[كوثر حسين]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس الرابع: الدلالة الوضعية اللفظية + تقسيم اللفظ (1).

ذكرنا في الدرس الماضي أقسام الدلالة،ووضحنا أن الدلالة التي يهتم بها المنطقي هي:
الدلالة الوضعية اللفظية.
الدلالة الوضعية اللفظية تنقسم إلى:
1-الدلالة المطابقية:
إذا كان اللفظ يدل على تمام معناه الموضوع له ويطابقه.
مثال: لفظ الكتاب الدال على تمام معنى الكتاب.
بما يحتويه من غلاف وأوراق و معلومات، فيكون اللفظ طابق المعنى كاملا.
2-الدلالة التضمنية:
إذا كان اللفظ يدل على جزء المعنى الموضوع له.
مثل : دلالة *لفظ الكتاب* على الورق وحده أو الغلاف فقط.
- دلالة الدار على الغرف والسور.
- دلالة لفظ الإنسان على الحيوان وحده أو الناطق وحده.
والدلالة التضمنية فرع عن الدلالة التطابقية لأنها دلالة على الجزء بعد الدلالة على الكل.
لذلك لما نذكر لفظ (كتاب) بدون أي توضيح يتبادر لنا أي قسم ؟
الدلالة المطابقية لأنها الدلالة الأصلية.

3-الدلالة الالتزامية:
إذا كان اللفظ يدل على معنى خارج عن معناه الموضوع له، لازم له.
مثال: حينما نقول اشتريت داراً، فكلمة الدار هذه تشمل الطريق الذي هو خارج عنه لكنه لازم له.
فالطريق غير داخل في الدلالة التطابقية ولا الدلالة التضمنية بل هو من الدلالة الالتزامية.
مثال: كدلالة سقف البيت على الجدار، فالسقف ليس جزء من الجدار ولا مطابق له.
يوجد شرط في الدلالة الالتزامية:
وهو وجود التلازم الذهني بين معنى اللفظ (الدار) مثلا والمعنى الخارج اللازم (الطريق لها) وينبغي أن يكون التلازم راسخاً في الذهن، بحيث ينتقل الذهن من سماع اللفظ إلى لازمه مباشرةً.

قلنا أن الألفاظ لها أهمية للمنطق من حيث دلالتها على المعنى
والألفاظ لها تقسيمات متعددة منها :
١- تقسيم للفظ بما هو لفظ واحد.
٢- تقسيم للألفاظ المتعددة.
٣- تقسيم للفظ مطلقا باعتبار دلالته على المعنى.

التقسيم الأول للفظ:
(تقسيم اللفظ الواحد باعتبار المعنى الموضوع والمستعمل فيه)
وهو ينقسم إلى عدة أقسام:

1- اللفظ المختص:
هو اللفظ الذي ليس له إلا معنى واحد مختص به.
مثل: شمس / جبل / حديد
كل لفظ منهم له معنى واحد مختص به.
2-اللفظ المشترك:
هو اللفظ الذي تعدد معناه أي له أكثر من معنى وقد وضع للجميع كلاً على حدة ولم يسبق وضعه لبعضها على وضعه للآخر.
مثال: لفظ (عين) وضع لـ :
العين الجارية/ العين الباصرة/ العين الجاسوسية.
3-اللفظ المنقول:
هو اللفظ الذي تعدَّد معناه وقد وضع للجميع كالمشترك، مع فارقٍ بينهما وهو: أن الوضع لأحدها مسبوق بالوضع عن الآخر مع ملاحظة المناسبة للمعنيين في الوضع اللاحق.
بمعنى أنه : لفظ وُضع لمعنى ثم استعمل في معنى آخر لوجود مناسبة بين المعنيين وهجر معناه في المعنى الأول الذي وُضع له.
مثال:
الصلاة فقد وضعت أوَّلاً للدعاء، ثم نُقِلَت في الشرع الإسلامي لهذه الأفعال المخصوصة من قيام وركوع وسجود ..
ويعتبر هذا نقل شرعي.
وأيضا الحج كان المقصود به (القصد)، وبعدها أصبح للفريضة وهي قصد مكة المكرمة.
- (السيارة) كانت لمعنى القافلة التي تسير ثم أصبحت لهذه العربة.
و لكن: هجر معناها الأول و يعتبر هذا منقول عرفي.
ويوجد منقولات أخرى :
منقول علمي/ منقول نحوي وغيرها.

4-اللفظ المرتجل:
هو كالمنقول بلا فرق إلا أنه لم تُلْحَظ فيه المناسبة بين المعنيين، أي هو لفظ وُضع لمعنى ثم استعمل في معنى آخر مع عدم المناسبة بينهما ولم يهجر معناه الأول.
مثل: أسماء الأعلام والبلدان.
عندما يسمى شخص بإسم (أسد – شمس - قمر) لا مناسبة بينه وبين المعنى الموضوع له اللفظ ( ذلك الحيوان أو ذلك الكوكب).
مع ملاحظة عدم هجران المعنى الأول للأسد أو الشمس أو القمر.

5-اللفظ الحقيقي و اللفظ المجازي:
اللفظ الحقيقي:
هو اللفظ المُستعمل في معناه الذي وُضع له.
مثال: لفظ (أسد) نستعمله لذلك الحيوان المفترس.
اللفظ المجازي:
هو اللفظ المُستعمل في غير معناه الذي وُضع له لوجود علاقة بين المعنى المستعمل فيه والمعنى الموضوع له .
مثال: (الاسد) حينما تستعمل للرجل الشجاع، لعلاقة المشابهة بين الشجاع والأسد في الجرأة والإقدام.
نلاحظ : في الفاظ الحقيقة والمجاز نراعي فيهما ناحية الاستعمال.
لكن: اللفظ المختص نراعي فيه الوضع وليس الاستعمال.
المجاز يحتاج إلى قرينة تصرف اللفظ عن المعنى الحقيقي، فإذا لم تذكر القرينة يتبادر المعنى الأصلي وهو الحقيقي.
مثال:
رأيت أسدا يكتب ؟
الأسد لا يقصد به المعنى الحقيقي وذلك لوجود القرينة وهي الكتابة.
فإذا كان يقصد به اسم لشخص فهو لفظ مرتجل.
ويكون مجاز إذا قصدنا به وصف الشجاعة، ويتضح أكثر في: أنت أسد في الحروب
المنقول ينقسم إلى قسمين:
١-تعييني.
٢-تعيّني.
إذا كان الاسم بوضع واضع وتعيينه المسبق يكون تعييني
أما إذا لم يكن كذلك وإنما كان من كثرة الاستعمال يكون تعيّني.

انتهى الدرس,,,,

نسألكم الدعاء والفاتحة تسبقها صلوات مهداة لأرواح المؤمنين والمؤمنات,,