عبقرية وتجديد الشهيد في التاريخ-1 ( السنن التاريخية)

[الادارة]

حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية
إحياء ذكرى الشهيد الصدر ال(37)
1438 هجري
ــــــــــــــــــ • ✦ • ـــــــــــــــــــ

🗞الشهيد الصدر 🗞
والتجديد في قراءة التاريخ
___________________


عبقرية وتجديد الشهيد في التاريخ -1

( السنن التاريخية)

التاريخ مصدر معرفة ووسيلة تكشف عن عظمة أو إنحطاط الأمم والأفراد، لذلك حاولت أيدي الشر والطواغيت التلاعب به واستبدال الحقائق بالكذب والتزييف .
كانت أحداث التاريخ تُفسَّر على أساس الصدفة تارة والقضاء والقدر والإستسلام لأمر الله تارة آخرى.
فهل للتاريخ البشري سنن و قوانين تتحكم في مسيرته و حركته و تطوره ؟

يُعتبر الشهيد الصدر من عظماء الإسلام الذين لهم ثروة فكرية متنوعة، فقد كانت مباحثه في السنن التاريخية واحدة من النظريات الإسلامية الفريدة من نوعها، والتي بيّنت إحاطته وإدراكه لحقيقة ما طرحه القرآن وما أتى به الإسلام حول التاريخ والقوانين الثابتة والمتغيرة التي تحكم المجتمعات البشرية.
اعتمد الشهيد في استنتاج نظريته إلى التاريخ والإجتماع على النص القرآني ونصوص أحاديث السنة النبوية ونصوص نهج البلاغة، و كان يتبع المنهج العلمي الفلسفي، فعمل مجدداً على فرز المعارف التاريخية والفلسفية حيث استطاع إزاحة الستار عن تلك الحقائق .
فنجد أن الشهيد قد استطاع استخلاص ثلاثة حقائق أكد القرآن الكريم فيها على تلازم السنن مع القوانين الإلهية وهي :

🔸 الإطراد : بمعنى أن السنة التاريخية مطردة وليست علاقة عشوائية أو علاقة قائمة على أساس الصدفة ، وإنما هي علاقة ذات طابع موضوعي لا تتخلف عن السنن العامة { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ} .

🔸 إلهية و ربانية : وهي السنن التاريخية
في ظل إرادة وحكمة الله وتدبيره للكون .

🔸 اختيار الإنسان و إرادته : وذلك من خلال تأثيره في إيجاد الوقائع والأحداث التاريخية {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ}.

فالمواقف الإيجابية لها تأثير على الساحة التاريخية، ولكي تستطيع أن تكون إنسانا فاعلا مؤثرا لابد لك أن تكتشف هذه السنن.

📗 السنن التاريخية في القرآن .
للشهيد محمد باقر الصدر .