![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
إنها تجربة في متناول أيدي الشعب الإيراني - وسوف أتطرّق لهذا الموضوع باختصار - وسوف ترفع هذه التجربة الإمكانيات الفكرية لشعبنا. مثلاً تجربة عامي 82 و83 [2003 و2004 م] بخصوص تعليق التخصيب، حيث وافقت الجمهورية الإسلامية في ذلك الحين على تعليق التخصيب لمدة معينة في مفاوضاتها مع الأوربيين. وقد تأخّرنا بسبب ذلك لمدة سنتين، لكن الأمر انتهى لصالحنا. لماذا؟ لأننا أدركنا أنه بتعليق التخصيب لا يمكن عقد الآمال مطلقاً على طرف الشركاء الغربيين. لو لم نكن قد قبلنا في ذلك الحين بهذا التعليق الطوعي - وطبعاً كان مفروضاً بنحو من الأنحاء، لكننا وافقنا عليه، ووافق عليه المسؤولون - فلربما كان سيقول البعض: لو كنتم قد تراجعتم بمقدار قليل لتمّ علاج كل المشكلات ولصار الملف النووي الإيراني ملفاً عادياً. تعليق التخصيب في ذلك الحين كان فيه لنا فائدة إثبات أنه بالتراجع وتعليق التخصيب وتأخير العمل وتعطيل بعض المشاريع لا يمكن معالجة المشكلة، فالطرف الآخر يسعى وراء أشياء وأمور أخرى. هذا ما أدركناه، لذلك عاودنا بعد ذلك عمليات التخصيب. ووضع الجمهورية الإسلامية اليوم يختلف عن سنة 82 من الأرض إلى السماء. كنا نتساوم في ذلك الحين على جهازين وثلاثة أجهزة للطرد المركزي، واليوم تعمل الآلآف من أجهزة الطرد المركزي. عقد شباب إيران وعلماؤها وباحثوها ومسؤولوها الهمم وتقدموا بالأمور والأعمال إلى الأمام. وعليه، فلن نتضرر ونخسر شيئاً من المفاوضات الجارية في الوقت الحاضر. وبالطبع فإنني كما سبق أن ذكرت لستُ متفائلاً، ولا أظن أن هذه المفاوضات ستثمر النتائج التي يتوقعها شعب إيران، لكنها تجربة وستزيد الرصيد التجربي لشعب إيران وتعزّزه. لا إشكال فيها ولكن من الضروري أن يكون الشعب يقظاً واعياً. إننا ندعم بكل قوة وإصرار مسؤولينا الذين يعملون وينشطون في الجبهة الدبلوماسية، لكن الشعب يجب أن يكون واعياً يقظاً ويعلم ما الذي يحدث لكي لا يستطيع بعض الإعلامويين الذين يستلمون رواتبهم من العدو وبعض الإعلامويين الذين لا يستلمون أجورهم من العدو، لكنهم سذّج وبسطاء، أن يضللوا الرأي العام.
