عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 04-15-2018, 08:26 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدرس التاسع عشر



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس التاسع عشر


الحصة الماضية توقفنا عند (البرهان اللمّي المطلق وغير المطلق)

نكمل بقية الدرس:

�� معنى العلة في البرهان اللمّي ��

البرهان اللمّي: ما كان فيه الأوسط علة لثبوت الأكبر للأصغر .
من العلة ⬅ المعلول.

��العلل في البرهان اللمّي على أربعة أنواع:
1- العلة الفاعلية: (مامنه الوجود)
الفاعل أو السبب أو مبدأ الحركة.
أي سبب وجود الشيء.

��مثلا:
• السرير وجوده كان بسبب النجار.
• التمدد سببه ارتفاع الحرارة.

2- العلة المادية: (ما فيه الوجود)
المادة التي يحتاج إليها الشيء ليتكوّن.
��مثل:
•الخشب والمسمار للسرير ، وغيرها.


3- العلة الصورية:
(ما به الوجود) الصورة أو الشكل والهيئة التي يكون عليها الشيء.
��مثل:
هيئة السرير.

4- العلة الغائية: (ما له الوجود)
الهدف والغاية التي لأجلها وجد الشيء.
��مثل:
السرير للنوم عليه.

��العلة التامة تتكون من هذه العلل الأربع معا.
⚡ فلا يوجد الشيء إلا بوجود فاعل (والفاعل الحقيقي المفيض للوجود هو الله سبحانه وتعالى)، لكن يعتبر النجار والباني والخياط وغيرهم علل فاعلية أيضا، ومحال أن يفعل الفاعل فعل بدون غاية وهدف.
كما أنه بدون المواد والصورة لا يتحقق الشيء.

�� في التعقيب والتوضيح على أخذ العلل حدود وسطى:
رد على إشكال وهو إذا كانت الأربع السابقة كلها علل لكن البرهان فيه علة واحدة.
فهل يمكن أن نثبت الأكبر للأصغر بأحدها فقط؟

⚡ هنا نوضح أن العلة المؤدية لوجود المعلول هي العلة التامة المكونة من الأربعة.
فعندما يوضح الحد الأوسط علة واحدة فقط وهي الفاعل مثلا فإن العقل ملتفت إلى وجود الباقي ويجزم بها مسبقا وإن لم تُذكر.

⬅ فالمطلوب الواحد ليس له إلا برهان لمّي واحد مشتمل على جميع العلل.
فالسؤال بلمَ إنما يطلب به معرفة العلة التامة.
فإذا أجيب بالعلة الناقصة فالسؤال باق حتى يُجاب بجميع العلل التي تتألف منها العلة التامة.

�� شروط مقدمات البرهان ��

١- أن تكون المقدمات كلها يقينية.
٢- أن تكون المقدمات أقدم وأسبق بالطبع من النتائج.
٣- أن تكون أقدم عند العقل بحسب الزمان من النتائج حتى يصح التوصل بها إلى النتائج.
٤- أن تكون أعرف وأوضح عند العقول من النتائج.
٥- أن تكون مناسبة للنتائج، أي أن تكون محمولاتها ذاتية أولية لموضوعاتها .
٦- أن تكون ضرورية إما بحسب الضرورة الذاتية أو بحسب الوصف (المشروطة العامة).
٧- أن تكون كلية.

�� معنى الذاتي في كتاب البرهان ��
الذاتي في المنطق له عدة معانِِ أحدها الذاتي في كتاب البرهان
والمراد به هو:
• (الذاتي هو المحمول الذي يؤخذ في حد الموضوع، أو الموضوع أو أحد مقوماته يؤخذ في حده).
⚡ الحد = التعريف.

• الذاتي مأخوذ في باب الكليات مقابل العرضي.

• الذاتي في باب الحمل والعروض، فموضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية.
(الذاتي الذي مابه الشيء هو هو - كالناطق للإنسان والملوحة للملح).

• والذاتي في باب الحمل
الحمل الذاتي الأولى مقابل الشائع الصناعي.

• الذاتي في باب العلل الذي يقابله الاتفاقي.


�� معنى الأوّلي ��

الأولي هو المحمول لا بتوسط غيره أي لا يحتاج إلى واسطة في حمله على موضوعه .
��مثل:
(جسم أبيض وسطح أبيض)
فإن حمل أبيض على السطح حمل أوَّلي،
أما حمله على الجسم فبتوسط السطح،
فكان السطح واسطة في العروض،
لأن حمل الأبيض على السطح أولاً وبالذات وعلى الجسم ثانياً وبالعرض، على سطح الجسم.

��هذا بالنسبة إلى صناعة البرهان.


�� صناعة الجدل ��

الجدل :
لغة هو اللدد واللجاج في الخصومة بالكلام مع استعمال الحيلة الخارجة أحياناً عن العدل والإنصاف.

•وهو: القول المؤلف من المشهورات أو المسلمات الملزم للغير والجاري على قواعد الصناعة.

��المجادل يريد يلزم غيره برأيه

��الرأي :

١- هو ما يعتقد به المرء (معتقدات).
٢- أو ما يلتزم به وإن لم يكن معتقد.
⬅ الرأي على قسميه يسمى (الوضع).

