عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-01-2017, 01:28 AM
كوثر حسين كوثر حسين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 185
Post الدرس الثاني من منطق المقرر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الدرس الثاني: التصور والتصديق.

انتهينا في الدرس السابق بتوضيح الفرق بين العلم الحضوري والحصولي.
والمنطق عبارة عن قواعد التفكير الصحيح، أو آله قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر.
فإنه – أي المنطق - يتعلق بالعلم المعرض للخطأ وهو العلم الحصولي.

وذكرنا أن العلم الحصولي ينقسم إلى: تصور وتصديق، وهما من أهم المصطلحات المنطقية العامة.
ما المراد بالتصور والتصديق ؟
التصور:
هو الإدراك المجرد للأشياء الذي لا يحتاج إلى حكم .
التصديق:
هو الإدراك الذي يحتاج إلى حكم واعتقاد.
مثل: إدراكنا لـ ( الشجر – الاحتراق)
هو مجرد انطباع صورة الشجر، ومعنى الاحتراق في الذهن. فهذا تصور وليس تصديق.


لكن إدراكنا لـ (الشجر قابل للاحتراق) فيه:
• تصورنا الشجر
• وتصورنا للاحتراق
• وتصورنا هذه الرابطة بينهما
وهي قابلية الشجر للاحتراق
فهي (تصور + مع حكم) أي تصديق.

حتى نتعرف على مجالات التصور ومجالات التصديق نحتاج إلى هذه المقدمة:

* الالفاظ باعتبار معانيها تنقسم إلى قسمين:
١- المفرد: وهو ما لا يدل جزؤه على جزء معناه.
مثل: (محمد) فإن أجزائه هي: (م - ح - م – د)
فكل جزء منها لا يدل على شخص محمد.

٢- المركب: وهو ما يدل جزؤه على جزء معناه.
مثل: ( محمد نبي)
فإن أجزائه (محمد – نبي) وكل منها يدل على جزء المعنى:
• محمد: يدل على شخص محمد.
• نبي: يدل على المتصف بالنبوة.
فالمركب هنا فيه إدراك وحكم بالتالي يكون (التصديق).

مثال: (كتاب زينب ..) هل فيه حكم ؟
لا حكم فيها لأنها جملة ناقصة (مضاف ومضاف إليه).
مثال:
(اذهبوا لاجتماع الدمام هذا الاسبوع) هل فيه حكم ؟
لا حكم فيها لأنها جملة انشائية أمر.
س/ ماهي صيغ الإنشاء ؟
الامر - النهي-الاستفهام-التعجب- النداء –التمني وغيرها
وكل موارد الانشاء لا حكم فيها ولا تصديق.


إذن:
من هنا يتبين أن الموارد التالية لا يكون فيها تصديق، بل فيها تصور مجرد فقط هي:
١- المفرد: سواء كان كلمة أو فعل أو حرف.
٢- المركب الناقص (الجملة الناقص.)
٣-المركب التام الإنشائي (الجملة الانشائية)
٤-المركب التام الخبري (الجملة الخبرية التامة): في حالة الشك والوهم هو تصور أيضا.

مثل: الغول مخيف.
لا نحكم عليها بالصدق أو الكذب لأننا لا نعرف الغول ولم نره.


المورد الوحيد الذي فيه تصديق هو:
المركب الخبري التام(الجملة الخبرية التامة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

لما يعرض علينا خبر ما مثل( محمد ناجح ) فتكون لنا فيه أربع حالات :
١-لا نجوّز فيه إلا طرفا واحدا من هذا الخبر إما الوقوع أو العدم. وهذا يسمى اليقين.
س/ ما هو اليقين ؟
هو أن تصدق بمضمون الخبر ولا تحتمل كذبه، أو تصدق بعدمه ولا تحتمل صدقه.
فنحن على يقين بأن محمد ناجح، أو على يقين بأنه لم ينجح.


وإما أن نجوّز ونحتمل الطرفين معا ويكون له ثلاث صور من ناحية الاحتمال والترجيح:
١- فإذا تساوى الطرفان في الاحتمال يكون هذا *الشك*
وإذا ترجح أحدهما على الآخر:*
٢- الراجح يكون هو *الظن* .
٣- المرجوح يكون *وهم*.

أي أن الحالات الأربع هي: اليقين، الشك، الظن، الوهم .
والتصديق يأخذ قسمين فقط:
• اليقين.
• الظن.

أما :
• الوهم .
• الشك .

هما من أقسام *الجهل*.

س/ ماهو الجهل؟
هو عدم العلم لمن له خاصية الاستعداد للتعلم وهذا ما يسمى (بالملكة والعدم)، وهذا نوع من أنواع التباين والتقابل وإن شاء الله نفصل فيه في درس الترادف والتباين.

والجهل أيضا على قسمين:

١- *الجهل البسيط:* أن يجهل الشيء وهو عالم بجهله.
٢-*الجهل المركب:* أن يجهل الشيء وهو جاهل بجهله.(أي يجهل بالشيء وهو لا يعلم بجهله هذا)
فهو يتركب من جهلين:
١-جهل بهذا الشي.
٢-وجهل بعدم علمه.

قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)

شبهة:

البعض يتصور أن الجهل المركب من العلم
باعتبار أن الجاهل المركب عنده *يقين* بتصوره واعتقاده (وإن كان مخالفا للواقع) فهو علم - أي أن *اليقين* من أقسام التصديق وهو من أقسام العلم الحصولي-
لكن هذا غير صحيح، فالجهل المركب مقابل للعلم فكيف يكون من أقسامه؟!
العلم والجهل متقابلان فلا يكون الجهل المركب من العلم.

والعلم بالشيء: معناه حصول صورة ذلك الشيء في الذهن، فإذا حضرت صورة غيره لم يكن علما به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

ويوجد تقسيم آخر للعلم (سواء كان تصور أو تصديق) بحيث ينقسم إلى قسمين:
١-الضروري(البديهي):
وهوما لا يحتاج في حصوله إلى كسب ونظر وفكر.
٢- النظري (الاكتسابي):
وهو *ما* يحتاج في حصوله إلى كسب ونظر وفكر.
مثال : (الكل أكبر من جزئه)
هل هذا تصور أم تصديق ؟ وهل هو نظري أم ضروري ؟
تصديق لأنه جملة خبرية تامة / و ضروري بديهي.
مثال: (الأرض تدور حول الشمس)
تصور أم تصديق ؟ نظري أم ضروري ؟
تصديق / نظري.
مثال:(مفهوم الشجرة)
تصور أم تصديق ؟ نظري أم ضروري ؟
تصور / ضروري.
مثال: (حقيقة الروح)
تصور أم تصديق ؟ نظري أم ضروري ؟
تصور / نظري.

أُشير في الكتاب إلى أنه لا بد من توجه النفس بأحد أسباب التوجه لتدرك العلم البديهي الضروري.
وأسباب التوجه هي:*
1-الانتباه وعدم الغفلة: وهذا شرط ضروري في جميع البديهات.
فالغافل لا يرى الصور أمامه وإن كان قوي البصر وهكذا.

2-سلامة الذهن: وهذا شرط ضروري في جميع البديهات.
ففاقد العقل ومريض الذهن مثلا لا يدرك أن النار محرقة.

-3سلامة الحواس: وهذا خاص بالبديهيات المتوقفة على الحواس الخمس.
ففقدان حاسة من الحواس ينتج عدم القدرة على إدراك ما يتوقف إدراكه على تلك الحاسة.
كفاقد البصبر يفقد كثيراً من علم المنظورات.

-4فقدان الشبهة: كأن يؤلف الذهن دليلا فاسدا يناقض بديهة من البديهيات ويغفل عما فيه من المغالطات .وبالتالي يشك في تلك البديهية أو ينكرها.
5-عملية غير عقلية: أي ان البديهة تحتاج إلى عمليات لكن تكون غير عقلية.
كعملية النظر للمرئيات أو الاستماع للمسموعات او التجربة في التجريبيات.
وهذا عكس الفكر والنظر

فالفكر والنظر: إجراء عملية عقلية في المعلومات الحاضرة للوصول إلى المعلومات المجهولة.
أو حركة العقل بين المعلوم والمجهول.
أي حركة العقل من المجهول المعلوم إلى ، ومن المعلوم إلى المجهول.
ففي حال مواجهة مشكلة مجهوله العقل يحضر المعلومات المتوفره لديه المناسبة لحل هذه المشكله.

وهذه الحركة تمر بخمسة أدوار:
١-مواجهة المشكل (المجهول)
٢-معرفة نوع المجهول والمشكل هل هو من المسائل الطبية أو الأدبية أو الفيزيائية.
ثم تبدأ حركة العقل :
٣- حركة العقل (أولا) من المشكل إلى المعلومات المخزنة لديه (تسمى الحركة الذاهبة)
٤- حركة العقل (ثانيا) بين المعلومات للفحص عنها وتأليف وتركيب ما يناسب (تسمى الحركة الدائرية).
٥- حركة العقل (ثالثا) من المعلومات التي استطاع تأليفها من معلوماته إلى الاستنتاج المطلوب ومعرفة المجهول (تسمى الحركة الراجعة)
وهذه الخطوات الخمس يقوم بها الشخص خلال ثواني معدودة
فالادوار٣-٤-٥ هي الفكر او النظر وقد تكون لشخص قوة حدس فيستغني عن ١ و ٢وينتقل مباشرة من ٣ إلى ٥ من المعلومات إلى المجهول.
لذلك القضية الواحدة تختلف من شخص لآخر على حسب قوة الحدس.

ملاحظة:
انتبهو للربط بين الموضوعات الكتاب متسلسل لو فهمنا العلاقة بين البحوث.
مثلا: لماذا بعد العلم .. ذكر العلم الحضوري والحصولي ؟
ولما بعد التصور والتصديق ..ذهب للمفرد والمركب, وهكذا
لترسموا خريطة ذهنية واضحة تسهل عليكم الانتقال من معلومة لأخرى.



انتهى الدرس,,,,




نسألكم الدعاء والفاتحة تسبقها صلوات مهداة لأرواح المؤمنين والمؤمنات,,
رد مع اقتباس