[كوثر حسين]

بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين،،،
الدرس التاسع


انتهينا من القسم الثاني من علم البلاغة علم البيان.

بداية ذكرنا أن البلاغة تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
1- علم المعاني( يهتم باللفظ).
2- علم البيان (يهتم بالمعنى).
3- علم البديع (بعد دراسة علمي المعاني والبيان يأتي علم البديع ).

نبدأ بالقسم الثالث والأخير من أقسام علم البلاغة علم البديع.

س/ ما المقصود من علم البديع؟
البديع: لغة - المخترع الموجد على غير مثال سابق، وهو مأخوذ ومشتقٌ من قولهم - بدع الشيء، وأبدعه، اخترعه لا على مثال.
واصطلاحا - هو علم يعرف به الوجوه،
والمزايا التي تزيد الكلام
حسنا وطلاوة، وتسكوه بهاءً، ورونقاً، بعد مطابقته لمقتضى الحال مع وضوح دلالته على المراد لفظا ومعنى.

ينقسم الى قسمين:
1- محسنات معنوية.
2- محسنات لفظية.

من المحسنات المعنوية:

- المحسن الأول: التورية.
س/ ماالمقصود من التورية ؟
لغة : مصدر وريت الخبر تورية اذا سترته.
ان يطلق لفظ له معنيان احداهما قريب غير مراد والآخر بعيدهو المراد.
مثل:
قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ)
-الشاهد في كلمة:
جَرَحْتُم.
-معناها القريب ⬅ الجرح الاصابة.
-البعيد⬅ارتكاب الذنوب.

مثال2:
في بيت الشعر
ولو وافى به لهم حبيب..
-الشاهد في كلمة:
حبيب.
-معناها القريب ⬅ المحبوب.
-والمعنى البعيد⬅ شخص اسمه حبيب وهو ابو تمام.

مثال3:
حر ومعناه رقيق
-الشاهد في كلمة:
رقيق.
-معناها القريب ⬅ العبد.
-والمعنى البعيد⬅ اللطيف.

-المحسن الثاني: الاستخدام.
س/ مالمقصود منه؟
هو ذكر لفظ مشترك بين معنيين يراد به أحدهما ثم يعاد عليه ضمير أو اشارة بمعناه الاخر.
مثل:
قال تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
الشاهد في المثال :
-اراد بالشَّهْرَ ⬅ الهلال.
-الثاني⬅ شهر رمضان.
فاراد بـ (الشَّهْرَ):
1-الهلال.
2-شهر رمضان نفس الشهر.
والضمير فليصمه عائد على شهر رمضان.

-المحسن الثالث: الاستطراد.
س/ مالمقصود منه؟
وهو أن يشرع المتكلّم في موضوع، ثم يخرج منه قبل تمامه إلى موضوع آخر، ثم يرجع إلى موضوعه الأول.
خصوصاً في المحاضرات
أو في النثر ويكون شرطتين بين الجملة المستطردة.

-المحسن الرابع: الافتتان.
وهو الجمع بين فنّين من الكلام، كالمدح والذم، والتهنئة والتعزية، والغَزَل والحماسة، وأمثالها.

مثل:
في تعزية اهالي الشهداء،
وفي نفس الوقت تهنئتهم على هذا الشرف، في نفس الكلام يكون فنيين.

-المحسن الخامس: الطباق.
س/ مالمقصود من الطباق؟
الجمع بين لفظين متقابلين في المعنى.
والطباق قد يكون :
-اسمين.
مثل:
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ).
-فعلين
-حرفين
مختلفين

- ويكون على قسمين:
1 ـ طباق الايجاب.
2 ـ طباق السلب.
-اذا كان ايجاب في كلا الكلمتين فهو ايجاب.
مثل:
قال تعالى: (أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ).

-مثال طباق في الحرف إيجاب:
قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ)
الاول والاخر
-مثال طباق في اسمين إيجاب:
قال تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ).

-واذا كان احدهما مثبت والاخر منفي يكون سلب.
مثل:
قال تعالى: (خُلقوا وما خُلقوا).

س/ ما نوع الطباق في قوله تعالى: (ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ)؟
طباق إيجاب.

-اذا لم يختلف فيه الضدان سلباً او إيجاباً يسمى: طباق الايجاب.
-واذا اختلف فيه الضدان إيجاباً وسلباً يسمى: طباق سلب.

-المحسن السادس: المقابلة.
المقابلة: هي أن يؤتى بمعنيين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بمقابلها على الترتيب.
مثل:
قال تعالى:
1- (إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ).
2- (وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍۢ).
نلاحظ توجد مقابلة بين الجملة الأولى وبين الجملة الثانية، فالمعنيين في الجملة الأولى قد قابلهما معنيان آخران في الثانية على الترتيب.

مثال2:
1- (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى).
2-(وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)
توجد مقابلة بين الجملة الأولى وبين الجملة الثانية، فالمعنيين في الجملة الأولى قد قابلهما معنيان آخران في الثانية على الترتيب.

وهكذا في امثلة الشعر المذكورة.

- المحسن السابع: مراعاة النظير.
وهو: الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة لا على جهة التضاد.
مثل:
قال تعالى: (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )
لايوجد بين السمع والبصر تضاد
صحيح.
مراعاة النظير بمعنى مراعاة المناسب، اللي يناسب السمع البصر
دائما متلازمتان.

مثال2:
قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ )
(اشْتَرَوُا) يناسبه (رَبِحَتْ).

-المحسن الثامن: الإرصاد.
وهو: أن يذكر قبل تمام الكلام - شعراً كان أو نثرا ـ ما يدل عليه إذا عُرف الرويّ.
س/ ماذا يقصد من الروي؟
هو الحرف الأخير الذي تبنى عليه القصيدة، او الحرف الأخير قبل الفاصلة.
-في الآيات تكون الفاصلة:
قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ، وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).

قال تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)

المحسن التاسع: الإدماج.
وهو أن يدمج في كلام سيق لمعنى، معنى آخر غير مصرّح به.
مثل:
أقلب فيه اجفاني كأني
أعد به على الدهر الذنوبا

قصد الشاعر طول الليل ( اصالة)، ثم ادمج الشكوى من الدهر.
اذا بعض المحسنات مرتبطة وكانها شيء واحد.
في هذا الكتاب ذكرها بالتفصيل
والا في كثير من كتب البلاغة مو ذاكرين جميعها.

-المحسن العاشر: المذهب الكلامي.
وهو: أن يورد المتكلم على صحة دعواه حجة قاطعة مسلمة عند المخاطب.
يعني الادلة على علم الكلام الذي يطرحه لاثبات اصول الدين بالبراهين العقلية.
مثل:
قال تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)
اللازم وهو الفساد باطل فكذا الملزوم وهو تعدد الالهة باطل.

انتهى الدرس...