عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-23-2018, 08:27 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
افتراضي الدرس السابع عشر



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس السابع عشر



نؤكد على أهمية المنطق للعلوم جميعا .. فنحن نستعمل المنطق في كثير من تعاملاتنا اليومية دون أن نشعر لأنه عبارة عن طريقة عمل عقولنا .
لذا فهو من العلوم التي ينبغي لنا دراستها خصوصا في هذا الزمن.
وإلا أصبحنا معرضين للوقوع في الخطأ والتخبط وعدم التوصل لنتائج صحيحة سليمة.
فحتى نحصل على تصورات صحيحة بدأ كتاب المقرر بباب الألفاظ (التي هي تعبر عن المعاني)
وبيّن العلاقة بين الألفاظ ودلالتها وغيرها من المباحث.

ثم انتقل من هذه التصورات إلى التصديق والحجة ..

وكيف نؤلف دليل بشكل صحيح لنخرج بنتائج صحيحة وذلك في القضايا والاستدلال وأنواعه.

هنا في الجزء الثالث متمم لما قبله لأن الاستدلال بالقياس يكون على نحوين المادة والصورة.
وانتهينا من البحث من جهة الصورة أي الهيئة والشكل.
والآن سيكون البحث عن القياس من جهة مادته.

والمقصود من المادة هي مقدماته نفسها ومحتواها بغض النظر عن شكل القياس وصورته وهيئته.

فلو كان شكل القياس وصورته وهيئته صحيحة لكن المحتوى خطأ فلن نحصل على نتيجة صحيحة.

📌لذا فللمادة نفس درجة الأهمية للهيئة.

⚡ وكما أن القياس من جهة الصورة انقسم إلى الأشكال الأربعة.

فالقياس من جهة المادة له أيضا أقسام وهي:
1- البرهان.
2- الجدل.
3- الخطابة.
4- الشعر.
5- المغالطة.
ويقال لهم (الصناعات الخمس).

وقبل الدخول في دراسة الصناعات ذكر مقدمة لبيان أنواع القضايا المستعملة في القياس.

حيث أن القضايا على نوعين:
1⃣ قضايا مستغنية عن الحجة والاستدلال والبيان مثل البديهيات.
2⃣ قضايا تحتاج إلى حجة وبيان وهي لابد أن تنتهي إلى ماهو مستغني عن الحجة والبيان وإلا وقعنا في التسلسل.

📍المقدمات المستغنية عن البيان تسمى:

💠 مبادئ الأقيسة 💠

أو مبادئ المطالب وهي ثمانية:

1- يقينيات.
2- مظنونات.
3- مشهورات.
4- وهميات.
5- مسلّمات.
6- مقبولات.
7- مشبهات.
8- مخيلات.

1⃣ اليقينيات:
له معنيين:*
1- اليقين بالمعنى الأعم:
وهو مطلق الاعتقاد الجازم سواء طابق الواقع والحقيقة أو لا.
💡مثل: الجهل المركب.

2- اليقين بالمعنى الأخص: وهو الاعتقاد المطابق للواقع الذي لا يحتمل النقيض لا عن تقليد.

📍والمقصود هنا هو المعنى الثاني، وله ركنين:
🔸 أن ينضم إلى الاعتقاد بمضمون القضية اعتقاد ثانٍ أن ذلك المعتقد به لا يمكن نقضه.

🔸 أن يكون هذا الاعتقاد الثاني لا يمكن زواله.

📍وتنقسم القضية اليقينية إلى:
1- بديهية.
2- نظرية كسبية تنتهي إلى البديهيات.

💠 البديهيات 💠

هي أصول اليقينيات:وهي على ستة أنواع بحكم الاستقراء:*
1- أوليات.
2- مشاهدات.
3- تجربيات.
4- متواترات.
5- حدسيات.
6- فطريات.

بحكم الاستقراء :
أي ليس حصر عقلي أي ممكن زيادتها.

