عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-20-2018, 06:03 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدزس الرابع



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الدرس الرابع


توقفنا الحصة الماضية عند
نوعي الاستدلال اللذين سيذكرهما السيد الشهيد على وجود الصانع الحكيم وهما:
1- الدليل العلمي (الاستقرائي).
2- الدليل الفلسفي.

في البداية نوضح أن الدليل ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
-1 الدليل الرياضي:

وهو المستخدم في الرياضيات، ويحضى بثقة الجميع ويعتمد على مبدأ عدم التناقض.

2- الدليل العلمي:
وهو المستخدم في العلوم الطبيعية، ويعتمد على المعلومات المستنتجة من الحس والتجربة والاستقراء العلمي.
ويستخدم فيه أيضا الدليل الرياضي.

3- الدليل الفلسفي:
وهو الذي يعتمد على المعلومات العقلية، التي لا تحتاج إلى حس وتجربة، وأيضا يستخدم مبادئ الدليل الرياضي (مثل مبدأ عدم التناقض).
لكن قد يكون ضمن الدليل معلومات حسيّة واستقرائية لكن لا يُكتفى بها، بل يعتمد إلى جانبها على معلومات عقلية.

وإن كل دليل له منهج.

المنهج:
هو الطريقة أو الخطوات المستخدمة في تنظيم الأفكار والمعلومات للوصول إلى النتيجة المطلوبة.

- فمنهج الدليل العقلي:

هو طريقة دراسة الأفكار والمبادئ العقلية للوصول إلى المطلوب.

- وذكرنا الطريقة في المنطق من خلال الخطوات الخمس المتمثلة في (حركة العقل):
1- وجود مجهول.
2- تحديد نوعه.
3- حركة العقل الذاهبة.
4- حركة العقل الدائرية.
5- حركة العقل الراجعة.

وكذلك للدليل التجريبي الاستقرائي منهج وخطوات: سنأخذه في الدرس التالي بإذن الله تعالى.

(خطوات المنهج التجريبي مذكورة في كتب العلوم من المرحلة الابتدائية - الطريقة العلمية).

توجد مناهج عامة تشمل كل علم،
وتوجد مناهج خاصة تخص كل علم بعينه.

ذكرت في هامش الكتاب بعض الأمثلة على المنهج المستخدم في الأدلة بطريقة سهلة بسيطة منها:

قد يُستدل على أن الشمس أكبر من القمر، لأن العلماء يقولون ذلك.
⬅ المنهج هنا هو إتخاذ قرارات العلماء دليلا على الحقيقة.

قد يُستدل على أن فلان سيموت بسرعة وذلك بسبب رؤية الحلم.
⬅ المنهج إتخاذ الأحلام دليلا على الحقيقة.

لكن كلما كان المنهج أكثر ثقة ⬅ كان الدليل أقوى في الاثبات.
فكل استدلال مرتبط بصحة المنهج الذي يعتمد عليه.

نرجع لأنماط الاستدلال التي ذكرها السيد الشهيد والتي يتمثل في كل منها المرحلتين:
1- مرحلة الحس والتجربة وتجميع المعطيات.
2- مرحلة التنسيق والتنظيم بينها ومن ثم الاستنتاج العقلي.


الدليل العلمي لإثبات الصانع الحكيم

يعتمد على منهج الدليل الاستقرائي وحساب الاحتمالات.

حساب الاحتمالات حساب دقيق يُدرس في الجامعات كمادة مستقلة (نظرية الاحتمال) فيها معادلات رياضية وبراهين ليست سهلة.

لكن استطاع السيد توضيحها في هذا الكتاب بأسلوب يستطيع الإنسان العادي السوي فهمها عن طريق طرح الأمثلة اليومية والعلمية.

ففي البداية
حدد المنهج المتبع في الاستدلال ووضح خطواته.
ثم قام بتقييم المنهج ومدى الوثوق به.

بما أن هذا المنهج نستخدمه في حياتنا اليومية وفي التجارب العلمية.

فنحن نثق به تمام الثقة
فيفترض أن نثق به أيضا تمام الثقة في إثبات الصانع الحكيم.

ذكرت في الكتاب بعض الأمثلة على حياتنا اليومية منها:
استلام رسالة بالبريد والتعرف على أنها من أخي (من القرائن الموجودة) وسنتكلم عنها بالتفصيل في الدروس القادمة.

الطبيب الذي ينجح في علاج حالات مرضية كثيرة، نثق به وبمهارته.

