عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-21-2021, 08:40 AM
بثينه عبد الحميد بثينه عبد الحميد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 87
افتراضي آثار حركة الإمام الحسين (ع ) لسماحة الشيخ عبدالمحسن النمر

يتعرض هذا البحث لآثار حركة الإمام الحسين عليه السلام من الجهة الاجتماعية، والثقافية والسياسية، والمعنوية والعرفانية، ولن يكون البحث في جهة واحدة، وسنتعرف على الوضع الإسلامي، ونرى أسباب حركة الإمام الحسين عليه السلام، ثم نتتبعها من بداية انطلاقتها وصولا لكربلاء، نمر بصورة مختصرة على أحداث كربلاء، وسنركز في درس أو درسين على الجانب المعنوي لكربلاء، وخير بداية للحديث هو المنطلق القرآني لعله يكوِّن لنا صورة نفهم بها واقعة كربلاء، ونشير إلى بعض المبادئ والتصورات التي تهيئ لنا أرضية لفهم حركة الإمام الحسين عليه السلام.

الدرس الأول
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا أبي القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين " السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين...
واقعة كربلاء من أكثر الأمور تأثيرا في تكوين شخصياتنا ووعينا وثقافتنا وإيماننا ونجاتنا في الدنيا والآخرة، والمغروس في ذهن كل موالٍ لأهل البيت من بذر كربلاء أعمق وأكثر من الحديث عن جميع جوانبه، فتأثيراتها في أنفسنا من النواحي الروحية والثقافية والاجتماعية متعدد ومتشعب في وجودنا وتكويننا.
ونحاول التعرف على هذه الحقيقة التي زرعتها يد القدرة الإلهية في نفس كل مؤمن، والغاية هي الالتفات إلى ركائز الحركة الحسينية وآثارها، ومحاولة تفسيرها، وهذا ليس بالأمر الهين، بل سوف يتبين استحالته.

تكرر ذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم كثيرًا، وفي قصص متعددة، وغالبيتها تدور حول دوره في توطيد عرى التوحيد، ومنها عن دعوته لقومه ومواجهته لعبادة الأصنام، وما حدث بعدها من محاولة إحراقه، ووصيته لأبنائه بالتوحيد، وبناء الكعبة، ومعظم الآيات التي تذكره -إن لم يكن كلها- تدور حول المعركة التوحيدية التي خاضها في ترسيخ كلمة (لا إله إلا الله)، لهذا صار عليه السلام أب التوحيد، وكل موحد بعده تحرك على إثر حركته عليه السلام، وحديثنا يتناول قصة تختلف عن سائر القصص، فليس لها شأن في الناس أو المجتمع أو الدعوة لله تعالى، فهي لا تدور بين إبراهيم وبين أحد من الناس. قال تعالى في محكم كتابه: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107}(سورة الصافات )

إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ
حركة إبراهيم عليه السلام هي حركة نحو عبادة الله، أو كما يصطلح عليه أهل العلوم البحثية سير وسلوك إلى الله، فلم يتحرك هنا ليدعو أحدًا، ولو كانت هناك دعوة لأحد فهي في طي هذا السير السلوكي، يعيننا على ذلك ويؤيده: { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً } (سورة مريم ) وفي حديث عن الإمام علي عليه السلام يبين عمق هذه الحركة الإبراهيمية، كما روى ذلك الشيخ الصدوق(ره) في تفسير {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} فذهابه إلى الله وتوجهه إليه عبادة واجتهاد وقرب، {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} وطلب منه أن يهب له من الصالحين {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} عبادة الله تتنوع فمنها الخلوة مع الله والتهجد والتحميد والتمجيد بأنواع الذكر وفنون المناجاة والصلاة والصيام والحج الذي هو من سنة إبراهيم عليه السلام لكن ليس هناك عبادة اسمها ذبح الابن، ولكن في حركة إبراهيم لله وعبادته تأتي الآيات القرآنية فتقول إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ هذا الذبح لم يكن لغاية الدفاع عن الدين أو الدعوة لله، هذه الحركة وهذا الإقدام بأن يذبح إبراهيم ابنه نوع من العبادة لله نحن لا نليق بها ولا نفهمها.
نلاحظ هنا أن إبراهيم عليه السلام بلغته الكشفية الربانية في المنام وليس عن طريق ملك من الملائكة، وكأن الإسرار بهذه القصة منتهى الغاية من الخلة بين الله وبين إبراهيم الخليل.
(أصل التخلل) دخول الشيء في الشيء، ثم استعمل في الصديق الذي لا تكتم عنه سراً فهو متخلل فيك، يعرف كل ما لديك وكل ما تخفيه عن كل أحد، الأصدقاء كثيرون ولكن الخليل منهم الذي تطلعه على كل ما لديك، ورؤيا الأنبياء تختلف عن رؤى الناس العاديين، فهي كاشفة عن اليقين { إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} تكشف لإبراهيم عليه السلام بأن هناك أمرًا متحققًا في الخارج وهو أن يذبح ابنه، عزم إبراهيم (ع) على ما ورده من أمر الله، ولكنه أراد أن يهيئ إسماعيل عليه السلام فهو الغلام الحليم، لأن البشارة التي جاءت إبراهيم { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } لم تذكر ابنًا قويًا بل غلامًا حليمًا، يقول السيد الطباطبائي: ( لم يوصف نبي بأنه حليم إلا إسماعيل وأبيه إبراهيم عليهما السلام، قال تعالى: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} وهذه الخاصية كانت محلًا للإشارة أو البشارة، إسماعيل في ذلك الوقت لم يكن رجلا { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} وإنما غلام يسعى، ويقال ربما أنه إشارة لسن المراهقة الذي يصبح فيه الابن ساعيا فكان الرد من إسماعيل { يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} أنت مأمور بأمر فافعله، لم يقل يا أبتِ الوظيفة التي هي ذبحي اذبحني، وهذا يشير إلى التضحية والإقدام، وإذا كان له أثر علي {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } ورد في الروايات أن إبراهيم عليهما السلام لما هَمَّ بقتل إسماعيل، لم يخبره ولم يخبر أمه وإنما أخرجه معه إلى وادٍ في مكة وأخبره بالرؤيا، قال له إسماعيل عليه السلام : (يَا أَبَتِ اشْدُدْ رِبَاطِي حَتَّى لَا أضْطَرِبُ، وَاكْفُفْ عَنِّي ثِيَابَكَ حَتَّى لَا يَنْتَضِحَ عَلَيْهَا مَنْ دَمِيَ شَيْءٌ فَيَنْقُصُ أَجْرِي وَتَرَاهُ أُمِّي فَتَحْزَنُ، وَاشْحَذْ شَفْرَتَكَ، وَأَسْرِعْ مَرَّ السِّكِّينِ عَلَى حَلْقِي لِيَكُونَ أَهْوَنَ عَلَيَّ فَإِنَّ الْمَوْتَ شَدِيدٌ) { يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين...} أسلم أي عزم على الأمر عزيمة أقفل معها أبواب التراجع، أي ليس هناك تراجع، بل أقدم إبراهيم عليه السلام فعلا وعملاً على ذبح ابنه، نشير إلى أن غريزة حب الابن من أعمق الغرائز الموجودة لدى الكائنات، وبالخصوص كلما ازدادت إنسانية الإنسان ازداد حبا للآخرين فكيف بحبه لابنه، وكلما ازداد هذا الابن رقة وكرامة وجلالا كلما ازداد التعلق به.
لكن نشير إلى أن هناك من يذبح الناس وحتى ابنه قسوة وغلظة، وفي رواية للمؤرخين عن أحد الصحابة أنه قال: أمران أحدهما يضحكني والآخر يبكني، يضحكني أننا كنا نصنع الإله الذي كنا نعبده من التمر فإذا اشتد بنا الجوع أكلناه، وأما ما يبكيني فهو أني حينما كنت أدفن ابنتي وكنت أحفر لها القبر يقع الغبار على لحيتي فكانت تنفض الغبار عن لحيتي، وهذا منتهى القسوة التي يمتلكها بعض الناس، أما أولياء الله فهم في منتهى الرأفة والرحمة فكيف أقدم نبي الله إبراهيم عليه السلام على هذا العمل، حتى نفهم هذا لنتأمل كيف يوصينا القرآن باتباع إبراهيم عليه السلام { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَٰهِيمَ خَلِيلً } الآية فيها إشارات بأن علة ومصدر الخلة التي تحققت في إبراهيم عليه السلام مع الله تعالى هي إسلام الوجه إلى الله، وهذه هي الخاصية الأولى.
الخاصية الأخرى هي الوظيفة التي كلف بها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وهي عبادة خاصة بين إبراهيم وربه تعالى، وهي ليست تكليفاً كلف به البشر، ولا بعضهم، ولا حتى الأولياء منهم، بل لم يرد هذا التكليف إلا لإبراهيم عليه السلام، لا يوجد في الشرائع تشريع اسمه أن تذبح ابنك، هذا الأمر ليس له مصداق مكلف به إلا إبراهيم عليه السلام { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } التكليف الذي أوكل إليك الوظيفة التي صدقتها يعني جريت عليها كما أمرت فأصبحت صادقة وتحققت { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرينَ* سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ* كَذَلِكَ نَجْزي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِين* وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ } فإن المبشر به الأول ليس إسحاق لأن الآيات القرآنية بعد أن ذكرت ما جرى بينه وبين ابنه الحليم ذكرت أنه بشرناه بإسحاق، وهذا ما يشير إليه السيد الطبطبائي: أن هذا دليل على أن المبشر به في الأول هو إسماعيل، {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} الوظيفة التي أوكلت إلى إبراهيم عليه السلام انتهت حينما رفع سكينه وقد شحذها ووجه ابنه للأرض، وتله للجبين أي جهزه وأعده للقتل إلى هنا انتهت وظيفة إبراهيم عليه السلام، هذا النحو من التسليم والعبودية والخضوع لله عز وجل لم يبلغه كائن ولم يكلف به إنسان ولم يصل إليه أحد قبل إبراهيم عليه السلام، كلنا مكلفون بنحو من الاتجاه لله عز وجل والتقرب إليه، لكن لو كلفنا بأكثر مما هو جميل ومناسب لنا لم نستطع أن نستوعب تلك الحالة أو المقدار من العبودية لله عز وجل.

