عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 04-15-2018, 08:12 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدرس الثامن عشر


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس الثامن عشر


أخذنا في الدرس الماضي مقدمات القياس على حسب المادة.

💠 فالقياس ينقسم بحسب المادة إلى:
🔸 ما يفيد تصديق.
🔸 لا يفيد التصديق (وهو الشعر).

الذي يفيد التصديق إما أن يكون:
♦ جازما.
♦ غير جازم (وهو الخطابة).

الجازم إما أن:
🔹 يعتبر حقا.
🔹 لا يعتبر حقا (وهو الجدل).
الذي يعتبر حقا:
🔺 قد يعتبر حقا واقعا (وهو البرهان).
🔺 لا يعتبر حقا واقعا (وهو المغالطة).

⚡ وكل صناعة لها فائدتها:
فمثلا الشعر والخطابة لها تأثير في بعث الهمم والاقناع لذلك تستخدم من قبل الدعاة والقادة العسكريين السياسيين.

⚡ كما أن أهل السياسة والدين والمذاهب بحاجة إلى المناقشة والمناظرة لذلك هم يستخدمون الجدل.

⚡ أما لمعرفة الحقائق الكونية والعلوم النظرية يستخدم البرهان وأيضا المغالطة.

لكن العلوم الحقيقية التي تصل بنا إلى الحق الواضح لا سبيل لها إلا (البرهان).
قالى تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).

💠 تعريف البرهان💠

قياس مؤلف من يقينيات ينتج يقينا بالذات اضطرارا.

⚡ من التعريف نلاحظ أن البرهان:
• (قياس) وليس تمثيل أو استقراء.
• مقدماته يقينية بديهية أو تنتهي إلى البديهيات.
• النتيجة له أيضا تكون يقينية.

📍ليس معنى ذلك عدم أهمية الاستقراء والتمثيل.
لكن ذلك بسبب عدم حصول اليقين في بعض حالات الاستقراء والتمثيل .. وفي حالة إفادتهم لليقين فهما يرجعان للقياس.
وبما أن البرهان لابد أن يكون يقينا فهو قياس.

📌 البرهان ينقسم إلى قسمين:
١/ برهان لمّي.
٢/ برهان إنّي.

وهذا التقسيم على أساس الحد الأوسط.
فالعمدة في القياس هو الحد الأوسط الذي يثبت الحد الأكبر للحد الأصغر فيوصلنا للنتيجة.

💡مثال:

هذه الحديدة ارتفعت حرارتها.
+ كل حديدة ارتفعت حرارتها فهي متمددة.
= هذه الحديدة متمددة.
الحد الأوسط: ارتفعت حرارتها
الحد الأكبر: متمددة.
الحد الأصغر: الحديدة.

هنا أثبت التمدد للحديدة
أي أثبت الأكبر للأصغر

س/ ماعلة وسبب التمدد؟

ارتفاع الحرارة

أي أن الحد الأوسط (ارتفاع الحرارة) هو علة للأكبر (التمدد).

فالحد الأوسط هو واسطة (إثبات) الأكبر للأصغر على كل حال.
لكن إذا كان الأوسط علة لثبوت الأكبر للأصغر ⬅ يكون (برهان لمّي).

فإن علة تمدد الحديدة هو ارتفاع الحرارة، فيكون الأوسط هنا واسطة في الاثبات والثبوت معا.

⚡ عندما يكون الأوسط علة للأكبر
فهو برهان لمّي
يعني ننطلق
(من العلة ⬅ للمعلول)
ويكون الأوسط جواب لسؤال (لِمَ)
لِمَ تمددت الحديدة ؟
لأن حرارتها مرتفعة.

لكن:
💡 مثال:

هذه الحديدة متمددة.
+ وكل حديدة متمددة مرتفعة درجة حرارتها.
= هذه الحديدة مرتفعة درجة حرارتها.
الأوسط : متمددة
الأكبر : مرتفعة درجة حرارتها
الأصغر: هذه الحديدة

الأوسط علة لإثبات الأكبر في الأصغر.
أي التمدد هو الواسطة التي جعلنا لنثبت ارتفاع الحرارة للحديدة.

س/لكن هل التمدد هو علة ارتفاع الحرارة ؟
لا .. بل هو معلول لها.

⚡ في هذه الحالة لا يعتبر واسطة في الثبوت بل فقط واسطة في الإثبات ويسمى (برهان إنّي).

⚡ عندما يكون الأوسط معلول للأكبر
فهو برهان إنّي يعني ننطلق
(من المعلول ⬅ للعلة)
ويسمى برهان الدليل.

⚡ وأيضا إذا كان الأوسط والأكبر معلولين لعلة واحدة فهو برهان إنّي
لكن يسمى بالواسطة.

💡مثال:
هذا المكان فيه نور.
+ كل ما فيه نور فهو حار.
= هذا المكان حار.

الأوسط: فيه نور .
الأكبر: حار .
الأصغر: هذا المكان.

س/ نور هل هي علة أو معلول للحار؟
النور والحرارة معا معلولان لعلة واحدة وهي النار مثلا.
عندما توجد النار يكون في المكان
نور وحرارة.

📍الأوسط والأكبر معلولين لعلة واحدة
فهو برهان إنّي لكن يسمى (بالواسطة).

📍هنا اعتبر الدليل والواسطة من أقسام البرهان الإنّي، ومنهم من جعل كل قسم لوحده.

أي اعتبروا للبرهان ثلاثة أقسام:
١/ برهان لمّي.
٢/ برهان إنّي.
٣/ الواسطة.


💠 الطريق الأساس الفكري لتحصيل البرهان 💠

يعتمد على قضيتين أوليتين بديهيتين:
1ـ (أن كل ممكن لابد له من علة في وجوده).
2ـ (كل معلول يجب وجوده عند وجود علته)
إذن لابد من وجود العلة لوجود الشيء
وهذه العلة إما أن تكون:
١/ من الداخل.
٢/ من الخارج.

💠 من الداخل:
أي أن نفس تصور أجزاء القضية (الموضوع والمحمول) علة للحكم والعلم بالنسبة.
💡 (الكل أعظم من الجزء)
الموضوع (الكل) والمحمول (الجزء) من داخل القضية.

💠 من الخارج على نحوين:
1ـ أن تكون إحدى الحواس الظاهرة أو الباطنة.
2- او القياس المنطقي.

📌القياس المنطقي :
١/ قد لا يحتاج لفكر وكسب.
٢/ يحتاج لكسب وفكر ونظر.

📌إذن العلة إما:
١/ أن تكون من الداخل:
مثل الأوليات.
٢/ أن تكون من الخارج:
أـ أن تكون إحدى الحواس الظاهرة أو الباطنة، مثل المشاهدات والمتواترات.

ب- أو القياس المنطقي:
١/ قد لا يحتاج لفكر وكسب،
مثل:
كالمجربات والحدسيات والفطريات.
٢/ يحتاج لكسب وفكر ونظر:
هنا يحتاج إلى برهان ويرجع إلى السابق.

📍ففيها ذكر كل أقسام البديهيات.

💠 البرهان اللمي 💠

وهو ما كان الأوسط علة لثبوت الأكبر في الأصغر وينقسم إلى قسمين:

١- مطلق.
٢- غير مطلق.

📌 عندما يكون الأوسط علة لوجود الأكبر في نفسه على الإطلاق ⬅ يكون البرهان اللمي مطلق.
سواء هذا الأكبر وجد للموضوع المذكور أو لا
مثلا : ارتفاع الحرارة علة
للتمدد.
سواء كان للحديدة أو غيرها.
فهي علة للتمدد على الاطلاق.

📌 وعندما لا يكون الأوسط علة لوجود الأكبر في نفسه على الإطلاق ⬅ يكون البرهان اللمي غير مطلق.

📍وهو على ثلاثة أنواع:

📍إما يكون:
١- معلول للأكبر.
٢- معلول للأصغر.
٣- ليس معلول لكل منهما.


١- ما كان الأوسط معلولاً للأكبر:

💡مثال
هذه الخشبة تتحرك إليها النار.
+ وكل خشبة تتحرك إليها النار توجد فيها النار.
⬅ هذه الخشبة توجد فيها النار.

س/ هل حركة النار علة لوجود النار ؟
لا .. بالعكس
حركة النار معلولة لوجود النار،
ووجود النار هو علة لتحركها،
فلو لم توجد النار لما تحركت.


٢- ما كان الأوسط معلولاً للأصغر:
مثل:

المثلث زواياه تساوي قائمتين.
+ وكل ما يساوي قائمتين نصف زوايا المربع)
= المثلث زواياه نصف زوايا المربع.

لأنه مثلث فزواياه تساوي قائمتين
أي أن الأوسط معلول للأصغر.

٣/ ما لم يكن معلولاً لكل من الأصغر والأكبر:

💡مثل:

هذا الحيوان غراب.
+ وكل غراب أسود.
= هذا الحيوان أسود

غراب ليس معلول
للحيوان ولا الأسود

📍البرهان اللمّي غير مطلق يكون في الثلاث الحالات.


نكمل الحصة القادمة إن شاء الله
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس