بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس الثالث عشر: التعريف.
ذكرنا في بداية الكتاب تعريف علم المنطق،وهو:
آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الوقوع في الخطأ.
وموضوع علم المنطق هو:
المعرف والحجة أي طريقة التعريف وطريقة الاستدلال.
وكل ما ذكرناه سابقا من مباحث الألفاظ والكليات الخمس
هو مقدمة لدرس اليوم وهو
(التعريف)
وهو عبارة عن الانتقال من المعلومات التصورية التي عندنا إلى المجهولات التصورية.
وحتى يكون الذهن معصوما عن الخطأ لابد أن نتصور الأشياء كما هي وعلى حقيقتها بدون خلط واشتباه.
(اللهم أرنا الأشياء كما هي)
والتعريف بحث مهم في كل علم فلا ينبغي طرح مسائل العلم إلا بعد تعريفه
(كما طبق ذلك في علم المنطق قبل أن يطرح مسائله عرّف المنطق)
ونلاحظ ذلك في كل العلوم بحيث يعرف العلم قبل الدخول في بيان مسائله.
الإنسان يجهل الكثير من الأمور ويسأل عنها لتوصله إلى تصور كامل لحقيقة هذه الأمور فبالأسئلة تعرف الأشياء.
فمثلا
لو سمع لأول مرة كلمة (غضنفر)
⬅ فإنه سيسأل يريد معرفة معناها اللفظي واللغوي ..
س/ ما الغضنفر ؟
فيُقال له: أسد
و هذا تعريف لفظي
هو لا يريد معرفة حقيقة الغضنفر هنا بل يريد معناه اللغوي فقط
⬅ فتسمى (ما) الموجودة في السؤال بـ (ما الشارحة) لأنها تشرح الاسم.
حيث أن لفظة (الأسد) شرحت معنى (الغضنفر)
لكن عندما يسأل مرة أخرى
س/ ما الأسد أو ما الغضنفر ؟ فهو يريد معرفة حقيقته
يقال له : حيوان زائر
⬅ تسمى (ما) هنا بـ (ما الحقيقية) فهي التي تعرفنا على حقيقة الأشياء التي نسأل عنها.
وأحيانا لا يسأل عن حقيقة الشيء وإنما عن أصل وجوده
س/ هل هو موجود ؟
⬅ وتسمى هنا (هل البسيطة) لأنه يسأل عن الوجود فقط.
وعندما يثبت له الوجود أو النفي أحيانا يسأل عن شيء آخر مثلا:
س/ هل هو ذو مخالب أو هل هو مفترس ؟
⬅ هل هنا تسمى (هل المركبة).
لأنه سؤال متفرع بعد إثبات الوجود للأسد
بعد السؤال عن وجوده بهل البسيطة يتم السؤال عن صفاته وخواصه.
وأيضا ممكن أن يُسأل عن علته ب (لِمَ)
س/ لِمَ هو يعيش في الصحراء؟
وهكذا
وأيضا يسأل مثلا:
س/ أي حيوان هو ؟
⬅ لمعرفة المزيد عن خصوصياته وما يميزه عن غيره.
طبعا كل شيء يتم تعريفه في علمه الخاص ..
لكن المنطق يرشدنا إلى طريقة التعريف وضوابطه وشرائطه
فوظيفة المنطق هو وضع الصورة القياسية للجواب عن هذه الأسئلة
ومنها الحصول على تعريف الشيء.
كثيرا ما تقع النزاعات بين العلماء وبعدها يتضح أن النزاع نزاع لفظي أي أن الطرف الأول يقصد هذا المعنى والطرف الآخر يقصد معنى مختلف عنه, فلو تم تحديد معنى اللفظ وتعريفه أولا لما وقع الخلاف والنزاع أصلا.
من هنا يتبين أهمية التعريف وضرورته.
التعريف ينقسم على حسب دقته إلى ٤ أقسام:
١- حد تام.
٢- حد ناقص.
٣- رسم تام.
٤- رسم ناقص.
(الحد):
هو التعريف الذي يُذكر فيه *الفصل*، الذي يُميز النوع عن سائر الأنواع.
(الرسم):
هو لا يُذكر فيه الفصل، وإنما يُذكر فيه *العرض الخاص (الخاصة)* فلا يميز النوع عن الأنواع الأخرى تمييزا حقيقيا، وإنما يميزه تمييزا عرضيا ظاهرا.
الحد فيه التعريف بالذاتيات
والرسم التعريف بالعرضيات
1-الحد التام:
هو التعريف بجميع ذاتيات المعرَّف. الجنس والفصل القريبين.