إبراهيم عليه السلام بلغ أن يكون في توجيهه لابنه ورفعه السكين لذبحه نوع من الخضوع والعبودية لله تعالى تتناسب مع كمال إبراهيم عليه السلام، إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وقف كمالهما عند هذا الحد
والوظيفة، أما الذبح فلم يتحقق لإبراهيم ذبح إسماعيل، ولا إسماعيل ذبحه إبراهيم، هناك من حقق هذه الوظيفة فكان كماله في أن تتحقق وظيفة الذبح.
أما حد وظيفة أبي عبد الله الحسين عليه السلام فهي أن يقتل ابنه حقيقة، انظروا إلى ظروف كربلاء ستجدون أضعافا مضاعفة مما أحاط بقصة إبراهيم عليه السلام أي حالة من العبودية كانت بين الإمام الحسين عليه السلام وبين الله جل وعلا.
سنتعرض في دروس قادمة إن شاء الله إلى ظروف كربلاء، فلها تفسير في واقعها الاجتماعي الذي دارت فيه، ولها تفسير ومعنى في قضيتها التاريخية والإنسانية التي تعم الإنسانية من أولها إلى آخرها، فهي أعلى من درجة الظروف الاجتماعية الآنية، لكن كلا الأمرين لا يفسران قضية كربلاء.

