مشاركه بذكرى يوم المعلم

[ام عبدالرؤوف]

* لماذا نحتفل بيوم المعلم ؟
سؤال قد يثير البعض، ....وقديستاء بعض اخر، ....وقد يسعد بعض اخر،. ....وقد يضع عﻻمة استفهام عند اخرين .
سؤال اثاره زائر غريب في احتفال اهل الحي بيوم المعلم، سؤال رسم على وجه الحضور من اهالي، وطﻻب، ومعلمين، ومشرفين عشرات الصور الغريبه تحكي كل صورة منها قصة طويله تسافر ﻻيام الطفوله وتﻻطمها اﻻمواج سريعا تعيد لها ذكريات الماضي حفرها الزمن بأيدي المعلمين.
فيقوم طالب من بين الحضور قد بان اﻻستياء عليه ليتحدث بصوت مرتفع فيقول :يعد المعلم حجر الزاويه في العمليه التعليميه، والمعلم الناجح هو الذي يدير دفة هذه العمليه التعليميه بنجاح، ويحقق اهدافها
ودور المعلم ﻻيقتصر على تقديم المعلومات المقرره في المنهج للطﻻب ومطالبتهم بها بل يمتد الى بناء شخصية الطﻻب على اسس علميه سليمه ليكونوا لبنة صالحه في بناء المجتمع، ويغرس في نفوسهم حب العلم، وهذا يتطلب منه ان يطلع باستمرار على ماهو جديد في مجال تخصصه، وخارج تخصصه فعليه ان يكون قدوة طيبه، ومثل اعلى لطﻻبه في مجال الدرس وخارجه فكل منا شئنا او ابينا قد اثر فيه معلمه بشكل من اﻻشكال سواء كان مباشر او غير مباشر ، وعلى المعلم ان يكون مرجعا لطﻻبه (موسوعه) فالطالب يتوقع من معلمه الكثير، وان يجيبهم على كل استفسارتهم في التخصص العلمي او خارجه ، وعلى المعلم ان يكسب ثقة طﻻبه، ويحفظ اسرارهم فقد بين اﻻمام السجاد- عليه السلام -في رسالة الحقوق حق المتعلم على المعلم بقوله واما حق رعيتك بالعلم فإن تعلم ان الله عز وجل انما جعلك قيما لهم فيما اتاك الله من العلم وفتح لك من خزائنه فإن احسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله وان انت منعت الناس علمك، وخرقت بهم عند طلبهم العلم كان حقا على الله عزوجل ان يسلبك العلم، وبهاءه ويسقط من القلوب محلك )
فلماذا نحتفل بيوم المعلم ؟
هكذا انهى الطالب حديثه، وهكذا انتقل الحديث الى احد المعلمين ليتمه ويستهله بقوله :
اما تعلم يابني، ان اﻻسﻻم اوجب لمن يعلم الناس حقا عظيما يتناسب مع عظمة العلم، وقد نقل لنا القران الكريم رغبة موسى -عليه السﻻم وهو من اولي العزم - في طلب العلم ولما وجد العبد الصالح وضع نفسه موضع المتعلم واعطى ﻻستاذه حق قيادته وارشاده قائﻻ له (هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا )الكهف 18:66
فاذا نبهه الى امر تنبه واذا انكشف له الخطأ سارع الى اﻻعتذار من استاذه ووعده بالطاعه واعطى بذلك درسا بليغا في ادب المتعلم مع المعلم
وكان النبي- صلى الله عليه واله وسلم- يصرح انه بعث معلما ودعا في احاديث عديده الى حق العلم والمعلم
