|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || المناسبات || > مناسبات

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: على خطاها (آخر رد :ام يوسف)       :: المقاطعة تعاطف أم تكليف (آخر رد :ام يوسف)       :: اختبار فلسفة سادس ج١ الفصل الثاني ١٤٤١ه (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: ناقضة الغزل (آخر رد :ام يوسف)       :: طالب العلم وأمانة التبليغ (آخر رد :ام يوسف)       :: إنه الإنسان (آخر رد :ام يوسف)       :: أهمية تحصيل العلم (آخر رد :ام يوسف)       :: سيدة الوجود ...سر الوجود (آخر رد :ام يوسف)       :: نموذج اختبار فلسفة سادس الفصل الأول 1441هج (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: المدرسة القرانية تفسير موضوعي سنة سابعة (آخر رد :ام يوسف)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2016, 04:14 PM
ام يوسف ام يوسف غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 103
افتراضي صلح الإمام الحسن عليه السلام للعلامة راضي ال ياسين

💡موازنة بين ظروف ومواقف الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام١-٢

العلّامة الكبير الشيخ راضي آل ياسين رحمه الله

مقدّمة

ورأى كثير من الناس، أنّ الشمم الهاشمي الذي اعتاد أن يكون دائماً في الشواهق، كان أليق بموقف الحسين عليه السلام، منه بموقف الحسن عليه السلام.
وهذه هي النظرة البدائية التي تفقد العمق ولا تستوعب الدقة!
فما كان الحسن في سائر مواقفه، إلّا الهاشمي الشامخ المجد، الذي واكب في مجادته مُثُلَ أبيه وأخيه معاً، فإذا هم جميعاً أمثولة المصلحين المبدئيين في التاريخ.
ولكلّ -بعد ذلك- جهاده، ورسالته، ومواقفه التي يستمليها من صميم ظروفه القائمة بين يديه، وكلّها الصور البكر في الجهاد، وفي المجد، وفي الانتصار للحق المهتضم المغصوب.
وكان احتساء الموت -قتلاً- في ظرف الحسين، والاحتفاظ بالحياة -صلحاً- في ظرف الحسن، بما مهدّا به -عن طريق هاتين الوسيلتين- لضمان حياة المبدأ، وللبرهنة على إدانة الخصوم، هو الحلّ المنطقي الذي لا معدى عنه، لمشاكل كلّ من الظرفين، وهو الوسيلة الفضلى إلى اللّه تعالى، وإن لم يكن الوسيلة إلى الدنيا، وهو الظفر الحقيقي المتدرّج مع التاريخ، وإن كان فيه الحرمان حالاً، وخسارة السلطان ظاهراً.
وكانت عوامل الزمن التي صاحبت كلّاً من الحسن والحسين في زعامته، هي التي خلقت لكلّ منهما ظرفاً من أصدقائه، وظرفاً من أعدائه، لا يشبه ظرف أخيه منهما، فكان من طبيعة اختلاف الظرفين اختلاف شكل الجهادين، واختلاف النهايتين أخيراً.

١-ظروفهما من أنصارهما:

ومثّلت خيانة الأصدقاء الكوفيين، بالنسبة إلى الحسين عليه السلام خطوته الموفّقة في سبيل التمهيد لنجاحه المطّرد في التاريخ، ولكنّها كانت بالنسبة الى أخيه الحسن عليه السلام -يوم مسكن والمدائن- عقبته الكؤود؛ التي شلّت ميدانه عن تطبيق عملية الجهاد. ذلك؛ لأنّ حوادث نقض بيعة الحسين كانت قد سبقت تعبئته للحرب، فجاء جيشه الصغير يوم وقف به للقتال، منخولاً من كلّ شائبة تضيره كجيش إمام له أهدافه المثلى.
أمّا الجيش الذي أخذ مواقعه من صفوف الحسن، ثمّ فرّ ثلثاه ونفرت به الدسائس المعادية، فإذا هو رهن الفوضى والانتقاض والثورة، فذلك هو الجيش الذي خسر به الحسن كلّ أمل من نجاح هذه الحرب. ومن هنا ظهر أنّ هؤلاء الأصدقاء الذين بايعوا الحسن وصحبوه إلى معسكراته كمجاهدين، ثمّ نكثوا بيعتهم، وفرّوا الى عدوّهم أو ثاروا بإمامهم، كانوا شرّاً من أولئك الذين نكثوا بيعة الحسين قبل أن يواجهوه.
وهكذا مهّد الحسين لحربه -بعد أن نخلت حوادث الخيانة أنصاره- جيشاً من أروع جيوش التاريخ؛ إخلاصاً في غايته وتفادياً في طاعته، وإن قلّ عدداً.
أمّا الحسن فلم يعد بإمكانه أن يستبقي حتّى من شيعته المخلصين أنصاراً يطمئنّ إلى جمعهم وتوجيه حركاتهم؛ لأن الفوضى التى انتشرت عدواها في جنوده كانت قد أفقدت الموقف قابلية الاستمرار على العمل.
وأيّ فرق أعظم من هذا الفرق بين ظرفيهما من أنصارهما؟


