عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-11-2018, 12:14 AM
الادارة الادارة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 117
افتراضي

مشاركة دعوة للابداع



السر الضائع

كانت تجول ببصرها بين الطلاب والطالبات ، تسير من غير هدىً ، فهي طالبةٌ جديدة في جامعة الطبّ العام وفي بلد الغربة لا تعرف أحداً من طالبات وطلاب ومعلمين ومعلمات ، غفلتُ عنها قليلاً لأيام فأراها قد صادقت مجموعة من الطلاب ليست بقليلة مع ثلاث أو أربع طالبات ناهيك عن جمالها الأخّاذ وشعرها الأشقر مما أعطاها لمسة أكثر نعومة إضافةً إلى جمالها .
تألمتُ كثيراً لحالها ، فهي تبيع أنوثتها بثمن بخس إلى هؤلاء الطلاب ، عندها تمنيت لو أستطيع أن أهديها ، ولكن ... إذا حرق النار الحطب فهل يُمكن أن يعود الحطب كما كان ؟ فهي قد جرّتها الرياح إلى حيث مجراها ، ولكنّي لم أيأس ولن أيأس ،حاولتُ وفكرتُ في خطة لكي أهديها ،وضعتُ الخطة لأني أعرف نقطة ضعفها ، ولكن... ما أن صمّمتُ على البدء بها رأيتُ أمامي سداً من صخر صلب قاس ، فتراجعتُ وتجاهلتها ودعوتُ الله أن يهديها ويرشدها إلى طريق الصواب .
لم يُعجبني الوضع في شقق الإيجار نظراً لغلاءأسعارها ، فقرّرت الذهاب إلى السكن الجامعي . قلتُ للموظفة في السكن عن طلبي فقالت : إذهبي إلى الغرفة رقم (33) .
ذهبت .. طرقتُ الباب .. فسمعت الجواب : أدخلي ، فإذا بي أرى المفاجأة .. إنها هي نفس الفتاة التي دعوتُ الله أن يهديها قد بعثني الله إليها .
ياه .. كم أنا سعيدة ، ولكن السد موجود ، فبدأتُ بالتعريف بنفسي : مرحباً أنا اسمي هدى طالبة جديدة في السكن الجامعي حيث كنتُ سابقاً أسكن في شقق الإيجار ، أدرس في قسم الطب العام .
فأجابت : أهلاً بك ، وأنا اسمي أنوار أدرس في نفس القسم ، وقد رأيتك أكثر من مرّة في قاعة المحاضرات .
ـــــــــ وأنا كذلك قد رأيتك مُسبقاً .
ومرّت أيام وأيام ولم تنشأ بيننا تلك العلاقة القوية التي كنتُ أتمنّاها ، بل نشأت بيننا علاقة بما أستطيع تسميتها ( كثرة المجاملات من دن مناسبة ) .
وفي يوم من الأيام ، كنت أنا استذكر دروسي في الغرفة وهي تسبح في عالم أفكارها ،وبينما أنا كذلك إذ بي أرى أنوار بقربي ،ففزعتُ وانتفضتُ وقلت لها : مـــــاذا بك ؟
ـــــ لديّ سؤال .
ــــــ تفضلي .
ــــــ مــــا هذا الشيء الذي ترتدينه على رأسك عندما تخرجين ؟
ــــــ اسمه (حجاب) .
ــــــ ولمــــاذا ترتدينه .
فاحترتُ ماذا أقول لها ؟ فإن كانت تريد جواباً مقنع فسأستغرق أياماً لكي تقتنع ، فقلت: إن الجواب طويل .
ـــــــ لا بأس قول لي فكلي آذانٌ صاغية
ـــــ أقصد أنه يحتاج لشرح طويل مفصّل إن أردت أن تقتنعي ، ولكن إن أردت فقط مجرّد جواب مختصر فأستطيع أن أختصره بكلمة واحدة وهي ( الستر ) .
ــــــــ ماذا يعني الستر ؟