وقد سطر لنا زين العابدين- عليه السﻻم -في رسالة الحقوق بعبارات تحمل معاني التقدير، والعرفان بالجميل فيقول: (حق سائلك بالعلم التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن اﻻستماع اليه، واﻻقبال عليه، وان ﻻترفع عليه صوتك، وﻻ تجيب احد يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ،وﻻتحدث في مجلسه احدا، وﻻتغتاب عنده احدا، وان تدافع عنه اذا ذكر عندك بسوء، وان تستر عيوبه، و تظهر مناقبه، وﻻتجالس له عدوا، وﻻتعادي له وليا، فإذا فعلت ذلك شهد لك مﻻئكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل اسمه ﻻللناس )بحار اﻻنوار 2:42
فهل مازلت تتسائل يابني لماذا نحتفل بيوم المعلم ؟
وهنا يقف طالب آخر فيقول لكن يامعلمي لم يعد المعلم في وقتنا الحالي كالمعلم قديما فقد قرأنا عن المعلم قديما عن ذاك المعلم الذي هو أب روحي لطﻻبه، المعلم الذي كالشمعه يحترق ليضيئ الدرب درب العلم والمعرفه لطﻻبه ،المعلم القدوه ،المعلم العالم .
فلماذا نحتفل بيوم المعلم ؟
وهنا يسأله المعلم وهل تعرف يابني يوم المعلم الذي نحيه كل عام ارتبط بمن من العلماء ؟
نعم يامعلمي، يجيب الطالب ووجهه يملأه اﻻشراق.
ارتبط بذكرى الشهيد المعلم، اﻻب، الشيخ مرتضى المطهري . فكل من عرفه احب العلم والمعلم
فقد قال فيه اﻻمام الخميني قدس سره يوصي الطبقه المفكره والطﻻب الجامعيين اﻻ يدعو قراءة كتب اﻻستاذ العزيز (الشهيد المطهري) وﻻيجعلوها تنسى جراء الدسائس المبغضه لﻻسﻻم فقد كان عالما باﻻسﻻم، والقرآن الكريم، والفنون، والمعارف اﻻسﻻميه المختلفه، فريدا من نوعه وان كتاباته كلها بﻻ اي استثناء سهله، ومربيه
وكذلك نجد قائد الثورة الاسلامية سماحة السيد علي الخامنئي يصفه بأنه المؤسس الفكري لنظام الجمهوريه اﻻسﻻميه وان الخط الفكري لﻻستاذ مطهري هو الخط اﻻساس لﻻفكار اﻻسﻻميه اﻻصيله الذي يقف في وجه الحركات المعاديه
ان الخط الذي يستطيع ان يحفظ الثوره من الناحيه الفكريه هو خط الشهيد مطهري يعني خط اﻻسﻻم اﻻصيل غير اﻻلتقاطي وصيتي ان ﻻتدعوا كﻻم هذا الشهيد الذي هو كﻻم الساحه المعاصره واجعلوا كتبه محور بحثكم وتبادل آرائكم وادرسوها ودرسوها بشكل صحيح )
وهنا يهمس اليه معلمه قائﻻ:
اذا يابني فلتكن صامدا في حبك للعلم والعلماء وﻻتترك اثار الزمن ومافعلته في البشر جميعا ومنهم المعلمين تفقدك حبك واحترامك للمعلمين فحتى وان غير الزمن بعضهم لكن يبقى هناك الكثير مازلوا يبذلون وقتهم، وجهدهم، وامكانياتهم، لخدمة العلم، وبناء اﻻجيال ويؤدوا الرساله رسالة المربي، والقائد ويحملون المشعل والرايه كما كان القدماء فﻻ تفقد اﻻمل يابني
وفي النهايه ارجو اﻻ تكون مازلت تتساءل
لماذا نحتفل بيوم المعلم ؟
**************************** النهايه .
حرر بقلم الطالبه (ام عبد الرؤوف الخلف )
المصادر:1/بحار اﻻنوار 2(62)
********* 2/ بحار اﻻنوار 2 (42)
3/مركز نون للتأليف والترجمه
1434/6/22

[فاطمة الجشي]

مشاركة رائعة . دام قلمك مبدعاً .