مثلا الإنسان : الحيوان الناطق (يشتمل على جميع ذاتياته)
الحيوان ⬅ جنس قريب وهو من الذاتيات
الناطق ⬅ فصل وهو من الذاتيات
وممكن نفصل الحيوان أكثر بأنه:
جسم نامي حساس متحرك بالإرادة
⬅ وبالتالي الإنسان: جسم نامي حساس متحرك بالإرادة ، ناطق.
فذكرت الذاتيات كلها مع أكثر تفصيل.
هذا حد تام.
2-الحد الناقص:
هو التعريف بالفصل فقط أو الفصل والجنس البعيد.
أي لا نذكر كل الذاتيات فيكون التعريف ناقص
مثلا نعرف الإنسان : الناطق فقط (من دون ذكر الجنس)
أو الإنسان : جسم نامي، ناطق (من دون ذكر فصل الحيوان)
ما ذكرت كل الذاتيات فيكون حد ناقص.
س/ هنا أي من التعريفين أدق الحد التام أو الحد الناقص؟
الحد التام أدق ، الإنسان: حيوان ناطق.
ومن الفروق بين الحد التام والحد الناقص أيضا:
1-• الحد التام يساوي المحدود في المفهوم (كالمترادفين).
• لكن الحد الناقص لا يساوي المحدود في المفهوم ولكنه يساويه في المصداق.
2-• الحد التام يدل على المحدود بالمطابقة.
• الحد الناقص يدل على المحدود بالالتزام.
الإنسان : الحيوان الناطق ( مطابقة)
أما الإنسان: ناطق ( التزام) فالناطق دل بالالتزام على الحيوانية والناطقية.
♦لا حظوا في التعريف
رجعنا لدرس الكليات الخمس (الذاتي: جنس ونوع وفصل، والعرضي: عرض عام وخاص)
و درس النسب الأربع (الترداف و التباين و ..)
و درس الدلالة (الطابقية و التضمنية و الالتزامية)
# (التعريف الرسم):
لا يُذكر فيه الفصل، وإنما يُذكر فيه العرض الخاص (الخاصة) فلا يميز النوع عن الأنواع الأخرى تمييزا حقيقيا وإنما يميزه تمييزا عرضيا ظاهرا.
3-الرسم التام: هو التعريف بالجنس والخاصة.
مثل الانسان: الحيوان الضاحك.
الحيوان ⬅جنس وهو من الذاتيات
الضاحك ⬅ خاصة وهو من العرضيات.
اشتمل على الذاتي والعرضي
4- الرسم الناقص:
هو التعريف بالخاصة فقط.
والرسم مطلقا بقسميه (التام والناقص) :
• يميز المعرّف عن ما عداه تمييزا عرضيا (لأنه يستخدم العرض الخاص).
• لا يساويه إلا في المصداق.
• يدل عليه بالالتزام وليس بالمطابقة.
في التعريف بالعرض لابد من استخدام العرض الخاص (الخاصة).
- فلا يصح التعريف بالعرض العام لأنه لا يميزه عن غيره.
- ولا يصح التعريف بالخاصة المفارقة غير اللازمة.
والأفضل في التعريف اختيار العرض اللازم البين بالمعنى الأخص.
ثم التعريف بالمعنى الأعم لأنها أشبه بالفصل.
# لأن عندما نقول الإنسان هو الماشي ( الماشي عرض عام)
الماشي يدخل فيه بقية الأنواع كالفرس والبقر فلا يصح
لذلك لاحظوا أهمية الدروس السابقة وكلها لها ارتباط بالتعريف.
الخلاصة:
تم توضيح في الدرس:
• الفرق بين ما الشارحة وما الحقيقية.
• الفرق بين هل البسيطة وهل المركبة.
• ومتى يكون السؤال بأي ولِمَ.
(مع أنه توجد أسئلة بكيف ومتى وأين لكن نقدر نحولها إلى أسئلة ب(هل))
وأيضا
التعريف بالحد والرسم وكل منهما إلى تام وناقص.
س/ تطبيق : حددي أنواع التعاريف التالية:
•الإنسان: شاعر
تعريف بالرسم الناقص لأنه بالخاصة فقط.
•الإنسان: حيوان كاتب
تعريف بالرسم التام لأنه تعريف بالجنس والخاصة.
• الفرس: صاهل
تعريف بالحد الناقص لأنه تعريف بالفصل فقط.
• السمك: حيوان سابح
تعريف بالحد التام لأنه تعريف بالجنس القريب والفصل.
• الفرس: جسم نامي صاهل
تعريف بالحد الناقص لأنه تعريف بالجنس البعيد والفصل.
•الفرس: جسم نامي حساس متحرك بالإرادة صاهل
تعريف بالحد التام لأنه تعريف بالجنس القريب (مفصل) وبالفصل.
انتهى الدرس,,,
نسألكم الدعاء والفاتحة تسبقها صلوات مهداة لأرواح المؤمنين والمؤمنات,,