1/ الأوليات: وهي قضايا يصدّق بها العقل لذاتها أي بدون سبب خارج عن ذاتها.

💡 مثل:
• (الكل أعظم من الجزء).
• (النقيضان لا يجتمعان).

مجرد تصور الطرفين (الموضوع والمحمول) نصدق بها.

والأوليات منها ماهو :
🔸 جلي وواضح.
🔸 خفي لوقوع الالتباس في تصور الحدود وبمجرد زوال الالتباس سيجزم بها العقل.

💡مثل: (الوجود موجود)*
مثل ما يُقال: البياض أبيض.

2/ المشاهدات:
وتسمى أيضاً*(المحسوسات)
*وهي القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة الحس ولا يكفي فيها تصور الطرفين مع النسبة.
⚡ سواء كان الحس ظاهر أو باطن.

3/ التجريبيات:
أو المجربات وهي القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة تكرر المشاهدة.
⚡ وهي مبنية على المحسوسات والمشاهدات.

📍الاستنتاج في التجربيات من نوع الاستقراء الناقص المبني على التعليل فهو يفيد القطع بالحكم.*
هذا الحكم القطعي يعتمد على قياسين خفيين:*استثنائي واقتراني.
لذا فالبعض يعتبرها من الكسبيات لكنها هي من اليقينيات.

4/ المتواترات:
وهي قضايا تسكن إليها النفس سكوناً يزول معه الشك ويحصل الجزم القاطع، وذلك بواسطة إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب ويمتنع اتفاق خطئهم في فهم الحادثة.

💡مثل:
كعلمنا بنزول القرآن الكريم على
النبي محمد صلى الله عليه وآله.

5/ الحدسيات:
وهي قضايا مبدأ الحكم بها حدس من النفس قوي جداً يزول معه الشك ويذعن الذهن بمضمونها.
⚡ والحدسيات جارية مجرى المجربات.
الفرق بين المجربات والحدسيات أن المجربات إنما يحكم فيها بوجود سبب ما في الظاهرة دائماً من غير تعيين لماهية السبب.
أما في الحدسيات فإنها بالإضافة إلى ذلك يحكم فيها بتعيين ماهية السبب.

6/ الفطريات:
وهي القضايا التي قياساتها معها أي أن العقل لا يصدق بها بمجرد تصور طرفيها كالأوليات بل لابد لها من وسط.
⚡*الأوليات تجزم بها بمجرد تصور الطرفين.
لكن الفطريات تحتاج لواسطة بين الطرفين وهو حضور الذهن بدون كسب ونظر.

💡مثال:
الواحد نصف الاثنين.
فهذا الحكم بديهي إلا إنه يحتاج إلى وسط ولا يحتاج إلى كسب ونظر.

هذه هي أقسام البديهيات التي تعتبر أصول اليقينيات.
💠 البديهيات 💠
1- أوليات.
2- مشاهدات.
3- تجربيات.
4- متواترات.
5- حدسيات.
6- فطريات.

🔸ومن مبادئ الاقيسة المستغنية عن البيان:

2⃣ المظنونات:
الظن في اللغة:
هو الاعتقاد في غائب بحدس أو تخمين من دون مشاهدة أو دليل أو برهان سواء:

1- كان اعتقاداً جازماً مطابقاً للواقع ولكن غير مستند إلى علته.

2- كان اعتقاداً جازماً غير مطابق للواقع

3- كان اعتقاداً غير جازم بمعنى ما يرجح فيه أحد طرفي القضية النفي أو الإثبات مع تجويز الطرف الآخر.

الظن في المنطق هو الثالث.

فالمظنونات: هي قضايا يصدق بها اتباعاً لغالب الظن مع تجويز نقيضه.
• اليقينيات تستخدم في البرهان.
• المظنونات تستخدم في الخطابة.