وإذا أردت أن تبحث عن قضية كربلاء فابحث عن قضية كربلاء بين الحسين عليه السلام وبين ربه، لا يظن أحد أن الأسباب الطبيعية فرضت على الإمام الحسين عليه السلام أن يضحي، لا يظن أحد أن هناك في هذا الوجود من يضحي لأجله الإمام الحسين عليه السلام، منطلق ما جرى عليه سر بينه وبين الله، وسائر الأشياء هي تدع ذلك السر لله.
شاء الله أن يرى الإمام الحسين عليه السلام قتيلا وليست الظروف الاجتماعية هي التي تفسر لنا وإن كانت تستحق منّا البحث والنظر، وفي مستوانا يمكن أن نبحث فيها ونتحدث عنها ونشير إليها.
ولكن حقيقة واقعة كربلاء أين نجدها أين نبحث عنها؟ إن شاء الله بتتبع قصة إبراهيم عليه السلام عرفنا أن هناك قضية أخرى تختلف، إبراهيم عليه السلام في هذه القصة ما كان يذبح ابنه إسماعيل لأجل أحد أو يدافع عن أحد أو يضحي بأحد كانت هناك علقة ربانية من الله كمالها في الاستجابة لهذا الأمر.
( شاء الله أن يراني قتيلا ) لعلنا نبحث في هذا المعنى ونتفطن فيه ونشير إليه فلا يمكن أن نفهم حركة الإمام الحسين عليه السلام قبل أن نشير ولو إشارة من بعيد إننا كما نرى في كل حركة تحركها الإمام الحسين عليه السلام أداء لوظيفة اجتماعية في نجاة الأمة وإصلاحها (خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)، علينا أن نفهم أن لكل خطوة في كربلاء معنى رباني للعلاقة بين الحسين عليه السلام وربه، وما ندركه من هذه العلاقة لا يمكن أن يقدر بنقطة في بحر الحقيقة، بل إن أهل العرفان لما عجزوا عن إدراك تلك الحقيقة وتفسيرها تصوروا معنى فقالوا على لسان الإمام الحسين عليه السلام:
هجرت الخلق طرا في هواك
وأيتمت العيال لكي أراك
فلو قطـــعتني بالحــــب إربــــــــــاً
لما مال الفؤاد إلى سواك
هذه الأبيات تعبر عن أسمى وأعلى ما يمكن أن يبلغه
الإنسان العادي في فهم حركة الإمام الحسين عليه السلام، فهي من أجمل وأجل الأبيات، لكن لا بد أن ننظر إليها بمقدار وعي البشر وإمكان ما يصل إليه من فهم هذه العلاقة بين الإمام الحسين عليه السلام وبين ربه، فهذه الأبيات التي نظمها أهل المعرفة حينما لم يدركوا تفسيرا لما جرى، أو أنهم أدركوا أن هناك أسرارا لا يمكن أن ترى، فمقدار ما بلغ إدراكهم أن ينظموا هذه الأبيات ليصوروا بها حركة الإمام الحسين عليه السلام.
المروي أن عليا الأكبر لما خاض حملته الأولى والتي ذكّر فيها بحملات جده حيدرة الكرار عليهما السلام وقد قتل الأبطال والفرسان وذوي الحمية، عاد وقال: يا أبي قتلني العطش فضمه عليه السلام إليه ووضع لسانه في فمه فإذا هو كالخشبة اليابسة، بعد مقتل علي الأكبر كيف أصبح لسان الإمام الحسين عليه السلام.

السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره السلام عليك
يا أبا عبد الله لعن الله ظالميك ولعن الله قاتليك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به

التعديل الأخير تم بواسطة بثينه عبد الحميد ; 09-21-2021 الساعة 08:43 AM
رد مع اقتباس