تسهل عملية الفهم لكل طالب علم، بحيث تبدأ من المرحلة الأولى والتي تعرف بالمقدمات وتصل إلى ما قبل مرحلة بحث الخارج. ومن إبداعاته في الفقه توضيح الفهم الاجتماعي للنصّ في( فقه الإمام الصادق عليه السلام )، واطلق عليه ( الفهم الاجتماعي للنص) الفهم الذي يمثل ذهنية موحدة وارتكازا تشريعيا عاما، يستطيع الفقيه أن يحكم على ضوئه بأن الشيء الذي يناسب أن يكون موضوعاً للنص هو أوسع نطاقاً من الأشياء المنصوص عليها في الصيغة اللفظية للنص، معتبراً الفقه هو همزة وصل بين الإسلام والعالم، فهو الواجهة العلميَة للإسلام والمرآة العاكسة له، لأنه في الفقه تقرر أحكام الإسلام وتحدد مفاهيمه وقوانينه، وبالتالي مدى وضوحه كرسالة منقذة قادرة على استيعاب كل نواحي الإنسان، وتقديم الحلول للمشاكل التي تضج منها الأمة خاصة والبشرية عامة. ويظهر دور الشهيد الصدر جليّاً في تفسير القرآن، - الذي كان أملاً في قلب الشهيد لكنه أمل يُزاحمهُ أمل كان أقرب إليه منالاً إنها الشهادة- اختار الشهيد شوطا أقصر من شوط التفسير التقليدي ( التفسير التجزيئي) الذي يحتاج لفترة زمنية طويلة، اتجه نحو( التفسير الموضوعي) أو(التوحيدي) . إن المنهج الجديد الذي أسسه الشهيد الصدر في التفسير ينتقل فيه من تفسير المفردة والنص إلى اكتشاف النظرية القرآنية، وكان يرى(قدس سره) إن الحاجة لدراسة نظريات القرآن والإسلام حاجة حقيقية ملحة، خصوصاً مع بروز النظريات الحديثة من خلال التفاعل بين إنسان العالم الإسلامي وإنسان العالم الغربي بكل ما يملك من رصيد عظيم من ثقافة متنوعة في مختلف مجالات الحياة، فكان لابد ان يستنطق نصوص القرآن لكي يصل إلى مواقف الإسلام الحقيقية سلباً وإيجاباً لكي يكتشف نظريات الإسلام التي تعالج نفس هذه المواضيع التي عالجتها التجارب البشرية في مختلف المجالات، وبالرغم إن المنهجين (الموضوعي والتجزيئي) يشتركان في أدوات اساسية لفهم النص القرآني، مثل اللغة والظهور وموقع النص بين سائر النصوص المماثلة، إلا إنه اضاف للمنهج الموضوعي نوعين جديدين من الادوات وهما : 1- التجربة البشرية : أي ما أثارته تجارب الفكر الإنساني حول الموضوع محلَ البحث من مشاكل، وما قدمه الفكر الإنساني من حلول . 2- المفاهيم : نظرية المفاهيم كما يصيغها السيد الشهيد تقف جنباً إلى جنب مع نظرية مقاصد الشريعة، قال ![]() والذي عناه بالمفهوم: هو كل تصور إسلامي يفسر واقعاً كونياً أو اجتماعياً أو تشريعياً . ومنذ الثانية والعشرين من عمره تبنَى السيد الصدر تأسيس مشروع سياسي يهدف إلى إقامة الدولة الإسلامية، لذلك أسس (حزب الدعوة الإسلامية) الذي كان يقوم على ثلاث مراحل؛ وهي مرحلة تكوين الحزب وبنائه، والتغيير الفكري في الأمة. ومرحلة العمل السياسي التي يتم خلالها جلب نظر الأمة إلى الاطروحة الإسلامية للحزب ومواقفه السياسية. ومرحلة استلام الحكم. فالحكومة الإسلامية في نظره ضرورة دينية وحضارية في آن واحد. حيث يقول (قدس سره): (إن الدولة ظاهرة اجتماعية أصيلة في حياة الإنسان وقد نشأت هذه الظاهرة على يد الأنبياء ورسالات السماء، واتخذت صيغتها ومارست دورها السليم في قيادة المجتمع الإنساني وتوجيهه من خلال ما حققه الأنبياء في هذا المجال من تنظيم اجتماعي قائم على أساس الحق والعدل، يستهدف الحفاظ على وحدة البشرية وتطوير نموها في مسارها الصحيح. وأخيراً ... عندما نقرأ القرآن الكريم نجده يتحدث بصراحة تامة عن أهمية أن يعتمد الإنسان على وعيه وإيمانه وإرادته وكسبه التاريخي وأن يأخذ العبرة من تاريخه. ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون) . قال تعالى : أي إننا لسنا مسؤولين عن كل ما صنع الأولون ولكننا مسؤولون عن اختياراتنا ومكتسباتنا وعما نصنعه حالياً، وعما سيكسبه الإنسان المسلم في المستقبل، لذلك يجب أن ينطلق هذا الإنسان في هذا العصر ليصنع التاريخ والحضارة، ليخرج من دائرة التاريخ المظلم والساكن إلى التاريخ المشرق والحي المتحرك، ويساهم في بناء وصنع الحضارة الإنسانية، كما ساهم الشهيد الصدر في صنع وإبداع الفكر والتاريخ والحياة، وانتاج مواقع قوية جديدة للإسلام في العصر الحديث، خصوصاً في ظروفنا المعقدة الراهنة ،التي يعاني فيها الإسلام الرسالي ضغوطاً داخلية وخارجية قاسية في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والأمنية والاقتصادية، ونعمل مع الشهيد الصدر في فكره واجتهاداته المتنوعة، لنبني الحياة الإنسانية الواعية والمنفتحة عن طريق متابعة نظرياته وآرائه وأطروحاته ومشاريعه الفكرية الرسالية، وتطبيقها على ساحة الحياة ، وأن تكون أفكار الشهيد لحظة تأمل في تجديد معارف سابقة وإبداع أشياء جديدة. هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين . حرر في 11/ رجب/1439هـ ام فيصل المريضيف المصادر: 1-القرآن الكريم – سورة البقرة / 134 2-السيد محمد باقر الصدر والتجديد الفكري والأصولي - لزكي الميلاد الطبعة الأولى 1434هـ/2013 م . 3-محمد باقر الصدر تكامل المشروع الفكري والسياسي - لصائب عبد الحميد الطبعة الأولى 1423هـ/2002 م . 4- المدرسة القرآنية (محاضرات محمد باقر الصدر) الطبعة الثانية 1401هـ /1981م . 5- ومضات ( مجموعة مقالات ومحاضرات ووثائق) الطبعة الأولى 1428هـ/2007 م . التعديل الأخير تم بواسطة الادارة ; 04-08-2018 الساعة 10:45 PM |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|