3⃣ المشهورات
وتسمى*(الذايعات)*أيضا.
وهي قضايا اشتهرت بين الناس وذاع التصديق بها عند جميع العقلاء.
📌ولها معنيين:

المشهورات بالمعنى الأعم: وهي التي تطابقت على الاعتقاد بها آراء العقلاء كافة.
⚡و تشمل الأوليات والفطريات التي هي من قسم اليقينيات البديهية.
2- المشهورات بالمعنى الأخص: هي القضايا التي لا عمدة لها في التصديق إلا الشهرة وعموم الاعتراف بها.

💠 أقسام المشهورات:💠
1- الواجبات القبول .
2-التأديبات الصلاحية.
3-الخلقيات.
4-الانفعاليات.
5-العاديات.
6-الاستقرائيات.

1/ الواجبات القبول:
وهي ما كان السبب في شهرتها كونها *حقاً جلياً* فيتطابق من أجل ذلك على الاعتراف بها جميع العقلاء كالأوليات والفطريات.

2/ التأديبات الصلاحية:
وتسمى المحمودات والآراء المحمودة. وهي ما تطابق عليها الآراء من أجل قضاء *المصلحة العامة*.
💡مثل: العدل فيه مصلحة عامة.

3/ الخلقيات:
وتسمى الآراء المحمودة أيضاً وهي ما تطابق عليها آراء العقلاء من أجل قضاء الخلق الإنساني.
💡مثل : البخل ، الشجاعة.

4/ الانفعاليات:
وهي التي يقبلها الجمهور بسبب انفعال نفساني عام.
💡 كالرقة والرحمة والشفقة.

5/ العاديات:
وهي التي يقبلها الجمهور بسبب جريان العادة عندهم.
💡 كاعتيادهم احترام القادم بالقيام.
ويختلف من بلد لبلد آخر أو مجموعة لمجموعة.

6/ الاستقرائيات:
وهي التي يقبلها الجمهور بسبب استقرائهم التام أو الناقص.
💡مثل: حكمهم بأن تكرار العمل الواحد ممل.

🔸 ومن المقدمات المستغنية عن البيان

4⃣ الوهميات :
والمقصود بها القضايا الوهمية الصرفة. وهي قضايا كاذبة إلا أن الوهم يقضي بها قضاء شديد القوة فلا يقبل ضدها وما يقابلها حتى مع قيام البرهان على خلافها.
📌وتعتبر الوهميات من المعتقدات.

5⃣ المسلمات:
وهي قضايا حصل التسالم بينك وبين غيرك على التسليم بأنها صادقة
⚡سواء كانت صادقة في الحقيقة أو كاذبة أو مشكوكة.
وهي إما:
🔸*(عامة): إذا كان التسليم بها من الجمهور .
*
🔸(خاصة):*إذا كان التسليم بها من شخص معين.

6⃣ المقبولات:
وهي قضايا مأخوذة ممن يوثق بصدقه تقليداً.
- إما لأمر سماوي كالشرائع والسنن المأخوذة عن النبي والإمام المعصوم.
- وإما لمزيد عقله وخبرته مثل الأطباء والحكماء.*

7⃣ المشبهات:
وهي قضايا كاذبة يعتقد بها لأنها تشبه اليقينيات أو المشهورات في الظاهر.
⚡سواء من ناحية لفظية أو معنوية.

8⃣ المخيلات:
وهي قضايا ليس من شأنها أن توجب تصديقا إلا أنها توقع في النفس تخيلات تؤدي إلى انفعالات نفسية من انبساط في النفس أو انقباض.
📌تستخدم في الشعر مثلا.

الخلاصة:
المقدمات المستغنية عن البيان تسمى:


💠 مبادئ الأقيسة 💠

أو مباديء المطالب وهي ثمانية:

1- يقينيات.
2- مظنونات.
3- مشهورات.
4- وهميات.
5- مسلّمات.
6- مقبولات.
7- مشبهات.
8- مخيلات.



والحمد لله رب العالمين..
رد مع اقتباس