من مخادعاتهم وأكاذيبهم أن يوحوا للرأي العام ويلقنوه بأننا إذا استسلمنا في الملف النووي للطرف المقابل فسوف تحلّ كل المشكلات الاقتصادية والمعيشية و... الخ. هذا ما يروّجوه في إعلامهم. طبعاً الإعلامويون الأجانب يرسمون لهم الخطوط والاتجاهات بأساليب إعلامية جد ماهرة. وفي الداخل يعمل البعض من منطلق السذاجة وبدون نوايا سيئة ويعمل البعض بدافع أغراض معينة على التبليغ والترويج بأننا لو تراجعنا في هذه القضية واستسلمنا مقابل الطرف الآخر فسوف تعالج كل المشكلات الاقتصادية وغير الاقتصادية. هذا خطأ. لماذا هو خطأ؟ هناك عدة أسباب لذلك. نرغب في أن تفكروا أيها الشباب الأعزاء - سواء أنتم الحاضرون في هذه الجلسة والشريحة الشبابية الواعية المثقفة والشباب الإيراني المتحفز والطلبة الجامعيون وطلبة المدارس في كل أنحاء البلاد، وقد قلت ذات مرة بأنكم ضبّاط الحرب الناعمة - في هذه القضايا والمسائل. من هذه القضايا أن عداء أمريكا للشعب الإيراني وللجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يدور أساساً حول محور الملف النووي. من الخطأ أن نتصور أن معركة أمريكا ضدنا هي بسبب الملف النووي، لا، الملف النووي مجرد ذريعة. قبل أن تطرح القضية النووية كانت هذه العداوات وهذه المعارضات والخلافات موجودة منذ مستهل الثورة. وإذا عولجت القضية النووية في يوم من الأيام - لنفترض أن الجمهورية الإسلامية تراجعت وحققت ما يريدونه - لا تظنوا بأن القضية كلها سوف تعالج وتنتهي، لا، سوف يطرحون تدريجياً عشرات الذرائع الأخري: لماذا تمتلكون صواريخ؟ لماذا تمتلكون طائرات من دون طيّار؟ لماذا علاقاتكم سيئة مع الكيان الصهيوني؟ لماذا لا تعترفون بالكيان الصهيوني؟ لماذا تدعمون المقاومة في المنطقة التي يسمّونها هم منطقة الشرق الأوسط؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ليست القضية أنهم انبثق لهم خلاف مع الجمهورية الإسلامية بشأن الملف النووي، لا، بدأ الحظر الأمريكي على إيران منذ بداية الثورة، وقد ازداد يوماً بعد يوم، وقد وصل في الوقت الراهن إلى درجة عالية. وقد مارسوا صنوفاً أخرى من العداء: لقد أسقطوا طائرة الجمهورية الإسلامية وقتلوا 290 إنساناً. في بدايات الثورة وحينما كان الشعب لا يزال يعيش حالات هياج الثورة دبّروا انقلاب معسكر الشهيد نوجه ضد الثورة الإسلامية. وقد دعموا أعداء الثورة في أية منطقة من البلاد كانوا، وأمدّوهم بالسلاح وغير ذلك. وهو نفس العمل الذي قاموا به بعد ذلك في بلدان أخرى.. لقد فعلوه هذه الأفعال هنا. ليست القضية قضية الملف النووي. هذا ما ينبغي للجميع التفطن إليه. ليس الأمر أن نظن بأن عداء أمريكا للجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب الملف النووي، لا، القضية قضية أخرى. القضية هي أن الشعب الإيراني قال كلا للمطاليب الأمريكية، وقال إن أمريكا لا تستطيع ارتكاب أية سخافة. إنهم يعارضون وجود الجمهورية الإسلامية، ويعارضون نفوذها واقتدارها. في الآونة الأخيرة قال أحد السياسيين والشخصيات الفكرية الأمريكية - وقد أذيع قوله وليس الأمر أمراً خفياً سرياً - إن إيران خطرة سواء كانت ذرية وغير ذرية. قال هذا الشخص بصراحة إن نفوذ إيران واقتدارها - وعلى حد تعبيرهم التفوق الإيراني - في