![]() |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
قراءة في احداث 1400
ها قد استعرضنا شيء من الاحداث المؤلمة التي جرت عام 1400هجرية من احتلال جهيمان الحرم المكي وقريبه الذي ادعى انه المهدي المنتظر وبالرغم من قتل جهيمان واعوانه إلا انهم لم يكونوا شهداء ولم يكن لهم ذكرى على مر السنين لانها قائمة على اساس من الضلال والباطل وبذلك انطوت وانتهت تلك الحادثة . أما انتفاضة القطيف والتي أخذت دورا سياسيا مطالبة بحق المساواة ورفع الظلم عن الشيعة في المنطقة ووقع فيها عدد من الضحايا حوالي 25قتيل و100 جريح لكن هذه الحادثة اخمدت وانتهت لان لم يكن لها قيادة واضحة ولم تكن عن فكر ووعي . وبالعكس من ذلك كانت انتفاضة الشهيدة بنت الهدى في شهر رجب التي طلعت بها عام 1399 بعد اعتقال الشهيد الى صحن الحرم لأمير المؤمنين وخطبتها لأهل النجف في قولها ( الظليمة الظليمة ياجداه.............وعلى أثر الانتفاضة أخرج الشهيد في نفس اليوم خوفا من ثوران الشعب وإلى الان يحتفلون بهذا اليوم الذي أطلقوا عليه يوم انتصار ثورة الوعي. نلاحظ ايضا في نفس العام توفي الشيخ محمد جواد مغنية 21 محرم لعام 1400 ؛ وهو من العلماء المجاهدين عن الاسلام وله العديد من المؤلفات من ابرزها كتاب( التفسير المبين)، وكانت تربطه بالسيد الشهيد الصدر علاقة قوية بالرغم من فارق السن بينهم حيث توفي الشيخ محمد جواد مغنية وله من العمر 78سنة، وكانت لوفاته تلك الثلمة التي يتركها العالم الكبير الجليل بفقده، إلا أن ثلمة العالم الذي يرسم بدمائه خط الشهادة يبقى له الخلود الأقوى ، كما كانت حادثة أغتيال الشهيد الشيخ مرتضى المطهري بتاريخ 16 جمادى الثاني من نفس العام 1400 حيث كان الشهيد عالما وفيلسوفا إسلاميا وأحد الاعضاء المؤسسين في شورى الثورة الايرانية وقد اتخذ من يوم استشهاده يوم العلم و المعلم وتحيا ذكراه كل عام وهذا تأكيد على ان خط الشهادة حي لايموت. اما الشهيد (محمد باقر الصدر) قدسره فقد رسم طريقا آخر لمعنى الشهادة كان هو طريق جده الحسين عليه السلام عندما تمثلت عظمة الفداء ليس بتقديم دمه فقط وإنما دم أخته الشهيدة السعيدة السيدة بنت الهدى، وذلك من أجل تحقيق قضية تخص وجود مستقبل الامة وليس من أجل مصلحة شخصية، بل انه كسر قيود الظلم والجور وعمل على إقامة نظام اجتماعي ودولة اسلامية تضمن حقوق وحريات الجميع . ومما يدل على انه خطط للشهادة حين قال : (أرى ان اجبر السلطة على قتلي عسى ان يحرك ذلك الجماهير للإطاحة بالنظام وإقامة حكم القرآن في العراق ) . وايضا عندما طلب منه الشيخ النعماني رحمة الله عليه ترجمة تاريخ حياته للامة الاسلامية حتى يستفيد منها ابناء الامة وعلمائها لكنه رفض الفكرة وقال : (إن دمي هو الذي سيترجمني فأنا لا اريدإلا خدمة الاسلام وهو اليوم بحاجة إلى دمي أكثر من حاجته إلى ترجمتي ..........) فكانت حادثة اغتيال الشهيد واخته الشهيدة (رضوان الله تعالى عليهما ) من أهم الاحداث في العالم، حيث أعطت للشهادة معنى ثاني في انتشار فكر الشهيد الذي سار على نفس خطى جده الامام الحسين عندما ذهب الى كربلاء مع علمه بمقتله حيث قال ( ان كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ) فانتصار دم الشهيد على سيف الطاغية صدام، اذ استطاع بدمه الطاهر ان يخرج الشعب العراقي والامة الاسلامية من ظلمات الطغاة إلى عز ونور الاسلام ونشر افكاره ونظرياته حول العالم وترجمة كتب الفلسفة والاقتصاد والدين والمنطق والفقه ومنها كتاب (اقتصادنا) الذي يدرس في جامعات كندا،كما نصبت له جامعة موسكو العالمية تمثال نصفي تكريما له وضع في متحف العظماء الذي توضع فيه أشهر شخصيات الفكر والعلوم الانسانية الاخرى حيث وضع الى جانب تمثال (غاغارين) رائد الفضاء السوفياتي الشهير، فأصبح الشعيد العربي الوحيد من بين عظماء العالم في هذا الموضع من التكريم. لقد جاهد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه حتى نال وسام الشهادة الرفيع على نهج أجداده الطاهرين كما ذكر في دعائه عندما رفع يديه للسماء (( اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن ترزقني الشهادة وانت راض عني اللهم انت تعلم مافعلت ذلك طلبا للدنيا وإنما أرت رضاك وخدمة دينك اللهم الحقني بالنبين والائمة الصديقين واشهداء وأرحني من عناء الدنيا ) وتشاء العدالة الإلهية ان تكون نهاية الديكتاتورية وسقوط صنم الطاغية في التاسع من ابريل لعام 2003م ، وهو اليوم نفسه الذي ارتكب فيه نظام البعث افضع جريمة في تاريخه الدموي في حق السيد الصدر وأخته العلوية، فكانت نهايته بالاعدام شنقا .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. إعداد : طالبات حوزة بنت الهدى للدراسات الاسلامية ( فرع فجر الولاية ) من سنة ثانية ذكرى (شهيد الفكر ) 1434ه_2014م التعديل الأخير تم بواسطة abeer abuhuliqa ; 04-09-2016 الساعة 05:59 PM |
![]() |
|
|