![]() |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
من أين وكيف نستقي عاشوراء (1)
مدخل علمي للتعامل مع واقعة عاشوراء لا بد لنا من ميزان نتبعه خلال مسيرة البحث في واقعة عاشوراء؛ لنميز الصحيح من غير الصحيح، على أن يكون هذا الميزان مطردا في كل البحث، فلا نأخذ به تارة ونتركه تارة أخرى، وهذا الميزان هو عبارة عن النقاط التالية : 1- التفريق بين إمكانية الوقوع والوقوع الفعلي . 2- التفريق بين الاستحالة عادة، والاستحالة عقلا . 3- التفريق بين الرواية الضعيفة، والوضع والجعل أو التبرع من المؤلفين . 4- التفريق بين الرواية التاريخية، والرواية العقائدية والفقهية . وكثيرًا ما يكون الخلط بين هذه الأمور ففي البحث التاريخي يسجل المؤرخ ما وقع ويفتش الباحث عن الواقعة لا ما يمكن أن يقع، كما أن الاستحالة تختلف فإذا قيل في البحث التاريخي بالاستحالة فغالبا يكون الحديث عن الاستحالة عادة فما ينكره شخص قد يثبته آخر لعدم اتفاقهم على معنى الاستحالة، وما يثبته مؤرخ لوجود رواية ولو ضعيفة يفرق بينه وبين الوضع والتزوير، وما يتشدد فيه سندًا العقائد والفقه يختلف عن البحث التاريخي الذي يكتفى فيه بوثاقة المؤرخ وإن لم يذكر سندًا لروايته كما هو شأن أكثر المؤرخين. س: ما هي مصادر حادثة كربلاء؟ الجواب :تارة نقول ما هي المصادر التي يفترض أن آخذ منها، وتارة نقول ما هي المصادر التي توفرت على حادثة كربلاء بغض النظر عن وثاقتها وعدم وثاقتها. والجواب على الافتراض الأول : أن نأخذ الواقعة بصورة كاملة من لسان أهل البيت (ع) المعاصرين للحادثة أو المتأخرين، ولكن هذا لم يتوفر إما لأن الأئمة (ع) لم يسألوا عن بعض التفاصيل أو لأن الإرهاب الأموي والعباسي منع من انتشار التفاصيل المستقاة من لسان الأئمة (ع) ، وقد صدر مؤخرا كتاب يصف واقعة الطف بلسان أهل البيت حسب ما توفر للعلامة الطبسي . وأما الجواب على الافتراض الثاني فهو : - هناك مصادر مطبوعة متداولة ومنتشرة ، وهي لا تحصى كثرة . - ومصادر مطبوعة غير منتشرة . - وهناك مخطوطات، ولأن المطبوع المنتشر هو صاحب التأثير في رسم الصورة؛ فالأفضل تناوله بالدراسة وهذه المصادر فيها ما هو عن أهل البيت وما هو عن غيرهم . من المصادر المطبوعة والمنتشرة: 1- مقتل أبي مخنف لوط بن يحيى ( غير شيعي لكنه موثق )، قام مؤخرا الشيخ محمد هادي اليوسفي بتحقيقه ومطابقته مع رواية الطبري . 2- مقتل الخوارزمي ( سني حنفي ). 3- مقتل السيد عبد الرزاق المقرم . 4- المنتخب للطريحي 5- إكسير العبادات في أسرار الشهادات وهناك الكثير الكثير . وبطبيعة الحال إننا نبحث عن المصادر المعتبرة، وليس كل مصدر، فقد نجد المعتبر ضمن غير المنتشر أو ضمن المخطوط، كما أن ما يتعلق بحادثة كربلاء قد يكون أحد فصول أو أبواب ذلك المخطوط، فيكون البحث عنه أصعب، لا سيما لعامة الناس فلذلك يكون تأثيره محدودا . وبما أن أغلب الخطباء يلجأون إلى المتيسر من هذه المصادر، وهو المطبوع المنتشر كان رسم الصورة عن الواقعة بأيديهم وتحت تأثيرهم . س: هل حصل تحريف في بعض جوانب الواقعة ؟ من المستفيد ؟ ولماذا وقع التحريف ؟ وكيف حصل التحريف ؟ والجواب :نعم حصل التحريف وأسبابه عديدة ، وبعضها بسبب طبيعي أو عفوي، كالبعد الزمني عن الحادثة ، وبعضها مقصود ومتعمد ، ويذكر الباحثون عدة دواعي للتحريف : 1- الرواة الأمويون : مثال ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق الذي حذف الكثير بما يتعلق بمقتل الامام الحسين (ع) ( راجع ما حققه السيد محمد رضا الجلالي من كتاب ابن عساكر ) . 2- التحريف التبريري، كالذي قام به ابن خلدون والطبري وابن الأثير وابن كثير 3- حب صناعة الأساطير 4- التسامح في أدلة السنن ( والتي لا تشمل القصص التي تعارض الثابت من العقيدة ) . 5- الغاية تبرر الوسيلة . 6- التركيز على إبكاء المستمع. 7- لسان الحال الذي انقلب إلى لسان المقال . 8- تشبيه أهل البيت بالملوك والسلاطين كما في العصر القاجاري والصفوي 9- هيمنة العوام . س: ماهو عمق التحريفات ؟ وإلى أي مدى ؟ وهل بإمكاننا الحد منها ؟ الجواب :الأخطر هو التحريفات المعنوية التي ترسم صورة مشوهة عن هدف المسيرة الحسينية كالتي وضعها الأمويون أو التي تحدث عنه المستشرقون: - كتصوير النهضة الحسينية أنها صراع قبلي هاشمي أموي... - أو تصوير الحسين أنه كالمسيح قتل من اجل تحمل ذنوب الناس... الحد من التحريفات وهنا خطوات عملية للحد من التحريفات: - تشجيع مجالس الخطباء العلماء أصحاب العطاء العلمي - مقاطعة الكتب غير المعتبرة وعدم تربية الأجيال على قراءتها - محاسبة الخطيب ومساءلته - سؤال العلماء والباحثين وهناك خطوات عملية قام بها العلماء، ككتابة السيرة الحسينية الصحيحة، كما فعل السيد محسن الأمين في كتابه المجالس السنية 5 أجزاء الجزء الأول منه في وقعة الطف ط 1343. عبد الغني العرفات |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|