المنطقة أمر خطير.. إيران التي تحظى حالياً بالاعتبار والاحترام والاقتدار. إنهم يعادون ويعارضون هذا الشيء. سوف يكونوا راضين يوم تكون إيران شعباً ضعيفاً ومروّضاً وراضخاً ومعزولاً وبدون اعتبار ولا احترام. القضية ليست قضية الملف النووي.. هذه نقطة. النقطة الأخرى هي إننا يجب أن نركز كل جهودنا في الشأن الاقتصادي على الأمور الداخلية. التقدم والحل الذي يحظى بالقيمة والأهمية هو الذي يعتمد على القدرات الداخلية للشعب. إذا كان الشعب معتمداً على قدراته ومواهبه فلن يعتريه الاضطراب لغضب هذا البلد وحظر ذاك البلد. هذا ما يجب أن نركّز عليه ونعالجه. كل كلامنا مع المسؤولين - سواء المسؤولون في الماضي والمسؤولون في الوقت الحاضر - هو أنه من أجل حل قضايا البلاد ومشكلاتها، بما في ذلك المشاكل الاقتصادية، ينبغي أن تتركز النظرة على الداخل. لدينا في داخل البلاد الكثير من الإمكانيات والطاقات، ويجب الاستفادة من إمكانيات هذا الشعب والتي تتمثل في طاقاته البشرية ومصادره الطبيعية والجغرافية وموقعه الإقليمي. وطبعاً نحن ندعم التحرك الدبلوماسي. حين نقول إن الأمور يجب أن تعالج وتصلح من الداخل فهذا لا يعني أن نغلق أعيننا ولا يكون لنا تحركنا الدبلوماسي ولا نتعامل مع العالم، بلى، التحرك الدبلوماسي والتواجد الدبلوماسي عملية جد ضرورية - والمسؤولون الذي يقومون بهذه الأعمال هم جزء من العمل والأمر - بيد أن الاعتماد والتركيز يجب أن ينصب على الشؤون الداخلية. والبلد الناجح على الصعيد الدبلوماسي هو الذي يعتمد على طاقاته الذاتية، والحكومة التي تستطيع تثمير كلامها خلف طاولة المفاوضات الدبلوماسية وتصل إلى النتائج المرجوّة هي تلك التي تعتمد على اقتدار داخلي وإمكانيات ذاتية، فالأطراف الأخرى تحسب لمثل هذه الحكومة حسابها. النقطة المهمة التي يجب أن تحظى هنا بالتدقيق هي أننا في مواجهتنا لأعدائنا طوال هذه الأعوام لم نصب باليأس في أي وقت من الأوقات، وسوف لن نصاب باليأس بعد الآن أيضاً. في العقد الأول من الثورة لم تكن تتوفر لدينا غالبية الأدوات والوسائل المادية، إذ لم يكن عندنا المال ولم يكن عندنا السلاح ولا التجربة ولا تنظيم ولم يكن لدينا قوات مسلحة كفوءة ولا معدات حربية، وكان عدونا - سواء عدونا الذي يقاتلنا في ساحة الحرب أي نظام البعث الصدامي، والعدو الذي يقف وراءه أي أمريكا والناتو والاتحاد السوفيتي يومذاك - كان في ذروة قوته وقدرته. أمريكا هذه نفسها كانت يومذاك في عهد ريغان من الدول القوية القديرة في الميادين السياسية والعسكرية في العالم، وكنا نحن نعيش العوز والفقر والضيق، لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء لنا. و لقد تغيّر الوضع اليوم، فالجمهورية الإسلامية في الوقت الراهن لديها السلاح والمال والعلم والتقنية والقدرة على الصناعة وتتمتع كذلك بالاعتبار الدولي، وفيها كذلك الملايين من الشباب المستعدين للعمل وملايين المواهب. هكذا هو وضعنا اليوم. لا يمكن مقارنة وضعنا الآن إطلاقاً بما كنا عليه قبل ثلاثين سنة. وفي الجبهة المقابلة لنا فإن الوضع على العكس تماماً. كان الأمريكيون في ذلك الحين في ذروة قوّتهم، وهم ليسوا كذلك اليوم. واحد من رجال الحكم الأمريكان حالياً وهو شخصية معروفة قال قبل