عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-14-2019, 10:29 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post االدرس الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس الثاني:.

بيّنا في الدرس الماضي أن كل شيء له قانونه الرباني الذي يوصله إلى هدفه وكماله، إلا إن الكائنات هدفها مرسوم من الصانع الحكيم، أما الإنسان هدفه يكون من اختياره وبإرادته.
لذلك فهو حر ومختار، وكل إنسان يحدد أهدافه وفقا للمصلحة.

وبما أن المصالح على قسمين (مصالح فردية ومصالح اجتماعية) وحتى لا يكون تناقض بينهما وُضع لها حل يتكون من واجهتين:
- نظرية: المعاد.
- عملية القيادة الربانية: المتمثلة بالنبوة.

في درس اليوم سيثبت النبوة - ليست النبوة العامة - وإنما نبوة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
وسيكون الاثبات بالدليل العلمي الاستقرائي، مثل طريقة إثبات الصانع الحكيم في الجزء الأول.
ويؤكد السيد الشهيد مرة أخرى بأن هذا الدليل وهذا المنهج نستخدمه في الاستدلال في حياتنا اليومية وفي التجارب العلمية.
⬅لذا فنحن نثق به كل الثقة ونطمئن إلى نتائجه.

نذكر خطوات منهج الدليل الاستقرائي:
١- ملاحظة ظواهر عديدة بالحس والتجربة.
٢- إيجاد فرضية تكون صالحة لوجود جميع تلك الظواهر الموجودة.
٣- نفرض عدم صحة الفرضية السابقة، ونفرض وجود احتمال آخر، لكننا نجد أن نسبة وجود كل هذه الظواهر المتعددة تكون ضئيلة جدا في الاحتمال.
٤- نتوصل إلى أن الفرضية صادقة بسبب وجود تلك الظواهر كلها.
٥- التناسب العكسي بين درجة ترجيح وإثبات تلك الظواهر للفرضية مع نسبة الاحتمال (على افتراض كذب الفرضية).

ذكر السيد الشهيد أمثلة يمهد بها لإثبات النبوة:
منها مثال: الرسالة من الصبي الريفي.
الخطوة الأولى
ملاحظة الظواهر المتعددة:
- الرسالة مكتوبة بطريقة مُنمّقة ومرتبة.
- متسلسلة الأفكار.
- معروضة بطريقة فنية عالية الجودة.
- لغة بليغة.

الخطوة الثانية

عليه نفرض أن كاتب الرسالة شخص مثقف، واسع الاطلاع على الأحداث من حوله، عارف باللغة وقواعدها وبلاغتها.

الخطوة الثالثة
نفرض عدم صحة الفرضية ونحتمل أن الصبي هو كاتبها ..
لكن برجوعنا إلى معرفتنا بهذا الصبي وأنه صغير من منطقة ريفية بسيطة -كناية عن عدم توسعهم في الثقافة- غير مطلع، غير مثقف.
فإن هذا الاحتمال لا تنطبق عليه ظواهر الرسالة الفائقة التنسيق والبيان.

الخطوة الرابعة

إن احتمال كتابة الصبي للرسالة يكون ضئيل، وتترجح فرضية وجود شخص آخر يكون هو من كتب الرسالة.. ليتحقق فيها الظواهر في الرسالة.
لأنه كلما ضعف الاحتمال زاد نسبة ترجيح الاحتمال الآخر (الفرضية) وذلك على حسب التناسب العكسي الموجود في *الخطوة الخامسة*.

مثلها:
عندما يأتي أحد أطفالنا الصغار برسالة حب لنا وتكون مزينة ومكتوبة بخط جميل وعبارات قوية، فنحن نشكره ونبادله المشاعر.
لكن بعد ذلك نسأله من ساعدك في كتابة الرسالة؟
لأننا ندرك أنها ليست من صنعه مباشرة.

وممكن نقوم بتحليل هذا الدليل والاستنتاج كالتالي:
١- المعطيات والظروف والعوامل المحسوسة (كاتب الرسالة صبي ريفي).
٢- النتائج (الرسالة بليغة ومميزة).
٣- مقارنة النتائج بالعوامل والمعطيات: النتائج لا تتناسب مع المعطيات
(لا يمكن للصبي أن يكتب هذه الرسالة).
٤- لابد من عامل خارجي (بحيث استفاد منه هذا الصبي في كتابة الرسالة).
⬅ أي أن النتائج أكبر من المعطيات لذلك لابد من وجود عامل إضافي خارجي.

ذكر مثال آخر من الحياة العلمية وطبّق عليه نفس الخطوات:
وهو تعرف العلماء على الإلكترون.

١- المعطيات والعوامل المحسوسة:
مجموعة من الأشعة المعينة في أنبوب مغلق، مع قطعة مغناطيس ذات قطبين (+ و -) على شكل حدوة الفرس.
٢- النتائج:
ميلان الأشعة نحو القطب (+) من المغناطيس
(مع تطبيق هذه التجربة أكثر من مرة وفي حالات مختلفة إلا أن النتيجة واحدة انجذاب الأشعة نحو القطب الموجب)
٣- النتائج لا تتناسب مع المعطيات
لأن الأشعة مثل الضوء العادي
لا تتأثر بالمغناطيس ولا تنجذب إليه.


4- لابد من عامل خارجي إضافي:

وهي أن هذه الأشعة تتألف من أجسام دقيقة سالبة (-) هي التي تنجذب إلى القطب الموجب من المغناطيس.
⬅ سميت هذه الجسيمات بالإلكترونات.

فطريقة الاستدلال هنا:
أن النتيجة إذا جاءت أكبر من المعطيات والظروف والعوامل المحسوسة (كما في الحالات المماثلة لها) فهذا يعني وجود عامل إضافي خارجي غير محسوس وراء هذه الظروف والعوامل.

-في المثال الأول وجود مساعد للصبي.
-في المثال الثاني وجود جسيمات.

وبهذه الطريقة يستدل على نبوة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وعلى رسالته السماوية.


انتهى الدرس...


رد مع اقتباس