٢- ظروفهما من أعدائهما:

وكان عدوّ الحسن هو معاوية، وعدوّ الحسين هو يزيد بن معاوية. وللفرق بين معاوية ويزيد ما طفح به التاريخ، من قصّة البلادة السافرة في (الابن)، والنظرة البعيدة العمق -التي زعم الناس لها الدهاء- في (الأب).
ولم يكن من الاحتمال البعيد ما قدّره الحسن بن علي احتمالاً قريباً، فيما لو اشتبك مع عدوّه التاريخي -معاوية بن أبي سفيان- في حرب يائسة، أن تجّر بذيولها أكبر كارثة على الإسلام، وأن تبيد بمكائدها آخر نسمة تنبض بفكرة التشيّع لأهل البيت عليهم السلام. ولمعاوية قابلياته الممتازة لتنفيذ هذه الخطّة، وتصفية الحساب الطويل في التاريخ، وهو هو في عدائه الصريح لعليّ ولأولاده ولشيعتهم.
أمّا الحسين فقد كفي مثل هذا الاحتمال؛ حين كان خصمه الغلام المترف، الذي لا يحسن قيادة المشاكل، ولا تعبئة التيّارات، ولا حياكة الخطط. وكفى الحسين هذا الاحتمال [أيضاً]، بما ضمنه سيف الإرهاب، الذي طارد الشيعة تحت كلّ حجر ومدر في الكوفة وما إليها، والذي حفظ في غيابات السجون والمهاجر وكهوف الجبال سيلاً من السادة، الذين كانوا يحملون مبادئ أهل البيت، وكانوا يؤتمنون على إيصال هذه المبادئ إلى الأجيال بعدهم. فرأى أن يمضي في تصميمه مطمئنّاً على خطّته، وعلى أهدافه، وعلى مستقبلهما من أعدائه.
أمّا الحسن فلم يكن له أن يطمئنّ على مخلّفاته المعنوية طمأنينة أخيه، وفي أعدائه معاوية وثالوثه المخيف، وخططهم الناصبة الحقود، التي لا حدّ لفظاعتها.
وأخيراً؛ فقد أفاد الحسين من غلطات معاوية، في غاراته على بلاد اللّه الآمنة المطمئنّة، وفي موقفه من شروط الصلح، وفي قتله الحسن بالسمّ، وفي بيعته لابنه يزيد، وفي أشياء كثيرة أخرى، بما زاد حركته في وجه الأموية قوّة ومعنوية، وانطباقاً صريحاً على وجهة النظر الإسلامي في الرأي العامّ. وأفاد -إلى ذلك- من مزالق الشابّ المأخوذ بالقرود والخمور (خليفة معاوية)، فكانت كلّها عوامل تتصرّف معه في تنفيذ أهدافه.
وكانت ظروفه من أعدائه وظروفه من أصدقائه تتّفقان معاً على تأييد حركته، وإنجاز مهمّته، والأخذ به إلى النصر المجنّح، الذي فاز به في اللّه، وفي التاريخ.
أمّا الحسن؛ فقد أعيته ظروفه من أصدقائه، فحالت بينه وبين الشهادة، وظروفه من أعدائه، فحالت بينه وبين مناجزتهم الحرب، التي كان معناها الحكم على مبادئه بالإعدام!
لذلك رأى لزاماً أن يطوّر طريقة جهاده، وأن يفتتح ميدانه من طريق الصلح. وما كانت الألغام التي وضعها الحسن، في الشروط التي أخذها على معاوية، إلّا وسائله الدقيقة التي حكمت على معاوية وحزبه بالفشل الذريع في التاريخ!

خاتمة

ومن الصعب حقّاً أن نميّز -بعد هذا- أيّ الأخوين عليهما السلام كان أكبر أثراً في جهاده، وأشدّ نفوذاً إلى أهدافه، وأبعد إمعاناً في النكاية بأعدائه.
ولم يبق مخفيّاً أنّ تاريخ نكبات أميّة، بعد عملية الحسن في الصلح، كان متّصلاً به؛ مرهوناً بخططه، خاضعاً لتوجيهه، وأنّ حادثاً واحداً من أحداث تلك النكبات، لم يكن ليقع كما وقع، لولا هذه العملية الناجحة، التي كان من طبيعة ظروفها أن تستأثر بالنجاح، وكان من طبيعة خصومها أن يكونوا أعواناً على نجاحها، من حيث يشعرون، أو لا يشعرون!

📚صلح الحسن عليه السلام؛ الخاتمة، باختصار يسير.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.