�� الحاجة للجدل ��

تأييد وجهة النظر وإفحام الخصم أمام الجمهور .

وهناك أسباب تدعو إلى عدم الأخذ بالبرهان واللجوء إلى الجدل منها:
١- البرهان واحد في كل مسألة ولا يمكن أن يستعمله الطرفان معا لتأييد قدرتهم ومطلوبهم معينة.

٢- أحيانا المجادل لا يقوى على إقامة البرهان أو يعجز عنه فيلجأ للجدل.
٣- كذلك الجمهور لا يدرك كل المقدمات البرهانية.
٥- الجدل يكون تعليم للمبتدئ وتمرين له إلى أن يتمكن من إقامة البرهان.

�� الفرق بين البرهان والجدل ��

الجدل لا يقوم إلا بشخصين متخاصمين أما البرهان فقد يكون لغرض تعليم الغير.

الجدل يعتمد على المسلمات والمشهورات ولا يشترط فيها الحق، أما البرهان يعتمد على اليقينيات ودائما هو حق.

البرهان واحد لا يمكن أن يستخدمه كل من الفريقين، لكن الجدل يمكن أن يستعمله الفريقان معاً.

• صورة البرهان لا تكون إلا قياس، أما الجدل يستخدم القياس والاستقراء والتمثيل.

�� تعريف الجدل ��

«الجدل صناعة تمكن الإنسان من إقامة الحجج المؤلفة من المسلّمات أو من ردها حسب الإرادة ومن الاحتراز عن لزوم المناقضة في المحافظة على الوضع»

�� فائدة الجدل ��

١- رياضة الأذهان وتقويتها في تحصيل المقدمات واكتسابها.
٢- تحصيل الحقّ واليقين في المسألة التي تعرض على الإنسان.
٣- تسهيل على المتعلم المبتدئ لمعرفة المصادرات في العلم والطلب له.
٤- تنفع هذه أيضاً الطالب الغلبة على خصومة.
٥- تنفع الرئيس للمحافظة على عقائد أتباعه عن المبتدعات.
٦- تنفع أيضاً المحامين الذين اتخذوا المحاماة للدفاع عن حقوق الناس.

��بما أنه بين طرفين سيكون فيه سؤال وجواب:

• السائل يعتمد على المشهورات والمسلمات، لكن المجيب فقط يعتمد على المشهورات.
• السائل يريد إثبات رأيه، والمجيب ينقضه أو على الأقل يحتفظ برأيه.
• الحوار والمجادلة يقوم على طريقة الهجوم والدفاع.

��الجدل يعتمد على المشهورات وهي على ثلاثة أقسام:
١- المشهورات الحقيقية (يعتمد عليها الجدل).
٢- المشهورات الظاهرية (تنفع في صناعة الخطابة).
٣- الشبيهة بالمشهورات (نفعها خاص في بالمشاغبة).

⚡ القياس الجدلي المكون من مشهورات إما أن تكون مشهورة مباشرة او ترجع للمشهورات.

��وهذا الرجوع للمشهورات يكون:
١- أن تكتسب شهرتها من المقارنة والمقايسة للمشهورات (وهي المشهورة بالقرائن).
وتكون مقارنة بين متشابهات أو متقابلات.

��مثال للمتشابهات:
إذا كان إطعام الضيف حسناً، فقضاء حوائجه حسناً أيضا، هنا المشابهة بين الإطعام وقضاء الحوائج.

��مثال المتقابلات:
اذا كان الإحسان إلى الأصدقاء حسناً كانت الإساءة إلى الأعداء حسنة.
قابل بين الأصدقاء والأعداء، والإحسان والإساءة.

٢- أن تكون المقدمة مكتسبة شهرتها من قياس مؤلف من المشهورات.

�� مسائل الجدل ��

كل قضية يسأل فيها السائل تكون من ضمن المسائل.
لكن في الجدل لا ينبغي السؤال عن المشهورات حتى لا يدع مجال للتشكيك من الطرف المخالف مما يشجع المجيب على إنكارها ومخالفتها.
ولا يُسأل عن ماهية الأشياء ولا عن عليّتها لأنه يرتبط بالتعليم والاستفادة لا بالجدل.

�� مطالب الجدل ��

في كل المسائل الفلسفية والاجتماعية والدينية والعلمية والسياسية والأدبية وجميع الفنون والمعارف.

باستثناء القضايا التي لا تتطلب جدل كالمشهورات الحقيقة كما ذكرناها سابقا.
وايضا القضايا الرياضية لأنها مبنية على الحس والتجربة.

�� أدوات صناعة الجدل ��
1- أن يستحضر لديه أصناف المشهورات من كل باب ومن كل مادة على اختلافها.
2- القدرة والقوة على التمييز بين معاني الألفاظ المشتركة والمنقولة والمشككة والمتواطئة والمتباينة والمترادفة.
3- القدرة والقوة على التمييز بين المتشابهات سواء كان التمييز بالفصول او غيرها وهنا يسعى في معرفة الفروق بين الاشياء المتشابهة.
4- القدرة على بيان التشابه بين الأشياء المختلفة عكس الأداة الثالثة وهو السعي لمعرفة التشابه بين الأشياء المتباعدة.

نتوقف إلى هنا
والحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس