سيدة الوجود ...سر الوجود

[ام يوسف]

حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية
السنه الدراسية / سنة خامسة
الخميس 3 جمادى ثاني 1446 هـــ
مادة / ومضات

الطالبة /
فضة عبدالمحسن الجاسم

سر الوجود

للقدوة دور مهم في حياة الأفراد والمجتمعات، وهي أحد المؤثرات الأساسية في مسار حياة الناس، وهي دافع نحو التغيير والإصلاح، وعنصر مهم في إعداد الأجيال عبر الأزمان، وصقل شخصياتهم علميًّا وتربويًّا، بما يؤهلهم لتحمل مسؤولية التكليف ، وأداء أمانة الاستخلاف ، وعمارة الأرض ،والتقدم والنهوض بسلوكيات المجتمع و أخلاقه.
فالأمة التي تقتدي بقدوة حسنة لابد أن تكون حسنة السلوك، والقيم ،والأخلاقيات والسلوكيات . بعد أن اتّضح موقع القدوة في حياتنا علينا البحث عن المصداق الحسن والواقعي لقدوة كلّ مؤمن ومؤمنة في هذه الحياة.

ولنا في سيدة نساء العالمين "سلام الله عليها" خير مثال للأسوة والقدوة الحسنة.

فاطمة..
ماذا عساني أن أقول عن سيدة الوجود... ؟!
فاطمة ومااا أدراك مافاطمة .!!
شخصية إنسان تحمل طابع الأنوثة لتكون آية على قدرة الله البالغة، فهي كتلة من الفضائل ومجموعةمن المواهب، فهي من أولياء الله التي نزلت في حقهم آيات الذكر الحكيم، إذا الحديث عن حياة السيدة يشتمل على حوادث كلها عبر وحكم ودروس، نتعرف على حياة أولياء الله وكيفية نظرتهم للحياة، ولنطلع على جانب من تاريخها المتعلق بحياتها بالرغم من قصر عمرها، فقد كانت نموذجاً للمرأة بصفتها بنتاً في دار أبيها، وزوجة في دار بعلها ، وأماً ومربيةً في البيت الزوجي .
ولا يخلو الكلام عن التحدث عن المرأة في الإسلام بصفتها إنساناً يسمح لها بالعمل الإجتماعي ، ولكن في إطار محدود بحدود الدين والعفو، والمحافظة على الشرف والكيان.
فهي نموذجاً يقتدى بها جميع المسلمين نساءً ورجالاً، وصغاراً ،وكباراً.
ومن بعض جوانبها وصفاتها التي ينبغي لنا التأسي بها:

عبادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام):
الإيمان بالله قيمة الإنسان الكامل، والتعبّد لله سلّم الوصول إلى قمم الكمال، وقد حازت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مقاماً عالياً بما اشتملت عليه من درجات الإيمان، وبما اجتهدت في الدنيا، وبما أخلصت من العبادة لله سبحانه وتعالى.
برُها لأبيها:
لقد أحبت الزهراء أباها النبي حباً جماً، فقد كان بالنسبة لها النبع المتدفق بالحنان، فكانت تحبه حب البنت البارة بأبيها، و حب المسلمة الصادقة لنبيّها، فقد كانت كلما دخل عليها أبيها قامت إليه وقبلته واجلسته في مجلسها وهو يفعل الفعل نفسه عندما تدخل عليه لعلو شأنها وقربها من الله تعالى . فنتعلم منها كيف يبر أحدنا والديه وكيف يرحم الوالدين أبناءهم.
حياتها الزوجية:
انتقلت السيدة فاطمة الزهراء (ع)إلى بيت زوجها ، وكانت انتقالها من بيت الرسالة والنبوة إلى دار الإمامة والوصاية والخلافة والولاية ، وحصل تطور في سعادة حياتها ، فبعد أن كانت تعيش تحت شعار النبوة صارت قرينة الإمامة. كانت حياتها في بيت الزوجية تزداد إشراقاً وجمالاً. و أعطتنا دروسًا في تعاون الزوجة مع زوجها وما تتحصله المرأة العاملة في بيتها من أجر وثواب جزيل.
فعن أبي جعفر -عليه السلام- قال: (أن فاطمة -عليها السلام-ضمنت لعلي -عليه السلام-عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت،وضمن لها علي -عليه السلام- ما كان خلف الباب :من نقل الحطب وأن يجيء بالطعام.)
صبرها عليها السلام:
كانت الزهراء صابرة، فقد عانت صنوف المشاق والأذى في جميع مراحل حياتها عليها السلام، واقتضت الحكمة الإلهية أن تكون محطًا للمصائب والمحن والمعاناة ؛ حتى تكون رمزًا وقدوة.
فما أحوجنا اليوم إلى الاقتداء بها في حياتها العائلية مع زوجها وأبنائها، وما أحوجنا إلى الاقتداء بجهادها وصبرها، فلقد کانت عالمة ومجاهدة، وأنجبت أئمة معصومين جاهدوا ضد الطغاة والحکومات المستبدة فکانوا بحقّ قلاع الحرية والحقيقة.
إن المتتبع لسيرة السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام-يجد أنها مدرسة متكاملة في مختلف أبعاد الحياة، فينبغي أن تكون قدوة لجميع النساء بل وحتى الرجال، فهي التي وقفت مع أبيها في تبليغ الدعوة الإسلامية، وتحملت أذى مشركي قريش مع الثلة القليلة من المؤمنين في شعب أبي طالب، وتحملت صعوبة الهجرة من مكة إلى المدينة، ووقفت أيضا بجانب أمير المؤمنين-عليه السلام- الذي أرسى دعائم الإسلام فكانت المجاهدة والمهاجرة، وتحملت أيضاً الآلام وقساوة الظروف الصعبة جرّاء طلاقها للدنيا واختيارها الآخرة.
كما تزوجت بأمير المؤمنين علي-عليه السلام- لتشارك في إسناد الرسالة والإمامة معاً، وإرساء قواعد المجتمع الإسلامي ونشر الدعوة الإلهية بجانب أبيها وبعلها الذي نذر نفسه لله تعالى، وهذا خير مثال يقتدين به النساء المسلمات.

المصادر:
1/ شذرات من حياة الزهراء عليها السلام إعداد شعبة التبليغ قسم الشؤون الدينية ..
www.imamali.net
2/ فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد ..
3/ مركز الدراسات الفاطمية ..