عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-12-2017, 07:41 PM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس الثالث: مبحث الألفاظ + الدلالة .

ذكرنا تعريف علم المنطق بأنه:
آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر.
أي أن علم المنطق لا يتعامل إلا مع المعقولات والمعاني والمدركات
الذهنية ولا علاقة له بالألفاظ .

فلماذا نتحدث عن الألفاظ هنا ؟
من الواضح أن التفاهم مع الناس ونقل الأفكار بينهم يكون عن طريق هذه لألفاظ. والألفاظ قد يقع فيها التغيير والخلط، فاحتاج المنطقي إلى أن يبحث فيها.

البحث اللفظي في المنطق ليس كما في النحو لمعرفة الألفاظ وإعرابها مرفوعة أو منصوبة أو ....
وإنما تطرق المنطقي للألفاظ وقسمها إلى أقسام مختلفة باعتبار دلالتها على المعاني .

فعندما يريد شخص التكلم مع شخص آخر عن الشجرة مثلا فإما أن يذهب لها أو يحضرها مباشرة.

ولكن لما في هذه الطريقة من تكلفة وعناء، ألهمه الله تعالى أن يضع
لكل معنى يعرفه ويحتاج التفاهم عنه لفظا خاصا ليحضر المعاني بالألفاظ بدلا من إحضارها بنفسها.

لذلك فإنه يستخدم لفظ (شجرة)، أو ممكن أن يكتب (شجرة) فتنطبع في ذهن الآخر صورة الشجرة.

فنلاحظ أن الشجرة أو أي موجود آخر له أربعة وجودات:
١- وجود خارجي.
٢- وجود ذهني.
٣- وجود لفظي.
٤- وجود كتبي.

اثنان منهم حقيقيان ليسا من وضع واضع وهما:
الخارجي - الذهني .
واثنان اعتباريان أي بوضع واضع وجعل جاعل وهما:
اللفظي - الكتبي.

- لفظ (شجرة ) موضوعة في اللغة العربية.
لكن في اللغة الانجليزية تختلف فهي (Tree).
لكن حقيقتها الخارجية، وصورتها الذهنية لم تختلف ولم تتغير في اللغتين.

(والوجود اللفظي والكتبي) بالرغم من كونهما اعتباريين إلا أن لهما دور
رئيس في التفكر الذي هو انتقال من مفهوم إلى آخر، فتحضر المعاني بالألفاظ بدلا من إحضارها بنفسها وذلك بسبب قوة ارتباط اللفظ بالمعنى وعلاقته بالذهن، وهذا الارتباط ينشأ من العلم بالوضع وكثرة الاستعمال،
فهذه الألفاظ الدالة على المعاني تلتصق التصاق تام بالمعنى.

فعندما يسمع السامع لفظ معين ينتقل ذهنه إلى المعنى ويغفل عن
اللفظ وخواصه وكأنهما شيء واحد.
لذا نلاحظ ضرورة اختيار اللفظ الصحيح المُعبِّر عن المعنى.
فعندما نُعبر بلفظ غير واضح نعلم أن المستمع لم يصل إلى ما نريده من معنى
فيحصل الخلط والاشتباه.

إذا وجد اللفظ كأنما وجد المعنى، كذلك الوجود الكتبي : إذا وجد الخط والكتابة وجد اللفظ ومن ثم وجد المعنى تبعا.

ذكرنا أن اللفظ يدل على المعنى من هنا ندخل في موضوع:
(الدلالة)

مثلا:
لو سمعنا رنّة الجوال فسوف نتتقل إلى الجوال لنسمع ونتكلم مع الطرف المتصل بنا، فالرنّة دلّت على وجود شخص يريد التكلم معنا.

إذا:
• الرنّة هي دال.
• وجود الشخص المتصل هو مدلول.
• وهذه العلاقة الذهنية بينهما هي الدلالة.
( دال + مدلول = دلالة )

تعريف الدلالة:
كون الشيء بحالة إذا علمت بوجوده انتقل ذهنك إلى وجود شيء آخر.
أو
العلاقة القائمة بين شيئين اللذين يدل أحدهما (الدال) على الآخر (المدلول).
وذلك بسبب وجود تلازم بينهما.

