![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() كلمة سماحة الشيخ في الاجتماع الثالث لحوزة بنت الهدى 1435 / 1436 هـ
يوم السبت الموافق 24-12-1435 هـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين نجيب الله وصفيه وخيرته من خلقه أبي القاسم محمد اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الهداة الميامين واللعن الدائم على أعدائهم وظالميهم إلى قيام يوم الدين، نرحب بالأخوات اللاتي قطعن شوطاً في العلم والمعرفة والأوليات اللاتي بدأنا مشوارهن العلمي في طريق تكاملهن المعرفي والروحي . عن الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه نقلاً عن أبيه الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام " يا بني اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم فإن المعرفة هي الدراية للرواية وبالدراية للروايات يعلو المؤمن الى أقصى درجات الايمان وإني نظرت في كتاب لعلي عليه السلام فوجدت في الكتاب أن قيمة كل أمرئ وقدره معرفته " بحار الأنوار الجزء الثاني صفحة 112 صدق مولانا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام والإمام الباقر والصادق عليهم أفضل الصلاة والسلام وصدق رسول الله وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. في هذه الرواية بل في جملة من أحاديث أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام يحدد فيها مرتبة الانسان وقيمته ودرجته بمقدار معرفته. والمعرفة من جهة المفهوم والمعنى واضحة، المعرفة هي الإدراك. المعرفة تحقق العلم في قلب الإنسان، ولكن كما قلنا هذه القرائن التي وردت في الروايات ومواطن استعمال المعرفة، فإن المعرفة ليست مجرد الاطلاع، ليست لمجرد أن تقرأ الكتاب مثلاً وأصبحت عارفاً به، وإنما هو تحقق هذه المدركات في مركز قرار الانسان، كثير من المعارف نعرفها ولكن ليس لها تأثير أو تأثيرها ضعيف في إدارة حياتنا وترتيب شؤوننا. مثلاً إنسان عالم أو إنسان مهندس ما تأثيره في حياتنا، قليل التأثير، المعرفة التي تكون راسخة في مركز اتخاذ القرارات في حياتنا هي أهم المعارف بل هي حقيقة المعارف، المعارف التي يكون لها دور القيادة في منطلقات حياتنا، أنتن إن شاء الله تواصلن متابعة الدروس والتعلم ولكن ليكن نظركم إلى المعرفة التي تأخذ بأيديكم إلى الكمال وعلو الدرجات يقول الإمام الباقر عليه السلام "إني نظرت في كتاب لعلي عليه السلام، فوجدت في الكتاب أن قيمة كل أمرئ ودرجته المعرفة". ما هي المعرفة التي تؤثر في مرتبتك عند الله عز وجل، هذه المعرفة التي تمس كيانك، و تمس مراكز التأثير واتخاذ القرارات في حياتك. هذه المعرفة التي يجب أن تكون دأبكم فهي التي تنجيكم من السقوط في مهاوي الفساد ،وتأخذ بأيديكم إلى الكمال الذاتي والسلوكي، والكمال في الكلام والأقوال والأفعال. هذه المعرفة التي يجب أن تتوجهن للبحث عنها. ومن هنا نعلم أن معرفة الإنسان مالم تكن سبيلاً ووسيلةً لبناء ذاته أولاً وتصحيح سلوكه ثانياً وتكامله العلمي ثالثاً هذه ليست معرفة، أو معرفة ذات فوائد محدودة وجزئية ،هذه المعرفة ليست المعرفة التي تحدث عنها الإمام الباقر عليه السلام والتي يهتم الإمام الصادق عليه السلام في وصولها إلينا حينما ينقل الإمام الصادق وصية أبيه الإمام الباقر له. الإمام الصادق إنما ينقل لكي نخطو على هذا المنهج وهذا المسير، قد تتعلمون أمور غير واضحة على سلوككم هي مقدمات وتهيئات مثل علم المنطق والرياضيات وعلم اللغة العربية، هذه الأمور تعلموها بنية فهم القرآن الكريم، بنية فهم مطالب الشريعة، بنية فهم مقاصد محمد وآله عليهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين، بهذا يكون للعلم هذه القيمة وهذه المرتبة. أدعو الله عز وجل لكن أيتها الأخوات اللاتي سبقن في العلم سواء الحوزة أم غيرها، إن شاء الله تكن جميعاً في الدرس والحضور والإياب وكل حركة من أجل الوصول الى كمالكن وكمال معرفتكن بالله عز وجل وبأهل الحق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. أسأل الله لكن جميعاً واحدةً واحدة أن يجعل الله لكن منهجاً وطريقاً إلى رضوانه والفوز بجوار محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأن تكون هذه الجهود وهذه العنايات التي تبذلونها هي خطوات للطريق إلى كمالكن وفوزكن برضا الله والقرب من محمد وآله أجمعين والحمد لله رب العالمين. |
![]() |
|
|