بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس العشرون
انتهينا الحصة الماضية من المبحث الأول في الجدل واليوم ندخل في المبحث الثاني وهو:
💠 المواضع 💠
هو الأصل أو القاعدة الكلية التي تتفرع منها قضايا مشهورة.
ذكر هنا فقط موضعين:
1- إذا كان أحد الضدين موجوداً في موضوع، كان ضده الآخر موجوداً في ضد ذلك الموضوع.
💡مثل:
(إذا كان الإحسان للأصدقاء حسنة فالإساءة إلى الأعداء حسنة أيضاً).
أصدقاء ↔️ أعداء.
الإحسان ↔️ الإساءة.
كل منها ضد الآخر
2- إذا كان شيء موجوداً في وقت أو موضع أو حال أو موضوع فهو موجود مطلقاً.
💡مثل:
١- إذا صبر الإنسان في حال الشدة فهو صابر مطلقاً.
٢-إذا زرت كربلاء تعتبر زائرا. (حتى لو كانت هي الزيارة الأولى والأخيرة).
📍المشهور عندنا هي الأحكام وليست القاعدة.
📍أكثر المواضع ليست مشهورة، وإنما الشهرة لجزئياتها فقط لعدة أسباب:
1- أن تصور العام أبعد عن عقول العامة من تصور الخاص.
2- أن العام يكون في معرض النقض أكثر من الخاص لأن نقض الخاص يستدعي نقض العام لا العكس.
💠 فائدة المواضع 💠
ليستنبط منها المشهورات النافعة في الجدل عند الحاجة للإبطال والإثبات.
💠 أصناف المواضع 💠
لأنها تتعلق بإثبات شيء لشيء أو نفيه عنه. (أي تتعلق بالإثبات والإبطال).
قسموه على أساس المحمول ومساواته للموضوع في الانعكاس:
1- المحمول إما أن يكون مساوياً للموضوع:
١- ويكون دال على الماهية.
💡فيكون (الحد).
٢- لا يكون دال على الماهية.
💡فيكون الرسم ( الخاصة).
2- المحمول لا يكون مساوياً للموضوع:
١- ويكون في طريق ماهو.
💡 فيكون (الجنس).
٢- لا يكون في طريق ماهو.
💡 فيكون (العرض).
💠 مواضع الإثبات و الإبطال💠
أي إذا أُثبت شيء للمحمول فسيُثبت للموضوع وإذا نفيناه عنه سيُنفى عن الموضوع.
💡مثل:
الجمهور عاطفي.
وهذا المحمول (العاطفي) يوصف بأنه تقوى فيه طبيعة المحاكاة.
↔️ فيثبت للجمهور بأنه
تقوى فيه طبيعة المحاكاة.
💡مثل:
الصادق عادل.
العادل لا يوصف بكونه ظالماً.
↔️ أيضا الصادق لا يوصف بكونه ظالماً.
💠 مواضع الأولى والآثر 💠
ترجيح شيء واحد من شيئين بينهما مشاركة في بعض الوجوه، والتنازع يكون في من هو الأفضل مع الاتفاق على وجه الفضيلة مثلا.
💡 كمثال الكرم وأي من حاتم أو معن بن زائدة هو الأكرم .
💠 التوصيات الخاصة للسائل 💠
1- أن يحضر لديه الموضع أو المواضع التي يستخرج منها المقدمة المشهورة اللازمه له.
2- أن يهيئ في نفسه الطريقة والحيلة التي يتوسل بها لتسليم المجيب بالمقدمة والتشنيع على منكرها.
3- يجعل التصريح بما يضمره في نفسه من مطلوبه آخر مراحل أسئلته وكلامه، بعد أن يأخذ من الخصم الاعتراف والتسليم بما يريد.
📌 الطريقة التي يستخدمها في توجيه الأسئلة:
1-ألا يطلب من أول الأمر التسليم من الخصم بالمقدمة اللازمة لنقض وضعه.
2- إذا انتهى من السؤال عن المطلوب فلا ينبغي أن يوجه السؤال رأسا عن نفس المطلوب.
بل يتبع أحد الطرق:
أ- أن يسأل عن أمر أعم.
ب- أو أمر أخص.
ج- أو المساوي.
د- العدول عن السؤال إلى سؤال عما يشتق منه.
و- قلب السؤال بما يوهم الخصم.
3- ألا يرتب المقدمات في المخاطبة ترتيباً قياسياً .
4- أن يتظاهر في سؤاله أنه كالمستفهم الطالب للحقيقة.
5- ينبغي أن يشوش المقدمات.
6- ويخلط الكلام.
7- أن من الخصوم من هو مغرور بعلمه و معتد بفكره فلا يبالي بالتسليم له.
8- لا يشعر خصمه بالشك والتردد وإنما يعبر عن رأيه بأسلوب قوي.
9- ويفهم نفسية الجماهير.
10- إذا ظهر على الخصم العجز عن جوابه وانقطع عن الكلام فلا يحسن منه أن يلح عليه أو يسخر منه أو يقدح فيه.
💠 تعليمات للمجيب 💠
1- أن يحاول الالتفات على السائل بأن يحور الكلام.
2- إرباك السائل وإشغاله بأمور تبعد عليه المسافة كسباً للوقت.
3- الامتناع من الاعتراف بما يستلزم نقض وضعه إذا لم يستطع.
4- عند عدم نفع الهرب من الاعتراف يعترف لكن هذا الاعتراف له طريقتين:
أ- أن يعلن الاعتراف، وهذا يدل على ضعف وضعه وليس قصور علمه ونفسه.
ب- أن يتلطف في أسلوب الامتناع من الاعتراف ويوري في كلامه.
5- بعد أن تعز عليه جميع السبل من الهرب من الاعتراف يبقى له مناقشة الملازمة بين المشهور المعترف به وبين نقض وضعه.
💠 توصيات للطرفين 💠
آداب المناظرة
1- أن يكون ماهر في القياس وعكس المستوي وعكس النقيض والنقض
(يعني الاستدلال غير المباشر بكل ملحقاته).
2- أن يكون فصيح اللسان، لسنا منطقيا.
3- أن يتخير الألفاظ القوية.
4- ألا يدع لخصمه مجال الاستقلال بالحديث.
5- أن يكون متمكن من إيراد الأمثلة والشواهد.
6- أن يتجنب عبارات الشتم واللعن والسخرية.
7- أن لا يرفع صوته فوق المألوف والمتعارف.
8- أن يتواضع في خطاب خصمه.
9- أن يتظاهر بالإصغاء الكامل لخصمه.
10- أن يتجنب مجادلة طالب الرياء والسمعة.
11- أن لا يكون همه إلا الوصول إلى الحق و إيثار الإنصاف.
انتهينا من صناعة الجدل بقواعدها وأصولها.
والحمد لله رب العالمين