فترة عبارة - وهذا هو قوله وليس قولنا - إن أمريكا اليوم وصل بها الحال إلى حيث لا يحترمها أصدقاؤها ولا يخاف منها أعداؤها. عانوا في الفترة الأخيرة من مشكلات سياسية، وقد لاحظتم الخلافات بين رجال السياسة في أمريكا بخصوص قضايا تتعلق بميزانية حكومتهم ما أدّى إلى تعطيل الحكومة الأمريكية لمدة ستة عشر وسبعة عشر يوماً. ذهب ثمانمائة ألف موظف في إجازة إجبارية. هذا ضعف وعجز. يعانون اليوم من أكبر المشكلات على الصعيد الاقتصادي والمالي. ومشكلاتنا بمثابة الصفر في مقابل مشكلاتهم. في سنة 2001 و2002 للميلاد - أي قبل عشرة أعوام وأحد عشر عاماً - خمّن المسؤولون الماليون الأمريكان وقالوا إننا في سنة 2011 و2012 سيكون لدينا فائض في الإيرادات بمقدار أربعة عشر ألف مليار دولار.. دققوا جيداً.. في سنة 2011 كان تخمينهم لسنة 2011 و2012 هو إنهم قالوا سيكون لنا في سنة 2011 و2012 أربعة عشر ألف مليار دولار إضافية من الإيرادات. والآن نحن في سنة 2013 ولديهم نقص بمقدار سبعة عشر ألف مليار دولار، لا أنهم لم يحصل لديهم إضافة وفائض في الإيرادات وحسب. معنى ذلك أنهم أخطأوا في حساباتهم بمقدار ثلاثين ألف مليار دولار! هذا هو وضعهم الاقتصادي ووضع حساباتهم. مثل هذا الوضع يوجد اليوم في الجبهة المقابلة لنا. والاختلافات كثيرة كما تلاحظون. ثمة مصالح مشتركة تربط بينهم - بين الأوربيين والأمريكيين - وإلّا هم على علاقات سيئة في أعماقهم. الشعب الفرنسي يكره الأمريكيين ويمتعض منهم. وفي قضايا متعددة من قبيل قضية سورية أراد الأمريكان الهجوم فلم يستطيعوا إشراك أقرب الدول إليهم في هذه القضية، أعني بريطانيا التي قالت إننا لن نشارك في الهجوم. هذا في حين عندما هجموا على العراق تعاونت معهم نحو أربعين دولة، وحين هاجموا أفغانستان تعاونت معهم أكثر من ثلاثين دولة. هكذا هو وضع الأمريكان الآن، لكن وضعنا جيد جداً. لقد تقدمنا وزاد اقتدارنا وزاد وعي شعبنا. وهم طبعاً يمارسون ضغوطهم. يجب أن نصبر على هذه الضغوط ونتحمّلها ونتجاوزها بالاعتماد على قدراتنا الذاتية. هذا طريق عقلائي يجب أن نسير فيه. طبعاً قلنا ونكرّر: نحن نؤيّد الجهود التي تبذلها الحكومة المحترمة والمسؤولون في البلاد، فهذه عملية وتجربة من الممكن أن تكون مفيدة. إنهم يقومون بهذه العملية فإذا آتت نتائجها فنعمّا ذلك، وإذا لم يحصلوا على النتيجة المطلوبة فليكن معنى ذلك أنهم يجب أن يقفوا على أقدامهم من أجل حل مشكلات البلاد. ونكرّر مرة أخرى توصيتنا السابقة: لا تثقوا بالعدو الذي يبتسم لكم. هذا ما نوصي به مسؤولينا وأبناءنا الذين يعملون في السلك الدبلوماسي، فهم أنباؤنا وشبابنا. توصيتنا لهم: احذروا من أن توقعكم الابتسامات المخادعة في الخطأ. ودققوا في دقائق ما يقوم به العدو.
__________________
صبغة الله |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
روح التوحيد رفض عبودية غير الله سماحة السيد القائد | ام عبد الله السعيد | السائحون | 3 | 03-05-2014 04:36 PM |
اصول تكملة الدليل الشرعي اللفظي ..رابع | ام عبد الله السعيد | اصول | 2 | 12-14-2013 08:06 PM |
خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي ((خطاب ال | Elham ALsaeed | متابعات | 0 | 11-06-2013 07:06 AM |