فنحن أدركنا الأول(طرقة الباب / رنّة الجوال).مثلا ومنه علمنا بالثاني
وهو وجود شخص خلف الباب/أو الشخص المتصل بالرغم أننا لم نره.
وهذا بسبب الملازمة بينهما.

وبسبب اختلاف نوع الملازمة بين الأشياء، قسموا الدلالة إلى ثلاثة أقسام:
1-دلالة عقلية.
2-دلالة طبعية.
3-دلالة وضعية.

مثلا :
عند رؤية الدخان ينتقل الذهن مباشرة إلى وجود النار .
س/ مالدال والمدلول هنا ؟
الدال دخان.
المدلول نار.
العلاقة بينهما أوالتلازم بينهما تلازم ذاتي فهذا الشيء لا ينفك مهما تغير الزمان والمكان.
فهو تلازم ذاتي يدركه العقل.

فهذه أول أقسام الدلالة: الدلالة العقلية
يكون التلازم بين الشيئين (الدال والمدلول) تلازم ذاتي يدركه العقل،
وهو أبدي لا ينفك لا يختلف ولا يتخلف باختلاف الزمان والمكان.

مثال آخر :
صوت المتكلم من خلف الباب يدل على وجود المتكلم نفسه.
وهنا أيضا تلازم ذاتي عقلي ، لكن بما أن صوت المتكلم يكون بالألفاظ
تكون الدلالة هنا دلالة عقلية لفظية.

س/ لكن مثال النار هل هو ألفاظ ؟
لا ، لذلك فهو دلالة عقلية غير لفظية.

أي أن الدلالة العقلية تنقسم إلى قسمين:
١- دلالة غير لفظية.
٢- دلالة لفظية.

القسم الثاني من الدلالة: الدلالة الطبعية
يكون التلازم بين الشيئين الدال والمدلول تلازم طبعي أي وفق
مقتضى طبع الإنسان، وهو يختلف ويتخلف باختلاف طباع الناس.

مثال :
قول كلمة (آه / آخ) تدل على الألم وتألم المريض.
الدال : آه
المدلول: التألم.
لكنها ليست علاقة أو دلالة ذاتية وأبدية وإنما قد تختلف وتتخلف.
- فقد يكون شخص مريض ولا يقول: (آه).
- أو العكس يقول: (آه) لكنه ليس بمريض.
وبما أنه استخدم ألفاظ (آه / أخ)
تكون هذه الدلالة: دلالة طبعية لفظية.

مثال آخر :
حمرة الوجة تدل الخجل .
هذا من طبع الإنسان لكن ليس دائما فالبعض يخجل بدون احمرار
للوجه.
وهذه دلالة طبعية غير لفظية.

وهذا الفرق بين الطبعية والعقلية.
أن العقلية أبدية.
لكن الطبعية ليست أبدية.

والدلالة الطبعية تنقسم أيضا إلى قسمين:
١- دلالة غير لفظية.
٢- دلالة لفظية.

القسم الثالث والأخير من الدلالة: الدلالة الوضعية
يكون التلازم بين الشيئين الدال والمدلول تلازم وضعي ينشأ من التواضع والاصطلاح، فهو ليس ذاتي ولا طبعي، وإنما وضعه الإنسان لتسهيل أمور حياته.

مثل : (إشارات المرور - الرموز الحسابية – الهندسية)
كل رمز يدل على شيء، وهذه دلالة غير لفظية.

أما الدلالة الوضعية اللفظية
فهي كل الألفاظ الموضوعة للدلالة على معنى معين.

أي أن الدلالة الوضعية تنقسم أيضا إلى قسمين:
١- دلالة غير لفظية.
٢- دلالة لفظية.
والمنطقي ينصب اهتمامه بالدلالة الوضعية اللفظية.
ولها أقسام أيضا لكن نأخذها في الدرس القادم إن شاء الله.


الخلاصة :
الدلالة تنقسم إلى:
• الدلالة العقلية :
• لفظية .
• غير لفظية.

• الدلالة الطبعية:
• لفظية.
• غير لفظية.

• الدلالة الوضعية:
• لفظية.
• غير لفظية.

انتهى,,,,

التعديل الأخير تم بواسطة كوثر حسين ; 11-12-2017 الساعة 07:45 PM
رد مع اقتباس