ــــــــ أفهم من ذلك أنك تريدين جواباً مفصّل ،ولكن لماذا ؟
ــــــ مجرّد فضول .
ــــــ متأكدة .
ــــــ امممم ... نعم ، أقصد أني أريد أعرف حقيقة إلتزامك الشديد بالحجاب .
ــــــ حسناً .. هل تحبين قراءة القصص أوسماعها
ـــــ أجل أحب أيّ منهما .
ـــــ حسناً .. سأخبرك قصة منها تعرفين الجواب ، ومنها تستمتعين كذلك .
ــــ قولي كلي آذانٌ صاغية .
" كان هناك صديقتان عاشتا مع بعضهما البعض منذ الطفولة ، وعندما وصلتا إلى سنّ المراهقة الأولى إلتزمت بالحجاب والثانية لم تلتزم به رغم محالات صديقتها لإقناعها إلا أنها لم تقتنع ومع ذلك لم يفترقا .
وعندما وصلتا إلى سنّ الشباب دخلتا إلى نفس الجامعة والتخصص والغرفة ، وفي هذه الأثناء كان هناك شخص يراقبهما ويحدّث نفسه كلاهما جميلتان ولكن الأولى بما أنها ملتزمة بالحجاب فهذا دليل على صعوبة الإقتراب منها ، وأما الأخرى فستكون فريسة سهلة وسأحصل عليها بسرعة ، وبالفعل استطاع أن يصل إلى مُبتغاه ، تنكر بهيئة امرأة عجوز ووقف بمنتصف الطريق وانتظرها حتى تمر من الشارع الذي اعتادت أن تمر منه .
وفيه هذه الأثناء كان لدى الصديقتان لؤلؤتان ثمينتان ، الملتزمة بالحجاب وضعتها في علبة كي لا تضيع واما الأخرى فقد وضعتها في راحة يديدها ظناً منها أنه أكثر أماناً من العلبة فلربما العلبة تضيع ولكن اليد لا تضيع ، وعندما مرّت الفتاتان بالرجل المُتنكر استوقفها فحسّت الأولى بأن هناك أمرٌ مريب وطلبت من صديقتها عدم الإنصات إليه والهرب وأثناء هروبهما سقطت منها كلتا اللؤلؤتين .
اللؤلؤة الأولى : لم يستطع الرجل أن يحصل عليها لأن العلبة مقفلة بمفتاح.
اللؤلؤة الثانية :استطاع أن يأخذها لأنها سقطت من يد الفتاة " .
فقالت أنوار : القصة جميلة، ولكن ما هو مغزى القصة ؟
فقالت هدى: أن الإسلام شبّه أنوثة المرأة باللؤلؤة فيجب الحفاظ عليها وعدم الإستخفاف بها .
ـــــــ أعجبني تعبيرك جداً وشكراً لك .
ـــــ لا شكر على واجب .
ــــــ هل من الممكن أن تكتب القصة والمعاني لي في ورقة ؟
ــــــ لماذا ؟
ــــــ فقط للذكرى .
فكتبتُ لها ، وفي اليوم التالي عندما استيقظت وجدتُ المفاجأة .. رأيتُ أنوار ملتمزمة بحجابها وبأيد زميلاتها كتب متشابهة .. طلبتُ من إحداهن أنت تُريني كتابها وإذ بي أرى في مقدمة الكتاب :
( الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــسّــــــــــــــــــــــــــــــــــــر الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــع ) .. عنوانٌ اخترته للكتاب لأنني كنتُ أبحث عنه منذ زمن .. وإذ بي أراه في هذا الكلام البسيط ..
لقد غيّر مجرى حياتي ..
ومجرى حياة الكثيرين ..
فكلُّ الحب ..
لمن قاله ..
واختاره ..
وخصصه لي ..

لك كل الحب ( أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــوار )
بقلم الطالبة / سبأ حسين بوخمسين
رد مع اقتباس