|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || المواد الدراسية || > ومضات

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: على خطاها (آخر رد :ام يوسف)       :: المقاطعة تعاطف أم تكليف (آخر رد :ام يوسف)       :: اختبار فلسفة سادس ج١ الفصل الثاني ١٤٤١ه (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: ناقضة الغزل (آخر رد :ام يوسف)       :: طالب العلم وأمانة التبليغ (آخر رد :ام يوسف)       :: إنه الإنسان (آخر رد :ام يوسف)       :: أهمية تحصيل العلم (آخر رد :ام يوسف)       :: سيدة الوجود ...سر الوجود (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار فلسفة سادس الفصل الأول 1441هج (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: المدرسة القرانية تفسير موضوعي سنة سابعة (آخر رد :ام يوسف)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-24-2025, 09:07 PM
ام يوسف ام يوسف غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 103
افتراضي المقاطعة تعاطف أم تكليف

مقاطعةالمنتجات الإسرائيلية…تعاطف أم تكليف؟
حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية
المادة:ومضات
يوم السبتالموافق ظ¥/ظ¦/1446هـ
الطالبة:خديجة العبد العزيز
الأستاذة: أميوسف السلمان


"انظريخديجة، لقد استبدلتُ ليز وتسالي بهذا المنتج من قسم الأغذية الصحية فيالسوبرماركت، الصحي أفضل" وعادت إلى الانهماك في العمل والتسلّي بالأكل. هذاما قالته لي زميلتي بعد أسبوع من تذكيرها بالمقاطعة أو تعريفها بها، حيث قالت:"وش دراني بالمقاطعة! أرسلي لي عنها في الواتساب".
لا أستطيع ترجمة مشاعري حين قالت ذلك، فقداستبشرتُ لوهلة ظانّه أنّها اقتنعت بفكرة مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيونيالغاصب وأخذت بتطبيقها، ولكنَّها تبنَّت فكرة "الصحي أحسن".
المقاطعة تعني التوقف عن شراء، أو استخدامسلع، أو خدمات شركة، أو دولة معينة احتجاجاً. كلمة مقاطعة مشتقة من اسم Charles Boycott،وهو وكيل الأراضي الإنجليزي في إيرلندا في القرن التاسع عشر الهجري الذي رفض خفضالإيجارات لمزارعيه المستأجرين؛ فقاطعه المستأجرون وتوقفوا عن استئجار الأراضي منعنده.
أما ما يخصمقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، فقد بدأت منذ عقود للضغط على إسرائيللإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والاعتراف بحقوق الشعب وبفلسطين كدولة مستقلة.ولكن أقوى حركة مقاطعة اقتصادية بدأت في السابع من أكتوبر الماضي 2023م بالتزامنمع حركة طوفان الأقصى التي قامت بها بعض فصائل المقاومة الفلسطينية ضد كيانالاحتلال لتحقيق مطالبهم من إنهاء الحصار الغاشم وتحرير الأسرى وغير ذلك.
على الرغم من الفوائد الجمة للمقاطعة علىالأبعاد المختلفة، والتأكيد على أهميتها من قِبَل علماء الدين والمذهب، والجهودالمبذولة في سبيل إضعاف الكيان المزعوم، إلا أن هذه الحركة الشريفة تواجه الكثيرمن العقبات والإشكالات.
تكمن حقيقة الاقتصاد العالمي في كونالعلامات التجارية -من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وترفيه ووسائل تواصل وأسلحة- يتم إدارتها من قِبَل شبكة شركات خفية تملك أصولاً مالية ضخمة.هذه الشركات الكبيرة تستحوذ على حصص معتدّ بها من الشركات الأخرى، وتستثمر فيمشاريعها، وتفرض على الإدارات سياسات وقرارات خاصة تخدم المصالح الشيطانية. وأخطرما في تلك الشركات أنها من أكبر المستثمرين في شركات الأسلحة في العالم؛ أي أنزيادة الحروب الفتاكة تضمن زيادة أرباح الشركات بشكل مدروس ومنظم.
وأما بالنسبة لأثرالمقاطعة على الاقتصاد المعادي، فهذا جليٌّ في غضون شهور معدودة من مبادرةالمقاطعة، حيث نشهد انخفاضاً غير مسبوق لأرباح علامات تجارية ضخمة. مما اضطر بعضأصحابها للاختباء خلف مسميات جديدة ووهمية في السوق، والبعض استغنوا عن علاماتهمالتجارية بشكل كلي. مما يجدر ذكره أنه ما إن بدأت حركة المقاطعة بالانتشاربالتزامن مع طوفان الأقصى، حتى شيّدَ الكيان المعادي ومن يدعمه من الدول العظمىمؤسسات مضادة للمقاطعة في محاولة للحفاظ على هيمنة وسيادة هذا الكيان المزعوم.أليس هذا بحجة على غيارى العالم، ومصداق جليّ على أنّ "الفضل ما شهدت بهالأعداء"!
على الرغم من حكم العقل بوجوب مساندة النظراءفي الإنسانية -فضلاً عن الإخوان في الدين- إلا أنّ الحكم الشرعي صريح في هذا المجال. حيث سُئل سماحة آيةالمرجع السيد علي السيستاني عن حكم الشراء من محلات تخصص بعض من أرباحها لدعمإسرائيل، فأجاب: "لا يجوز ذلك، ويجب التحري عن الشركات الداعمة ومنتوجاتهاالمتوفرة". فهذه فتوى صريحة مفادها الوجوب العيني في موضوع مقاطعة المنتجاتالداعمة للكيان الصهيوني والتحرّي عن وضعها التجاري إذا استلزم الأمر.
تعقيباً على هذه الفتوى،يرى علماء الدين أنّ الذي لا يقاطع البضائع التي تدعم الكيان فهو شريك في قتل وذبحووأد الفلسطينيين؛ ودماء المقتولين سَتُنشر يوم القيامة كدماء سيد الشهداء، ويُسألالناس عمَّن قتلهم ومن كان شريكاً في قتلهم. علاوة على ذلك، التكليف ليس مقتصراًعلى المقاطعة فحسب، بل يجب على كل مسلم غيور دعم إخوانه المظلومين بشتى الطرق،سواء بالمال أو الإعلام أو الدعاء والكلام وما إلى ذلك.
استجابة للاستغاثة الإنسانية وتلبية للنداءالإسلامي وفتوى المرجعية، قام بعض الشباب الغيارى -ممن لهم معرفة تجارية واقتصادية- بالتصدّي للبحث والتحقيق في أصول وأرباح واستثمارات العلاماتالتجارية التي يتعاطى معها المجتمع. بحيث يتم دعم البحث بالأدلة الدامغة والمصادرالعلمية الموثوقة، وتنسيق وعرض النتائج في تصاميم عصرية وتطبيقات برمجية يسهل علىالمتلقّي الوصول إليها. هذا غير ما نشهده من اعتصامات وتنديدات غير المسلمين فيالدول الأوروبية للضغط على حكوماتهم لقطع العلاقات الصهيونية ووقف تمويل الكيانبالأموال والأسلحة.
وعلى العكس من ذلك، نرى الكثير من الناستغرّهم الحياة الدنيا، ويتثاقلون عن نصرة المظلومين بالمقاطعة التي تعتبر أقوىسلاح يمتلكه الشعوب لنصرة المظلومين؛ خصوصاً مع تعدد وسائل البحث والمعرفة، وتوفرالعلامات التجارية البديلة على جميع الأصعدة. على سبيل المثال، يشكك البعض بأنالمقاطعة وحدها ليست كافية للإطاحة بعلامات تجارية ضخمة، أو أن المنتجات البديلةذات جودة منخفضة، والمقاطعة لا تكون على حساب التضحية بالنفس! ومما يندى له الجبينأن البعض يزعم أن الشعب الفلسطيني لا يستحق المقاطعة لأنه من بدأ بالحرب وجنى علىنفسه!
نختم حديثنا بتذكيرأنفسنا والمؤمنين بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: "من لا يهتمبأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلًا ينادي: يا للمسلمين، فلم يجبه فليسبمسلم".[1]فالمقاطعة واجب عينيّ على كل مسلم غيور لإحقاق الحق والتخلص من هيمنة طواغيتالإنس، إلى أن يأذن الله في ظهور ولي أمره ونكون من جنوده المخلصين.


المصادر
1. https://youtube.com/@chaartube?si=_ma605cdxcX88Eh6

2. https://www.instagram.com/naknak90?igsh=MWUwdW5hYzh5YnkwZg
3. البيعوالشراء، الاستفتاءات، موقع مكتب سماحة المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستانيhttps://www.sistani.org/arabic/qa/0356/

4. Boycott, Encyclopedia Britannica, https://www.britannica.com/topic/boycott

[1] وسائل الشيعة(آل البيت)، الحر العاملي، جظ،ظ¦، صظ£ظ£ظ§.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.