[كوثر حسين]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس الثامن : المتواطئ والمشكك + المفهوم والمصداق + العنوان والمعنون

تعرفنا في الدرس الماضي على المفهوم الكلي والجزئي
وذكرنا أقسام الجزئي.
وفي درس اليوم نتعرف على أقسام الكلي.
تعريف الكلي :
هو المفهوم الذي لا يمتنع صدقه على أكثر من واحد ولو بالفرض.
مثل:
(الإنسان) وهو الحيوان الناطق : مفهوم كلي ينطبق على:
محمد وعلي وزهراء ورقية.
وهذا الصدق أو هذا الانطباق نراه هنا بنفس الدرجة لكل الأفراد من دون تفاوت أو اختلاف.
محمد إنسان
علي إنسان
زهراء إنسان
رقية إنسان
هناك توافق في الإنسانية..
التفاوت يكون في نواح أخرى غير الإنسانية كالطول والقوة والصحة.

لكن :
مفهوم (النور) ينطبق على:
نور الشمس
نور القمر
نور الشمعة
وهذا الانطباق ذو درجات فهو متفاوت من فرد إلى آخر .
مفهوم (الإنسان) ينطبق على أفراده بالتساوي ⬅ فهو كلي متواطئ.
مفهوم النور ينطبق على أفراده بالتفاوت ⬅ فهو كلي مشكك.
فنقول أن نور الشمس أشد من نور القمر.
# الذي نستخدم فيه اسلوب التفضيل ⬅ هو مشكك.
) اكثر - أشد- أسرع)
نحو:
محمد أطول من علي.
جعفر أقوى من زيد.
الطول والقوة درجات ⬅ مشكك

الكلي ينقسم إلى قسمين:
1-الكلي المتواطئ :
وهو الذي ينطبق على أفراده ومصاديقه بالتساوي.

2-الكلي المشكك:
وهو الذي ينطبق على أفراده و مصاديقه بالتفاوت.

نأخذ بعض المفاهيم (الكلية) ونصنفها إلى متواطئة أو مشككة:
-النبات ؟
متواطئ ، يعيش في تراب له ساق واوراق وجذور
- القدرة ؟
مشكك ، تختلف من شخص لآخر
-الذهب ؟

متواطئ ، له نفس الخواص.
-االوجود ؟
مشكك
وجود الله عزوجل أولى من وجود الإنسان.
ووجود العلة متقدم على وجود المعلول.

# التفاوت يكون في:
• القلة والكثرة.
• الشدة والضعف.
• الأولوية وعدم الأولوية.
• التقدم والتأخر.
وغيرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعرفنا على:
الجزئي وأقسامه
والكلي وأقسامه
وعرفنا كل واحد منهما بأنه:
( المفهوم الذي .......)
نريد نعرف ما هو المقصود من (المفهوم)
المفهوم: هو المعنى الموجود في الذهن، أي نفس الصورة الذهنية المنتزعة من حقائق الأشياء.
⬅ وهذه الحقيقة التي ينتزع منها الصورة الذهنية تسمى (المصداق)
أي أن (المصداق): ما ينطبق عليه المفهوم خارج الذهن ، وإن كان أمرا عدميا.
( لذلك قلنا سابقا أن: الجزئي والكلي من أقسام المعنى و ليس اللفظ)
مثل:
مفهوم (الوجود و العدم)
العدم له مصاديق كثيرة بالرغم أنه لا وجود لها في الواقع الخارجي.
مثال على الأمر العدمي : شريك الباري

# والعلاقة بين المفهوم والمصداق هي علاقة الانطباق
المفهوم ينطبق على مصاديقه.
مفهوم (الإنسان) ينطبق على مصاديقه: محمد وعلي وو

# والمفاهيم قد تكون: حقيقية – اعتبارية – انتزاعية - وهمية
◇ مفهوم حقيقي: مثل مفهوم الإنسان والشجر والحيوان.
بحيث له مصاديق بالخارج الواقعي.
◇ مفهوم اعتباري: مثل الوجوب والحرمة ( الصلاة والصيام والغيبة مثلا)
اعتبارية وضعت لمصلحة ما .
◇ مفهوم انتزاعي: انتزع من ملاحظة الجزئيات.
فعندما نلاحظ العلاقة بين النار والحرارة
نجد أن النار سبب لوجود الحرارة
والحرارة مسببة عن وجود النار
فننتزع منهما مفهوم (السببية) و(العلية).
◇ مفهوم وهمي:
وهو ما يفترضه الإنسان مثل مفهوم (العنقاء)
فهو ليس منتزع ولا اعتباري وليس موجود حقيقة في الخارج.
الخلاصة :
المفهوم ينقسم إلى قسمين:
1- الجزئي: وينقسم إلى :
• جزئي حقيقي.
• جزئي إضافي.
2- الكلي: وينقسم إلى :
• كلي متواطئ.
• كلي مشكك.

( الجزئي والكلي يعتبران من المفاهيم)
العنوان والمعنون :
¤ إذا نظرنا إلى الشيء وكان الحكم مقصورا على المفهوم وحده ⬅ يسمى هنا (عنوان)
¤ وإذا نظرنا الشيء وكان الحكم حاكيا عن المصداق ⬅ يسمى هنا (مُعَنون).
مثل (الإنسان):
🔸 إذا قصد به الحيوان الناطق ⬅ هو عنوان
🔸 وإذا قصد به مصاديقه وأفراده ⬅ هو معنون.
مثال :( إن الانسان لفي خسر )
الخسران يكون لنفس مفهوم الإنسان أو لمصاديقه ؟
لمصاديق للانسان
أي أن اللحاظ للشيء قد يتعدد
وإذا عرفنا ذلك نستطيع دفعنا الشبهات الكثيرة التي تطرح.
مرة ننظر له من خلال المفهوم
ومرة من خلال المصاديق وغيرها.
في الكتاب ذكر عدة شبهات نوضح واحدة والبقية بنفس الطريقة
إذا قيل أن: (الجزئي يمتنع صدقه على كثيرين)
فقد يُعتَرض عليه ويقال: الجزئي يصدق على كثيرين
الكعبة جزئي، وهذا القلم جزئي وو ..
وهذا التعارض ناتج عن اختلاف اللحاظ بينهما.
فالأول: (الجزئي يمتنع صدقه على كثيرين) ⬅ يُقصد به المفهوم أي تعريف الجزئي.
والثاني: (الجزئي يصدق على كثيرين) ⬅ يُقصد به مصاديق الجزئي وأفراده.
فإن مصاديق الجزئي و أفراده كثيرة :
الكعبة جزئي
البقيع جزئي
هذا القلم جزئي
وهكذا بقية الشبهات
واحد ينظر إلى المفهوم أي التعريف
والآخر ينظر إلى المصاديق
فمن يكون منتبه لهذا الشيء يعرف حل الاشكال ومن يغفل يسقط في الشبهة.

انتهى الدرس,,,

نسألكم الدعاء والفاتحة تسبقها صلوات مهداة لأرواح المؤمنين والمؤمنات,,