هل جرّبت أن تسكت؟
كتبت موضوعا يحتوي على عدة نقاط كلها عبارة عن وجهة نظري ورأيي، فقررت أن أجرب السكوت قليلا ، وأن أحارب رغبتي في طرح هذا الموضوع ، وها أنا صابر والموضوع يراودني وأنا أمتنع .
طبعاً وأنا أكتب هذا الكلام أحدث نفسي وأقول : أتمنى أن لا يكون الداعي لكتابتي له هو نفاد صبري بالنسبة للموضوع الذي لم أطرحه !
ربما يكون الإنسان حريصا على إيصال رسالته الفكرية والثقافية ، لكنّ مثل هذه التجربة - تجربة السكوت - لا تقل شأنا عن موضوع العمل الرساليّ الذي يشق طريقه عبر الكتابة والكلام .
هي تجربة تربوية وفكرية ، تعلم الإنسان على الصبر ، وعدم العجلة ، وعلى التأمل ، وعلى الاستماع بدلا من الكلام دون استماع للآخرين ، على التواضع ...
وتشتدّ هذه المعركة حينما يكون هناك موضوع ساخن مطروح على الساحة ، وترى أنه لا بد لك من التعبير عن وجهة نظرك ؛ لأنك ترى أنّ وجهات النظر المطروحة غير كافية وغير مشبعة ، أو لأنها تحمل مغالطات ترى من الواجب عليك تصحيحها ، طبعا كما لا يخفى عليك أن للكلام مواطن وللسكوت مواطن ،فلا بد من تقدير ومراعاة ذلك ، ولكن هل جربت أن تسكت في لحظة تستدعيك للكلام ؟!
أبو ذرّ/