لذا نجد الأغلب في يومنا الحاضر قبل أن يذهب للمستشفى يسأل:

من هو أفضل طبيب مثلا لعلاج الأسنان في المستشفى الفلاني؟ (فهو يستقرئ من حواليه)
فإذا أجاب الأول: بأن الطبيب ( ب) هو ممتاز
وقال الثاني أيضا: بأن الطبيب ( ب) ممتاز
وأيدهم ثالث ورابع و .. و ..
هنا يذهب السائل للطبيب وكله ثقة به.
لأن زادت لديه احتمالية شفائه من مرضه.

أو مثلا هو يذهب إلى الطبيب
في المرة الأولى ويلاحظ تحسن حالته بعد تشخيصه ووصفه للعلاج،
وكذلك في المرة الثانية والثالثة و ..

هنا بعدها يذهب إلى نفس الطبيب وهو مطمئن.

أيضا بنفس الطريقة استخدام إبرة البنسلين وتحسس الجسم منها.

هي قائمة على الاستقراء
(الاستقراء: هو تتبع الجزئيات المتشابهة للوصول إلى حكم او قاعدة كلية).

وأغلب مواقف حياتنا اليومية تقام على الاستقراء منها:

- اختيار مثلاً خطوط الطيران للسفر.
- وحملات الحج والعمرة وزيارة الأربعين.
- اختيار المدارس.
- اختيار أنواع السيارات والأجهزة الذكية.
- عندما نسجل أحد أبنائنا في المدرسة نسأل عن أفضل معلم من ناحية جذبه للطلاب و تعامله معهم.
- في الطبخ المنزلي.
- التوصل إلى طريقة لحفظ الأطعمة قديما قبل وصول أجهزة التبريد.
- التوصل إلى الطب الشعبي في حالات مرضية معينة كاستخدام المرّة والزيوت
.... وغيرها

وأمثلة كثيرة .. من حياتنا اليومية قائمة على الاستقراء.

ذكر أيضا في الكتاب أمثلة عن العالم الطبيعي:
ملاحظة خصائص المجموعة الشمسية وعلاقتها بالشمس ( وسيتكلم عنها بالتفصيل لاحقا)

الاستدلال على وجود كوكب نبتون (الكوكب الأزرق) عن طريق تتبع مسار حركة الكواكب، قبل أن يُكتشف نبتون بالحس.

نبتون هو الكوكب الأخير في المجموعة الشمسية
كواكب المجموعة الشمسية هي:
عطارد - الزهرة - الأرض - المريخ
المشتري - زحل - اورانوس - نبتون.

(بلوتو: كانوا سابقا يعتبروه من ضمن المجموعة الشمسية لكن بعد ذلك ألغوا هذا الرأي وقال بعضهم أنه قمر من الأقمار).

فكيف استدل العلماء على وجود نبتون بالدليل الاستقرائي قبل أن يُكتشف بالحس؟
⬅ عن طريق تتبع مسارات الكواكب.
فكل كوكب له مسار واحد خاص به يعتمد على قربه من الشمس وقوة جذب الشمس له.

الاستدلال على وجود الالكترون قبل التوصل إلى المجهر الذري.
(وهو مثال في الكيمياء)

الذرة عبارة عن:
نواة في المركز تحتوي على
بروتون موجب الشحنة (+)
ونيترون متعادل الشحنة
وحول النواة تدور الإلكترونات سالبة الشحنة (-) في مسارات تسمى السحابة الإلكترونية

تجري التفاعلات الكيميائية بين العناصر غير المستقرة عن طريق فقد أو اكتساب الكترون أو أكثر حسب الموجود في المدار الأخير.

وبعد عملية الفقد أو الاكتساب يحصل العنصر على الاستقرار، وهكذا يحدث الاتحاد والانحلال بين العناصر فتحدث التفاعلات الكيميائية.

وهذه الأمثلة تستعمل منهج الدليل الاستقرائي المعتمد على حساب الاحتمالات.

ذكر السيد الشهيد ثلاثة أمثلة من الحياة اليومية، وثلاثة أمثلة من العالم الطبيعي.

هذا يبين أن الإنسان يثق بهذه الطريقة
(طريقة الاستقراء والاحتمالات)
لذلك سيستخدم الشهيد نفس الطريقة لإثبات الصانع الحكيم.

بعد أن يحدد خطوات المنهج وتقييمه على مثال من الحياة اليومية ومثال من الطبيعة.

نتوقف إلى هنا
والحمد لله رب العالمين

انتهى الدرس،،،

التعديل الأخير تم بواسطة كوثر حسين ; 11-05-2018 الساعة 03:59 PM
رد مع اقتباس