عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-02-2013, 06:51 AM
مريم المهدي مريم المهدي غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 14
افتراضي الحلقة الاولى (ج) الجزء الأخير

علم النفس والسلوك المرضي وغير السوي، العام:
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
عظم الله أجورنا و أجوركم أيها المؤمنون.
الحلقة الأولى (ج):
وما هي النتائج المترتبة على هذا السلوك؟ وما هو العلاج؟.
ذكرنا آنفا النتائج المترتبة على الشخص المريض، والآن نذكر النتائج المترتبة على الأشخاص الذين خدعهم هذا المريض نفسيا، ومن ثمّ على المجتمع المحيط به ممن خدعهم وبالتالي المجتمع ككل تباعا:
أولا: لا بد أن نعلم وندرك تماما أن هذا الشخص نوعا ما، جبانا، ولا يستطيع إخبار كل من له علاقة به بما قام به من خدمات لفلان من الناس، ولكنه وبسبب بعض العقد النفسية، وبسبب جُبْنه وعدم امتلاكه للجرأة الصحيحة الطبيعية السوية - وإن كان يملك عكسها من الجرأة - فإنه يخبر فقط المقربين منه، وهم، أمّا زوجته، أو أصدقاءه المقربين، أو أقرابه الذين يثق بهم كثيرا؛ 00السؤال، الخطورة أين تكمن؟! تكمن الخطورة في أن هؤلاء يحبون هذا الشخص ويثقون به، نقول: وما الضير في ذلك؟00 الضير فيه وكما يقول مولانا الأمير صلوات الله عليه : ( الحب يعمي ويصم) ، وهو كذلك من ناحية نفسية على الدماغ، كيف؟، إن المخ يفرز هرمونات أثناء الارتياح الكثير من شخص ما أو بسبب حبّه، كالزوجة والأصدقاء وغيرهم، وهذا الهرمون أو هذه الهرمونات لها تأثير على أجزاء المخ الأخرى، حيث أن لها مستقبلات في أجزاء المخ والجسد، إن لم نقل كل أجزاء المخ، وبالتالي تمنع الشخص من أن يرى عيوب الشخص المحب" المريض الذي نحن بصدده"، فيصدّقه، دون أن تلتبس عليه بعض الأمور ودون أن يوقفه، ويسأله عن كل ما قال؛ وهنا أيضا نرجع إلى مولى الموحدين صلوات الله عليه وتحذيراته من الحب المفرط حتى للزوجة، وأن يكون الحب لله أولا وبالله وفي الله، وكذلك الأصدقاء، كي يبقى الانسان سويا في أحكامه على الآخرين ولا ينخدع.
ثانيا: تبدأ حول ذاك الشخص " المظلوم" الشكوك من زوجة وأصدقاء وأقارب " المريض"، وربما بل ومن الطبيعي لدى الكثير منّا وبسبب عدم التدين، نبدأ في أخذ موقف من ذاك، ونشر عيوبه أمام الآخرين، ويصبح لدى كثير من الأصدقاء والأقارب شخصا ناكرا للجميل وشخصا لا يشكر من أسدى له معروفا.
ثالثا: بعض من يصلهم الخبر أن فلانا ناكرا للمعروف، ربما لديهم مشكلة معه مسبقا، وهذا الخبر الذي وصلهم، يزيد الطين بلّة، خصوصا إذا كانت المشكلة لها علاقة بالتجربة الأولى (( وسوف نتكلم عن التجربة الأولى لاحقا)) ، ويزداد حقده وحنقه عليه، ويؤدي إلى القطيعة، وربما تصل إلى عشرات السنوات.
رابعا: أصبح هذا الشخص" المريض" مصدرا من مصادر الغيبة في المجتمع، وأصبح مصدرا من مصادر زعزعة ثقة الناس في بعضها.
خامسا: تفكك كثير من العلاقات بين الأصدقاء والأزواج بسببه.
سادسا: أغلب أفراد المجتمع يتصرفون مثله، وإن كانوا لا يحملون نفس المرض.
سابعا: إن من يحرّك الألسن للغيبة في المجالس بين الرجال والنساء هم أمثال هذا المريض، يعني، إن من يدير الحوارات غير السليمة في مجالسنا هم ليسوا أصحّاء نفسيا، لذلك من يتجرأ على الغيبة دائما، هم المرضى نفسيا. أمّا العقلاء والمتزنين، حتى لو لم يكونوا متدينين، فإنهم لا يتجرؤون على الغيبة، لإدراكهم أنها عيبا وخطأ من الناحية العقلائية.
س/ ما هو الحل: 1- بالنسبة له: الحل له لو انتبه لنفسه، لابد أن يعرض نفسه على طبيب نفسي متدين أو معالج نفسي متدين.
2- أمّا الحل للمجتمع: فيجب علينا أن نتعلّم كيف نحب ونكره لله، - وهذه الكلمات ليست وعظا-، بل هي كلمات علمية، مأخوذة من علم النفس التربوي، كيف؟، هذه التربية النفسية تأتي منذ مرحلة الأجنة عند الغرب وعلم النفس، ولكن عندنا وفي ديننا الحنيف، تأتي قبل ذلك، وهي مرحلة اختيار الزوجين لبعضهما، كيف؟، لا بد من أن ينتبه كل من يريد الزواج من ذكر وأنثى، أن يختار السوي الصالح. ماذا يعني ذلك؟، يعني، أن التربية للشخصية تبدأ من هناك قبل الزواج، وهكذا00ومن ثمّ عالم الأجنة ثم الطفولة فالمراهقة، كي نحصل على شخص سوي، لا يبتلى بمثل هؤلاء المرضى.
أيضا، لا نصدّق كل ما نسمع، ولا نتسرع في الحكم على الآخرين، وأن لا نعير اهتماما للمبالغين في حديثهم، وأن نتصدّى للغيبة مهما كان الشخص الذي أمامنا.
لا بد أن نتعلّم كيفية تمييز الناس في النضج والاتزان الانفعالي، ومن تنطبق عليه ومن لا تنطبق عليه. وهي ليست بالسهلة.
بقي أن نقول أن هذا المرض يصيب الكل، الصغير، الكبير، الرجل، المرأة، الطبيب، المهندس، المعلم، الكسبي، الفلاح وحتى 00 بل إنه لا يترك أحدا من كل أفراد المجتمع.
نلتقي إن شاء الله في الحلقة "الثانية" مع مرض الغرور العلمي.
أخوكم د. حسين البطيان
رد مع اقتباس